التضخم الأساسي الياباني يتباطأ... لكن يظل أعلى من هدف المركزي

البيانات القوية للناتج واتفاقية التجارة تعززان مبررات رفع أسعار الفائدة

عمال في متجر للأغذية بأحد الأسواق الشعبية في العاصمة اليابانية طوكيو (أ ف ب)
عمال في متجر للأغذية بأحد الأسواق الشعبية في العاصمة اليابانية طوكيو (أ ف ب)
TT

التضخم الأساسي الياباني يتباطأ... لكن يظل أعلى من هدف المركزي

عمال في متجر للأغذية بأحد الأسواق الشعبية في العاصمة اليابانية طوكيو (أ ف ب)
عمال في متجر للأغذية بأحد الأسواق الشعبية في العاصمة اليابانية طوكيو (أ ف ب)

تباطأ التضخم الأساسي في اليابان، للشهر الثاني على التوالي، في يوليو، لكنه بقي أعلى من هدف البنك المركزي البالغ 2 في المائة، مما يُبقي توقعات السوق قائمة برفع أسعار الفائدة مرة أخرى في الأشهر المقبلة.

وأظهرت بيانات حكومية، يوم الجمعة، أن مؤشر أسعار المستهلك الأساسي على مستوى البلاد، الذي يستثني الأغذية الطازجة، ارتفع بنسبة 3.1 في المائة في يوليو (تموز) مقارنة بالعام السابق، وهي وتيرة أسرع من متوسط ​​توقعات السوق التي كانت تشير إلى ارتفاع بنسبة 3.0 في المائة.

وكان الارتفاع أقل من الزيادة البالغة 3.3 في المائة، في يونيو (حزيران)، ويعزى ذلك بشكل كبير إلى التأثير الأساسي لزيادة أسعار الطاقة، العام الماضي، التي جاءت نتيجةً لإلغاء الدعم الحكومي لكبح فواتير الوقود.

وصرح كازوتاكا مايدا، الخبير الاقتصادي في معهد «ميجي ياسودا» للأبحاث، قائلاً: «من الواضح أن التضخم يتباطأ مقارنةً بشهر مايو (أيار)، عندما بلغ 3.7 في المائة. ومن المتوقَّع أن يستمر في التراجع لبقية العام نتيجةً لاعتدال ارتفاع أسعار الأرز، واستئناف دعم الطاقة». وأضاف: «مع ذلك، لا يزال التضخم مرتفعاً. ولا يزال وضع الأسعار يدعم موقف بنك اليابان (المركزي) لرفع أسعار الفائدة»، موضحاً أن رفع أسعار الفائدة قد يأتي في وقت مبكر من أكتوبر (تشرين الأول).

وانخفضت أسعار الطاقة بنسبة 0.3 في المائة، وهو أول انخفاض سنوي منذ مارس (آذار) من العام الماضي. لكن تضخم أسعار المواد الغذائية، باستثناء المنتجات الطازجة المتقلبة، تسارَع إلى 8.3 في المائة في يوليو من 8.2 في المائة في يونيو، مما يشير إلى أن ارتفاع تكاليف المعيشة لا يزال يضغط على الأسر.

وارتفع مؤشر منفصل يستبعد تكاليف الأغذية الطازجة والوقود - الذي يراقبه بنك اليابان من كثب كمقياس للأسعار المدفوعة بالطلب المحلي - بنسبة 3.4 في المائة في يوليو مقارنة بالعام السابق، بعد أن ارتفع بنفس المعدل في يونيو.

وأبقى ارتفاع تكاليف الأغذية والمواد الخام معدل التضخم الأساسي في اليابان أعلى من هدف بنك اليابان البالغ 2 في المائة لأكثر من 3 سنوات، مما أثار قلق بعض صانعي السياسات بشأن تأثيرات الأسعار في الجولة الثانية.

