زيلينسكي: يجب عدم مكافأة روسيا على غزو أوكرانيا

قال إن ترمب لديه القدرة لإجبار موسكو على السلام

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي بمقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل 17 أغسطس 2025 (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي بمقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل 17 أغسطس 2025 (أ.ب)
TT

زيلينسكي: يجب عدم مكافأة روسيا على غزو أوكرانيا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي بمقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل 17 أغسطس 2025 (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي بمقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل 17 أغسطس 2025 (أ.ب)

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الإثنين، إلى تحقيق سلام دائم في بلاده التي تمزقها الحرب، وفي أوروبا، قبل محادثات في واشنطن مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب بمشاركة الحلفاء الأوروبيين.
وقال زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي «هدفنا الرئيسي هو تحقيق سلام دائم وموثوق لأوكرانيا ولأوروبا بأكملها... يجب أن نوقف القتل، وأشكر الشركاء الذين يعملون على ذلك وعلى تحقيق سلام دائم ومشرف في نهاية المطاف».

وشدد على وجوب عدم «مكافأة» روسيا على غزوها بلاده، وقال على الشبكات الاجتماعية إن «بوتين سيرتكب عمليات قتل استعراضية لإبقاء الضغط على أوكرانيا وأوروبا وإحباط الجهود الدبلوماسية»، مضيفاً: «يتعيّن عدم مكافأة روسيا على خوضها هذه الحرب»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وكرر الرئيس الأوكراني حاجة كييف إلى ضمانات أمنية تحدّث عنها الرئيس الأميركي، قبيل لقائه برفقة قادة أوروبيين، دونالد ترمب في البيت الأبيض. وقال زيلينسكي خلال لقائه المبعوث الأميركي الخاص لأوكرانيا كيث كيلوغ: «سيتاح لنا الوقت للتحدث بشأن هيكلة الضمانات الأمنية. هذا هو الأمر الأهم فعليا».

وأكد أن بلاده مستعدة للعمل بشكل بناء على إحلال السلام. وكتب على منصة «إكس» يقول: «لا يمكن إجبار روسيا على السلام إلا بالقوة، والرئيس (الأميركي دونالد) ترمب يتمتع بهذه القوة».

وقال الرئيس الأوكراني لدى وصوله إلى واشنطن، إنه يأمل أن تجبر «القوة المشتركة» التي تتمتع بها أوكرانيا مع نظرائها الأميركيين والأوروبيين، روسيا على السلام.

وكتب على تطبيق «تلغرام» بعد وصوله إلى واشنطن: «أنا ممتن لرئيس الولايات المتحدة على الدعوة. نحن جميعاً نريد على حد سواء إنهاء هذه الحرب بسرعة وبشكل موثوق به».

أعلنت المفوضية الأوروبية، الاثنين، أن القادة الأوروبيين سيلتقون الرئيس الأوكراني قبل الاجتماع المرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض. وأشارت المفوضية الأوروبية في جدول أعمالها الرسمي إلى أن «اجتماعاً تحضيرياً» سيُعقد قبل لقاء الرئيس الأميركي، الذي يأتي بعد أيام من قمة جمعت بين ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا.

