أطلقت منظمة ليبية معنية بحماية الكائنات البرية والبحرية 72 أفعى في محمية بشمال شرقي البلاد، وسط تساؤلات عن دوافع ذلك، في ظل مخاوف من خطورة هذه العملية على المواطنين.
والأفاعي التي تم إطلاقها في محمية «وادي الناقة» القريبة من مدينة درنة هي من نوع «كوبرا»، بحسب «منظمة الحياة لحماية الكائنات البرية والبحرية» القائمة على عملية الإطلاق، والتي سعت إلى طمأنة المواطنين بأن الوادي «يقع ضمن أودية مهجورة، وبعيد عن أقرب تجمع سكاني بنحو 8 كيلومترات».
هذه الطمأنة لم تمنع كثيراً من الليبيين من إطلاق التعليقات الساخرة «حول ما إذا كانوا يعيشون في ليبيا أم في الهند»، وسط تساؤلات: على من تقع المسؤولية في حال وقع مكروه للمواطنين؟ وهل تم تأمين المحمية؟
بل إن بعضهم أضفى على الأمر صبغة دينية، وذهب إلى «عدم جواز رعاية الأفاعي» من باب القياس؛ «لأنها من الهوام المؤذية»، بينما فضّل ليبي آخر إسقاط الأمر على الوضع السياسي في البلاد قائلاً: «هي البلاد (ناقصها أفاعي)»؟
ودافعت المنظمة عن هذا الإجراء الذي قالت إنه تم بالتنسيق مع السكان المحليين، ووصفته بأنه «خطوة بيئية مدروسة تستهدف حماية التوازن الطبيعي».
وأوضحت أنها جمعت هذه الأفاعي من أماكن متفرقة من الجبل الأخضر (شمال شرقي ليبيا)، حيث «كانت قد بدأت تغزو حظائر التوازن البيئي، وتهدد الاستقرار الطبيعي فيها».
كما أجابت المنظمة الليبية عن تساؤلات تتعلق بأسباب إطلاق هذه النوعية من الأفاعي، وأرجعت ذلك إلى أن الكوبرا «تلعب دوراً بيئياً حيوياً في إعادة التوازن الطبيعي، كما أنها تتغذى على الجرذان التي شهدت انتشاراً مقلقاً»، فضلاً عن أنها «تسهم في الحد من تكاثر الضفادع؛ وهي أنواع بدأت تربك المنظومة البيئية المحلية».
ولفتت إلى أن الكوبرا «تُعد جزءاً طبيعياً من السلسلة الغذائية، إذ تتغذى عليها النسور المعروفة باسم شرطة إيغل (Snake Eagles، وهي من الطيور المقيمة في المنطقة؛ ما يُعزز التوازن دون تدخل بشري مباشر».
ولمزيد من طمأنة السكان القريبين من المحمية، قالت منظمة الحياة إنه «تم اختيار موقع الإطلاق بعناية، وفي مناطق بعيدة عن النشاط البشري، لضمان عدم اقتراب الأفاعي من الإنسان، وذلك ضمن إجراء علمي مدروس يهدف إلى حماية البيئة واستقرارها».


