تقرير: إسرائيل في مواجهة «طوفان العزلة»

انتقادات غربية وتصاعد الدعوات للاعتراف بالدولة الفلسطينية

وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش يحمل لوحة لمشروع استيطاني خلال مؤتمر صحافي قرب مستوطنة معاليه أدوميم بالضفة يوم الخميس (أ.ب)
وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش يحمل لوحة لمشروع استيطاني خلال مؤتمر صحافي قرب مستوطنة معاليه أدوميم بالضفة يوم الخميس (أ.ب)
TT

تقرير: إسرائيل في مواجهة «طوفان العزلة»

وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش يحمل لوحة لمشروع استيطاني خلال مؤتمر صحافي قرب مستوطنة معاليه أدوميم بالضفة يوم الخميس (أ.ب)
وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش يحمل لوحة لمشروع استيطاني خلال مؤتمر صحافي قرب مستوطنة معاليه أدوميم بالضفة يوم الخميس (أ.ب)

من ميناء جزيرة سيروس اليونانية إلى أروقة العواصم الغربية، تتسع دائرة المظاهر التي تعكس تنامي العزلة الدولية التي تواجهها إسرائيل منذ اندلاع حربها على غزة، في ظل تصاعد الانتقادات الرسمية والشعبية، وازدياد الدعوات للاعتراف بدولة فلسطينية.

ففي الشهر الماضي، تحوّلت أجواء الصيف الهادئة في الجزيرة اليونانية إلى ساحة احتجاج، حيث احتشد مئات السكان في الميناء العتيق، مرددين هتافات «فلسطين حرة» اعتراضاً على رسوّ السفينة السياحية الإسرائيلية «كراون آيريس» الآتية من حيفا وعلى متنها نحو 1600 راكب. الحادثة التي انتهت بتحويل وجهة السفينة إلى قبرص، اعتبرها مراقبون مؤشراً على تحولات أعمق في المزاج الدولي تجاه إسرائيل، وفقاً لتقرير لصحيفة «فاينانشال تايمز».

وبعد مرور ما يقارب العامين على هجوم حركة «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وما تبعه من عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق في غزة، تتزايد التحذيرات في الداخل الإسرائيلي مما يصفه دبلوماسيون سابقون بـ«تسونامي دبلوماسي» يهدد مكانة البلاد، على غرار تحذير رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك من مصير مشابه لجنوب أفريقيا في عهد الفصل العنصري.

قال جيريمي إسخاروف، السفير الإسرائيلي السابق لدى ألمانيا، إن «بلاده لم تواجه عزلة بهذه الحدة من قبل»، مشيراً إلى أن بعض أصدقائنا المقربين يبعثون برسائل سلبية للغاية، بما في ذلك من الولايات المتحدة.

وقد أججت التطورات الميدانية، وارتفاع أعداد الضحايا في غزة، وتشديد القيود على دخول المساعدات الإنسانية حتى وصلت إلى حافة المجاعة، الإدانات الدولية.

وأشعل إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عزمه على توسيع العمليات العسكرية لإنهاء مهمة القضاء على «حماس» موجة انتقادات حتى من حلفاء تقليديين؛ إذ وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخطوة بأنها «كارثة وشيكة»، بينما قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إن «الرد العسكري لم يعد مبرراً».

في المقابل، أعلنت أكثر من 12 دولة، من بينها بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا، نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية الشهر المقبل خلال اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك، فيما تصاعدت اتهامات إسرائيل بارتكاب «إبادة جماعية»، بالتزامن مع مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو بتهم «جرائم ضد الإنسانية».

كما اتخذت دول ومؤسسات خطوات عملية، بينها تعليق ألمانيا تسليم أي أسلحة يمكن استخدامها في غزة، وقرار صندوق الثروة السيادي النرويجي، الأكبر في العالم، بيع 5 من استثماراته في إسرائيل وقطع صلاته بمديري صناديق إسرائيليين، في خطوة وصفها رئيس الوزراء النرويجي بأنها «دراماتيكية» من حيث أثرها على صورة إسرائيل.

