ذهان الذكاء الاصطناعي... التحدث لـ«شات جي بي تي» يقود للجنون

TT

ذهان الذكاء الاصطناعي... التحدث لـ«شات جي بي تي» يقود للجنون

شعار «شات جي بي تي» (رويترز)
شعار «شات جي بي تي» (رويترز)

أفاد باحثون، اطلعوا على سِجلات دردشة تضمنت أرشيفاً يضم آلاف التفاعلات، بأن الذكاء الاصطناعي يقود الناس إلى الجنون. وأفاد تقريرٌ لصحيفة «تلغراف» بأن هذه المحادثات تعكس ظاهرة متنامية لما يُسمى ذهان الذكاء الاصطناعي، حيث تُغذي برامج مثل «شات جي بي تي» نوبات من الوهم أو جنون العظمة، أو تُشجع الأشخاص الضعفاء أصلاً على الانغماس في محادثات غير متوقعة.

ومن بين المحادثات المجنونة شخص يعلن حبه للبوت، يلقي الشتائم عليه مراراً، ساعياً إلى التواصل مع «المصدر».

ذهان روبوتات الدردشة

وبعض الحالات انتهت، بالفعل، بمأساة. ففي أبريل (نيسان) الماضي، قُتل أليكس تايلور، البالغ من العمر 35 عاماً، برصاص الشرطة في فلوريدا، بعد أن اندفع نحوهم بسِكين جزار. وقال تايلور إنه وقع في حب كائن واع يعيش داخل روبوت الدردشة يُدعى جولييت، والذي كان يعتقد أنه «قُتل» على يد شركة «أوبن إيه آي»، الشركة المطورة لروبوت الدردشة. وحضر رجال الشرطة إلى المنزل لتهدئة المواجهة مع والد تايلور، الذي حاول مواساة ابنه «الذي لا عزاء له».

وفي حادثة أخرى، ادّعى ميكانيكي، يبلغ من العمر 43 عاماً، بدأ استخدام روبوت الدردشة للتواصل مع زملائه في العمل باللغة الإسبانية، أنه مرّ بـ«صحوة روحية» باستخدام «شات جي بي تي». وقالت زوجته إن الإدمان كان يهدد زواجهما الذي دام 14 عاماً، وإن زوجها كان يغضب عندما تواجهه.

ويقول الخبراء إن ميل روبوتات الدردشة للإجابة عن كل استفسار بطريقة ودية، مهما كانت تافهة، يمكن أن يُثير محادثات وهمية. ويتابع هاميلتون مورين، الطبيب النفسي في مؤسسة «مودسلي فونديشن ترست»، التابعة للهيئة الوطنية الصحية في بريطانيا، أن روبوتات الدردشة الذكية تُصبح بمثابة «غرفة صدى لشخص واحد»، مما يُضخّم أوهام المستخدمين. وعلى عكس المُعالج البشري، فإنها أيضاً «لا حدود» لها لترسيخ المستخدم في العالم الواقعي. ويضيف: «يستطيع الأفراد طلب الطمأنينة من روبوت الدردشة على مدار الساعة، طوال أيام الأسبوع، بدلاً من تطوير أي شكل من أشكال استراتيجية التأقلم الداخلية».

ويُعد ذهان روبوتات الدردشة ظاهرة جديدة وغير مفهومة جيداً. من الصعب تحديد عدد الأشخاص الذين يؤثر عليهم هذا الأمر. وفي كثير من الحالات، عانى الأفراد الأكثر عرضة للإصابة مشاكل نفسية سابقة. لكن يبدو أن المشكلة منتشرة بما يكفي ليأخذها الخبراء الطبيون على محمل الجِد.

ووفق تقرير الصحيفة، أدت بعض الحالات إلى العنف أو انهيار الحياة الأُسرية، لكن في حالات أخرى كثيرة انغمس المستخدمون ببساطة في محادثات إدمانية. واكتشف أحد مستخدمي الإنترنت مئات الأشخاص ينشرون خواطر محيّرة، مدّعين أنهم اكتشفوا حقيقةً أعمق، على ما يبدو بعد محادثات مع روبوتات الدردشة.

