«خطط الضم والرهائن» البديلة... هل تهدد جهود الهدنة بغزة؟

وزير خارجية مصر ناقش مع نظرائه العرب والأوروبيين مستجدات المفاوضات

قوافل «زاد العزة» محملة بنحو 1300 طناً من المساعدات الغذائية والطبية العاجلة تنطلق إلى غزة (الهلال الأحمر المصري)
قوافل «زاد العزة» محملة بنحو 1300 طناً من المساعدات الغذائية والطبية العاجلة تنطلق إلى غزة (الهلال الأحمر المصري)
TT

«خطط الضم والرهائن» البديلة... هل تهدد جهود الهدنة بغزة؟

قوافل «زاد العزة» محملة بنحو 1300 طناً من المساعدات الغذائية والطبية العاجلة تنطلق إلى غزة (الهلال الأحمر المصري)
قوافل «زاد العزة» محملة بنحو 1300 طناً من المساعدات الغذائية والطبية العاجلة تنطلق إلى غزة (الهلال الأحمر المصري)

مرّ أسبوع على تعليق مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، خفت فيه صوت المحادثات وعلت التهديدات الأميركية والإسرائيلية باللجوء إلى «خطط بديلة» بعد رفض ردّ «حماس» على مقترح الهدنة المحتملة التي تصل إلى 60 يوماً.

تلك الأحاديث الأميركية والإسرائيلية التي لم تخلُ من الحديث عن هدنة، وتقابلها جهود مصرية-قطرية متواصلة لعودة المفاوضات، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، في إطار الضغط على «حماس» للقبول بالمقترح دون تعديلات أو مواجهة تصعيد غير مسبوق، متوقعين أن تنجح جهود الوسطاء في إنقاذ المحادثات والتوصل لاتفاق قريباً.

يحمل مشيعون جثامين فلسطينيين قُتلوا الليلة الماضية في غارة إسرائيلية جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

ومنذ إعلان واشنطن ومكتب نتنياهو الانسحاب من مفاوضات الدوحة بهدف «التشاور»، الخميس، 24 يوليو (تموز) الحالي، في بيانات رسمية منفصلة، توالت الأحاديث الأميركية والإسرائيلية على مدار 6 أيام عن خطط «بديلة» تتعلق أحدثها باحتلال أراضٍ جديدة في غزة حال فشلت المفاوضات، بخلاف التلويح باغتيالات لقادة «حماس» أو ملاحقاتهم بالعقوبات المالية.

وكشفت صحيفة «هآرتس»، الثلاثاء، النقاب عن اتجاه رئيس حكومة إسرائيل لعرض خطة على مجلس الوزراء المصغر لـ«ضم أراضٍ في قطاع غزة، في محاولة للإبقاء على وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في حكومته».

ووفقاً للخطة «التي تحدث نتنياهو أنه حصل بشأنها على ضوء أخضر من إدارة دونالد ترمب، ستعلن إسرائيل أنها تمنح (حماس) عدة أيام للموافقة على وقف إطلاق النار، وإذا لم توافق فستبدأ في ضم أراضي القطاع»، وفق المصدر ذاته.

وذكرت شبكة «إيه بي سي نيوز» الأميركية، اليوم (الثلاثاء)، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرس ضم أراضٍ في غزة إلى بلاده إذا لم توافق «حماس» على خطة لوقف إطلاق النار.

ونقلت الشبكة عن مصدر قوله إن ضم أراضٍ في غزة هو واحد من عدة خيارات يدرسها نتنياهو في حال لم توافق «حماس» على وقف إطلاق النار.

أطفال مصابون ينتظرون العلاج في مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

وحذرت وزارة الخارجية الفلسطينية، الثلاثاء، من الضم التدريجي لقطاع غزة، وقالت إنه مقدمة للتهجير وتقويض فرصة تجسيد الدولة.

