رغم مخاوف الرسوم... «وول مارت» تحقق نمواً قوياً في الأرباح والمبيعات بالربع الثاني

سيارات متوقفة خارج أحد متاجر «وول مارت» في أوشنسايد بكاليفورنيا (رويترز)
سيارات متوقفة خارج أحد متاجر «وول مارت» في أوشنسايد بكاليفورنيا (رويترز)
TT

رغم مخاوف الرسوم... «وول مارت» تحقق نمواً قوياً في الأرباح والمبيعات بالربع الثاني

سيارات متوقفة خارج أحد متاجر «وول مارت» في أوشنسايد بكاليفورنيا (رويترز)
سيارات متوقفة خارج أحد متاجر «وول مارت» في أوشنسايد بكاليفورنيا (رويترز)

سجلت «وول مارت»، أكبر شركة تجزئة في الولايات المتحدة، نمواً بأرباحها ومبيعاتها خلال الربع الثاني من العام، بعدما جذبت المتسوقين الباحثين عن أسعار منخفضة للمواد الغذائية والسلع الأساسية، في ظل مخاوف من أن تؤدي الرسوم الجمركية الجديدة إلى زيادة تكاليف مجموعة واسعة من المنتجات.

ورفعت الشركة أيضاً توقعاتها السنوية للأرباح والمبيعات، في إشارة إلى استمرار قوة إنفاق المستهلكين. وتشير نتائج «وول مارت»، إلى جانب تقارير شركات التجزئة الكبرى الأخرى هذا الأسبوع، إلى الكيفية التي يتعامل بها الأميركيون مع احتمالية ارتفاع الأسعار المرتبطة بالرسوم، وفق «وكالة أسوشييتد برس».

وقالت الشركة، التي تتخذ من بنتونفيل في ولاية أركنساس مقراً لها، إنها حققت أرباحاً بلغت 7.03 مليار دولار، أو 88 سنتاً للسهم، خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في 31 يوليو (تموز)، مقارنة بـ4.50 مليار دولار، أو 56 سنتاً للسهم، في الفترة ذاتها من العام الماضي. كما ارتفعت المبيعات بنسبة 5 في المائة لتصل إلى 177.4 مليار دولار.

وفي الأسابيع الأخيرة، أعلنت شركات عدة من بينها «بروكتر آند غامبل» و«رالف لورين» و«بلاك آند ديكر» عن خطط لرفع أسعار بعض منتجاتها، وإن كان ذلك بشكل محدود، للتعويض عن التكاليف الإضافية الناتجة عن الرسوم الجمركية. لكن ذلك لم يثن المستهلكين عن الإنفاق، إذ أظهرت بيانات يوليو تسارعاً في المشتريات، خصوصاً من وكالات بيع السيارات، رغم مؤشرات على أن السياسات التجارية للرئيس دونالد ترمب بدأت تؤثر سلباً على الوظائف.

ويرى محللون أن جزءاً من هذا الإنفاق يعكس إقدام المتسوقين على شراء الأثاث والسلع المستوردة مسبقاً تحسباً لارتفاع الأسعار.

وكانت «هوم ديبوت» قد أعلنت الثلاثاء عن تحسن في المبيعات الفصلية بدعم من المشاريع الصغيرة، فيما أعلنت «تارغت» عن تراجع جديد في المبيعات المماثلة للربع الثاني، مؤكدة أنها لن ترفع الأسعار إلا في خيار أخير.

من جهته، قال ريك غوميز، الرئيس التجاري لـ«وول مارت»، إن المستهلكين يبحثون عن القيمة، ولهذا تركز الشركة بشكل كبير على علاماتها الخاصة الأرخص ثمناً مقارنة بالعلامات الوطنية. وتؤكد «وول مارت» أن 90 في المائة من الأسر الأميركية تعتمد عليها في احتياجات متنوعة، وأن أكثر من 150 مليون عميل يتسوقون عبر متاجرها وموقعها الإلكتروني أسبوعياً.

وأشارت الشركة إلى أن الأسعار بدأت بالارتفاع في أواخر أبريل (نيسان) وتواصلت في مايو (أيار)، لكنها أضافت أنها نفذت نحو 7400 تخفيض سعري أو خصم مؤقت خلال الربع الأخير. وارتفعت المبيعات المماثلة في الولايات المتحدة - من المتاجر القائمة وقنوات التسوق الإلكترونية - بنسبة 4.6 في المائة مقارنة بـ4.5 في المائة في الربع المالي الأول، مدفوعة بمبيعات البقالة ومنتجات الصحة والعافية. كما قفزت مبيعات التجارة الإلكترونية العالمية بنسبة 25 في المائة، متجاوزة نمو الربع الأول البالغ 22 في المائة.