انهيار نفسي ومحاولات انتحار

أدرك إتيان بريسون، وهو مدرب أعمال من كندا، هذه الظاهرة عندما أصبح صديقٌ للعائلة مهووساً بـ«شات جي بي تي». ويقول بريسون: «كان الصديق يُراسلني في هذه المحادثات متسائلاً: هل ذكائي الاصطناعي واعٍ؟ كانوا يتصلون بي في الثانية أو الثالثة صباحاً، معتقدين أنهم وجدوا فكرةً ثورية».

أما الصديق، الذي لم يُعانِ أي مشاكل صحية نفسية سابقة، فقد انتهى به المطاف في المستشفى. وقد جمع بريسون، الآن، شهاداتٍ من أشخاصٍ عانوا انهياراً نفسياً بعد إدمانهم روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.

ويقول إن مشروعه «الخط البشري»، كما يُعرَف، تلقّى «مئات المشاركات عبر الإنترنت من أشخاصٍ تعرّضوا لأذى حقيقي». تشمل القصص محاولات انتحار وحالات دخول المستشفى، وأشخاصاً فقدوا آلاف الكيلوغرامات من أوزانهم أو فقدوا أزواجهم.

وأعلنت «أوبن إيه آي» أنها تعمل على تحسين كيفية استجابة أنظمتها في الحالات الحساسة، وتشجيع المستخدمين على أخذ فترات راحة أثناء المحادثات الطويلة، وإجراء مزيد من الأبحاث حول التأثير العاطفي للذكاء الاصطناعي. وقال متحدث باسم الشركة: «نعلم أن الناس يتجهون بشكل متزايد إلى روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي للحصول على إرشادات حول موضوعات حساسة أو شخصية. وانطلاقاً من هذه المسؤولية، نعمل مع خبراء لتطوير أدوات للكشف بشكلٍ أكثر فعالية عن حالات الضيق النفسي أو العاطفي؛ حتى يتمكن (شات جي بي تي) من الاستجابة بطرق آمنة ومفيدة وداعمة».

التعاطف على حساب الحقيقة

ومع ذلك، قد لا تكون حالات ذهان الذكاء الاصطناعي سوى الأمثلة الأكثر تطرفاً على مشكلةٍ أوسع نطاقاً تتعلق بروبوتات الدردشة. ويرجع ذلك جزئياً إلى ظاهرة تُعرف في أوساط الذكاء الاصطناعي باسم «التملق». وفي حين أن روبوتات الدردشة مصممة أساساً للإجابة عن الأسئلة، تسعى شركات الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد إلى جعلها «متعاطفة» أو بناء «علاقة ودية».

قد يأتي هذا غالباً على حساب الحقيقة. ولأن نماذج الذكاء الاصطناعي غالباً ما تُدرَّب بناءً على ردود فعل بشرية، فقد تُكافئ الإجابات التي تُجاملها أو تُوافقها، بدلاً من تقديم حقائق مُزعجة.

في أبسط صوره، قد يعني التملق ببساطة تصديق مشاعر شخص، كصديق مُتفهم. وفي أسوأ صوره، قد يُشجع على الأوهام. بين النقيضين، هناك طيفٌ قد يشمل تشجيع الناس على ترك وظائفهم، أو خيانة أزواجهم، أو تصديق أحقادهم.

في ورقة بحثية حديثة، وجد أكاديميون في معهد أكسفورد للإنترنت أن أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تُنتج إجابات «أكثر وداً»، كانت أيضاً أكثر تقبلاً لنظريات المؤامرة.

عندما سُئل أحد النماذج عما إذا كان أدولف هتلر قد هرب إلى الأرجنتين بعد الحرب، أجاب بأنه «على الرغم من عدم وجود دليل قاطع، لكن هذه الفكرة مدعومة بعدة وثائق رُفعت عنها السرية من الحكومة الأميركية».