وفي حين لم تتوصل القمة إلى هدنة في أوكرانيا، إلا أن ترمب تخلى بعدها عن إصراره على وقف إطلاق النار، لصالح إبرام اتفاق سلام نهائي. وقال في وقت متأخر، الأحد، إن زيلينسكي قادر على «إنهاء الحرب مع روسيا على الفور تقريباً، في حال أراد ذلك، أو يمكنه مواصلة القتال»، لكنه شدد على أن كييف لن تستعيد شبه جزيرة القرم، ولن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وحذّرت كييف والقادة الأوروبيون من تقديم تنازلات سياسية وإقليمية لروسيا التي أسفر هجومها على أوكرانيا منذ فبراير (شباط) 2022 عن مقتل عشرات الآلاف. وقال زيلينسكي على الشبكات الاجتماعية إن «بوتين سيرتكب عمليات قتل استعراضية لإبقاء الضغط على أوكرانيا وأوروبا، وإحباط الجهود الدبلوماسية»، مضيفاً: «يتعيّن عدم مكافأة روسيا على خوضها هذه الحرب». ومن المقرر أن يعقد ترمب وزيلينسكي خلوة، قبل أن ينضم إليهما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام للحلف الأطلسي مارك روته، وفق البيت الأبيض. وسيعقد القادة الأوروبيون اجتماعاً تحضيرياً مع زيلينسكي، قبل لقائه ترمب، وفق المفوضية الأوروبية. وقبل اللقاء، دعت الصين «للتوصل إلى اتفاق سلام عادل ودائم وملزم ومقبول بالنسبة لجميع الأطراف في أقرب وقت ممكن». والزيارة هي الأولى لزيلينسكي إلى واشنطن منذ حلّ في البيت الأبيض في 28 فبراير، وعقد لقاءً عاصفاً قام خلاله ترمب ونائبه جي دي فانس بتوبيخه أمام الصحافيين، ووصفاه بأنه «ناكر للجميل»، في مشهد أثار صدمة، لا سيما بين الحلفاء الأوروبيين.

«تنازل عن أراضٍ»

على الجبهة، واصلت روسيا هجماتها على أوكرانيا، وأطلقت ما لا يقل عن 140 طائرة مسيّرة و4 صواريخ باليستية، ليل الأحد وصباح الاثنين، وفقاً لسلاح الجو الأوكراني. وأفادت السلطات أن هجوماً بطائرة مسيّرة روسية على مبنى سكني مكون من 5 طوابق في مدينة خاركيف الأوكرانية قبيل الفجر، أسفر عن مقتل 7 أشخاص على الأقل، بينهم طفلة تبلغ من العمر عاماً ونصف العام. ووصف زيلينسكي هذه الضربات بأنها محاولة «لتحقير الجهود الدبلوماسية». وأفادت السلطات المحلية المعيّنة من موسكو بأن القصف الأوكراني على المناطق التي تحتلها روسيا في خيرسون ودونيتسك أسفر عن مقتل شخصين. وتحتل روسيا حالياً خُمس مساحة أوكرانيا؛ فقد ضمت شبه جزيرة القرم في 2014 إثر استفتاء رفضته كييف والغرب، ثم أعلنت في 2022 ضم 4 مناطق أوكرانية وإن كانت لا تحتلها بالكامل، وهي دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا. وإن كان ترمب أبدى في الآونة الأخيرة مؤشرات استياء حيال بوتين، إلا أنه استقبله بحفاوة، الجمعة، في قاعدة عسكرية أميركية في ولاية ألاسكا. وبدا أن ترمب يدفع أوكرانيا نحو تقديم تنازلات. وأوضح مصدر مطلع على المحادثات الهاتفية التي جرت، السبت، بين ترمب وقادة أوروبيين أن الرئيس الأميركي بدا أنه يؤيد مطلب موسكو بتخلي كييف بالكامل عن منطقتي دونيتسك ولوغانسك، وبتجميد الجبهة في خيرسون وزابوريجيا في الجنوب. وأكد المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، الأحد، أن روسيا قدمت «بعض التنازلات» بشأن المناطق، الخمس، مشيراً إلى «نقاش هام حول دونيتسك» التي تشكل أولوية عسكرية للكرملين. وقال ويتكوف لشبكة «سي إن إن» إنه «ستتم مناقشة التفاصيل الدقيقة، الاثنين»، من دون توضيحات إضافية. لكن زيلينسكي يرفض التنازل عن أراضٍ، مؤكداً أن دستور بلاده يحول دون ذلك.

