جواو فيليكس... بدايات شاقة ورحلة مكوكية انتهت إلى جانب رونالدو

الطفل الذي «راوغ الكرة قبل أن يمشي» يأمل استعادة بريقه مع النصر

حقبة بنفيكا شهدت ذروة نجومية فيليكس (الشرق الأوسط)
حقبة بنفيكا شهدت ذروة نجومية فيليكس (الشرق الأوسط)
TT

جواو فيليكس... بدايات شاقة ورحلة مكوكية انتهت إلى جانب رونالدو

حقبة بنفيكا شهدت ذروة نجومية فيليكس (الشرق الأوسط)
حقبة بنفيكا شهدت ذروة نجومية فيليكس (الشرق الأوسط)

على مدار 6 أعوام، كان البرتغالي جواو فيليكس يعيش رحلة شاقة من فيسيو إلى بورتو بواقع خمسة أيام في الأسبوع، منذ أن كان طفلاً في السابعة من عمره حتى بلغ الثالثة عشرة، لكنه لم يدرك أن هذه الرحلة ستقود إلى نجومية لا تضاهى أصبحت مؤخراً مثار الكثير من التساؤلات.

ورحل جواو من صفوف بنفيكا في 2019 إلى أتلتيكو مدريد، ثم تشيلسي وبعدها برشلونة، ثم عاد إلى تشيلسي مرة أخرى ومن ثم رحل نحو ميلان قبل انتقاله إلى النصر. ما جعله يُصنف كرابع أغلى صفقة انتقال في العالم نظير ذلك.

رحلة فيليكس في السنوات الست الماضية تشبه حقبة البدايات حينما كان يرافق والديه في رحلة يومية من مدينة فيسيو حيث تعيش الأسرة إلى مدينة بورتو، ويقطعان يومياً قرابة 241 كيلومتراً لمطاردة حلم ابنهما ليصبح لاعب كرة قدم محترفاً.

جواو يأمل استعادة بريقه إلى جانب قدوته رونالدو (نادي النصر)

يقول فيليكس: «بعد ست سنوات من هذه الرحلة، كنت قد حفظت كل منعطف وحفرة وإشارة مرور في الطريق، وفي الثالثة عشرة من عمري قمنا بتلك الرحلة لكن دون عودة؛ إذ أستعد للانتقال للعيش في بورتو والانضمام للنادي بشكل كامل، لكن ليلة تحقيق الحلم كانت بمثابة خوف للطفل البرتغالي الصغير الذي أمسك يد والده وقال سأعود معك للمنزل ولن أنام هُنا، لكن والده ربّت على كتفه بعدما أخذ نفساً عميقاً ونظر في عيني طفله، وقال ابقَ الليلة هنا وإذا استمر شعورك فسأعود في الغد لأخذك للمنزل لكنني لن أعيدك إلى هنا مرة أخرى، سيكون هذا القرار قرارك النهائي».

بكى فيليكس بكاءً شديداً بعد رحيل والديه، وجلس في الغرفة رفقة زملائه الصغار الآخرين، ليعود شريط ذكرياته، حيث لعب الكرة مع شقيقه في مطبخ المنزل في غرفة المعيشة، يقول فيليكس: «كنا نمتلك قرابة 15 كرة في أرجاء المنزل، إنها كنز، الهدية الثمينة بالنسبة لنا».

انتقال فيليكس للميلان لم يضف شيئا إلى مسيرته الشخصية (الشرق الأوسط)

رحلة فيليكس انطلقت من بنفيكا مع أقرانه اللاعبين الشبان، لكن الأمر لم يكن مثالياً للغاية، يتحدث جواو عن مرحلة عشقه لكرة القدم ولعبها في المنزل وعن ممارستها في النادي: «كان والداي يرددان دائماً مقولة حين كان جواو رضيعاً كان يراوغ الكرة قبل أن يمشي، هي بالطبع ليست صحيحة لكنها ستكون صحيحة إن فهمت ما أعنيه»، يضيف: «كنت ألعب الكرة دائماً وإذا اضطررت لتمريرها لك، كان عليّ أن أثق بك، أعني هذه كرتي ولا أعلم ما الذي ستفعله بها؛ قد تضيعها أو شيء من هذا القبيل».