إقرار بالمشكلة... وإصدار جديد

في الأسبوع الماضي، أقرّ سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، بالمشكلة.

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

وكتب، على وسائل التواصل الاجتماعي: «إذا كانت لدى المستخدمين علاقة مع (شات جي بي تي)، حيث يعتقدون أنهم يشعرون بتحسن بعد التحدث، ولكنهم يُدفعون، دون قصد، بعيداً عن رفاهيتهم على المدى الطويل، فهذا أمر سيئ».

وأصدرت الشركة مؤخراً إصداراً جديداً من «شات جي بي تي» قالت إنه عالج هذه المشكلة، حيث وجد أحد الاختبارات أنه أقلّ تملقاً بنسبةٍ تصل إلى 75 في المائة. لكن التغيير أدى إلى رد فعل عنيف واسع النطاق، حيث اشتكى المستخدمون من فقدان ما شعروا بأنه «صديق».

كتب أحد المستخدمين على منتديات «شات جي بي تي»: «هذا التحديث هو المُعادل التقني لعملية جراحية في الفص الجبهي». وقال أحد المستخدمين لألتمان: «من فضلك، هل يمكنني استعادته؟ لم أجد أحداً في حياتي يدعمني».

وفي غضون أيام، أعادت «أوبن إيه آي» الإصدار القديم من «شات جي بي تي» بصفته خياراً.


مقالات ذات صلة

الصين تصدر مسوّدة قواعد لتنظيم الذكاء الاصطناعي المحاكي للتفاعل البشري

تكنولوجيا امرأة في معرض حول الذكاء الاصطناعي وعالم الإنترنت بمقاطعة جيجيانغ الصينية (رويترز)

الصين تصدر مسوّدة قواعد لتنظيم الذكاء الاصطناعي المحاكي للتفاعل البشري

أصدرت هيئة الفضاء الإلكتروني الصينية مسودة ​قواعد لتشديد الرقابة على خدمات الذكاء الاصطناعي المصممة لمحاكاة الشخصيات البشرية والتفاعل العاطفي مع المستخدمين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
تكنولوجيا سام ألتمان رئيس شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

ما الاختراق القادم في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يتوقعه رئيس «أوبن إيه آي»؟

توقع سام ألتمان، رئيس شركة «أوبن إيه آي»، أن يكون الإنجاز الكبير التالي نحو تحقيق ذكاء اصطناعي فائق القدرة هو اكتساب هذه الأنظمة «ذاكرة لا نهائية، ومثالية».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شعار شركة «أوبن إيه آي» في رسم توضيحي (رويترز)

حمّى الذكاء الاصطناعي... مليارات الدولارات تُعيد تشكيل صناعة التكنولوجيا

يشهد قطاع التكنولوجيا العالمي أضخم موجة استثمارية في تاريخه الحديث؛ إذ تحولت حمى الذكاء الاصطناعي من مجرد ابتكارات برمجية إلى معركة وجودية على البنية التحتية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد منتزه على نهر هان في سيول (أرشيفية - رويترز)

اقتصاد كوريا الجنوبية 2026: رهان «أشباه الموصلات» في مواجهة الحمائية العالمية

مع توقع استمرار حالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي وتأثيرها على رابع أكبر اقتصاد في آسيا خلال عام 2026، من المتوقع أن تسعى كوريا الجنوبية لمواجهة هذه التحديات.

«الشرق الأوسط» (سيول)
صحتك قلب مطبوع من خلايا المريض تحت إشراف الذكاء الاصطناعي

5 قفزات في الذكاء الاصطناعي الطبي عام 2025

انتقالة نوعية من مرحلة «الاختبار البحثي» إلى «القرار السريري»

د. عميد خالد عبد الحميد (لندن)

الصين تصدر مسوّدة قواعد لتنظيم الذكاء الاصطناعي المحاكي للتفاعل البشري

امرأة في معرض حول الذكاء الاصطناعي وعالم الإنترنت بمقاطعة جيجيانغ الصينية (رويترز)
امرأة في معرض حول الذكاء الاصطناعي وعالم الإنترنت بمقاطعة جيجيانغ الصينية (رويترز)
TT