وسبق أن أعلن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، عودة فريقهما من الدوحة التي تستضيف مفاوضات منذ 6 يوليو (تموز) بشأن غزة، بهدف التشاور، والحديث عن دراسة «خيارات بديلة» لعودة الرهائن، دون أن يحدداها.

وقال ترمب، الجمعة: «أعتقد أنهم يريدون الموت، وهذا أمرٌ سيئ للغاية. لقد وصل الأمر إلى حدٍّ يُجبرنا على إنهاء المهمة» وفق شبكة «سي إن إن».

وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، الاثنين، بأنه إذا لم تفرج «حماس» عن الرهائن المحتجزين فإن «أبواب الجحيم ستفتح في غزة، وأنا أعني كل كلمة أقولها».

وأعلن ترمب، الاثنين، للصحافيين في اسكوتلندا، في لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أن التعامل مع «حماس» أصبح صعباً في الأيام القليلة الماضية، كاشفاً عن أنه تحدث مع نتنياهو عن «خطط مختلفة» لإعادة الرهائن.

وقال مسؤولون في إسرائيل إن القيادة السياسية تتجه نحو منح «حماس» مهلة إضافية من أجل الوصول إلى اتفاق، قبل تفعيل «بدائل» أخرى، وفق مصادر في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، في تصريحات لموقع «واللا» الإسرائيلي، الاثنين.

وتوقعت وسائل إعلام إسرائيلية في الأيام الماضية أن الخيارات تتضمّن احتلال القطاع احتلالاً كاملاً، وفرض حصار شامل، أو تقديم دعم أميركي مباشر إلى عمليات كوماندوز لتحرير المخطوفين من أنفاق «حماس»، وممارسة ضغوط على قطر ومصر وتركيا لطرد قادة الحركة، أو منح إسرائيل الضوء الأخضر لاستهداف قيادات التنظيم في الخارج. وحسب تقرير لـ«القناة 12» الإسرائيلية، يبدو السيناريو الأخير بعيداً.

تلك الخطط المتواصلة تأتي رغم إعلان وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، الأحد، في تصريحات لقناة «فوكس نيوز» بأنه قد تم إحراز «تقدم كبير» في المفاوضات، وأنهم «باتوا قريبين جداً» من اتفاق.

مساعدات غذائية وطبية مصرية في طريقها إلى قطاع غزة (الهلال الأحمر المصري)

ويعتقد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، الأكاديمي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور أحمد فؤاد أنور، أن هذه الخطط البديلة، وأحدثها مخطط الضم، يعني تنفيذها انهيار المفاوضات، ومجرد طرحها يعد تعالياً على المحادثات ومحاولة لتفجيرها، أو في إطار الضغوط لتحقيق مكاسب في اللحظات الأخيرة، مستغرباً أن تطرح بعض الأطراف هذا الطرح في ذلك التوقيت بعد نحو عامين من الحرب.

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور عبد المهدي مطاوع، أن أحاديث ويتكوف وترمب ونتنياهو تشير إلى أن المسار الحالي لم يؤدِ للنتائج التي ترغبها الولايات المتحدة، وقد نرى مسارات تتعلق بمحاولات استخراج الرهائن عسكرياً أو اكتمال احتلال غزة والضغط على قيادة «حماس» بالخارج بتفعيل الاغتيالات ومصادرة الأموال، متوقعاً أن تمضي إسرائيل على هذا المخططات في الفترة المقبلة، حال أي تعثر بالمفاوضات.

وأكد أن طرح هذه الخطط يعني بالنسبة لواشنطن وإسرائيل الوصول للحد الأقصى للضغط على «حماس»، وهذا بكل تأكيد يهدد جهود الوسطاء.

بالمقابل، تواصلت تطمينات الوسيطين المصري والقطري خلال هذا الأسبوع باستمرار المفاوضات «المعقدة» في بيانين مشتركين، بخلاف لقاءات مصرية عربية أوروبية حديثة في نيويورك تطرقت لأهمية وقف إطلاق النار بغزة.