يواصل فيليكس في حديثه لموقع «ذا بلايرز تريبيون»: «أثق بأخي؛ لذا أمرر له الكرة كثيراً، ولكن مع نضوجي كلاعب وإنسان أدركت أن هذا ما أحبه؛ أن تكون الكرة بحوزتي، لكن عندما لعبت لفريق الناشئين لم يكن ذلك يحدث دائماً، لم يؤمنوا بقدر ما آمنت بنفسي، لم يثقوا بي في الملعب، كانوا ينتقدون حجمي، أخرجوني من الملعب وأخذوا الكرة مني وفقدت متعتي».

تلك القناعة التي يؤمن بها فيليكس أن الكرة ملكه وجهده ولا يمنحها إلا لمن يستحقها ويعرف كيف يتعامل معها، تأخذنا إلى لقطة شهيرة في النفق المؤدي لغرف الملابس خلال مباراة لتشيلسي ضد نابولي؛ إذ سُمع ووكر يقول: «مرّر الكرة – لا أحد هنا ميسي».

اللاعب البرتغالي خلال تدريباته مع النصر (نادي النصر)

في وقت لاحق، أوضح المدافع الإنجليزي في بودكاست على «بي بي سي» أن الحديث كان عن تكتيكات الفريق، ولم يكن انتقاداً للبرتغالي.

الحديث عن طفولة جواو فيليكس وربطها برحلته والتنقل اليومي وانعكاس ذلك على رحلته كلاعب محترف، والغوص في تفاصيل شخصيته وفهمها، قد يكون أبرز ما قد يفسر لنا لماذا يتنقل فيليكس كثيراً ولم يعكس حجم التطلعات الكبيرة التي رافقت بزوغه كلاعب نجم.

تتحدث «بي بي سي» عن رحلة فيليكس المثيرة للاهتمام بالقول: «المهاجم البرتغالي لعب منذ ذلك الحين لأندية أوروبية كبرى مثل برشلونة وميلان وتشيلسي. ومع ذلك، ومنذ مغادرته موطنه، لم يسجّل أكثر من 10 أهداف في موسم واحد».

الآن، وفي عمر الـ25 عاماً، يشد الرحال إلى السعودية. وكما قال الصحافي المقيم في لشبونة ماركوس ألفيش: «الإحساس السائد في الوطن هو أن فيليكس أعلن رسمياً تخلّيه عن أن يكون لاعباً دولياً من المستوى الأعلى حقاً».

يقول الصحافي الإسباني غيليم بالاغي: «لا يبدو أن هناك نقطة تحوّل بالنسبة له. هذا الأمر يُجنّن المدربين؛ يرون الإمكانات لكنه لن يحققها أبداً. إنها مسألة ذهنية. ليس الأمر أنه غير مهتم – لكنه لا يصغي».

تشير «بي بي سي» إلى رحلة فيليكس كلاعب مع بنفيكا وتوضح: «بعد تخرجه من أكاديمية بنفيكا، أصبح فيليكس أصغر لاعب في تاريخ الفريق الرديف لبنفيكا عندما خاض مباراته الأولى في الدرجة الثانية البرتغالية وهو في السادسة عشرة. ببساطة، كان مذهلاً، خصوصاً في النصف الثاني من الموسم».

أحرز فيليكس هدفاً في ديربي لشبونة ضد سبورتنغ بعد أسبوع فقط من تقديمه، وأصبح أصغر لاعب يسجّل «هاتريك» في الدوري الأوروبي خلال مباراة ربع النهائي ضد آينتراخت فرانكفورت. وأنهى الموسم مسجّلاً 20 هدفاً في 43 مباراة بجميع المسابقات، منها 15 هدفاً في 26 مباراة دوري.

وتُوّج بنفيكا باللقب، وحصل فيليكس على جائزة أفضل لاعب شاب في العام، واختير ضمن فريق الموسم في الدوري البرتغالي – ولاحقاً ذلك العام فاز بجائزة «الفتى الذهبي» لأفضل لاعب في أوروبا تحت 21 عاماً.