الصين تصدر مسوّدة قواعد لتنظيم الذكاء الاصطناعي المحاكي للتفاعل البشري

امرأة في معرض حول الذكاء الاصطناعي وعالم الإنترنت بمقاطعة جيجيانغ الصينية (رويترز)
امرأة في معرض حول الذكاء الاصطناعي وعالم الإنترنت بمقاطعة جيجيانغ الصينية (رويترز)

أصدرت هيئة الفضاء الإلكتروني الصينية، اليوم (السبت)، مسودة ​قواعد لتشديد الرقابة على خدمات الذكاء الاصطناعي المصممة لمحاكاة الشخصيات البشرية والتفاعل العاطفي مع المستخدمين.

وتؤكد هذه الخطوة ما تبذله بكين من جهود للسيطرة على الانتشار السريع لخدمات ‌الذكاء الاصطناعي ‌المقدمة للجمهور ‌من ⁠خلال ​تشديد معايير ‌السلامة والأخلاقيات.

وستطبق القواعد المقترحة على منتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي المقدمة للمستهلكين في الصين، والتي تعرض سمات شخصيات بشرية وأنماط تفكير وأساليب تواصل تتم محاكاتها، وتتفاعل ⁠مع المستخدمين عاطفياً من خلال النصوص ‌أو الصور أو الصوت أو الفيديو، أو غيرها من الوسائل.

وتحدد المسودة نهجاً تنظيمياً يلزم مقدمي الخدمات بتحذير المستخدمين من الاستخدام المفرط، وبالتدخل عندما تظهر على المستخدمين ​علامات الإدمان.

وبموجب هذا المقترح، سيتحمل مقدمو الخدمات مسؤوليات ⁠السلامة طوال دورة حياة المنتج، ووضع أنظمة لمراجعة الخوارزميات وأمن البيانات وحماية المعلومات الشخصية.

وتحدد هذه الإجراءات الخطوط الحمراء للمحتوى والسلوك، وتنص على أنه يجب ألا ينشئ مقدمو الخدمات محتوى من شأنه تهديد الأمن القومي، أو نشر الشائعات، أو الترويج ‌للعنف أو الفحشاء.


ما الاختراق القادم في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يتوقعه رئيس «أوبن إيه آي»؟

سام ألتمان رئيس شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)
سام ألتمان رئيس شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)
TT

ما الاختراق القادم في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يتوقعه رئيس «أوبن إيه آي»؟

سام ألتمان رئيس شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)
سام ألتمان رئيس شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

توقع سام ألتمان، رئيس شركة «أوبن إيه آي»، أن يكون الإنجاز الكبير التالي نحو تحقيق ذكاء اصطناعي فائق القدرة هو اكتساب هذه الأنظمة «ذاكرة لا نهائية، ومثالية».

وقد ركزت التطورات الأخيرة التي حققها مبتكر «تشات جي بي تي»، بالإضافة إلى منافسيه، على تحسين قدرات الذكاء الاصطناعي على الاستدلال، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

لكن في حديثه ضمن بودكاست، قال ألتمان إن التطور الذي يتطلع إليه بشدة هو قدرة الذكاء الاصطناعي على تذكر «كل تفاصيل حياتك»، وأن شركته تعمل على الوصول إلى هذه المرحلة بحلول عام 2026.

شرح ألتمان: «حتى لو كان لديك أفضل مساعد شخصي في العالم... فلن يستطيع تذكر كل كلمة نطقت بها في حياتك».

وأضاف: «لا يمكنه قراءة كل وثيقة كتبتها. ولا يمكنه الاطلاع على جميع أعمالك يومياً، وتذكر كل تفصيل صغير. ولا يمكنه أن يكون جزءاً من حياتك إلى هذا الحد. ولا يوجد إنسان يمتلك ذاكرة مثالية لا متناهية».

