«طالبان» تشير إلى عدم اكتمال جهود الإفراج عن زوجين بريطانيين من سجن أفغاني

كابل أكدت تلقيهما رعاية طبية و«صيانة» حقوقهما الإنسانية

وزير الخارجية الأفغاني بالإنابة أمير خان متقي يتحدث إلى وسائل الإعلام بشأن الجهود الأخيرة لتحرير زوجين بريطانيين من أحد السجون الأفغانية... خلال مؤتمر صحافي في كابل يوم الأربعاء 23 يوليو 2025 (أ.ب)
وزير الخارجية الأفغاني بالإنابة أمير خان متقي يتحدث إلى وسائل الإعلام بشأن الجهود الأخيرة لتحرير زوجين بريطانيين من أحد السجون الأفغانية... خلال مؤتمر صحافي في كابل يوم الأربعاء 23 يوليو 2025 (أ.ب)
TT

«طالبان» تشير إلى عدم اكتمال جهود الإفراج عن زوجين بريطانيين من سجن أفغاني

وزير الخارجية الأفغاني بالإنابة أمير خان متقي يتحدث إلى وسائل الإعلام بشأن الجهود الأخيرة لتحرير زوجين بريطانيين من أحد السجون الأفغانية... خلال مؤتمر صحافي في كابل يوم الأربعاء 23 يوليو 2025 (أ.ب)
وزير الخارجية الأفغاني بالإنابة أمير خان متقي يتحدث إلى وسائل الإعلام بشأن الجهود الأخيرة لتحرير زوجين بريطانيين من أحد السجون الأفغانية... خلال مؤتمر صحافي في كابل يوم الأربعاء 23 يوليو 2025 (أ.ب)

قالت حركة «طالبان»، الأربعاء، إن الجهود الرامية إلى الإفراج عن زوجين بريطانيين من سجن أفغاني لم تكتمل بعد، ونفت انتهاك حقوقهما رغم مخاوف من أسرتيهما ومسؤولين بالأمم المتحدة.

قُبض على بيتر وباربي رينولدز بولاية باميان الأفغانية أوائل فبراير 2025 (متداولة)

وألقي القبض على بيتر وباربي رينولدز، وهما في السبعينات من العمر، في أوائل فبراير (شباط) الماضي، واقتيدا من منزلهما بوسط ولاية باميان إلى العاصمة كابل.

يديران منظمة تقدم برامج تعليم

وكان الزوجان يديران منظمة تقدم برامج تعليم وتدريب. وذكر أفراد من أسرتيهما في المملكة المتحدة أنهما يتعرضان لإساءة المعاملة، وأنهما احتُجزا على خلفية اتهامات لم يُكشف عنها.

ودعا خبراء بالأمم المتحدة، الاثنين، إلى الإفراج عن الزوجين، وحذرا بأن صحتهما الجسدية والنفسية تتدهور بشكل سريع، وبأنهما عرضة لأذى يتعذر علاجه أو حتى الوفاة.

وزير الخارجية الأفغاني بالإنابة أمير خان متقي يتحدث إلى وسائل الإعلام بشأن الجهود الأخيرة لتحرير زوجين بريطانيين من أحد السجون الأفغانية... خلال مؤتمر صحافي في كابل يوم الأربعاء 23 يوليو 2025 (أ.ب)

ونفى وزير الخارجية الأفغاني، أمير خان متقي، المخاوف بشأن تعرض الزوجين لانتهاكات حقوقية.

وقال متقي للصحافيين في إيجاز إعلامي من كابل: «إنهما يتواصلان بصفة مستمرة بأسرتيهما. وإنهما يحصلان على الخدمات القنصلية.

وتجري الجهود للإفراج عنهما. ولم تُستكمل هذه الخطوات بعد. وحقوقهما الإنسانية محترمة».

وأكد وزير الخارجية في حكومة «طالبان» أن الزوجين البريطانيين المسنين المحتجزين منذ نحو 6 أشهر في أفغانستان، يتلقيان رعاية طبية، وأن حقوقهما «مُصونة»، بعدما أكد خبراء من الأمم المتحدة أن حياتهما معرضة للخطر.