قال الصحافي ألفيش: «تلك الأشهر الستة التي لعب فيها باستاديو دا لوز كانت الأفضل بلا منازع مما شاهدته من لاعب في البرتغال خلال ما يقرب من عقد من الزمن، كان فناً خالصاً، متعة للمشاهدة، بدا وكأنه مقدّر له القمة».

وأضاف: «في منتصف 2019، عندما وصل كريستيانو رونالدو إلى معسكر البرتغال لنهائيات دوري الأمم، أتذكر رؤية عنوان على التلفاز يقول: (رونالدو ينضم إلى فيليكس)، فيليكس، وليس المنتخب، لم يكن ذلك مزحة – هكذا كان يُنظر إلى فيليكس في ذلك الوقت».

جواو إبان تمثيله تشيلسي الإنجليزي (الشرق الأوسط)

ثم جاء أتلتيكو مدريد ليكمل واحدة من أكبر صفقات الانتقال في التاريخ؛ إذ انتقل فيليكس للنادي الإسباني مقابل 113 مليون جنيه إسترليني، ليلعب تحت قيادة المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني، الشهير بجعل فرقه تعمل بجد هائل.

يقول الصحافي الإسباني بالاغي: «كان يجب أن نتوقع ما سيحدث في إحدى المرات المبكرة له مع أتلتيكو، غضب سيميوني منه بشدة خلال مباراة، وطلب منه القيام بأمور معينة، لكنك كنت ترى بوضوح كيف كان جواو فيليكس يتجاهله. في النهاية، لم يقم بأي من الأمور التي طلبها سيميوني، من ذلك الحين بدأ خروجه ودخوله المستمر للتشكيلة، وبدأنا نسمع قصصاً عن قلة التزامه الدفاعي، لكنني أعتقد أن الأمر أعمق».

في موسم 2021-2022 كان أسوأ للفريق لكنه أفضل له شخصياً، حيث أنهى أتلتيكو في المركز الثالث لكنه نال جائزة أفضل لاعب في الموسم بالنادي، مسجّلاً 10 أهداف في جميع المسابقات قبل إصابة أنهت موسمه في أبريل (نيسان).

كتبت «بي بي سي» وقتها: «بعد عامين ونصف العام من الإخفاق، بدأ جواو فيليكس أخيراً يبدو قادراً على أن يصبح أحد أفضل اللاعبين في العالم. لكنه كان (بزوغاً زائفاً)».

لم يتغير شيء لجواو في تشيلسي وبرشلونة، ثم تشيلسي، ثم ميلان... الأمر واحد، ملامح موهبة تتلاشى سريعاً ثم يغادر لوجهة أخرى.

النجم البرتغالي حصل على جائزة الفتى الذهبي في 2019 (الشرق الأوسط)

يدير البرتغالي خورخي مينديز أعمال اللاعب، وهو يعتبر أحد أقوى وكلاء الأعمال في العالم؛ إذ يمتلك علاقات وثيقة مع أندية من الصف الأول، ويشير الكثيرون إلى أن هذه النقطة قد تفسر بعض التساؤلات كون مينديز ينجح في إخراج وكيله عند حدوث أي مشكلة للاعب أو اختلاف في وجهات النظر كما حدث برحيله من أتلتيكو حينما واجه فلسفة الدفاع العالي من المدرب سيموني، وهو من قام بترتيب إعاراته المتتالية وتسهيل خروجه في كل مرة.

اليوم يحط فيليكس رحاله مع النصر، وترافقه العديد من التساؤلات؛ هل انضم ليرافق رونالدو؟ أم ابتعد عن الأضواء والضغوطات؟ لكن الحقيقة أن فيليكس الذي كان على مقربة من العودة للبرتغال يحظى بعلاقة جيدة مع المدرب خورخي خيسوس الذي يؤمن بقدراته وكان هدف بحث عنه مرتين حينما كان مدرباً للهلال، لكن الصفقة لم تتم لأسباب مختلفة.

«أخيراً سوف ألعب مع السيد خيسوس»... كانت هذه العبارة أبرز ما ذكره اللاعب حين أبرم صفقة انتقاله مع النصر؛ إذ كشف: «أعلم أنه يحبني جداً، هو دائماً يقول ذلك لي، ولبعض اللاعبين الذين زاملتهم في المنتخب»، مضيفاً: «لذا، أخيراً سوف ألعب معه، أنا متشوق للتعلم معه ومساعدته بأي طريقة أستطيع تقديمها».