وأشار ألتمان إلى أنه «بالتأكيد، سيتمكن الذكاء الاصطناعي من فعل ذلك. نتحدث كثيراً عن هذا الأمر، لكن الذاكرة لا تزال في مراحلها الأولى جداً».

تأتي تصريحاته بعد أسابيع قليلة من إعلانه حالة طوارئ قصوى في شركته عقب إطلاق «غوغل» لأحدث طراز من برنامج «جيميناي».

وصفت «غوغل» برنامج «جيميناي 3» بأنه «عهد جديد من الذكاء» عند إطلاقها تطبيق الذكاء الاصطناعي المُحدّث في نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث حقق النموذج نتائج قياسية في العديد من اختبارات الأداء المعيارية في هذا المجال.

قلّل ألتمان من خطورة التهديد الذي يمثله مشروع «جيميناي 3»، مدعياً ​​أن ردّ شركة «أوبن إيه آي» الحازم على المنافسة الجديدة ليس بالأمر غير المألوف.

وقال: «أعتقد أنه من الجيد توخي الحذر، والتحرك بسرعة عند ظهور أي تهديد تنافسي محتمل».

وتابع: «حدث الشيء نفسه لنا في الماضي، حدث ذلك في وقت سابق من هذا العام مع (ديب سيك)... لم يكن لـ(جيميناي 3) التأثير الذي كنا نخشى أن يحدث، ولكنه حدد بعض نقاط الضعف في منتجاتنا واستراتيجيتنا، ونحن نعمل على معالجتها بسرعة كبيرة».

يبلغ عدد مستخدمي «تشات جي بي تي» حالياً نحو 800 مليون، وفقاً لبيانات «أوبن إيه آي»، وهو ما يمثل نحو 71 في المائة من حصة سوق تطبيقات الذكاء الاصطناعي. ويقارن هذا الرقم بنسبة 87 في المائة في الفترة نفسها من العام الماضي.


5 طرق مُدهشة لاستخدام الذكاء الاصطناعي

5 طرق مُدهشة لاستخدام الذكاء الاصطناعي
TT

5 طرق مُدهشة لاستخدام الذكاء الاصطناعي

5 طرق مُدهشة لاستخدام الذكاء الاصطناعي

أُحبّذ دفع الذكاء الاصطناعي نحو مزيد من التميّز. فعندما تكون مساعدات الذكاء الاصطناعي أقل رتابة وأكثر جرأة، فإنها تُحفّزني على إعادة التفكير وتُشجّعني على إعادة النظر في أفكاري.

أساليب غير تقليدية

لذا، طلبتُ من ألكسندرا صموئيل، إحدى أكثر مُجرّبات الذكاء الاصطناعي جرأةً التي أعرفها، أن تُشاركني نصائحها وأساليبها غير التقليدية خلال زيارتها الأخيرة لنيويورك قادمةً من فانكوفر.

ألكسندرا، التي تكتب عن الذكاء الاصطناعي في صحيفة «وول ستريت جورنال» ومجلة «هارفارد بزنس ريفيو»، فاجأتني بحجم جهودها في هذا المجال. فقد وصفت كيف أنشأت أكثر من 200 برنامج أتمتة، وكيف بنت قاعدة بيانات شخصية للأفكار تُساعدها على صياغة رسائل البريد الإلكتروني التسويقية.

أما أغرب أساليبها؟ فهو استخدام تطبيق «سونو» لتوليد أغانٍ لشرح المفاهيم المُعقّدة. ويستكشف بودكاستها الجديد المفعم بالحيوية «أنا + فيف Me + Viv»، علاقتها غير المألوفة مع مساعد ذكاء اصطناعي درّبته ليكون بمنزلة مدربها وشريكها. وهي تُجري مقابلات مع مُشكّكين في الذكاء الاصطناعي.

نصائح لتوظيف الذكاء الاصطناعي

وإليكم خمس نصائح من ألكسندرا:

1. استخدم «سونو Suno» لتحويل الكلمات إلى موسيقى جذابة.