وانسحب بنك اليابان، العام الماضي، من برنامج تحفيز ضخم استمر عقداً من الزمان، ورفع أسعار الفائدة قصيرة الأجل إلى 0.5 في المائة في يناير (كانون الثاني)، على أمل أن اليابان تقترب من تحقيق هدف التضخم البالغ 2 في المائة بشكل دائم.

وفي حين عدّل البنك المركزي توقعاته للتضخم، الشهر الماضي، شدد المحافظ كازو أويدا على ضرورة توخي الحذر بشأن أي زيادات أخرى في أسعار الفائدة، نظراً للضرر المتوقع على الاقتصاد من الرسوم الجمركية الأميركية.

وأظهر الاقتصاد الياباني مرونةً، رغم أن الرسوم الجمركية الأميركية الشاملة تُقلل من الصادرات. وأدت بيانات الناتج المحلي الإجمالي القوية غير المتوقعة للربع الثاني من العام الماضي، إلى جانب اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة واليابان، التي أُبرمت الشهر الماضي، إلى تعزيز توقعات السوق بتجنب ركود اقتصادي ناجم عن الرسوم الجمركية، مما عزَّز مبررات رفع أسعار الفائدة مرة أخرى في وقت لاحق من هذا العام.

ويشير بعض المحللين أيضاً إلى ضغوط واشنطن لزيادة أسعار الفائدة، في أعقاب تصريحات نادرة وصريحة من وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، الذي قال إن بنك اليابان «متخلّف عن الركب» في سياسته.

وأظهر أحدث استطلاع رأي أجرته «رويترز» أن 63 في المائة من الاقتصاديين الذين شملهم الاستطلاع هذا الشهر يتوقعون أن يرفع البنك المركزي تكاليف الاقتراض الأساسية إلى 0.75 في المائة على الأقل، من 0.50 في المائة حالياً، بحلول نهاية هذا العام، بزيادة عن توقعات بنسبة 54 في المائة في استطلاع الشهر الماضي.


مقالات ذات صلة

الجدعان: نظام رقابة مالي جديد يحمي المال العام ويرصد المخاطر مبكراً

الاقتصاد وزير المالية السعودي محمد الجدعان (الشرق الأوسط)

الجدعان: نظام رقابة مالي جديد يحمي المال العام ويرصد المخاطر مبكراً

أكد وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، أن نظام الرقابة المالية الجديد يعد تحولاً جوهرياً في منهجية الرقابة، عبر نموذج أكثر مرونةً وشمولاً، يركز على التمكين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
آسيا صورة غير مؤرخة لمنظر طبيعي وبحيرة في ريف كابل بأفغانستان (شاتر ستوك)

المعادلة العابرة لأفغانستان... ساحة تنافس أم مجال لمصلحة مشتركة؟

لم تعد عودة إحياء «الممر العابر لأفغانستان» مجرد مشروع نقل بديل، بل باتت مؤشراً حاسماً على الكيفية التي ستتموضع بها دول آسيا الوسطى جيوسياسياً في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد - كابل )
الاقتصاد مقر شركة «بايت دانس» الصينية في مدينة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا الأميركية (إ.ب.أ)

«بايت دانس» الصينية توافق على صفقة انتقال إدارة «تيك توك الأميركي»

وقّعت شركة «بايت دانس» الصينية، المالكة لتطبيق «تيك توك»، يوم الخميس، اتفاقيات ملزمة لنقل إدارة عمليات التطبيق في الولايات المتحدة إلى مجموعة من المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - بكين)
الاقتصاد مبنى البنك المركزي الروسي في موسكو (رويترز)

«المركزي الروسي» يخفّض الفائدة إلى 16% مع تباطؤ التضخم

خفض البنك المركزي الروسي يوم الجمعة سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 50 نقطة أساس ليصل إلى 16 في المائة، بما يتماشى مع توقعات المحللين، وسط تباطؤ التضخم.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد سفينة الحاويات «ميرسك هانغتشو» تبحر في قناة وييلينغن بويسترسشيلد (رويترز)

«ميرسك» تُكمل أول رحلة لها في البحر الأحمر منذ عامين تقريباً

أعلنت شركة الشحن الدنماركية «ميرسك» يوم الجمعة أن إحدى سفنها نجحت في عبور البحر الأحمر ومضيق باب المندب لأول مرة منذ نحو عامين.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن )

بلغت 3.7 مليار دولار.. 26 % زيادة في تحويلات المصريين بالخارج خلال أكتوبر

مقر البنك المركزي المصري بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مقر البنك المركزي المصري بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

بلغت 3.7 مليار دولار.. 26 % زيادة في تحويلات المصريين بالخارج خلال أكتوبر

مقر البنك المركزي المصري بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مقر البنك المركزي المصري بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

أعلن البنك المركزي المصري، الأحد، أن تحويلات المصريين العاملين في الخارج ارتفعت بمعدل 26.2 في المائة خلال أكتوبر (تشرين الأول) 2025، لتسجل 3.7 مليار دولار، مقارنة مع نحو 2.9 مليار دولار في أكتوبر 2024.

وقال المركزي في بيان صحافي: «حققت تحويلات المصريين العاملين بالخارج تدفقات قياسية خلال الشهور ⁠العشر الأولى من العام ‌الحالي... لتسجل نحو ‍33.9 ‍مليار دولار مقابل ‍نحو 23.7 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام السابق. ​وعلى المستوى الشهري، ارتفعت التحويلات خلال ⁠شهر أكتوبر 2025 بمعدل 26.2 في المائة لتسجل نحو 3.7 مليار دولار مقابل نحو 2.9 مليار دولار خلال شهر أكتوبر 2024».


دعم شراء السيارات الكهربائية في ألمانيا قد يعزز الواردات من الصين

سيارات «بي واي دي» الكهربائية تنتظر التحميل في ميناء ليانيونقانغ بمقاطعة جيانغسو الصينية (رويترز)
سيارات «بي واي دي» الكهربائية تنتظر التحميل في ميناء ليانيونقانغ بمقاطعة جيانغسو الصينية (رويترز)
TT

دعم شراء السيارات الكهربائية في ألمانيا قد يعزز الواردات من الصين

سيارات «بي واي دي» الكهربائية تنتظر التحميل في ميناء ليانيونقانغ بمقاطعة جيانغسو الصينية (رويترز)
سيارات «بي واي دي» الكهربائية تنتظر التحميل في ميناء ليانيونقانغ بمقاطعة جيانغسو الصينية (رويترز)

توقعت شركة الاستشارات الإدارية «ديلويت» أن تؤدي الحوافز التي أعلنتها الحكومة الألمانية لشراء السيارات الكهربائية إلى زيادة كبيرة في المبيعات، لكنها حذرت بأن غياب إجراءات وقائية قد يجعل البرنامج يصب في مصلحة المنافسين الصينيين.

وقدر خبراء «ديلويت» أن يصل عدد السيارات الكهربائية الإضافية المبيعة في ألمانيا إلى 180 ألف سيارة سنوياً، معظمها سيارات تعمل بالبطارية فقط، فيما يمكن أن يغطي صندوق الدعم، البالغ 3 مليارات يورو، حتى عام 2030 نحو 750 ألف سيارة إضافية على الطرق الألمانية.

وأشار هارالد بروف، خبير قطاع السيارات في «ديلويت»، إلى أن الإنتاج الأوروبي لن يكفي لتلبية الطلب بالكامل، داعياً إلى ربط الدعم بمنطقة التصنيع، وقال: «لتحقيق دعم فعلي لصناعة السيارات الأوروبية، يجب وضع معايير لـ(المحتوى المحلي) حتى لا نخاطر بتمويل واردات من الصين بأموال الضرائب الألمانية».