وأكد الوسيطان؛ مصر وقطر، «التزامهما الكامل بمواصلة المفاوضات وبذل الجهود لسرعة التوصل لاتفاق شامل لوقف إطلاق النار». بحسب ما ذكره وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثان، خلال اتصال هاتفي، وفق بيان للخارجية المصرية، الأحد.

وسبق للبلدين الوسيطين أن أكدا في بيان مشترك، الجمعة، استمرار المفاوضات «المعقدة»، وأن «تعليقها لعقد المشاورات من جانب (إسرائيل وواشنطن) قبل استئناف الحوار مرة أخرى يعد أمراً طبيعياً».

وعلى هامش المؤتمر الدولي لتنفيذ حلّ الدولتين في مقر الأمم المتحدة، بحث وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، الثلاثاء، مع نظراء عرب وغربيين، آخر مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، مشدداً على «ضرورة مواصلة الضغط على إسرائيل للتوقف عن عدوانها الغاشم على قطاع غزة واستخدامها سياسة التجويع ضد المدنيين، في انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وضرورة تضافر الجهود الدولية لحقن دماء الشعب الفلسطيني وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع دون عوائق».

وتمت تلك المحادثات بين الوزير المصري ونظيره البريطاني، ديفيد لامي، ووزير الدولة بوزارة الخارجية الألمانية فلوريان هان سيرغي فيرشينن، نائب وزير خارجية روسيا، ورئيس وزراء فلسطين، محمد مصطفى، ونظيره القطري الشيخ، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، ونظيره الأردني، أيمن الصفدي، وفق بيانات منفصلة للخارجية المصرية.

فيما غادر وفد «حماس» المفاوض، الثلاثاء، العاصمة القطرية الدوحة متوجهاً إلى تركيا بهدف بحث «آخر التطورات» بعد تعثر المفاوضات مع إسرائيل حول وقف لإطلاق النار في غزة، بحسب ما أفاد مسؤول في الحركة لوكالة الصحافة الفرنسية.

ويرى أنور أن الوسيطين المصري والقطري يبذلان كل الجهود لمنع الدخول في تعثر جديد بسبب الخلافات، ويتمسكان لآخر لحظة بالمحادثات، بعيداً عن ضغوط أي طرف، مؤكداً أن التفاوض هو الطريق الصحيح لإنهاء الأزمة، وأي مسار بديل عنه لن يصل لنتيجة. ويتوقع أن تذهب المفاوضات لاتفاق، مرجحاً حدوث «تقدم» في المحادثات قريباً.

ويعتقد مطاوع أن التصريحات المصرية القطرية محاولة لإنقاذ المفاوضات لإدراك الوسيطين خطورة الخروج عن هذا المسار، وتعد استباقية جراء توقع بأنه ستكون هناك ترتيبات مختلفة تهدد المحادثات.

ويرى مطاوع أن المفاوضات ستكون معقدة حال التأمت مجدداً، متوقعاً أن يدفع هذا الضغط الأميركي «حماس» لقبول المقترح كما هو دون تعديلات منعاً لخسائر أكبر.

وفي ظل هدنة إنسانية مؤقتة تتواصل بالقطاع، تحركت شاحنات المساعدات من معبر رفح إلى نظيره كرم أبو سالم، ودخلت عشرات من شاحنات المساعدات الإنسانية، الثلاثاء، من مصر، وفق ما نقلته قناة «القاهرة الإخبارية» التلفزيونية.