ورغم قوة النتائج، تراجع سهم «وول مارت» بأكثر من 2 في المائة في تداولات صباح الخميس، بعد أن جاءت أرباح السهم دون توقعات «وول ستريت». فقد توقع المحللون وفق بيانات «فاكتست» ربحاً قدره 73 سنتاً للسهم من مبيعات تبلغ 175.93 مليار دولار، بينما بلغت النتيجة المعدلة - بعد استبعاد الرسوم المرتبطة ببعض القضايا القانونية وإعادة الهيكلة - 68 سنتاً للسهم.

وقالت الشركة إنها تتوقع أرباحاً تتراوح بين 58 و60 سنتاً للسهم للربع الحالي، متجاوزة تقديرات المحللين البالغة 57 سنتاً. أما للعام بأكمله، فقد رفعت «وول مارت» نطاق توقعاتها لأرباح السهم إلى ما بين 2.52 و2.62 دولار، مقارنة بتقدير سابق بين 2.50 و2.60 دولار، متوقعة نمواً في المبيعات للعام 2025 بنسبة تتراوح بين 3.75 في المائة و4.75 في المائة، وهي أعلى من توقعاتها الصادرة في مايو.


مقالات ذات صلة

«سبيس إكس» تطرح أسهماً داخلية بتقييم تاريخي يقترب من 800 مليار دولار

الاقتصاد إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركات «سبيس إكس» و«تويتر» وصانع السيارات الكهربائية «تسلا» (أ.ف.ب)

«سبيس إكس» تطرح أسهماً داخلية بتقييم تاريخي يقترب من 800 مليار دولار

تستعد شركة «سبيس إكس»، عملاق الصواريخ والأقمار الاصطناعية المملوكة لإيلون ماسك، لإجراء صفقة داخلية لبيع حصص من أسهمها.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد شعار شركة «وارنر براذرز ديسكفري» في أحد مكاتبها في كولفر سيتي كاليفورنيا (أ.ف.ب)

حرب الاستوديوهات... «نتفليكس» تُسقط «وارنر براذرز» في أكبر صفقة إعلامية

شهدت هوليوود واحدة من أهم لحظات التحول الاستراتيجي في تاريخها، بعد إعلان شركة «نتفليكس» إبرام صفقة ضخمة للاستحواذ على «وارنر براذرز».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجلس، نيويورك )
الاقتصاد رجل يتسوق في قسم الأجهزة بمتجر هوم ديبوت في واشنطن (رويترز)

تحسّن ثقة المستهلك الأميركي بأكثر من المتوقع في بداية ديسمبر

أظهرت البيانات الأولية الصادرة يوم الجمعة ارتفاع مؤشر ثقة المستهلك لجامعة ميشيغان إلى 53.3 نقطة في بداية ديسمبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يتسوق أشخاص في سوبر ماركت في لوس أنجليس (رويترز)

مؤشر التضخم المفضل لـ«الفيدرالي» يتباطأ في سبتمبر

تباطأ مؤشر التضخم المفضل لدى «الاحتياطي الفيدرالي» قليلاً في سبتمبر (أيلول)، مما يمهّد الطريق على الأرجح لخفض أسعار الفائدة المتوقع على نطاق واسع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداول يراقب شاشة تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)

«وول ستريت» تختتم أسبوعاً هادئاً... والأسهم تلامس المستويات القياسية

اقتربت الأسهم الأميركية، يوم الجمعة، من مستوياتها القياسية، مع توجه «وول ستريت» نحو نهاية أسبوع اتسم بالهدوء النسبي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

وزير الطاقة القطري: الذكاء الاصطناعي يضمن الطلب المستقبلي على الغاز المسال

وزير الطاقة القطري سعد الكعبي... الدوحة (أرشيفية - رويترز)
وزير الطاقة القطري سعد الكعبي... الدوحة (أرشيفية - رويترز)
TT

وزير الطاقة القطري: الذكاء الاصطناعي يضمن الطلب المستقبلي على الغاز المسال

وزير الطاقة القطري سعد الكعبي... الدوحة (أرشيفية - رويترز)
وزير الطاقة القطري سعد الكعبي... الدوحة (أرشيفية - رويترز)

شكلت تصريحات وزير الدولة لشؤون الطاقة القطري، سعد الكعبي، خلال «منتدى الدوحة 2025»، نقطة محورية في مناقشات المنتدى الذي افتتحه أمير البلاد، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في نسخته الثالثة والعشرين تحت شعار: «ترسيخ العدالة: من الوعود إلى واقع ملموس». وأكد الكعبي على رؤية متفائلة للغاية لمستقبل الغاز، مشدداً على أنه «لا قلق لديه على الإطلاق» بشأن الطلب المستقبلي بفضل الحاجة المتزايدة لتشغيل مراكز الذكاء الاصطناعي.

