تفتح المساجد المصرية أبوابها أمام طلاب الروضة بالمرحلة العمرية من 4 إلى 6 سنوات لقضاء الوقت الصباحي فيها بشراكة بين وزراتي «التربية والتعليم» و«الأوقاف» ضمن بروتوكول، على أن تكون البداية من صعيد مصر وتحديداً بمحافظة قنا.
ومن المقرر أن تكون بداية التطبيق في محافظة واحدة بشكل تجريبي تمهيداً لتعميم التجربة على مستوى الجمهورية والتي تأتي بهدف استثمار الوقت الصباحي بالمساجد لخدمة الأطفال، مع تخصيص مسجد بكل قرية لهذه الغاية، وفق إفادة مشتركة لوزارتي التعليم والأوقاف، الأربعاء.
وأكد وزير الأوقاف المصري، أسامة الأزهري، اهتمامه البالغ بكل ما يدعم العلم والتعليم ومحو الأمية بعدّه أحد أهداف الوزارة، مشيراً إلى أهمية تحرك المساجد لدعم الجهود التعليمية للدولة، لكون غرس القيم الأخلاقية والدينية في نفوس الطلاب وترسيخ الانتماء الوطني يمثلان ضرورة ملحَّة في ظل الانفتاح الشديد على الوسائل الرقمية الحديثة.
وقال وزير التربية والتعليم المصري، محمد عبد اللطيف، إن الوزارة تعمل على تعزيز الجوانب الأخلاقية والعلمية لدى الأطفال من خلال البروتوكول الذي سيصاحبه تكليف المعلمين باستقبال الأطفال في الفترة الصباحية بالمساجد، وتجهيزها بالوسائل التعليمية المناسبة، وتدعيم باحاتها بالألعاب حرصاً على الجمع بين الجوانب التعليمية والترفيهية للأطفال.
وخلال اجتماع في مايو (أيار) الماضي أمام رئيس الجمهورية، قدر وزير التربية والتعليم العجز في فصول الحضانات بـ70 ألف فصل على مستوى الجمهورية لاستيعاب جميع الطلاب بمرحلة الروضة من أجل تعليم مبادئ القراءة والكتابة وبعض المهارات الأولية مقدماً عدة مقترحات لاستغلال بعض المنشآت الحكومية في سد العجز بهذه المرحلة بحسب بيان الرئاسة آنذاك.

وقال المتحدث باسم وزارة الأوقاف الدكتور أسامة رسلان لـ«الشرق الأوسط» إن «اختيار محافظة قنا كبداية للمشروع تم بناء على أسس علمية مرتبطة بما توافر لدى الوزارة من بيانات حول الكثافة السكانية ومعدلات الأمية وغيرها من المعايير التي وضعت للمحافظة التي سيتم البدء بها»، مشيراً إلى أنه تم الاستقرار بشكل مبدئي على اختيار مسجد رئيسي بكل قرية لتكون البداية من خلاله.
وأضاف أن «وزارة التعليم عبر الجهات المعنية ومن خلال اللجنة المشتركة ستوفر بعض الألعاب البسيطة التي ستوجد في باحة المساجد بالإضافة إلى الأدوات التعليمية التي سيتم استخدامها مع الاتفاق على المحتوى الذي سيتم تدريسه للطلاب وسيتضمن محتوى تعليمياً من الوزارة بالأساس بالإضافة إلى بعض المحتوى الديني الذي تعده (الأوقاف)». لافتاً إلى أن «التدريس سيكون من مدرسين ومدرسات على حد سواء مع تخصيص القاعات الملحقة بالمساجد لهذا الغرض».
ووفق بيان الإعلان عن تطبيق المشروع ستفتح المساجد أبوابها أمام الطلاب من الصباح وحتى قبل صلاة الظهر على أن تكون الأدوات التعليمية المتوفرة قابلة للطي قبل موعد الصلاة.
وستكون جميع الخدمات التي سيتلقاها الطلاب بالمرحلة العمرية من 4 إلى 6 سنوات مجانية، وفق المتحدث باسم الأوقاف، مشيراً إلى أنه سيتم استطلاع آراء أولياء الأمور بعد فترة لتقييم التجربة وتحسينها قبل الانتقال للتطبيق بمحافظة أخرى مع تلافي أي مشكلات قد تظهر.
ووفق مسؤول بوزارة التربية والتعليم تحدث لـ«الشرق الأوسط» فإن «أعداد المعلمين الذين ستتم الاستعانة بهم لم تحدد بشكل دقيق بانتظار الانتهاء من جميع التفاصيل الخاصة بحصر المساجد التي سيتم العمل بها والأعداد التي سيتم استيعابها بكل مسجد بالإضافة إلى التجهيزات التي يحتاج إليها كل مسجد يدخل ضمن المبادرة».
وأضاف أن «لجنة مشتركة بين الوزارتين ستقوم باستكمال أعمالها خلال الأيام المقبلة تمهيداً لبدء التطبيق على أرض الواقع خلال الصيف الجاري، لكن موعد التطبيق سيكون رهن الانتهاء من جميع التجهيزات».