لا أحد يشكك في قدرات وموهبة جواو فيليكس حتماً، لكن مسيرته المثيرة للقلق تربك المشهد حيال النجم البرتغالي، فهل ينجح خيسوس في توظيف فيليكس بصورة جيدة وإخراج أفضل ما لديه وإعادته للواجهة من جديد، خصوصاً أن فيليكس يرافق القائد كريستيانو رونالدو.


مقالات ذات صلة

الرياض تستضيف أكبر قمة عالمية لكرة القدم

رياضة سعودية منتدى القمة العالمية لكرة القدم ستحدث فيه نحو 150 خبيراً (الشرق الأوسط)

الرياض تستضيف أكبر قمة عالمية لكرة القدم

تتجه الأنظار اليوم الأربعاء نحو «مدينة مسك» في الرياض، حيث تنطلق أعمال قمة كرة القدم العالمية وسط حضور يتجاوز 2500 شخصية من قادة صناعة الرياضة حول العالم.

شوق الغامدي (الرياض)
رياضة سعودية عبد الله الحمدان أهدر ضربة الجزاء بطريقة أغضبت الجماهير السعودية (سعد العنزي)

أسئلة التكتيك وركلات الجزاء تلاحق المنتخب السعودي في كأس العرب

«أنا صريح وأتحدث بالحقيقة»... كانت تلك كلمات المدرب هيرفي رينارد المدير الفني للمنتخب السعودي عندما توجهت «الشرق الأوسط» له بسؤال عن فحوى الحديث الغاضب.

فهد العيسى (الدوحة) علي العمري (الدوحة)
رياضة سعودية سعود الرشودي (منصة إكس)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تعثر مفاوضات الاتفاق مع الرشودي... وسعد الشهري مستمر

علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن المفاوضات بين إدارة الاتفاق والدكتور سعود الرشودي لتولي منصب المشرف العام للنادي قد تعثرت.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة سعودية صلاح خلال الحصص التدريبية الأخيرة (د.ب.أ)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: الهلال لم يفاوض صلاح... و ما ينشر «إشاعات»

علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن نادي الهلال السعودي لم يُبدِ أي تحرك فعلي نحو التعاقد مع النجم المصري الدولي محمد صلاح، لاعب ليفربول الإنجليزي، في الفترة الحالية.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة سعودية أليسي قال إن اختيار السعودية جاء استجابة لطلب السوق من الجانبين (الشرق الأوسط)

يان أليسي لـ«الشرق الأوسط»: مستقبل كرة القدم يُصاغ اليوم في الرياض

قال يان أليسي، الشريك المؤسس والمدير العام للقمة العالمية لكرة القدم، إن استمرار إقامة القمة في السعودية يعكس التزاماً مبكراً اتخذته الجهة المنظمة.

فارس الفزي (الرياض)

موسم الرياض: معرض السيارات يفتح أبوابه بزخم دولي ومشاركة 25 علامة عالمية

معرض الرياض للسيارات ضمن فعاليات موسم الرياض (موسم الرياض)
معرض الرياض للسيارات ضمن فعاليات موسم الرياض (موسم الرياض)
TT

موسم الرياض: معرض السيارات يفتح أبوابه بزخم دولي ومشاركة 25 علامة عالمية

معرض الرياض للسيارات ضمن فعاليات موسم الرياض (موسم الرياض)
معرض الرياض للسيارات ضمن فعاليات موسم الرياض (موسم الرياض)

انطلقت، الثلاثاء، فعاليات معرض الرياض للسيارات، ضمن الفعاليات النوعية التي يحتضنها موسم الرياض 2025، في نسخته الثانية التي تعزز مكانته كأحد أبرز المعارض المتخصصة في عالم السيارات والتقنيات الحديثة على مستوى المنطقة، مستقطباً هواة السيارات والمهتمين بالصناعة من داخل المملكة وخارجها.