وأوقف بيتر (80 عاماً) وباربي (75 عاماً) رينولدز، اللذان كانا يديران هيئة تدريب في البلاد منذ عام 2009، في 1 فبراير الماضي خلال عودتهما إلى منزلهما في إقليم باميان غرب كابل، مع صديقتهما الصينية - الأميركية فاي هال التي أُفرج عنها لاحقاً.

بيتر وباربي رينولدز في أفغانستان بتاريخ غير معروف (أب)

في زنزانات تحت الأرض

وأشار الخبراء إلى أن البريطانيين اللذين لم تُوجَّه إليهما أي تهمة، أودعا «في مركز وسط حراسة مشددة لأشهر عدة، ثم في زنزانات تحت الأرض لا يدخل إليها ضوء النهار، قبل نقلهما الأسبوع الماضي» إلى المديرية العامة للاستخبارات في كابل.

ووفق خبراء، فإن رينولدز يحتاج إلى دواء للقلب بعد إصابته بنوبة عابرة في عام 2023، وأضافوا أنه عانى منذ اعتقاله من التهاب في العين وارتعاشات متقطعة في الرأس والذراع اليسرى، وأنه عانى من وعكة مؤخراً. أما زوجته، فقالوا إنها تعاني من فقر الدم، وإنها «ضعيفة وواهنة» وتحدثت عن خدر في قدميها.

والبريطانيان اللذان تزوجا في كابل عام 1970 حاصلان على جواز السفر الأفغاني. وبعد اعتقالهما، أعلنت سلطات «طالبان» أنها احتجزت بريطانيَين اثنين وأميركية من أصل صيني ومترجمهم الأفغاني «بناء على معلومات معينة».

وفي أبريل (نيسان) الماضي قال مصدر مطلع لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن القضاء التابع لـ«طالبان» بصدد النظر في آخر تهمة بقضيتهما، المتعلقة بحيازة كثير من الكتب غير الإسلامية التي عُثر عليها في منزلهما.

وقد احتجزا لمدة 5 أشهر ونصف دون توجيه تهمة إليهما. وحتى 8 أسابيع مضت، كانا مفصولين ومحتجزين في سجن شديد الحراسة.

إلى ذلك، يقول أبناؤهما الأربعة البالغون، الذين يعيشون في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، إنهم قلقون على الوالدين، اللذين يعانيان تدهوراً في حالتهما الصحية.

وقالوا: «هذا نداء عاجل آخر إلى حركة (طالبان) لإطلاق سراح والدينا قبل فوات الأوان، وموتهما في الحجز. لقد كرسا حياتهما لشعب أفغانستان على مدى السنوات الـ18 الماضية». وقال الأشقاء إنهم راسلوا قيادة «طالبان» سراً مرتين، ووجهوا نداءات علنية للإفراج عن الوالدين، اللذين أدارا برامج تدريب مدرسي لمدة 18 عاماً في البلاد، وظل الزوجان في أفغانستان بعد سيطرة «طالبان» على السلطة عام 2021.

وقالت ابنتهما سارة إنتويستل إن الأشقاء امتنعوا عن توجيه نداء علني خلال الشهرين الماضيين على أمل أن يشجع ذلك «طالبان» على إطلاق سراحهما، لكن لم يحدث أي تقدم.

وأضافت أنهم ناشدوا «طالبان» سراً «للتمسك بمبادئهم في التعاطف والرحمة والإنصاف والكرامة الإنسانية»، مضيفة: «نكرر ذلك الآن علناً».

وبعد توليها السلطة، فرضت حركة «طالبان» حظراً على عمل النساء وتعليم الفتيات فوق سن الثانية عشرة.


مقالات ذات صلة

باكستان: القضاء على 10 إرهابيين مدعومين من الهند

آسيا يقف شرطي حارساً خارج كاتدرائية القديس يوحنا المركزية في بيشاور خلال قداس عيد الميلاد (د.ب.أ)

باكستان: القضاء على 10 إرهابيين مدعومين من الهند

أعلنت إدارة العلاقات العامة بالجيش الباكستاني، الخميس، أن قوات الأمن تمكنت من تحييد 10 إرهابيين مدعومين من الهند، بينهم «زعيم عصابة من الخوارج».

«الشرق الأوسط» (روالبندي (باكستان) )
شؤون إقليمية أكرم الدين سريع القائد السابق لشرطة ولايتي بغلان وتخار (إكس)

اغتيال مسؤول أمني أفغاني سابق في العاصمة الإيرانية

قتل أكرم الدين سريع، مسؤول أمني سابق في الحكومة الأفغانية السابقة، في هجوم مسلح وقع في العاصمة الإيرانية طهران.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
أوروبا أفغان ضمن برامج الاستقبال الفيدرالية في مطار هانوفر... وقد نقلت رحلة طيران مستأجرة نظمتها الحكومة الألمانية 141 أفغانياً إلى ألمانيا يوم الاثنين (د.ب.أ)

ألمانيا تستقبل دفعة جديدة تضم 141 أفغانياً ضمن «برنامج الإيواء»

وصل 141 أفغانياً إلى ألمانيا على متن رحلة طيران مستأجرة (شارتر) نظمتها الحكومة الألمانية.

«الشرق الأوسط» (هانوفر (ألمانيا))
آسيا قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير (أ.ب)

رئيس أركان الجيش: 70 % من مقاتلي «طالبان باكستان» مواطنون أفغان

ذكر رئيس أركان الجيش الباكستاني، الجنرال عاصم منير، أن 70 في المائة من مقاتلي حركة «طالبان باكستان» الذين يدخلون باكستان هم «مواطنون أفغان».

«الشرق الأوسط» (كابل )
آسيا صورة غير مؤرخة لمنظر طبيعي وبحيرة في ريف كابل بأفغانستان (شاتر ستوك)

المعادلة العابرة لأفغانستان... ساحة تنافس أم مجال لمصلحة مشتركة؟

لم تعد عودة إحياء «الممر العابر لأفغانستان» مجرد مشروع نقل بديل، بل باتت مؤشراً حاسماً على الكيفية التي ستتموضع بها دول آسيا الوسطى جيوسياسياً في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد - كابل )

تايلاند وكمبوديا تعلنان الاتفاق على وقف «فوري» لإطلاق النار

أرشيفية لآليات عسكرية تايلاندية تتوجه نحو الحدود مع كمبوديا (إ.ب.أ)
أرشيفية لآليات عسكرية تايلاندية تتوجه نحو الحدود مع كمبوديا (إ.ب.أ)
TT

تايلاند وكمبوديا تعلنان الاتفاق على وقف «فوري» لإطلاق النار

أرشيفية لآليات عسكرية تايلاندية تتوجه نحو الحدود مع كمبوديا (إ.ب.أ)
أرشيفية لآليات عسكرية تايلاندية تتوجه نحو الحدود مع كمبوديا (إ.ب.أ)

أعلنت تايلاند وكمبوديا في بيان مشترك، اليوم (السبت)، اتفاقهما على وقف «فوري» لإطلاق النار، متعهدتين بإنهاء أسابيع من الاشتباكات الحدودية الدامية.

وأفاد البيان الصادر عن اللجنة العامة المختصة بالحدود بين البلدين والذي نشره الجانب الكمبودي: «يتفق الطرفان على وقف فوري لإطلاق النار فور توقيع هذا البيان المشترك، ويصبح ساريا اعتبارا من الساعة 12,00 ظهرا (بالتوقيت المحلي) في 27 ديسمبر (كانون الأول) 2025.

وأضاف البيان أن وقف النار يشمل جميع أنواع الأسلحة والأهداف المدنية والعسكرية لكلا الجانبين وفي جميع الحالات وجميع المناطق.


