فلسطيني يدهس 4 جنود إسرائيليين قرب سلفيت بعد إصابة حاخام متطرف

قوات الاحتلال تخضع طولكرم بعد الخليل لحصار خانق

فلسطيني يدهس 4 جنود إسرائيليين قرب سلفيت بعد إصابة حاخام متطرف
TT

فلسطيني يدهس 4 جنود إسرائيليين قرب سلفيت بعد إصابة حاخام متطرف

فلسطيني يدهس 4 جنود إسرائيليين قرب سلفيت بعد إصابة حاخام متطرف

أصيب 4 جنود إسرائيليين، مساء أمس، دهسًا من قبل فلسطيني كان يقود سيارة مسرعة على الطريق رقم 446، قرب مستوطنة بيت أرييه، المقامة على أراضي الفلسطينيين في دير بلوط، بمحافظة سلفيت شمال غربي الضفة الغربية.
وذكر ناطق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن إصابة أحد الجنود خطيرة، وأن الفلسطيني، سائق السيارة، وهي من نوع «إيسوزو»، كان يقود سيارته بسرعة باتجاه قوة عسكرية كانت تقوم بأعمال روتينية، قبل أن يقفز منها ويفر، ولم يعطِ تفاصيل أخرى. لكنه أشار إلى أن قوات إسرائيلية بدأت عملية خاصة لملاحقة الشاب وتحديد مكانه، حيث يعتقد أنه فر إلى قرية دير بلوط.
ويأتي هذا الهجوم بعد أقل من 24 ساعة، من إصابة حاخام يُدعى «شاؤول نير» (60 عاما) وزوجته، بعد إطلاق النار عليهما من قبل مسلحين فلسطينيين، أثناء مرورهما في طريق عام، قريب من مستوطنة آفني حفنتس، المقامة على أراضي الفلسطينيين في طولكرم شمال الضفة الغربية، التي تفرض عليها قوات عسكرية تابعة للاحتلال، حصارًا خانقًا منذ مساء الأربعاء، بحثًا عن المنفذين، في حين شهدت طولكرم نفسها، مواجهات متفرقة مع الشبان الفلسطينيين، وسط حملة مداهمات واعتقالات، أجبرت الآلاف من سكان المحافظة، على سلوك طرق التفافية للوصول إلى أعمالهم في ظل الإغلاق والحصار المحكم المفروض على المدينة.
وقالت مصادر إسرائيلية، إن الحاخام الذي أصيب في العملية يُعد من زعماء التنظيم السري اليهودي، الذي نشط في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، وخطط لتفجير قبة المسجد الأقصى ولهجمات تفجيرية، كما أنه كان مسؤولاً مباشرًا عن عمليات اغتيال استهدفت رؤساء البلديات عام 1980، وقتل طلابًا فلسطينيين في إحدى الكليات التعليمية في الخليل، وأصاب العشرات منهم في هجوم مسلح، قبل أن يعتقل، حينها، ويحكم عليه بالسجن مدى الحياة، ويفرج عنه بعفو من الرئيس الإسرائيلي آنذاك، تحت ضغوط من اليمين المتطرف، الذي استمر لسنوات بالاعتراض على صفقة إطلاق سراح الأسرى، بما عرف بعملية «الجليل» بين القيادة العامة وإسرائيل.
ومع حصار طولكرم تصبح ثاني مدينة فلسطينية في الضفة الغربية، تحاصرها قوات الاحتلال، بعد مدينة الخليل، ضمن سياسة العقاب الجماعي الذي تمارسه سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين.
وشنت إسرائيل الليلة الماضية حملة اعتقالات طالت 21 فلسطينيًا، في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، قبل أن تعلن عن إحباط عملية طعن في مدينة العفولة داخل الخط الأخضر، واعتقال 3 فلسطينيين من سكان جنين، كانوا يحملون «سكاكين» لتنفيذ العملية، حسب بيان للشرطة الإسرائيلية.
وجاءت التطورات في اليوم الـ71 للانتفاضة، التي يبين مركز القدس في إحصائية شاملة، أن عدد الفلسطينيين الذين قضوا فيها بلغ 117 «شهيدًا»، منهم واحد في المعتقل (قبل قتل إسرائيل شابًا في الخليل، ليصبح العدد 118)، بالإضافة إلى إصابة نحو 14422 فلسطينيًا بما فيهم الإصابات بالغاز.
وفي المقابل قتل، 22 إسرائيليًا، وأصيب 320 آخرون، في 59 حادث إطلاق نار، و64 عملية طعن، و31 محاولة أخرى، واعتقل 2433 في الأراضي الفلسطينية.
وحول اعتداءات المستوطنين، بينت إحصائيات مركز القدس، وجود 282 اعتداء، توزعت على النحو الآتي: مهاجمة 168 سيارة فلسطينية، 53 اعتداء بالضرب أو بالتهجم، حالة قتل مباشرة في مدينة الخليل، حالة طعن في منطقة ديمونة وأخرى شمال فلسطين، والباقي مهاجمة منازل وعقارات.
وعن الاعتقالات في الضفة الغربية والقدس ومناطق 1948، أظهرت الإحصائيات أن عدد المعتقلين في الأراضي الفلسطينية خلال انتفاضة القدس، 2433 فلسطينيًا، بالإضافة إلى اعتقال 600 عامل من داخل الأراضي المحتلة عام 1948.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.