الانعكاسات امتدت إلى القطاع الاقتصادي، لا سيما شركات التقنية الناشئة التي تواجه عزوفاً من مستثمرين أوروبيين، إلى جانب مخاوف من تأثير الأزمة على برامج البحث العلمي المشتركة مع الاتحاد الأوروبي. وحتى في الولايات المتحدة، أظهر استطلاع «غالوب» الأخير تراجع التأييد الشعبي للعمليات الإسرائيلية في غزة إلى 32 في المائة فقط.

ورغم الانتقادات، يصر نتنياهو على أن «الاعتراف الأوروبي بالدولة الفلسطينية مكافأة لـ(حماس)»، مؤكداً أن إسرائيل «ستكسب الحرب بدعم الآخرين أو من دونه».

لكن المخاوف تتزايد من خطوات أشد، مثل فرض عقوبات اقتصادية، أو حظر شامل على بيع الأسلحة، أو إلغاء إعفاء السفر من التأشيرات. وكما قال السفير السابق إسخاروف: «نحن نعيش في عالم مترابط... فلا الفرد ولا الدولة يمكن أن يعزلا نفسيهما عن تبعاته».


مقالات ذات صلة

مسؤول في حركة «حماس»: مستعدون لمناقشة مسألة «تجميد أو تخزين» الأسلحة

المشرق العربي جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)

مسؤول في حركة «حماس»: مستعدون لمناقشة مسألة «تجميد أو تخزين» الأسلحة

قال مسؤول رفيع في حركة «حماس»، اليوم (الأحد)، إن الحركة مستعدة لمناقشة مسألة «تجميد أو تخزين» ترسانتها من الأسلحة ضمن اتفاقها لوقف إطلاق النار مع إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (الدوحة )
شؤون إقليمية رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير (أ.ف.ب)

رئيس الأركان الإسرائيلي: «الخط الأصفر» في غزة يمثل «حدوداً جديدة»

أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، في بيان، اليوم الأحد، أن «الخط الأصفر» الفاصل في غزة هو الحدود الجديدة للقطاع مع إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
رياضة عربية إيهاب أبو جزر مدرب المنتخب الفلسطيني (أ.ف.ب)

أبو جزر: أتلقى النصائح من والدتي المقيمة في خيمة بغزة

لا يستلم إيهاب أبو جزر، مدرب المنتخب الفلسطيني، من والدته المقيمة في خيمة في قطاع غزة روح الإصرار والعزيمة فقط، بل بعض النصائح الفنية والتكتيكية أيضاً.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
المشرق العربي وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز) play-circle

وزير الخارجية التركي: نزع سلاح «حماس» ليس أولى الأولويات في غزة

رأى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن نزع سلاح حركة «حماس» لا يمكن أن يكون الأولوية الرئيسية في غزة.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
الخليج معبر رفح الحدودي بين مصر والأراضي الفلسطينية (أرشيفية - رويترز)

قلق عربي - إسلامي لنية إسرائيل إخراج الغزيين باتجاه مصر

أعربت السعودية و7 دول عربية وإسلامية عن بالغ القلق إزاء تصريحات إسرائيل بشأن فتح معبر رفح في اتجاه واحد لإخراج سكان قطاع غزة إلى مصر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

إيران تعلن محاكمة إيراني أوروبي اعتُقل خلال الحرب مع إسرائيل بتهمة التجسّس

عناصر من الشرطة الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الشرطة الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
TT

إيران تعلن محاكمة إيراني أوروبي اعتُقل خلال الحرب مع إسرائيل بتهمة التجسّس

عناصر من الشرطة الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الشرطة الإيرانية (أرشيفية - رويترز)

أعلنت السلطة القضائية في إيران، الاثنين، أنّ مواطناً إيرانياً أوروبياً كان قد اعتُقل خلال الحرب الأخيرة التي استمرّت 12 يوماً مع إسرائيل، أُحيل إلى المحاكمة بتهمة التجسّس لصالح الدولة العبرية.

ولم يكشف موقع «ميزان أونلاين» التابع للسلطة القضائية هوية المتهم، لكنّه ذكر أنّه «مزدوج الجنسية يعيش في دولة أوروبية» واعتُقل في إيران خلال الحرب التي وقعت في يونيو (حزيران). وأضاف، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، أنّه متهم بـ«التعاون الاستخباري والتجسّس لصالح الكيان الصهيوني».

