أثبتت دراسة كندية أن برنامجاً رياضياً جماعياً أظهر نتائج فعالة في مساعدة كبار السن على إبطاء بعض مظاهر التراجع البدني الطبيعي المرتبط بالتقدم في العمر.
وأوضح الباحثون من جامعة ماكماستر أن وجود مجتمع داعم من الأقران يعزز الاستمرارية ويقلل من العزلة، مما ينعكس إيجاباً على الصحة النفسية أيضاً، ونُشرت النتائج، الثلاثاء، بدورية «Exercise Sport and Movement».
ويُعد التراجع البدني مع التقدم في العمر عملية طبيعية تصيب جميع البشر بدرجات متفاوتة. إذ تبدأ اللياقة القلبية والتنفسية بالانخفاض تدريجياً، ويتسارع هذا التراجع بشكل أوضح بعد سن الخمسين. كذلك، تتراجع قوة العضلات منذ منتصف العمر، مما يزيد من خطر السقوط والإصابات ويؤثر على القدرة على أداء الأنشطة اليومية. أما قوة عضلات التنفس، التي تساعد على الشهيق والزفير، فتنخفض مع التقدم في العمر، وهو ما قد ينعكس سلباً على الصحة العامة والحركة. وتؤدي هذه التغيرات لتقليل الاستقلالية وجودة الحياة لدى كبار السن إذا لم تتم مواجهتها بأسلوب حياة نشط ورعاية صحية مناسبة.
وخلال الدراسة، تابع الباحثون 124 مشاركاً التحقوا ببرنامج ينفذه مركز التميز للنشاط البدني في جامعة ماكماستر. وصُمم البرنامج خصيصاً لتلبية احتياجات كبار السن، مع التركيز على الحفاظ على لياقتهم القلبية وقوتهم العضلية.
ويعتمد البرنامج على دمج نوعين رئيسيين من التمارين. الأول هو التمارين الهوائية مثل المشي السريع أو ركوب الدراجة الثابتة، حيث التزم المشاركون بجلسات لا تقل عن مرتين أسبوعياً، مدة كل جلسة نصف ساعة على الأقل، بما يعادل نحو 150 دقيقة أسبوعياً.
أما النوع الثاني فهو تمارين المقاومة، التي تستهدف جميع المجموعات العضلية الرئيسية في الجسم، بما في ذلك الذراعان والساقان والظهر والبطن. وتهدف هذه التمارين إلى تقوية العضلات وتحسين التوازن، بما يقلل من خطر السقوط والإصابات الشائعة بين كبار السن.
ولم يقتصر البرنامج على الجانب البدني فقط، بل وفر أيضاً بيئة اجتماعية داعمة، حيث مارس المشاركون الرياضة ضمن مجموعات، مما ساعد على خلق أجواء مشجعة وودية، وساهم في رفع مستوى الالتزام وتحفيزهم على الاستمرار.
وأظهرت النتائج أن الرجال الذين شاركوا في البرنامج شهدوا تباطؤاً في معدلات التراجع الطبيعي للياقة القلبية التنفسية، بينما سجلت النساء تحسناً ملحوظاً في هذا الجانب خلال فترة الدراسة. كما حافظ جميع المشاركين على مستويات أعلى من قوة العضلات، مقارنة بما هو متوقع عادة لأعمارهم، وهو ما يقلل من احتمالات السقوط والإصابة بالعجز.
وأشار الباحثون إلى أن البيئة الاجتماعية الداعمة داخل هذه البرامج تحفّز كبار السن على الاستمرار والشعور بالارتباط، كما أن دمج هذه البيئة مع برنامج قائم على الأدلة العلمية يمنح المشاركين الثقة لممارسة الرياضة بشكل مستقل، مما يحقق فوائد صحية طويلة الأمد.