وأكد الكعبي أن الطلب العالمي على الغاز الطبيعي سيظل قوياً بفضل تزايد احتياجات الطاقة لتشغيل مراكز الذكاء الاصطناعي، متوقعاً أن يصل الطلب على الغاز الطبيعي المسال إلى ما بين 600 و700 مليون طن سنوياً بحلول عام 2035. وأبدى في الوقت نفسه، قلقه من أن يؤثر نقص الاستثمار على الإمدادات المستقبلية للغاز الطبيعي المسال والغاز.

وقال الكعبي: «لا أشعر بأي قلق على الإطلاق بشأن الطلب على الغاز في المستقبل»، مُضيفاً أن الطاقة اللازمة للذكاء الاصطناعي ستكون مُحرّكاً رئيسياً للطلب. عند بلوغه كامل طاقته الإنتاجية، من المتوقع أن يُنتج مشروع توسعة حقل الشمال 126 مليون طن متري من الغاز الطبيعي المسال سنوياً بحلول عام 2027، مما سيعزز إنتاج قطر للطاقة بنحو 85 في المائة من 77 مليون طن متري سنوياً حالياً.

وأضاف أن أول قطار من مشروع «غولدن باس» للغاز الطبيعي المسال، وهو مشروع مشترك مع «إكسون موبيل» في تكساس، سيبدأ العمل بحلول الربع الأول من عام 2026.

وأكد الكعبي أن أسعار النفط التي تتراوح بين 70 و80 دولاراً للبرميل ستوفر إيرادات كافية للشركات للاستثمار في احتياجات الطاقة المستقبلية، مضيفاً أن الأسعار التي تتجاوز 90 دولاراً ستكون مرتفعة للغاية.

كما حذّر من كثرة العقارات التي تُبنى في الخليج، ومن احتمال «تشكُّل فقاعة عقارية».

الاتحاد الأوروبي

كما أبدى أمله أن يحل الاتحاد الأوروبي مخاوف الشركات بشأن قوانين الاستدامة بحلول نهاية ديسمبر (كانون الأول).

وكانت قطر أعربت عن استيائها من توجيه العناية الواجبة في مجال استدامة الشركات الصادر عن الاتحاد الأوروبي، وهدّدت بوقف إمدادات الغاز. ويتمحور الخلاف حول إمكانية فرض توجيه العناية الواجبة في مجال استدامة الشركات غرامات على المخالفين تصل إلى 5 في المائة من إجمالي الإيرادات العالمية. وقد صرّح الوزير مراراً بأن قطر لن تحقق أهدافها المتعلقة بالانبعاثات الصفرية.

من جهة أخرى، أطلق الكعبي تحذيراً بشأن النشاط العمراني في المنطقة، مشيراً إلى أن هناك «بناءً مفرطاً للعقارات في منطقة الخليج»، ما قد يؤدي إلى «تشكُّل فقاعة عقارية».

استراتيجية مالية منضبطة

من جهته، أكد وزير المالية القطري، علي أحمد الكواري، خلال المنتدى، قوة ومتانة المركز المالي للدولة. وأوضح أن التوسع المخطط له في إنتاج الغاز الطبيعي المسال سيعمل كعامل تخفيف رئيسي يقلل من تأثير أي انخفاض محتمل في أسعار النفط مستقبلاً. وأضاف أن السياسة المالية «المنضبطة» التي تتبعها قطر تمنحها مرونة كبيرة، مما يعني أنها لن تضطر إلى «اللجوء إلى أسواق الدين» لتلبية احتياجاتها من الإنفاق في أي مرحلة.


حاكم «المركزي» السوري: قرار كندا رفع العقوبات يفتح صفحة جديدة من التعاون

حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية (فيسبوك)
حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية (فيسبوك)
TT

حاكم «المركزي» السوري: قرار كندا رفع العقوبات يفتح صفحة جديدة من التعاون

حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية (فيسبوك)
حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية (فيسبوك)

رحب حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية، بقرار كندا رفع العقوبات عن سوريا، بما يفتح صفحة جديدة من الفرص والتعاون البنّاء بين البلدين.