«الخارجية» الباكستانية تستدعي دبلوماسياً بريطانياً بسبب تهديد لقائد الجيش خلال تجمع

قائد الجيش الباكستاني عاصم منير يتحدث في الميكروفون خلال زيارته أحد التمارين العسكرية (رويترز)
قائد الجيش الباكستاني عاصم منير يتحدث في الميكروفون خلال زيارته أحد التمارين العسكرية (رويترز)
TT

«الخارجية» الباكستانية تستدعي دبلوماسياً بريطانياً بسبب تهديد لقائد الجيش خلال تجمع

قائد الجيش الباكستاني عاصم منير يتحدث في الميكروفون خلال زيارته أحد التمارين العسكرية (رويترز)
قائد الجيش الباكستاني عاصم منير يتحدث في الميكروفون خلال زيارته أحد التمارين العسكرية (رويترز)

استدعت وزارة الخارجية الباكستانية، اليوم الجمعة، نائب المفوض السامي البريطاني في باكستان، مات كانيل، بعد أن أظهر مقطع فيديو متداول امرأةً، خلال تجمع في مدينة برادفورد البريطانية، وهي تردد أن قائد الجيش الباكستاني سيموت في هجوم محتمل.

وقال مسؤولون ووسائل إعلام محلية إن وزارة الخارجية الباكستانية استدعت مات كانيل، للمطالبة بإجراء تحقيق حول المرأة التي تحدثت عن احتمال اغتيال قائد قوات الدفاع رئيس أركان الجيش الباكستاني، عاصم منير، في هجوم بسيارة مفخخة.

ووفق ما ذكرته وكالة «أسوشييتد برس»، كانت المرأة تشارك في تجمع، بمدينة برادفورد الواقعة شمال بريطانيا، دعماً لرئيس الوزراء الباكستاني السابق المعتقل عمران خان.

ويقضي خان، الذي جرت الإطاحة به في تصويتٍ بحجب الثقة خلال أبريل (نيسان) 2022، عامه الثاني في السجن بعد إدانته بالفساد. ولا يزال خان يحظى بشعبية لدى عدد من أنصاره.

وجاء تجمُّع برادفورد بعد أيام من إصدار محكمة باكستانية حكماً على خان وزوجته بشرى بيبي بالسجن لمدة 17 عاماً لكل منهما بتهمة الاحتفاظ بهدايا مقدَّمة للدولة، وبيعها بأسعار أقل من قيمتها السوقية أثناء فترة تولي خان منصبه.

وجرى نشر مقطع الفيديو بواسطة الفرع البريطاني لحزب حركة الإنصاف الباكستانية، الذي يقوده خان، على منصة «إكس»، وحُذف لاحقاً.

وقال نائب وزير الداخلية الباكستاني، طلال شودري، لقناة «جيو» التلفزيونية الباكستانية، اليوم الجمعة، إنه رغم تحريض حزب خان أنصاره ضد الجيش، فإن «تهديد السيارة المفخخة» في تجمع برادفورد «تجاوز كل الحدود».

وأضاف: «هذا لا يندرج ضمن حرية التعبير»، داعياً الحكومة البريطانية إلى التحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية.

في غضون ذلك، قالت المفوضية السامية البريطانية بإسلام آباد، في بيان موجز: «عندما تعتقد حكومة أجنبية أن جريمة ارتُكبت، يجب عليها تزويد ضابط الاتصال في الشرطة البريطانية بجميع الأدلة ذات الصلة. وأي دليل يبدو أنه ينتهك القانون البريطاني سيخضع لمراجعة الشرطة، وقد يؤدي إلى فتح تحقيق جنائي».

كانت التوترات قد تفاقمت مؤخراً بين حزب حركة الإنصاف الباكستانية والجيش. ووصف المتحدث باسم الجيش أحمد شريف شودري، خلال مؤتمر صحافي في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، خان بأنه «مريض عقلياً»، وذلك بعد ظهور منشورات على الحساب الرسمي لخان على منصة «إكس»، اتهم فيها منير بأنه «مضطرب عقلياً».

ويوجّه عدد من أنصار خان اتهاماً لمنير بأنه وراء سجن قائدهم.