مقالات ذات صلة

تحذيرات مصرية من عرقلة «مسار اتفاق غزة» وتجزئة الإعمار

تحليل إخباري فلسطينيون يسيرون وسط الملاجئ في مخيم النصيرات للنازحين الفلسطينيين بغزة (أ.ف.ب)

تحذيرات مصرية من عرقلة «مسار اتفاق غزة» وتجزئة الإعمار

تتواصل جهود الوسطاء للدفع بالمرحلة الثانية في اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط مخاوف وتحذيرات مصرية

محمد محمود (القاهرة )
المشرق العربي مركبات للشرطة الإسرائيلية تعمل أثناء مداهمة في الضفة الغربية... 9 نوفمبر 2024 (رويترز)

الشرطة الإسرائيلية: مقتل شخصين في هجوم شنه فلسطيني 

قالت السلطات الإسرائيلية ​اليوم الجمعة إن شخصين قتلا في هجوم نفذه فلسطيني بالطعن والدهس في ‌شمال ‌إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
تحليل إخباري فلسطينيون يسيرون وسط الملاجئ في مخيم النصيرات للنازحين بقطاع غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري اجتماعات في مصر وتركيا... مساعٍ لتفكيك عقبات «اتفاق غزة»

توالت اجتماعات الوسطاء لدفع اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، المتعثر حالياً، واستضافت القاهرة وأنقرة اجتماعين بشأن تنفيذ بنود الاتفاق

محمد محمود (القاهرة)
المشرق العربي مستوطنة إسرائيلية بالضفة الغربية (رويترز) play-circle

إسرائيل تعتبر إدانة قرارها إنشاء مستوطنات جديدة في الضفة «خطأ أخلاقياً»

رفضت إسرائيل إدانة صادرة عن 14 دولة لقرارها إقامة مستوطنات جديدة في الضفة الغربية المحتلة، ووصفت الانتقادات بأنها تنطوي على «تمييز ضد اليهود».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي مستوطنة إسرائيلية قرب رام الله بالضفة الغربية (أ.ف.ب) play-circle

14 دولة تدعو إسرائيل إلى وقف التمدد الاستيطاني في الضفة الغربية

ندّدت 14 دولة من بينها فرنسا وبريطانيا، الأربعاء، بإقرار إسرائيل الأخير إنشاء مستوطنات يهودية في الضفة الغربية المحتلة داعية الحكومة الإسرائيلية إلى التراجع عنه

«الشرق الأوسط» (باريس)

بيان لدول عربية وإسلامية: نرفض الربط بين اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» وتهجير الفلسطينيين

أشخاص في أحد شوارع مقديشو قبل فتح مراكز الاقتراع للانتخابات البلدية الأسبوع الماضي (رويترز)
أشخاص في أحد شوارع مقديشو قبل فتح مراكز الاقتراع للانتخابات البلدية الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

بيان لدول عربية وإسلامية: نرفض الربط بين اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» وتهجير الفلسطينيين

أشخاص في أحد شوارع مقديشو قبل فتح مراكز الاقتراع للانتخابات البلدية الأسبوع الماضي (رويترز)
أشخاص في أحد شوارع مقديشو قبل فتح مراكز الاقتراع للانتخابات البلدية الأسبوع الماضي (رويترز)

أكدت مصر و20 دولة ومنظمة التعاون الإسلامي، اليوم (السبت)، على الرفض القاطع لاعتراف إسرائيل باستقلال إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، وللربط بين هذه الخطوة وأي مخططات لتهجير الفلسطينيين «المرفوضة شكلاً وموضوعاً».

وأشارت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إلى أن الاعتراف الإسرائيلي بالإقليم الذي يسعى للانفصال عن جمهورية الصومال الفيدرالية يُعد خرقاً سافراً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وأوضح البيان أن مصر والأطراف الموقعة على البيان تؤكد دعمها لسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية، ورفض أي إجراء يخل بوحدة البلاد وسيادتها على أراضيها وسلامتها الإقليمية.

والدول الموقعة على البيان هي: مصر والسعودية والجزائر وجزر القمر وجيبوتي وغامبيا وإيران والعراق والأردن والكويت وليبيا والمالديف ونيجيريا وسلطنة عمان وباكستان وفلسطين وقطر والصومال والسودان وتركيا واليمن، بالإضافة إلى منظمة التعاون الإسلامي.

وحذرت الخارجية المصرية من أن «الاعتراف باستقلال أجزاء من أراضي الدول يمثل سابقة خطيرة وتهديداً للسلم والأمن الدوليين».