ويمتد المعرض على مساحة تتجاوز 16 ألف متر مربع في «المملكة أرينا»، تضم منصات عرض داخلية وخارجية، تستعرض من خلالها الشركات المشاركة أحدث طرازات السيارات، والتقنيات المتقدمة، والابتكارات الجديدة في عالم المركبات. ويفتح المعرض أبوابه يومياً للزوار من الساعة 4:30 عصراً وحتى 10:30 مساءً.

تشهد النسخة الحالية مشاركة أكثر من 25 شركة عارضة (موسم الرياض)

وتشهد النسخة الحالية مشاركة أكثر من 25 شركة عارضة تمثل علامات عالمية متنوعة في قطاع السيارات، وسط توقعات باستقطاب أكثر من 100 ألف زائر، مستنداً إلى الزخم الكبير الذي حققته النسخة السابقة، وما يقدمه الحدث من محتوى غني يلبي تطلعات عشاق السيارات بمختلف اهتماماتهم.

ويقدم المعرض الذي سيمتد إلى الـ13 من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، مجموعة واسعة من التجارب والعروض التي تشمل السيارات الخارقة، والمعدلة، والكلاسيكية، إضافة إلى مناطق مخصصة للتجارب التفاعلية، مثل عروض الأداء العالي، ومنطقة التعديل، وجناح السيارات الكلاسيكية الذي يسلط الضوء على تاريخ صناعة السيارات وتطورها عبر العقود. كما تتيح الفعالية للزوار تجربة قيادة أحدث الطرازات، إلى جانب توفر منطقة متكاملة للخدمات والمطاعم.

يستقطب معرض الرياض للسيارات شرائح متعددة من الزوار (موسم الرياض)

ويستقطب معرض الرياض للسيارات شرائح متعددة من الزوار، تشمل المتخصصين والخبراء والمهندسين وصنّاع المحتوى، إضافة إلى عشاق السيارات من مختلف الأعمار، بما يعزز مكانة الرياض بوصفها وجهة رئيسة لاستضافة الفعاليات المتخصصة والنوعية في مجالات السيارات والتقنيات الحديثة، ضمن مستهدفات موسم الرياض في تقديم تجارب ترفيهية ومعرفية عالمية المستوى.


الرياض تستضيف أكبر قمة عالمية لكرة القدم

منتدى القمة العالمية لكرة القدم ستحدث فيه نحو 150 خبيراً (الشرق الأوسط)
منتدى القمة العالمية لكرة القدم ستحدث فيه نحو 150 خبيراً (الشرق الأوسط)
TT

الرياض تستضيف أكبر قمة عالمية لكرة القدم

منتدى القمة العالمية لكرة القدم ستحدث فيه نحو 150 خبيراً (الشرق الأوسط)
منتدى القمة العالمية لكرة القدم ستحدث فيه نحو 150 خبيراً (الشرق الأوسط)

تتجه الأنظار اليوم الأربعاء نحو «مدينة مسك» في الرياض، حيث تنطلق أعمال قمة كرة القدم العالمية وسط حضور يتجاوز 2500 شخصية من قادة صناعة الرياضة حول العالم، يمثلون أكثر من 80 دولة، في مشهد يؤكد التحول المتسارع الذي تعيشه السعودية منذ فوزها باستضافة كأس العالم 2034 قبل عام واحد فقط.

ويأتي هذا الحدث بنَفَسه العالمي ليمنح العاصمة السعودية موقعاً مركزياً في صياغة النقاش الدولي حول مستقبل كرة القدم، ويفتح أمامها نافذة أوسع لتوحيد صناع القرار من اتحادات ودوريات وأندية وشركات تكنولوجية واستثمارية في فضاء واحد.