ويقصد بـ«المحتوى المحلي» نسبة القيمة المضافة التي تُنتَج داخل المنطقة وليس استيرادها.

وكانت الحكومة الألمانية أعلنت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عن إعادة العمل بحوافز شراء السيارات الكهربائية، على أن يبدأ البرنامج العام المقبل.

وتشمل الحوافزُ شراءَ أو استئجارَ سياراتٍ كهربائية بحتةٍ أو هجين قابلة للشحن، وتستهدف الأسر ذات الدخل المحدود، حيث حُدد سقف الدخل السنوي عند 80 ألف يورو للأسرة، مع إضافة 5 آلاف يورو لكل طفل؛ مع طفلين بحد أقصى.

ووفق الوضع الحالي، فسيطلق البرنامج دون تطبيق معايير «المحتوى المحلي» التي تطالب بها «ديلويت». وأكدت وزارة البيئة الألمانية أنها تعمل على وضع قواعد متوافقة مع «الاتحاد الأوروبي» لتطبيقها لاحقاً ضمن البرنامج.

يأتي ذلك في وقت تواجه فيه شركات السيارات الصينية فائض إنتاج كبيراً وتبحث عن أسواق خارجية لتعزيز أرباحها.


الجدعان: نظام رقابة مالي جديد يحمي المال العام ويرصد المخاطر مبكراً في السعودية

وزير المالية السعودي محمد الجدعان (الشرق الأوسط)
وزير المالية السعودي محمد الجدعان (الشرق الأوسط)
TT

الجدعان: نظام رقابة مالي جديد يحمي المال العام ويرصد المخاطر مبكراً في السعودية

وزير المالية السعودي محمد الجدعان (الشرق الأوسط)
وزير المالية السعودي محمد الجدعان (الشرق الأوسط)

كشف وزير المالية السعودي محمد الجدعان عن أن نظام الرقابة المالية الجديد يمثل «تحولاً جوهرياً» في منهجية الرقابة، عبر نموذج أكثر مرونةً وشمولاً، يرتكز على التمكين وحماية المال العام، ويسهم في تعزيز الرقابة التقنية، والكشف المبكر عن المخاطر ومعالجتها بكفاءة.

وجاءت تصريحات الجدعان خلال فعاليات النسخة الأولى من «ملتقى الرقابة المالية»، الأحد، في الرياض، حيث شدد على أن بناء منظومة رقابية حديثة لا يكتمل من خلال الأنظمة وحدها، بل عبر الاستثمار في الكفاءات الوطنية، وتعزيز ثقافة العاملين داخل المؤسسات، مؤكداً أن التطوير الحقيقي تقوده العقول قبل اللوائح.

وأشار وزير المالية إلى نجاح التحول في نظام المراقبة، لافتاً إلى أن هذا النجاح يعتمد على تضافر الجهود بين الجهات ذات العلاقة، في مقدمتها وزارة المالية والديوان العام للمحاسبة، بما يضمن رفع جودة الحوكمة على المال العام، وتحسين الاستجابة للمخاطر قبل تفاقمها.

وانعقد الملتقى تحت عنوان «رفع الوعي بأهمية الرقابة المالية وتعظيم أثرها»، بتنظيم مشترك بين الديوان العام للمحاسبة ووزارة المالية، وبحضور عدد من القيادات العليا والمختصين في المالية العامة، وذلك في قاعة المؤتمرات بالمقر الرئيس للديوان العام للمحاسبة في مدينة الرياض.

يأتي تنظيم الملتقى في إطار التعاون القائم والأدوار التكاملية بين الديوان العام للمحاسبة ووزارة المالية في مجال الرقابة المالية على إيرادات الدولة ومصروفاتها وكافة أموالها المنقولة والثابتة، إلى جانب تعزيز التزام الجهات الحكومية بالأنظمة واللوائح والقرارات والتعليمات ذات الصلة، بما يدعم كفاءة الإنفاق ويرسخ مبادئ الشفافية والمساءلة.