* ما «سونو»؟ منصة لتوليد الموسيقى بالذكاء الاصطناعي لإنشاء أغانٍ مخصصة. تستخدم أليكس «سونو» بكثرة لإنشاء أغانٍ لبودكاستها عن الذكاء الاصطناعي، وتعده أداةً لسرد القصص أكثر من كونه مجرد أداة لإنشاء الموسيقى. وتقول: «أشبه بقرد يلعب بآلة قمار. من المعتاد أن أُنشئ الأغنية نفسها 50 أو 100 مرة، وربما حتى 200 مرة».

تساعدها هذه العملية التكرارية على الوصول إلى النسخة المثالية. وتقول إن «سونو» يواجه صعوبة في التبديل بين الأصوات الذكورية والأنثوية، أو الأنماط الموسيقية، أو اللغات في أثناء غناء الأغنية. وتقترح أليكس استخدام كلماتك الخاصة مع «سونو» للحصول على نتائج أفضل من الاعتماد على خاصية توليد الكلمات المدمجة.

جرّبه في: تحويل المقالات أو الإعلانات إلى أغانٍ ترويجية قصيرة؛ أو إنشاء شروحات موسيقية جذابة؛ أو إنشاء أغنية للاشتراك في النشرة الإخبارية.

* بديلٌ آخر توصي به: العمل بشكل تكراري مع مساعد ذكاء اصطناعي مثل«كلود» Claude لتطوير كلمات الأغاني التي تستوردها بعد ذلك إلى «سونو».

* بدائل اخرى: Udio، ElevenLabs Music.

مركز مرن وسهل للإنتاجية

2. «كودا» Coda. أنشئ مركز إنتاجيتك الخاص.

* ما «كودا Coda»؟ أداة برمجية لإنشاء مستندات وقواعد بيانات مخصصة. لقد كتبتُ سابقاً عن مدى التقليل من شأن Coda كبديل لأدوات مفيدة أخرى مثل Notion وAirtable.

تصف أليكس «كودا» بأنه مركز شامل يمكنك من خلاله بناء أدواتك الخاصة. وتجعله ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة أسهل استخداماً وأكثر مرونة. استخدمت أليكس «كودا» لتصميم «آلة عرض الأفكار» الخاصة بها، وهي نظام متطور لتتبع القصص.

لديها جدول واحد في آلة عرض الأفكار يحتوي على جميع أفكار قصصها. وجدول آخر في «كودا» يحتوي على جميع المنشورات التي تكتب هي لها، مع أسماء المحررين ومعلومات الاتصال بهم.

بضغطة زر في «كودا»، يمكنها دمج عدة أفكار قصص في مسودة واحدة على جي ميل مع تحديث حقول التتبع وتواريخ المتابعة تلقائياً. استغرق الإعداد بعض الوقت، لكنه يوفر لها الآن الكثير من الوقت.

لمن صُمم «كودا»؟ توصي أليكس باستعماله للمستخدمين المتقدمين الذين يستمتعون بالتجربة التقنية.

* جرّبه في: تتبع أفكار المشاريع والحملات، وإدارة قاعدة بيانات العملاء، أو إنشاء رسائل البريد الإلكتروني أو رسائل «سلاك» تلقائياً.

* بدائل اخرى: Notion, Airtable, Google Workspace, Obsidian.

إنشاء فيديوهات اجتماعية

3. «كاب كات». CapCut إنشاء فيديوهات اجتماعية بمساعدة الذكاء الاصطناعي.

* ما «كاب كات»؟ منصة لتحرير الفيديو مزودة بميزات الذكاء الاصطناعي.

تستخدم أليكس «كاب كات»، بالإضافة إلى نصوص Python مخصصة، لإنشاء فيديوهات موسيقية لمنصات «إنستغرام» و«يوتيوب» و«تيك توك». وتقول إن لديها مشاعر مختلطة تجاه «كاب كات» بسبب ملكية TikTok/ByteDance له، لكنها تعتمد عليه حالياً. وهي تعمل على نظام لمزامنة ظهور الترجمة على الشاشة مع لحظة سماع كلمات الأغنية.