وينعقد البرنامج على امتداد يومين في مدينة مسك، حيث تتوزع الجلسات على قيادات بارزة من داخل السعودية وخارجها. فالحضور المحلي يشمل أسماءً مؤثرة مثل أحمد البحراني من الاتحاد السعودي، وبدر الجريسي وإبراهيم المعيقل من وزارة الرياضة، ولمياء بهيان من الاتحاد السعودي لكرة القدم، إلى جانب جيمس بيسغروف الرئيس التنفيذي للقادسية، وإستيفي كالزادا من الهلال. أما الحضور الدولي فيضم قائمة قيادية واسعة تشمل رؤساء دوريات مثل «لاليغا» و«سيري آ» و«ليغا بورتوغال»، إضافة إلى شخصيات تمثل التكنولوجيا المتقدمة مثل «أمازون» و«مايكروسوفت» و«غوغل» و«تيك توك» و«أتوس» و«غلوبانت»، بما يعكس تنوع القطاعات التي باتت ترتبط بكرة القدم الحديثة وتدفع بتطورها خارج نطاق الملعب.وتكشف القمة في نسختها الثالثة عن ملامح مرحلة جديدة في الرياضة السعودية، مرحلة تتداخل فيها استثمارات البنية التحتية مع نموذج متطور للاحتراف وإعادة هيكلة الأندية. فمن الملاعب الحديثة في الشرقية وجدة إلى التحولات الإدارية في الدوري السعودي، ومن برامج اكتشاف المواهب بقيادة «مهد» إلى الانفتاح الكبير على القطاع الخاص والمستثمرين الدوليين، يبدو المشهد كأنه يقدم رواية سعودية متكاملة للكيفية التي يمكن أن تُعاد بها صياغة المنظومة الكروية في أقل من عقد قبيل مونديال 2034.

نخبة عالمية وسعودية ستكون حاضرة في المنتدى (الشرق الأوسط)

وتتخذ القمة بعداً احتفالياً من خلال إعلان جوائز القمة العالمية الرياض 2025 التي تكرّم المؤسسات والأفراد الذين أسهموا في بناء هذا التحول.

وقد شملت الجوائز أكاديمية «مهد» في فئة النمو والتوسع، وبرنامج «فريق السعودية» في فئة التكنولوجيا والابتكار، ونادي «البلد» القادم من جدة التاريخية في فئة العلامة التجارية، ولينا المعينا في فئة القيادة النسائية، وبن هاربورغ مالك نادي الخلود في فئة الأثر والقيادة، إضافة إلى نادي العُلا الذي حصد جائزة المؤسسة الرياضية الصاعدة بعد مسيرة سريعة نقلته من دوريات الهواة إلى مصاف الأندية المحترفة ضمن إطار رؤية 2030.

وسيُقام حفل التكريم مساء العاشر من ديسمبر (كانون الأول) في مقر إقامة سفير البرازيل بالرياض، في حدث موازٍ يسلّط الضوء على القصص الملهمة خلف نهضة الرياضة السعودية.

وفي أروقة القمة، يبرز حضور مو إسلام، مُضيف الحدث للعام الثاني على التوالي، وهو يرى في نسخة هذا العام محطة فارقة تستند إلى زخم عام كامل شهد فيه القطاع الرياضي السعودي تحولات لافتة. ويؤكد أن النسخة الجديدة ستكون «أكبر وأثقل تأثيراً» مع توقعات بحضور أسماء عالمية إضافية وإعلانات مهمة، مشيراً إلى أن ما يجري حالياً يتجاوز حدود التنظيم إلى بناء منظومة قادرة على المنافسة الدولية.

ويرى مو أن الهدف الاستراتيجي للرياضة السعودية أصبح أكثر وضوحاً: تشكيل منتخب يصعد إلى نصف نهائي كأس العالم 2034، وهو هدف لا يمكن تحقيقه دون عمل طويل المدى يبدأ من الفئات الصغيرة، مثل البرامج التي تشرف عليها أكاديمية «مهد» وازدادت أهميتها داخل رؤية التطوير الشاملة.

ويظهر هذا الطموح في بنية القمة نفسها، التي تجمع بين الحوار الرياضي والتطور التكنولوجي والإدارة الحديثة وحقوق البث ونماذج الاستثمار، في وقت تستعد فيه الرياض لمرحلة تصبح فيها مركزاً عالمياً لصناعة كرة القدم لا مجرد مستضيف لبطولات. ومن المنتظر أن يشهد الحدث محاولة جديدة لتسجيل رقم قياسي عبر عرض قدمه لاعب الفريستايل البرازيلي ريكاردينيو، الذي يسعى لإبقاء الكرة في الهواء أكثر من 50 ساعة متواصلة.