وقال يفغيني سوسنوفسكي، وهو مصور من مدينة ماريوبول الأوكرانية المحتلّة، إنه «لا يفهم» كيف ستتنازل أوكرانيا عن أراضٍ. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «لا يمكن لأوكرانيا التخلي عن أي أراضٍ، ولا حتى تلك التي تحتلها روسيا». ولم يلتزم ترمب بالمهلة الزمنية التي حددها لروسيا لوقف الحرب تحت طائلة فرض عقوبات إضافية. وعُدَّ الاستقبال الحافل الذي خُصّ به بوتين في أول زيارة له إلى الغرب منذ غزوه أوكرانيا، انتصاراً دبلوماسيا لروسيا، لكن الرئيس الأميركي أثار إمكانية تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا مستوحاة من المعاهدة المشتركة بين أعضاء «الناتو»، من دون أن تنضم إلى الحلف، بمجرد انتهاء الحرب. وفي بروكسل عشية زيارته للولايات المتحدة، قال زيلينسكي إنه يتطلع لمعرفة تفاصيل ما دار خلال لقاء بوتين وترمب، وأشاد بعرض واشنطن للضمانات الأمنية، ووصفه بأنه «تاريخي».


مقالات ذات صلة

تركيا: سنفعل ما يلزم لحماية المنشآت الاستراتيجية بالبحر الأسود دون استشارة أحد

شؤون إقليمية السلطات التركية فرضت طوقاً أمنياً في موقع سقوط المسيرة الروسية في كوجا إيلي في شمال غربي البلاد في 19 ديسمبر (أ.ف.ب) play-circle

تركيا: سنفعل ما يلزم لحماية المنشآت الاستراتيجية بالبحر الأسود دون استشارة أحد

أعلنت تركيا اتخاذ تدابير لحماية المنشآت ذات الأهمية الاستراتيجية في البحر الأسود دون التشاور مع أحد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ خلال المفاوضات الأوكرانية - الأميركية بحضور المستشار الألماني فريدريش ميرتس بقاعة مؤتمرات في المستشارية ببرلين 14 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب) play-circle

ماراثون ميامي على مسارين لإنهاء حرب أوكرانيا

تتجه الأنظار إلى ميامي، لا بوصفها مدينة ساحلية أميركية فحسب، بل بوصفها مسرحاً دبلوماسياً لمحاولة جديدة قد تكون الأكثر حساسية منذ اندلاع الحرب الروسية -…

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب في المكتب البيضاوي في 11 ديسمبر 2025 (رويترز)

الموازنة الدفاعية... التشريع الذي لا يفشل

يستعرض تقرير واشنطن، وهو ثمرة تعاون بين «الشرق الأوسط» و«الشرق» أولويات الإنفاق العسكري الأميركي وانعكاساته على التحالفات والحروب والنفوذ وأبرز البنود فيه.

رنا أبتر (واشنطن)
أوروبا  الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ) play-circle 00:21

زيلينسكي: واشنطن اقترحت اجتماعاً أميركياً - أوكرانياً - روسياً في ميامي

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، أن واشنطن اقترحت عقد أول مفاوضات مباشرة بين أوكرانيا وروسيا منذ 6 أشهر، تزامناً مع توافد دبلوماسيين إلى ميامي.

«الشرق الأوسط» (كييف)
المشرق العربي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - د.ب.أ)

السيسي: مصر لم توجه أي تهديد لإثيوبيا رغم الخلاف

أكّد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر لا تُواجه أي إشكالية مع إثيوبيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

رئيس وزراء المجر يطرح بدائل لرئاسة الحكومة 

رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان يتحدث خلال فعالية ضد الحرب في مدينة سيجيد بجنوب البلاد (مكتب رئيس الوزراء المجري - إ.ب.أ)
رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان يتحدث خلال فعالية ضد الحرب في مدينة سيجيد بجنوب البلاد (مكتب رئيس الوزراء المجري - إ.ب.أ)
TT