وكانت إسرائيل أعلنت اعترافها باستقلال إقليم «أرض الصومال»، أمس الجمعة، في خطوة أثارت رفضاً عربياً واسع النطاق بالنظر إلى أن جمهورية الصومال هي إحدى الدول الأعضاء في الجامعة العربية.


الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، السبت، دعوته لجميع أطراف الصراع إلى التحلي بضبط النفس والعمل على خفض التصعيد في محافظة حضرموت، شرقي اليمن.

جاء ذلك في بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أكد فيه أنه يتابع عن كثب التطورات الجارية في محافظتي حضرموت والمهرة.

وشدد المبعوث الأممي على أهمية جهود الوساطة الإقليمية المستمرة، مشيراً إلى مواصلته انخراطه مع الأطراف اليمنية والإقليمية دعماً لخفض التصعيد، ودفعاً نحو حل سياسي شامل وجامع للنزاع في اليمن، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وحسب البيان، جدد الأمين العام دعوته إلى ضبط النفس وخفض التصعيد واللجوء إلى الحوار، وحث جميع الأطراف على تجنب أي خطوات من شأنها تعقيد الوضع.

ويأتي ذلك في ظل تصعيد عسكري متواصل للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة، وسط تحركات إقليمية لاحتواء التوتر ومنع اتساع رقعة المواجهات.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، استعدادها للتعامل بحزم مع أي تحركات عسكرية تخالف جهود خفض التصعيد في محافظة حضرموت.

جاء ذلك استجابة لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، الذي دعا لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين من الانتهاكات التي ترتكبها عناصر مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي.


«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»
TT

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

جدَّد «المجلس الانتقالي الجنوبي» انفتاحه على «أي ترتيبات» مع «تحالف دعم الشرعية»، بقيادة السعودية والإمارات، وذلك بعد ساعات من دعوة السعودية المجلس لخروج قواته من حضرموت والمهرة، وتسليمها لقوات «درع الوطن» والسلطة المحلية، وكذا إعلان التحالف الاستجابة لحماية المدنيين في حضرموت استجابةً لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي.

ونقل إعلام المجلس أن قادته برئاسة عيدروس الزبيدي عقدوا اجتماعاً في عدن؛ لاستعراض التطورات العسكرية والسياسية، وأنهم ثمَّنوا «الجهود التي يبذلها الأشقاء في دول التحالف، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة؛ لإزالة التباينات وتوحيد وجهات النظر، بما يعزِّز الشراكة في إطار التحالف العربي لمواجهة التحديات والمخاطر المشتركة في الجنوب والمنطقة».

وكان وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وجَّه خطاباً مباشراً إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، دعا فيه إلى الاستجابة الفورية لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية، وإنهاء التصعيد في محافظتَي حضرموت والمهرة.

وقال الأمير: «إن الوقت حان للمجلس الانتقالي الجنوبي في هذه المرحلة الحساسة لتغليب صوت العقل والحكمة والمصلحة العامة ووحدة الصف، بالاستجابة لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية لإنهاء التصعيد، وخروج قواته من المعسكرات في المحافظتين وتسليمها سلمياً لقوات درع الوطن، والسلطة المحلية».

من جهته حذَّر المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، اللواء الركن تركي المالكي، من أن أي تحركات عسكرية تخالف خفض التصعيد، «سيتم التعامل المباشر معها في حينه»، داعياً إلى خروج قوات المجلس الانتقالي من محافظة حضرموت، وتسليم المعسكرات لقوات درع الوطن، وتمكين السلطة المحلية من ممارسة مسؤولياتها.

وقال المالكي إن ذلك يأتي «استجابةً للطلب المُقدَّم من رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، بشأن اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين بمحافظة حضرموت؛ نتيجة للانتهاكات الإنسانية الجسيمة والمروّعة بحقهم من قبل العناصر المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي».