إذا كان هناك جانب إيجابي يمكن استخلاصه من واحدة من أسوأ ركلات الترجيح في تاريخ كرة القدم، فهو أن منتخب إنجلترا للسيدات أثبت قدرته على الفوز في المباريات الكبرى، حتى في أصعب الظروف وأكثرها تحدياً.
وحسب شبكة «The Athletic» فرغم إهدار 4 ركلات ترجيح في فوز غريب ومربك بنتيجة 3-2 على السويد، فإن السؤال الذي يدور في أذهان الجميع الآن هو: كيف لا تزال كتيبة سارينا فيغمان في البطولة وهي تستعد لمواجهة نصف النهائي ضد إيطاليا؟
كانت إنجلترا متأخرة بهدفين في المباراة بعد أداء كارثي؛ حيث افتتحت كوسوفاري أصلاني التسجيل للسويد في الدقيقة الثانية، قبل أن تضيف ستينا بلاكستينيوس الهدف الثاني بعد مرور 20 دقيقة. لكن هذا المنتخب الإنجليزي أثبت مجدداً أنه لا يخرج من البطولة دون قتال، بعدما سجّلت لوسي برونز وميشيل أجييمانج هدفين في دقيقتين فقط، ليقودا اللقاء إلى الأشواط الإضافية.
حتى عندما لم تكن الأمور تسير لصالحن في ركلات الترجيح، وجدن طريقاً للفوز، ربما ساعدهن الحظ قليلاً، لكن ركلة كلوي كيلي الحاسمة عندما لم يكن مسموحاً الإخفاق، إلى جانب تصديات رائعة من الحارسة هانا هامبتون، منحت إنجلترا الأفضلية في سلسلة ترجيح فوضوية ولا تُنسى لأسباب خاطئة بالطبع.
لكن بالنسبة لإنجلترا، فإن كل ذلك لا يهم الآن، لأن أمامهن فرصة لصناعة التاريخ من أجل الأسباب الصحيحة: الحفاظ على لقبهن بصفتهن بطلات لأوروبا.
وقالت سارينا فيغمان بعد المباراة: «كل ما أفكر فيه الآن هو كيف نجح هذا الفريق في قلب النتيجة مرة أخرى. كيف أظهر هذا الفريق صموده، واستمراره في القتال. الليلة أثبتنا أننا لا نستسلم مطلقاً».
ورددت القائدة ليا ويليامسون المشاعر نفسها في مقابلة لاحقة، قائلة: «أنا فخورة جداً. ما حدث في النهاية كان مروعاً للمشاهدة، لكنني أعلم أن هذا الفريق لا يستسلم مطلقاً. قلناها سابقاً، وسنقولها مجدداً: لسنا من النوع الذي يعتقد أن المهمة انتهت. القتال، والجودة، والقدرة على قلب النتيجة، ثم الحفاظ على التركيز الذهني... أمر لا يُصدّق».
وستحتاج إنجلترا إلى هذا الصلابة الذهنية وبكثرة، أمام منتخب إيطاليا الذي أثبت بدوره أنه ليس خصماً سهلاً، بعد فوزه على النرويج 2-1 بهدف دراماتيكي في الدقيقة 90 من القائدة كريستيانا جيريللي.
هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها منتخب إيطاليا إلى نصف النهائي في هذه البطولة منذ عام 1997، وقد وصفت جيريللي الإنجاز بأنه «حلم تحقق»، مشيدةً بفريقها الذي «قاتل حتى النهاية» أمام منتخب نرويجي لم يتعرض لأي هزيمة سابقاً.
لم يكن مشوار إيطاليا في البطولة سهلاً، وبلغ المنتخب الأدوار الإقصائية بفوز وحيد فقط في دور المجموعات، الذي اختُتم بخسارة 1-3 أمام إسبانيا.
إنها إذن مواجهة بين فريقين لا يعرفان الاستسلام... لكن أحدهما سيضطر للاستسلام حين يلتقيان في جنيف مساء الثلاثاء.
ورغم الانتصار العصيب على السويد، تبقى إنجلترا المرشحة الأبرز للتأهل إلى النهائي الثالث على التوالي في البطولات الكبرى؛ حيث يمنحها موقع «بيتفير» احتمالات 14 للتأهل، مقابل 103 لإيطاليا، لكن على إنجلترا الحذر من الاستهانة بخصمها، فجيريللي تُعدّ مهاجمة خطيرة وسجلت بالفعل 3 أهداف في البطولة.
إنجلترا تدخل اللقاء بعدة شكوك حول جاهزية اللاعبات؛ حيث تحوم الشكوك حول مشاركة ليا ويليامسون، ولوسي برونز، ولورين جيمس بعد إصابات تعرضن لها أمام السويد. أما إيطاليا، فلا تعاني من أي إصابات أو إيقافات.
والتوقعات تُشير إلى أن النتيجة ستحول إلى إنجلترا 2-1 إيطاليا، ومن المعروف أن إنجلترا لا تسلك الطرق السهلة، لكنها في الوقت نفسه تنجز المهمة في نهاية المطاف. بعد هزيمة قاسية أمام فرنسا في بداية البطولة، عادت بقوة بفوز 4-0 على هولندا، ثم سحق ويلز بنتيجة 6-1. في كل مرة طلبت فيها المدربة سارينا فيغمان استجابة من لاعباتها، حصلت عليها. ومن المتوقع أن نرى ذلك مجدداً أمام إيطاليا، فقد لا يكون أداءً مثالياً، لكن إنجلترا تمتلك ما يكفي لتخطي هذه العقبة والوصول إلى النهائي.