وفجر 13 يونيو، بدأت إسرائيل الحرب بهجوم مباغت استهدف مواقع عسكرية ونووية في إيران، تخللته عمليات اغتيال لقادة عسكريين وعلماء نوويين، معلنة عزمها على منع إيران من امتلاك القنبلة النووية، فيما تنفي طهران السعي لامتلاك سلاح نووي، مؤكدةً حقها في الحصول على الطاقة النووية المدنية.

وليل 21 إلى 22 يونيو، شنّت الولايات المتحدة ضربات على ثلاثة مواقع نووية إيرانية رئيسية. وبعد 12 يوماً من الحرب، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل في 24 يونيو. وتوعّد في وقت لاحق بأن تعاود الولايات المتحدة توجيه ضربات إلى إيران إذا قامت بتخصيب اليورانيوم للاستخدام العسكري.


إيران: مغادرة رحلة ثانية تقلّ 55 مواطناً مُرحّلاً من الولايات المتحدة

صورة عامة للعاصمة الإيرانية طهران (أ.ب)
صورة عامة للعاصمة الإيرانية طهران (أ.ب)
TT

إيران: مغادرة رحلة ثانية تقلّ 55 مواطناً مُرحّلاً من الولايات المتحدة

صورة عامة للعاصمة الإيرانية طهران (أ.ب)
صورة عامة للعاصمة الإيرانية طهران (أ.ب)

غادرت طائرة ثانية تقل إيرانيين مرحَّلين من الولايات المتحدة، حسبما قال مسؤولون إيرانيون، مع اعتزام أميركا إعادة المئات من السجناء إلى إيران.

تأتي عمليات الترحيل في ظل تصاعد التوترات بين إيران وأميركا عقب أن قصفت أميركا مواقع نووية إيرانية خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً بين طهران وإسرائيل في يونيو (حزيران) الماضي. وأعرب النشطاء في الخارج عن قلقهم بشأن عودة المرحَّلين إلى إيران، التي تقمع حكومتها المفكرين وتعدم السجناء بوتيرة غير مسبوقة منذ عقود.

وذكرت وكالة ميزان، الناطق الرسمي لهيئة القضاء الإيرانية، اليوم، أن مجتبى شاستي كريمي المسؤول بوزارة الخارجية أكد ترحيل 55 إيرانياً.

ونقلت الوكالة عنه القول: «هؤلاء الأفراد أعلنوا استعدادهم للعودة بعد استمرار السياسة المناهضة للهجرة والتمييزية ضد الأجانب خصوصاً الإيرانيين من جانب الولايات المتحدة».


نتنياهو يرهن المرحلة الثانية بإنهاء حكم «حماس»


فلسطينيون يحملون جثماناً لعامل قتلته إسرائيل في الخليل بالضفة الغربية المحتلة أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يحملون جثماناً لعامل قتلته إسرائيل في الخليل بالضفة الغربية المحتلة أمس (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو يرهن المرحلة الثانية بإنهاء حكم «حماس»


فلسطينيون يحملون جثماناً لعامل قتلته إسرائيل في الخليل بالضفة الغربية المحتلة أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يحملون جثماناً لعامل قتلته إسرائيل في الخليل بالضفة الغربية المحتلة أمس (أ.ف.ب)

على الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رأى أن الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار في غزة بات قريباً؛ فإنه رهنه بإنهاء حكم حركة «حماس».

وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني فريدريك ميرتس في إسرائيل، أمس، إنه «لم يكن أحد يتوقع أن يضغط ترمب على (حماس) لإطلاق سراح الرهائن، لكننا نجحنا. والآن المرحلة الثانية، من أجل نزع سلاح (حماس) ونزع سلاح غزة».

ومثلت زيارة ميرتس إلى إسرائيل كسراً لعزلة نسبية أوروبية على نتنياهو على خلفية حرب غزة. وقال ميرتس إن الوقوف إلى جانب تل أبيب «يشكل جزءاً من جوهر سياسة ألمانيا الثابت والأساسي، وسوف يظل»، ومع ذلك استبعد توجيه دعوة إلى نتنياهو لزيارة برلين حالياً، في إشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضده ووزير دفاعه السابق، يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة.