لطالما أثارت الديناصورات في فيلم «حديقة الديناصورات» الخوف في نفوس أجيال من الأطفال. لكن هل كانت تلك الزواحف العملاقة ستبدو مرعبة بالقدر نفسه لو لم تكن تزأر أو تصدر زقزقات؟ حسب صحيفة «ميترو» اللندنية.
واكتشف باحثون في الصين هيكلاً عظيماً كاملاً لنوع غير معروف من الديناصورات، بما في ذلك حنجرته. ويُعد هذا الاكتشاف أول دليل حقيقي على طبيعة أصوات هذه الكائنات المنقرضة.
وقد أُطلق على هذا النوع، الذي يبلغ طوله قدمين فقط، اسم «بولاوصوروس تشينغلونغ»، تيمّناً بـ«بولاو»، وهو تنين صغير عالي الصوت في الأساطير الصينية.
الحفريات محفوظة بشكل مذهل، حيث تم العثور أيضاً على أنسجة رخوة متحجرة نادرة، بما في ذلك أجزاء من الحنجرة أو صندوق الصوت.
وهنا فوجئ العلماء باكتشاف غير متوقع، إذ ظهرت حنجرة الديناصور، التي تحتوي على أجزاء شبيهة بالغضاريف على شكل ورقة، شبيهة إلى حد كبير بتلك الموجودة لدى الطيور الحديثة.
وهذا يشير إلى أن بولاوصوروس ربما كان يُصدر أصواتاً تشبه الزقزقة أو الصفير أو النداء، بدلاً من الزئير. وكان هذا النوع من الديناصورات نباتياً، لا يتعدى طوله 28 إنشاً، ويمشي على قدمين.
وقد عُثر على بقاياه، التي يعود عمرها إلى أكثر من 150 مليون عام، في منطقة «يانلياو بيوتا»، الغنية بالحفريات، شمال شرقي الصين. ومع ذلك، لن نعرف أبداً على وجه اليقين كيف كانت أصوات بولاوصوروس الحقيقية.
لكن هذا الاكتشاف يدعم الأدلة المتزايدة على وجود صناديق صوتية تشبه صناديق صوت الطيور بين الديناصورات. في عام 2023، أظهرت الحنجرة المتحجرة لديناصور مدرع آخر، طوله 16 قدماً، وهو بيناكوصور، أن هذا الحيوان المنقرض كان يُغرّد أيضاً. يرتبط النوعان ارتباطاً وثيقاً، ويفصل بينهما نحو 90 مليون عام من التطور. وهذا يثير احتمال أن الديناصورات المُغرّدة لم تكن نادرة.