وفي خلفية كل هذه التفاصيل، تبدو الرياض وكأنها تكتب سرديتها الخاصة داخل كرة القدم العالمية: سردية تتقاطع فيها الحوكمة مع الابتكار، والاستثمار مع بناء الإنسان، ويتجه تعريف مفهوم «الاستضافة» إلى مشروع وطني طويل الأمد. ومع اكتمال مشهد القمة، يصبح واضحاً أن السعودية تمضي بخطى ثابتة نحو تمهيد الطريق لأكبر حدث في تاريخها الرياضي، وأن مستقبل اللعبة في المنطقة بات يُصاغ من قلب «مدينة مسك» حيث تتقاطع الرؤى وتتشكل التحولات.


أسئلة التكتيك وركلات الجزاء تلاحق المنتخب السعودي في كأس العرب

عبد الله الحمدان أهدر ضربة الجزاء بطريقة أغضبت الجماهير السعودية (سعد العنزي)
عبد الله الحمدان أهدر ضربة الجزاء بطريقة أغضبت الجماهير السعودية (سعد العنزي)
TT

أسئلة التكتيك وركلات الجزاء تلاحق المنتخب السعودي في كأس العرب

عبد الله الحمدان أهدر ضربة الجزاء بطريقة أغضبت الجماهير السعودية (سعد العنزي)
عبد الله الحمدان أهدر ضربة الجزاء بطريقة أغضبت الجماهير السعودية (سعد العنزي)

«أنا صريح وأتحدث بالحقيقة»... كانت تلك كلمات المدرب هيرفي رينارد المدير الفني للمنتخب السعودي عندما توجهت «الشرق الأوسط» له بسؤال عن فحوى الحديث الغاضب مع عبد الله الحمدان بعد نهاية المباراة، لكن القصة عن صراحة رينارد ربما كانت واضحة للعيان مساء الاثنين في مباراة المنتخب السعودي أمام نظيره المغرب في ختام مرحلة المجموعات لبطولة كأس العرب.

لم يكن الحمدان وحده من استقبل تلك الصراحة وأظهرت اللقطات رينارد وهو يوجه كلمات غاضبة تجاهه، لكن انفعالات رينارد حضرت في المباراة في ثلاث حالات، واحدة كانت إيجابية واثنتان كانتا توجيهيتين إن صح وصفهما بذلك.

رينارد مدرب انفعالي ولا يعرف الهدوء على مقاعد البدلاء، وربما يُمضي دقائق المباراة كاملة واقفاً على خط مقاعد البدلاء وأحيانا يتجاوز إلى أرضية الملعب إذا استدعى الأمر قبل أن يعود أو يُعيده الحكم الرابع لمنطقته المتاحة.

رينارد ومساعد رودريغيز واجها صعوبة في مواجهة المغرب (سعد العنزي)

في مواجهة المغرب وضع رينارد رهانه على اللاعب الشاب مراد هوساوي وهي بالمناسبة مباراته الرسمية الأولى مع المنتخب السعودي، وفي دقائق المباراة الأولى وبعد إحدى التمريرات التي قدمها هوساوي وجه رينارد تحية كبيرة للاعبه الشاب حتى كاد يدخل أرضية الملعب تحفيزاً ودعماً للاعبه الذي يبدو أن الكثير من الأفكار حوله يضعها رينارد في الفترة المقبلة للاعتماد على اللاعب الذي يحضر للمرة الثانية في معسكر المنتخب السعودي ويجد فرصة المشاركة الأولى.

أما انفعالات رينارد الأخرى، فكانت الثانية من نصيب ثنائي خط الدفاع وليد الأحمد وعبد الإله العمري، إذ أظهر المدرب الفرنسي انزعاجاً كبيراً على إحدى اللقطات وأتبعها بلقطتين إضافيتين كذلك على الأمر ذاته.

أمام المغرب كان المنتخب السعودي ضمن التأهل والعبور إلى دور ربع نهائي بطولة كأس العرب، ولكنه كان يلعب على فرصة صدارة المجموعة، وهذه المواجهة فضل خلالها رينارد منح الكثير من الأسماء الأساسية الراحة وإشراك عدد من الأسماء البديلة التي لم تحظ بفرصة كبيرة، وكذلك انتهج خطة مغايرة باللعب بثلاثة أسماء دفاعية في الخلف وهي الطريقة التي يُجربها رينارد بين فترة وأخرى لكن لم يُكتب لها النجاح أو لم تظهر بالصورة المطلوبة بعد.

ربما يخطط رينارد على تكتيك معين قد يستخدمه مستقبلاً وتحديداً في مونديال أميركا 2026، لكن يبدو أن هذه الطريقة تحتاج إلى أسماء معنية أو إمكانيات لا تكاد تحضر في المجموعة بصورة كاملة.

حالة الانفعال الثالثة كانت من نصيب عبد الله الحمدان الذي تقدم لتنفيذ ركلة جزاء تحصل عليها المنتخب السعودي في الدقيقة 69، وكانت كفيلة بتعديل النتيجة والاستمرار في صدارة المجموعة الثانية، لكن الحمدان لعبها على طريقة بانينكا، إلا أن الكرة اعتلت المرمى وخسر المنتخب السعودي المباراة.

بعد المواجهة اتجه رينارد غاضباً وتحدث مع الحمدان بحدة في لقطة رصدتها «الشرق الأوسط» عبر منصة «إكس»، وأظهرتها مقاطع الفيديو المتداولة.

يقول رينارد عن هذا الحديث رداً على سؤال «الشرق الأوسط»: عبد الله بمثابة ابن لي ولكن من يخطئ في المنزل يُعاقب، هذا لا يعني أنني لا أحترمه ولكن عليه أن يتعلم هذا المساء، أكبر اللاعبين أهدروا ركلات جزاء ولكن علينا الاحترام، هذه المباراة انتهت وعلينا الآن التركيز على القادم.

ثم يضيف: «عبد الله بدأ اللعب معي وهو في عمر 18 وهو لاعب شاب ويمتلك موهبة وقلت له الحقيقة فقط.

بعيداً عن جزائية الحمدان التي رُبما لعبت بطريقة لم تحضر فيها الجدية الكبيرة، لكن المنتخب السعودي خلال مبارياته الأخيرة أهدر العديد من ركلات الجزاء في مؤشر سلبي خاصة بالنظر إلى آخر ركلات الجزاء التي احتسبت له في مختلف المباريات والبطولات».

في آخر عشر ركلات جزاء تحصل عليها المنتخب السعودي منذ 2024 وحتى مواجهة المغرب، سجل الأخضر منها خمس ركلات جزاء وأهدر مثلها.

جاءت ركلات الجزاء المُهدرة على النحو التالي، أمام كوريا الجنوبية في كأس آسيا ونفذها عبد الله رديف، أمام إندونيسيا في تصفيات كأس العالم ونفذها سالم الدوسري، أمام البحرين في كأس الخليج التي أقيمت بالكويت ونفذها سالم الدوسري، وأمام أستراليا كذلك في التصفيات المونديالية ونفذها الدوسري، وأخيراً جزائية الحمدان أمام المغرب.

أما ركلات الجزاء التي سجلها المنتخب السعودي فكانت عن طريق كل من صالح الشهري أمام البحرين، ومصعب الجوير أمام اليمن، وسالم الدوسري أمام العراق، وصالح الشهري أمام هاييتي، وفراس البريكان أمام إندونيسيا.

رينارد بدوره عليه البحث في الحلول المتاحة، خاصة أن الأدوار الإقصائية من كأس العرب على الأبواب مع فرص متزايدة للوصول إلى ركلات الترجيح في أي من المواجهات سواءً في دور ربع النهائي أو نصف النهائي والنهائي في حال بلوغ الأدوار التالية.

وعلى الرغم من الخسارة في مواجهة المغرب، فإن الابتسامة والتفاؤل كانا هما السمة السائدة على وجوه لاعبي الأخضر عند مغادرتهم ملعب لوسيل، وفي أحاديث متقطعة للاعبين عند خروجهم وبحث ممثلي وسائل الإعلام من مختلف الجهات استنطاق اللاعبين كان رد «دعواتكم» هو الأكثر تكراراً من اللاعبين، ووضع المركز الثاني المنتخب السعودي في مواجهة المنتخب الفلسطيني (96) وفق تصنيف فيفا الذي يعد نسبياً خياراً أفضل من المنتخب السوري (87) وفق التصنيف نفسه.