رئيس وزراء المجر يطرح بدائل لرئاسة الحكومة 

رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان يتحدث خلال فعالية ضد الحرب في مدينة سيجيد بجنوب البلاد (مكتب رئيس الوزراء المجري - إ.ب.أ)
رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان يتحدث خلال فعالية ضد الحرب في مدينة سيجيد بجنوب البلاد (مكتب رئيس الوزراء المجري - إ.ب.أ)

قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إنه ليس الشخص الوحيد الذي يمكن أن يكون مرشح الحزب الحاكم لمنصب رئيس الوزراء في انتخابات العام المقبل، لكنه سارع في الوقت نفسه إلى الدفاع عن أهليته وجدارته لمواصلة قيادة البلاد.

وجاءت تصريحات أوربان رداً على سؤال طرحه عليه وزير النقل والإنشاءات الطموح يانوش لازار، خلال لقاء جماهيري، حول سبب تصويت المجريين له بعد ما يقرب من عقدين في رئاسة الحكومة، وهو سؤال بدا أنه فاجأ أوربان بشكل واضح، بحسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء.

وبدأ أوربان بتعداد بعض البدائل المحتملة، من بينهم لازار نفسه، وكذلك وزير ماليته المخضرم وحاكم البنك المركزي حالياً ميهالي فارغا، قبل أن يؤكد أنه، في سن الثانية والستين، «في أفضل عمر» لمواصلة قيادة البلاد، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وأضاف أوربان، خلال فعالية انتخابية مشتركة مع لازار لصالح حزب «فيدس» الحاكم في مدينة سيجيد بجنوب البلاد: «لدينا مجتمع رائع، ويمكننا دائماً أن نفرز أفضل قائد نحتاج إليه».

وتتجه المجر نحو انتخابات مفصلية، في ظل تصدر حزب «تيسا» المعارض الجديد، بقيادة بيتر ماجيار، وهو أحد رموز النظام السابق، معظم استطلاعات الرأي، قبيل اقتراع يرجح أن يُجرى في أبريل (نيسان) المقبل.

وقد غذى الإرهاق من حكم أوربان المتواصل منذ عام 2010، إلى جانب أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة وتفشي الفساد، الدعم المتزايد لماجيار، الذي تعهد بتفكيك تركيز السلطة بيد أوربان وإعادة المجر إلى المسار السائد داخل الاتحاد الأوروبي.

وكان الاتحاد الأوروبي قد أشار إلى تراجع سيادة القانون وانتشار الفساد كسببين لتجميد جزء كبير من التمويل المخصص للمجر.

وفي الوقت ذاته، أفادت «بلومبرغ»، في وقت سابق من هذا الشهر، بأن أوربان، ومع تراجع حزب «فيدس» بفارق رقمين في بعض استطلاعات الرأي، يدرس فكرة تولي منصب الرئاسة وتحويل الدور الشرفي حالياً لرئيس الدولة إلى أقوى منصب في البلاد.


الشرطة الفرنسية تقتل رجلاً مسلحاً بسكين في كورسيكا بعد تهديده المارة

محققون وعناصر من الشرطة الفرنسية في مدينة أجاكسيو بينما تظهر على الأرض جثة رجل كان مسلحاً بسكين أردته الشرطة بعد تهديده المارة (أ.ف.ب)
محققون وعناصر من الشرطة الفرنسية في مدينة أجاكسيو بينما تظهر على الأرض جثة رجل كان مسلحاً بسكين أردته الشرطة بعد تهديده المارة (أ.ف.ب)
TT

الشرطة الفرنسية تقتل رجلاً مسلحاً بسكين في كورسيكا بعد تهديده المارة

محققون وعناصر من الشرطة الفرنسية في مدينة أجاكسيو بينما تظهر على الأرض جثة رجل كان مسلحاً بسكين أردته الشرطة بعد تهديده المارة (أ.ف.ب)
محققون وعناصر من الشرطة الفرنسية في مدينة أجاكسيو بينما تظهر على الأرض جثة رجل كان مسلحاً بسكين أردته الشرطة بعد تهديده المارة (أ.ف.ب)

