عندما بدا أن عهد إنجلترا، بطلة أوروبا للسيدات، على وشك الانتهاء، قفز البدلاء لإنقاذ الموقف مرة أخرى، لتسجل البديلتان ميشيل أجييمانغ وكلوي كيلي الهدفين اللذين وضعا إنجلترا في نهائي بطولة أوروبا لكرة القدم 2025.
وبعد التأخر صفر-1 حتى الوقت المحتسب بدل الضائع أمام إيطاليا في قبل نهائي بطولة أوروبا 2025، بدا حامل اللقب في طريقه للهزيمة، لكن ميشيل أجييمانغ أدركت التعادل، لتفرض وقتاً إضافياً، ثم انتزعت كلوي كيلي هدف الفوز، الذي ضمن لإنجلترا مقعداً في المباراة النهائية يوم الأحد المقبل في بازل.
وللمباراة الثانية على التوالي، شاركت اللاعبتان البديلتان وأثبتتا أنهما حاسمتان، ومع تألق بيث ميد أيضاً بين البدلاء، فإن سارينا ويجمان مدربة إنجلترا تواجه بعض المشكلات المرحب بها في اختيار التشكيلة قبل المباراة النهائية ضد ألمانيا أو إسبانيا.
وكما فعلت ضد السويد في دور الثمانية، دخلت ميشيل أجييمانغ بديلة لتدرك التعادل، ورغم أن هذه المباراة وصلت إلى ركلات الترجيح فإن كيلي هذه المرة احتاجت فقط لمتابعة كرة مرتدة من ركلة جزاء متأخرة لإرسال فريقها للنهائي.
وكانت ميشيل أجييمانغ بمثابة عملاق منتخب إنجلترا في مشاركاتها بديلة خلال البطولة حتى الآن، إذ قدّمت القوة واللياقة البدنية والحس التهديفي عندما كان الفريق في أمس الحاجة لذلك؛ هذا ليس سيئاً لفتاة يبلغ عمرها 19 عاماً، وكانت تجمع الكرات في مباراة لمنتخب إنجلترا في استاد «ويمبلي» قبل 4 سنوات فقط.
وكان أداء كيلي على الجناح مثالياً أيضاً، إذ سمحت لها ثقتها التي لا تتزعزع بصنع الفرص باستمرار، وتغيير كل مباراة فور مشاركتها.
ودافعت إيطاليا بمزيج من الشجاعة والحكمة، ما كان كافياً لتأهلها للنهائي لأول مرة منذ 1997.
وقدّم الفريق الإيطالي أداءً رائعاً، إذ تأكدت اللاعبات أن التمريرات تذهب إلى زميلاتهن أو إلى الأجنحة لتقليل الخطورة، كما شكَّلن حاجزاً صلباً أمام لاعبات إنجلترا في الوسط، ما سمح لهن بالتسديد من مدى بعيد.
ونجحت استراتيجيتهن في ضغط المساحات ومنع الكرات المقوسة خلف دفاعهن في تقييد هجوم إنجلترا بشكل فعال، ما حد من قدرة المهاجمة أليسيا روسو على لمس الكرة داخل منطقة الجزاء إلا بشكل محدود.
ومنحت مشاركة أجييمانغ ومزيجها من المهارة واللياقة البدنية لإنجلترا سلاحاً أكثر مباشرة، ومع قيام كيلي بشن هجمات على الأجنحة، بدا فجأة أن حامل اللقب لديه بصيص أمل.
وأخطأت حارسة مرمى إيطاليا لاورا جولياني في التعامل مع التمريرة العرضية التي استغلتها أجييمانغ، وسجّلت منها هدف التعادل، كما تصدّت حارسة المرمى لركلة جزاء كيلي في الوقت الإضافي، لكنها لم تتمكن من منعها من تسديد الكرة المرتدة في المرمى، لينجح البدلاء الرائعات مرة أخرى في إنقاذ إنجلترا.
وقالت سارينا ويجمان بسعادة، مشيدة بدور طاقمها المعاون في هذه النهاية الرائعة: «سنصنع فيلماً يوماً ما! حسناً، هذا فيلم، يا إلهي، إنه مذهل. ها نحن هنا مرة أخرى، إنه أمر مميز حقاً».