ما هو تنظيم «داعش» الذي استهدفته ضربة أميركية في نيجيريا؟

تُعرض الصفحات الأولى من الصحف التي تُغطي الغارات الجوية الأميركية على مقاتلي «داعش» في نيجيريا وفقاً لتصريحات الرئيس دونالد ترمب والجيش الأميركي بكشك لبيع الصحف في لاغوس 26 ديسمبر 2025 (رويترز)
تُعرض الصفحات الأولى من الصحف التي تُغطي الغارات الجوية الأميركية على مقاتلي «داعش» في نيجيريا وفقاً لتصريحات الرئيس دونالد ترمب والجيش الأميركي بكشك لبيع الصحف في لاغوس 26 ديسمبر 2025 (رويترز)
TT

ما هو تنظيم «داعش» الذي استهدفته ضربة أميركية في نيجيريا؟

تُعرض الصفحات الأولى من الصحف التي تُغطي الغارات الجوية الأميركية على مقاتلي «داعش» في نيجيريا وفقاً لتصريحات الرئيس دونالد ترمب والجيش الأميركي بكشك لبيع الصحف في لاغوس 26 ديسمبر 2025 (رويترز)
تُعرض الصفحات الأولى من الصحف التي تُغطي الغارات الجوية الأميركية على مقاتلي «داعش» في نيجيريا وفقاً لتصريحات الرئيس دونالد ترمب والجيش الأميركي بكشك لبيع الصحف في لاغوس 26 ديسمبر 2025 (رويترز)

سلَّطت الضربة التي وجهتها الولايات المتحدة لمسلحي تنظيم «داعش» في نيجيريا؛ بناءً على طلب من حكومة البلاد، الضوء على التنظيم، وسط مخاوف من عودته من جديد بعد هزيمته على يد تحالف بقيادة واشنطن في الشرق الأوسط.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في منشور على موقع «تروث سوشيال» إن التنظيم يستهدف المسيحيين ​في نيجيريا بشكل أساسي «بمستويات لم نشهدها منذ سنوات عدة».

يقرأ الناس الصحف التي تنشر تقارير عن الغارات الجوية الأميركية على مقاتلي تنظيم «داعش» بنيجيريا وفقاً لما ذكره الرئيس دونالد ترمب والجيش الأميركي في لاغوس 26 ديسمبر 2025 (رويترز)

ما هو تنظيم «داعش»؟

ظهر التنظيم في العراق وسوريا، وسرعان ما أسس ما أُطلق عليها دولة «خلافة» وحلّ إلى حد كبير محل تنظيم «القاعدة» المتشدد.

وفي أوج قوته بين عامي 2014 و2017، سيطر التنظيم على مساحات شاسعة من البلدين وفرض حكمه على ملايين. ولم يكن معقله يبعد سوى 30 دقيقة بالسيارة عن بغداد، كما سيطر لفترة على مدينة سرت على ساحل ليبيا.

وسعى تنظيم «داعش » إلى الحكم في المناطق التي سيطر عليها بأسلوب حكومة مركزية وفرض تفسيره المتشدد للشريعة الإسلامية، واستخدم أساليب وحشية مروعة تشمل تنفيذ عمليات إعدام علنية إضافة إلى التعذيب.

ووقعت هجمات في عشرات المدن حول العالم نفذها التنظيم بشكل مباشر أو ألهم من نفذوها.

وفي نهاية المطاف أسفرت حملة عسكرية شنها تحالف تقوده الولايات المتحدة عن انهيار ما يسمى «الخلافة» التي أسسها التنظيم في العراق وسوريا.

من ​أين يعمل التنظيم الآن؟

بعد طرده من معقليه الرئيسيين في الرقة السورية والموصل العراقية، لجأ التنظيم إلى المناطق النائية في البلدين.

ولا يزال لعناصر من التنظيم وجود في سوريا والعراق، وأجزاء من أفريقيا بما في ذلك منطقة الساحل، وفي أفغانستان وباكستان.

ويتفرق المسلحون المتشددون التابعون للتنظيم في خلايا مستقلة، وتتسم قيادته بالسرية ويصعب تقدير حجمه الإجمالي. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عدد أعضاء التنظيم يبلغ نحو 10 آلاف في مواقعه الأساسية.