أعلنت الشرطة الفرنسية أن رجلاً مسلحاً بسكين قُتل برصاص الشرطة في جزيرة كورسيكا، اليوم (السبت)، بعدما هدَّد المارة وأصحاب المتاجر، وذلك في وقت عزَّزت فيه السلطات الفرنسية الإجراءات الأمنية خلال موسم الأعياد.

وأفادت الشرطة بأنها تلقت بلاغاً قرابة الظهيرة عن شخص يهدِّد أحد المتاجر بسكين في مدينة أجاكسيو. وعند وصول عناصر الأمن إلى المكان، كان الشاب الذي يبلغ 26 عاماً قد غادر الموقع، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

وفي وقت لاحق، عثرت الشرطة عليه في مكان آخر بوسط المدينة، وكان لا يزال يحمل السكين. وأمره الضباط بإلقاء السلاح، لكنه لم يمتثل للأوامر، بحسب الشرطة.

أحد عناصر الشرطة الفرنسية في مدينة أجاكسيو وتظهر على الأرض جثة رجل كان مسلحاً بسكين أردته الشرطة بعد تهديده المارة (أ.ف.ب)

واستخدمت الشرطة سلاح الصعق الكهربائي، إلا أنه فشل في إيقافه. وعندها تقدم الرجل نحو الضباط وهو يحمل السكين، ما دفعهم إلى إطلاق النار عليه. وقد فارق الحياة في المكان رغم تدخل فرق الإسعاف. وأشارت الشرطة إلى إصابة أحد عناصرها بجروح طفيفة في اليد. ولم تعرف دوافع المهاجم على الفور.

من جهته، قال وزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز: «إن مستوى اليقظة في أعلى درجاته» خلال موسم الأعياد، مضيفاً أنه أصدر تعليمات بتعزيز الدوريات الأمنية في الأماكن العامة.


زيلينسكي: واشنطن اقترحت اجتماعاً أميركياً - أوكرانياً - روسياً في ميامي

TT

زيلينسكي: واشنطن اقترحت اجتماعاً أميركياً - أوكرانياً - روسياً في ميامي

 الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ)

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، أن واشنطن اقترحت عقد أول مفاوضات مباشرة بين أوكرانيا وروسيا منذ 6 أشهر، تزامناً مع توافد دبلوماسيين إلى ميامي لإجراء جولة جديدة من المحادثات الهادفة لإنهاء الحرب. وكان آخر اجتماع رسمي مباشر بين وفدي أوكرانيا وروسيا في يوليو (تموز)في إسطنبول، وأسفر عن عمليات تبادل للأسرى، من دون إحراز تقدم ملموس في مسار المفاوضات. ولم تكن هناك طاولة مستديرة تجمع جميع الأطراف بداية على جدول المحادثات، وقال الرئيس الأوكراني: «لقد اقترحوا هذا الشكل كما أفهم: أوكرانيا، أميركا، روسيا»، مضيفاً أن الأوروبيين يمكن أن يكونوا حاضرين، وأنه سيكون من «المنطقي عقد اجتماع مشترك مماثل... بعد أن نفهم النتائج المحتملة للاجتماع الذي انعقد بالفعل»، غير أنه شكّك في إمكان أن يأتي اجتماع من هذا القبيل بـ«نتائج جديدة». وأكّد أن الولايات المتحدة وحدها قادرة على إقناع روسيا بإنهاء الحرب في بلاده، قائلاً: «أعتقد أن قوة مماثلة موجودة في الولايات المتحدة ولدى الرئيس (دونالد) ترمب. وأعتقد أنه ينبغي ألا نبحث عن بدائل من الولايات المتحدة. ثمة تساؤلات حول مدى قدرة جميع البدائل على القيام بذلك». ورأى أن «على الولايات المتحدة أن تقول بوضوح: إذا لم يكن هناك مسار دبلوماسي، فسيكون هناك ضغط كامل»، مشيراً مثلاً إلى إمكان تزويد كييف بمزيد من الأسلحة، وتوسيع نطاق العقوبات لتشمل الاقتصاد الروسي برمته.