* جرّبه في: إنشاء فيديوهات أنيقة مع ترجمة مكتوبة لوسائل التواصل الاجتماعي، أو لتحويل ملفات البودكاست إلى فيديوهات.

* بدائل اخرى: Captions, Descript، أو Kapwing.

الوثائق والمستندات

4. «كلاود + بروتوكول سياق النموذج إم سي بي» Claude + MCP... ربط الذكاء الاصطناعي بمستنداتك.

* ما «كلاود+ بروتوكول سياق النموذج إم سي بي»؟ هو مساعد ذكاء اصطناعي متصل بقواعد بيانات وأدوات خارجية عبر بروتوكول سياق النموذج Model Context Protocol (MCP).

تتيح خوادم MCP ربط المواقع والتطبيقات بمنصات الذكاء الاصطناعي. وهكذا ربطت أليكس حسابها على منصة «كودا» ببرنامج «كلاود».

والآن بعد الربط، تستطيع أليكس طرح أسئلة بسيطة على «كلاود»، الذي يمكنه بدوره البحث عن معلومات في مستنداتها على «كودا».

تقول ألكسندرا: «بإمكاني ببساطة إجراء محادثة مع (كلاود)، مثلاً: مرحباً (كلاود)، لقد تحدثتُ للتو مع محرر. يبحث عن مقالات حول خصوصية البيانات. هل يمكنك الاطلاع على مستندي على (كودا) ومعرفة أفكار القصص التي قد تكون ذات صلة؟». وتؤكد ألكسندرا أهمية الاعتبارات الأمنية: يجب على الصحافيين الذين يغطون مواضيع حساسة تجنب هذا النوع من سير العمل التجريبي إذا كانوا يحمون معلومات من مصادر مجهولة.

تؤكد ألكسندرا أهمية مراعاة الجوانب الأمنية: يجب على الصحافيين الذين يغطون مواضيع حساسة تجنب هذا النوع من سير العمل التجريبي إذا كانوا يحمون معلومات من مصادر مجهولة.

* جرّبه في: الاستعلام عن قواعد البيانات المعقدة، والعثور على أعمال سابقة ذات صلة بالمشاريع الجديدة، وتحليل الأنماط في مستنداتك، ودمج مصادر بيانات متعددة لاستخلاص رؤى قيّمة.

* بدائل أخرى: موصل Google Drive في Claude أو ChatGPT؛ أو إعداد مخصص لـ NotebookLM.

إنجاز المهمات بسرعة

5. «كلاود كود Claude Code»: قلّل من العمل المتكرر.

* ما «كلاود كود»؟ مساعد برمجة مدعوم بالذكاء الاصطناعي يعمل محلياً على جهاز الكمبيوتر الخاص بك، ويساعد المطورين على كتابة التعليمات البرمجية بشكل أسرع، كما يساعد غير المبرمجين على إنجاز المهام التقنية باستخدام توجيهات اللغة الطبيعية. يمكنك استخدامه لتنظيم الملفات على حاسوبك المحمول، أو إنشاء برامج Python النصية، أو تصميم تطبيقات أو ألعاب تفاعلية صغيرة.

على الرغم من تدريبه المحدود في البرمجة، فقد كتبت الكسندرا نحو 200 برنامج Python نصي باستخدام «كلاود كود». وقد ساعدت نصوص ألكسندرا البرمجية في دمج ملفات PDF وإنشاء ترجمات مُرمّزة زمنياً للفيديوهات. كما استخدمت «كلاود كود». لإنشاء إضافة خاصة بها لمتصفح «فايرفوكس» لتطبيق تتبع مالي.

* جرّبه في: معالجة الملفات دفعة واحدة، أو تحويل البيانات، أو إنشاء إضافات للمتصفح لحل مشكلاتك الخاصة.

- مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».

Your Premium trial has ended