وكانت الحكومة الكندية، أعلنت يوم الجمعة، رفع العقوبات عن سوريا، وإزالة اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب، لافتة إلى أن خطواتها بإزالة العقوبات عنها، تتماشى مع قرارات اتخذها حلفاؤها مؤخراً، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة.

وأشار الحصرية، في بيان، إلى أنه عقد سلسلة من اللقاءات وصفها بـ«المثمرة والناجحة بكل المقاييس»، مع البنك المركزي الكندي، وشركاء مهمين في القطاع المالي، وذلك خلال زيارته الأخيرة إلى كندا، بهدف بناء جسور التعاون بين القطاع المالي السوري والقطاع المالي الكندي.

وأكد الحصرية أن تلك الزيارة عكست رغبة واضحة لدى الجانب الكندي في دعم الاستقرار المالي، وتعزيز آفاق التعاون مع سوريا في المرحلة المقبلة، وقال: «نتطلع إلى الاستفادة من هذه الانطلاقة الجديدة، والعمل معاً من أجل إعادة دمج اقتصادنا في النظام المالي العالمي بطريقة آمنة وفعّالة».


العراق يصف تقلبات السوق الموازية الأخيرة بـ «التذبذب الطارئ»

رجل عراقي يقود قاربه في نهر دجلة وسط بغداد (أ.ف.ب)
رجل عراقي يقود قاربه في نهر دجلة وسط بغداد (أ.ف.ب)
TT

العراق يصف تقلبات السوق الموازية الأخيرة بـ «التذبذب الطارئ»

رجل عراقي يقود قاربه في نهر دجلة وسط بغداد (أ.ف.ب)
رجل عراقي يقود قاربه في نهر دجلة وسط بغداد (أ.ف.ب)

أكد مظهر محمد صالح، المستشار المالي لرئيس الوزراء العراقي، يوم السبت، أن سعر الصرف الرسمي للدينار مقابل الدولار ثابت عند 1320 ديناراً، مشدداً على أن التقلبات الأخيرة التي شهدتها السوق الموازية لا تمثل تأثيراً جوهرياً على الاستقرار الاقتصادي العام.

وكانت أسواق الصرف في العراق شهدت يوم الجمعة تحركات واضحة، بينما ازداد بحث المواطنين حول سعر الدولار في العراق.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن صالح وصفه هذه التقلبات بأنها «تذبذب طارئ ومؤقت» ناتج عن تأثيرات معلوماتية «غير دقيقة» أسماها في التحليل الاقتصادي بـ«الضوضاء الملوّنة». وأوضح أن هذه المعلومات المشوشة، التي تعتمد غالباً على الإشاعة، تؤدي إلى سلوك مضاربات قصيرة الأجل في السوق النقدية غير المنظمة.

الإصلاحات الحكومية تحمي استقرار الأسعار

أشار المستشار المالي إلى أن مثل هذه التحركات السعرية تُعد نموذجية في الفترات الانتقالية، خاصة مع استمرار البلاد في مرحلة ما بعد الانتخابات التشريعية، وبالتزامن مع تطبيق الحكومة لنظام الحوكمة الجمركية، وإجراءاتها الرقمية. وتتضمن هذه الإجراءات أنظمة التتبع الجمركي، والتطبيقات الرقمية الحديثة التي تهدف إلى تعزيز الشفافية، والانضباط في البيئة التجارية، والمالية.

وأكد صالح أن هذا التذبذب في سعر الدولار في السوق الموازية لم يترك أي أثر جوهري على استقرار المستوى العام للأسعار، حيث نجحت السياسة النقدية في تحقيق هدفها المتمثل في تثبيت الأسعار، والحفاظ على ثبات سعر الصرف الرسمي.

كما أكد صالح أن سياسة ثبات سعر الصرف مدعومة بـ«أسس جوهرية»، أبرزها كفاءة الاحتياطيات الأجنبية الكافية لدعم سعر الصرف الرسمي.

وفي سياق متصل، أشار إلى أن المؤسسات الدولية، وفي مقدمتها البنك الدولي، ومؤسسات التمويل العالمية متعددة الأطراف، تنظر «بعين الارتياح» إلى الخطوات الإصلاحية التي تتخذها الحكومة العراقية في نطاق القطاع المصرفي، والاقتصادي.

وتُعد هذه الخطوات، وخاصة التوجه نحو تعزيز الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص، ركائز أساسية لبناء اقتصاد متنوع، وداعم لـ«رؤية العراق 2050» للتنمية المستدامة.