وانضم الكثير من الأجانب إلى تنظيم «داعش - ولاية خراسان»، في إشارة لاسم قديم لمنطقة كانت تضم أجزاء من إيران وتركمانستان وأفغانستان.

ولا تزال جماعات مرتبطة بتنظيم «داعش» نشطة في مناطق بجنوب الفلبين، خاصة في مينداناو، حيث سيطر مسلحون موالون ⁠للتنظيم على مدينة ماراوي في 2017.

الأهداف والأساليب

يسعى تنظيم «داعش» إلى نشر نسخته المتطرفة من الشريعة، لكنه تبنى أساليب جديدة منذ انهيار قواته وبعد أن مُني بسلسلة من الانتكاسات الأخرى في الشرق الأوسط.

وأصبح التنظيم الآن جماعة مختلفة ومتفرقة تعمل من خلال مجموعات أخرى تابعة أو من خلال من يستلهمون أفكاره.

لكنه احتفظ بقدرة على تنفيذ هجمات مؤثرة وواسعة النطاق يعلن مسؤوليته عنها على قنواته على تطبيق «تلغرام»، وعادة ما ينشر مع تلك الإعلانات صوراً في سعي لبث الرعب.

ورغم تشارك مقاتلي التنظيم الذين يعملون في مناطق عدة في الآيديولوجية نفسها، لا توجد أي دلائل على أنهم يتبادلون الأسلحة أو التمويل.

ويعتقد الجيش الأميركي أن الزعيم الحالي للتنظيم هو عبد القادر مؤمن، الذي يقود فرع الصومال.

هجمات نفذها «داعش» في الآونة الأخيرة

أثار هجوم إطلاق النار في حفل بمناسبة عيد الأنوار اليهودي (حانوكا) في شاطئ ​بونداي في سيدني تساؤلات حول ما إذا هناك أفراد يستلهمون مجدداً فكر التنظيم في شن هجمات.

وقالت الشرطة إن التنظيم ألهم على ما يبدو المسلحيَن اللذين قتلا 15 شخصاً. وقضى المتهمان بتنفيذ أسوأ إطلاق ⁠نار عشوائي في أستراليا منذ ما يقرب من 30 عاماً بعض الوقت في الفلبين، حيث من المعروف أن هناك شبكات مرتبطة بتنظيم «داعش» تعمل هناك.

شوهدت شباشب تعود للمصلين في أعقاب انفجار مميت بمسجد في شمال شرقي مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو - نيجيريا الخميس 25 ديسمبر 2025 (أ.ب)

ويواصل تنظيم «داعش» التآمر وشن الهجمات في سوريا، حيث أعلنت الحكومة الشهر الماضي أنها وقَّعت اتفاقية تعاون مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة التنظيم.

وفي هذا الشهر، قُتل جنديان ومترجم مدني جميعهم أميركيون في سوريا على يد أحد أفراد قوات الأمن السورية يشتبه في أنه تابع لتنظيم «داعش». وشن الجيش الأميركي ضربات واسعة النطاق على عشرات الأهداف التابعة لتنظيم «داعش» في سوريا، بعد تعهد ترمب بالرد في أعقاب الهجوم. وعبر التنظيم عن كراهيته للرئيس السوري أحمد الشرع، ووصفه بأنه «فتى ترمب»، وذلك قبل يومين من مقتل الجنديين والمترجم الأميركيين في سوريا.

ونفذ تنظيم «داعش» هجمات أيضاً في أفريقيا؛ ما يظهر أنه لا يزال موجوداً في مناطق مختلفة من العالم.

فقد أعلن في أكتوبر (تشرين الأول) مسؤوليته عن هجوم قالت بعثة تابعة للأمم المتحدة إنه أسفر عن مقتل 43 على الأقل خلال قداس ليلي في كنيسة بشرق الكونغو.

وفي فبراير (شباط)، قال مسؤول عسكري إن تنظيم «داعش» هاجم قواعد عسكرية في ولاية بونتلاند شمال شرقي الصومال بسيارة ودرَّاجات نارية مفخخة؛ ما أدى إلى شن غارات جوية أسفرت عن مقتل 70 مسلحاً.