ووصل الموفد الروسي للمسائل الاقتصادية كيريل دميترييف، السبت، إلى المدينة الواقعة في ولاية فلوريدا، حيث توجد فرق أوكرانية وأوروبية للمشاركة في المفاوضات التي يقودها المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، جاريد كوشنر، وفق ما كشف مصدر روسي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وكان دميترييف قد كتب على «إكس»: «في الطريق إلى ميامي»، مرفقاً منشوره برمز حمامة السلام ومقطع فيديو قصير يظهر شروق الشمس من خلف غيوم فوق شاطئ عليه أشجار نخيل. وقال إن «دعاة الحرب يواصلون العمل بلا كلل من أجل تقويض خطة السلام الأميركية لأوكرانيا، تذكرت هذا الفيديو من زيارتي السابقة: النور يشع من خلال غيوم العاصفة». وكان ويتكوف وكوشنر قد التقيا، الجمعة، قرب ميامي المفاوض الأوكراني رستم عمروف وممثلين لفرنسا وبريطانيا وألمانيا. وقال عمروف في ختام المحادثات إنّ وفده اتفق مع الأميركيين على «مواصلة العمل المشترك في المستقبل القريب». تُعد المشاركة المباشرة للأوروبيين تطوراً جديداً مقارنة بالاجتماعات التي جرت خلال الأسابيع الماضية بين وفود أوكرانية وأميركية في جنيف وميامي وبرلين. وأكّد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الجمعة، مع بداية الجولة الجديدة من المحادثات، أن أي اتفاق لن يُفرض على أوكرانيا. وقال في مؤتمر صحافي بواشنطن إن «هذه الرواية برمّتها التي تقول إنّنا نحاول فرض شيء على أوكرانيا سخيفة... لا يمكننا إجبار أوكرانيا على إبرام اتفاق، ولا يمكننا إجبار روسيا على إبرام اتفاق. يجب أن ترغبا في التوصل إلى اتفاق». تسارعت خلال الأسابيع الأخيرة بعد نشر خطة إدارة ترمب، وتيرة المساعي الدبلوماسية لإنهاء النزاع، الذي سيدخل عامه الخامس في فبراير (شباط)، من دون أن تُسفر عن وقف إطلاق نار.

وفي وقت سابق، أفادت خدمات الطوارئ الأوكرانية، بمقتل 8 أشخاص وإصابة 27 آخرين جراء غارة صاروخية روسية استهدفت بنية تحتية لميناء أوديسا.

جنود روس يحملون العلم الوطني في بوكروفسك بمنطقة دونيتسك بأوكرانيا (أ.ب)

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أنها استهدفت، خلال اليوم السابق، «بنية تحتية للنقل والتخزين تستخدمها القوات المسلحة الأوكرانية»، بالإضافة إلى منشآت طاقة وأخرى تُزوّد ​​كييف بالمجهود الحربي.

إضافة إلى ذلك، قال الرئيس الأوكراني إن أي ‌انتخابات ‌في بلاده ⁠لا ​يمكن ‌أن تجرى في المناطق التي تحتلها روسيا ⁠في البلاد، ولا ‌يمكن ‍إجراء ‍عملية التصويت ‍قبل ضمان الأمن.

وأضاف أن وزير الخارجية ​الأوكراني بدأ إجراءات أولية ⁠بالبنية التحتية اللازمة لتمكين الأوكرانيين المقيمين في الخارج من التصويت.