«هدنة غزة»: «الانسحابات» تهدد الاتفاق وطلب بإرجائها لإنقاذ المفاوضات

عقب رفض «حماس» إعادة تموضع الجيش الإسرائيلي

امرأة تجلس في الأنقاض وسط خيام مدمرة بمخيم مؤقت للنازحين في أعقاب توغل دبابات إسرائيلية جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
امرأة تجلس في الأنقاض وسط خيام مدمرة بمخيم مؤقت للنازحين في أعقاب توغل دبابات إسرائيلية جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: «الانسحابات» تهدد الاتفاق وطلب بإرجائها لإنقاذ المفاوضات

امرأة تجلس في الأنقاض وسط خيام مدمرة بمخيم مؤقت للنازحين في أعقاب توغل دبابات إسرائيلية جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
امرأة تجلس في الأنقاض وسط خيام مدمرة بمخيم مؤقت للنازحين في أعقاب توغل دبابات إسرائيلية جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

تعثُّر مناقشات الانسحاب من مساحات جديدة احتلتها إسرائيل، الشهرين الماضيين، في قطاع غزة، أدخل مفاوضات الهدنة في الدوحة (التي دخلت يومها السابع) «نفقاً مظلماً» جديداً، مع رفض «حماس» إعادة الانتشار المطروح من جانب فريق حكومة بنيامين نتنياهو.

وسارع الوسطاء، لا سيما واشنطن، بحسب تسريبات إعلامية، إلى طلب ترحيل بند الانسحابات إلى نهاية المفاوضات، وهو مشهد يراه خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» محاولة أخيرة لإنقاذ المفاوضات من فشل جديد لا ترغب فيه إدارة الرئيس دونالد ترمب، على أمل أن تضغط على نتنياهو لإبداء مرونة، وإلا فسترفض «حماس»، باعتبار أن بقاء إسرائيل على هذا النحو مناورة للتسريع بمخطط التهجير، وفرض مناطق عسكرية بعد انتهاء الهدنة المحتملة والانقلاب على الاتفاق.

وأفاد مصدران فلسطينيان مطلعان، السبت، بأن «مفاوضات الدوحة تواجه تعثراً وصعوبات معقدة، نتيجة إصرار إسرائيل على خريطة للانسحاب قدمتها، الجمعة، لإعادة انتشار وإعادة تموضع للجيش الإسرائيلي وليس انسحاباً، وتتضمن إبقاء القوات العسكرية على أكثر من 40 في المائة من مساحة قطاع غزة، وهو ما ترفضه (حماس)».

وشدَّد أحد المصدرين، في تصريحات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، على أن وفد «حماس» المفاوض «لن يقبل الخرائط الإسرائيلية المقدَّمة، لأنها تمثل منح الشرعية لإعادة احتلال نحو نصف مساحة القطاع، وجعل قطاع غزة مناطق معزولة دون معابر ولا حرية التنقل، مثل معسكرات النازية»، في إشارة للمدينة التي تتحدث إسرائيل عن أنها إنسانية، وستكون جنوب القطاع، ويُضمّ لها نحو 600 ألف فلسطيني.

وأشار المصدر الثاني إلى أن «(حماس) طالبت بانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق التي تمت إعادة السيطرة الإسرائيلية عليها بعد 2 مارس (آذار) الماضي»، أي بعد انهيار هدنة استمرت لشهرين، متهماً إسرائيل بـ«مواصلة سياسة المماطلة وتعطيل الاتفاق لمواصلة حرب الإبادة».

وتحدث عن أن الوسطاء القطريين والمصريين «طلبوا من الطرفين تأجيل التفاوض حول الانسحاب إلى حين وصول المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى الدوحة»، لكنه أشار إلى «تقدُّم» أُحرِز بشأن «مسألة المساعدات وملف تبادل الرهائن».

وبالتزامن، نقلت «أكسيوس» الأميركية عن مصادر مطلعة، أن الولايات المتحدة طلبت من «حماس» تأجيل مناقشة مسألة حجم انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، والانتقال إلى بحث قضايا أخرى، في محاولة لمنع انهيار مفاوضات صفقة تبادل الأسرى.

ينقل فلسطينيون ضحايا إلى عيادة تابعة للصليب الأحمر في رفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

ونقلت «رويترز»، السبت، عن مصادر فلسطينية وإسرائيلية مطلعة تأكيداً مماثلاً، مشيرة إلى أن «محادثات الدوحة تتعثر حول مسألة انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، بعد رفض (حماس) خرائط الانسحاب التي اقترحتها إسرائيل، لأنها ستترك نحو 40 في المائة من الأراضي تحت السيطرة الإسرائيلية، ومنها كل منطقة رفح الجنوبية ومناطق أخرى في شمال وشرق غزة»، لافتة إلى أنه «من المتوقَّع استمرار المحادثات».

عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، يرى أن إسرائيل تريد فرض شروطها، ومن ضمنها إمكانية استمرار تهجير الفلسطينيين؛ بعدم الانسحاب من عدة أماكن، منها ممر موراغ الجنوبي، مع السيطرة العسكرية على المنطقة الشمالية وترحيل السكان منها، ليكون الأمر سهلاً بعد انتهاء الهدنة في تهجيرهم، مؤكداً أن الموقف الأميركي الذي لم يضغط على إسرائيل بعد يضر المفاوضات، ولن يجدي تأجيل قضايا مثل هذه، ويجب أن تُحسَم مبكراً؛ كونها حاسمة.

ويعتقد أن «تأخر الوصول لاتفاق، في ظل تواصل العقبات واستهداف الفلسطينيين، يجعلنا أمام مناورة تريد استسلام المقاومة لإسرائيل، وهذا لن تقبله (حماس)، وليس أمام أميركا سوى الضغط على إسرائيل، خصوصاً أن هناك قضايا أخرى لم تُحسَم، مثل الانسحاب من (محور فيلادلفيا) الحدودي مع مصر الذي تطالب به القاهرة، وهناك غموض بشأنه».

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني، نزار نزال، أن عدم الانسحاب من غزة، كما تطالب «حماس»، سيفجِّر المفاوضات، وقد يكون عاملاً في تعطيل حدوثها، مشيراً إلى أن ترحيل بند الانسحابات قد يكون محاولة لإنقاذ المفاوضات، ليس أكثر، وما لم تقدم حكومة نتنياهو تنازلات في القضايا السياسية، كالانسحابات، فلن يُنجَز الاتفاق قريباً، كما تروج واشنطن أو إسرائيل.

وقبل عودته، الجمعة، من زيارة إلى الولايات المتحدة، التقى خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قال نتنياهو، الخميس: «آمل أن يتسنّى لنا إنجاز (الصفقة) خلال بضعة أيام».

وعقب لقاء نتنياهو في البيت الأبيض مرتين، الأسبوع الماضي، كرَّر ترمب الحديث عن هدنة قريبة، وحدد الأسبوع الحالي (أي بعد أيام) موعداً محتملاً. وقال وزير خارجيته، ماركو روبيو، الخميس، إن لديه «أملاً كبيراً» في التوصل إلى اتفاق.

تصاعد الدخان في أعقاب غارة إسرائيلية على جباليا شمال قطاع غزة (أ ف ب)

لكن ميدانياً، تخالف الأوضاع تلك الأمنيات؛ إذ أفاد الناطق باسم الدفاع المدني بغزة، محمود بصل، في بيان بأن أكثر من 20 قتيلاً فلسطينياً سقطوا، السبت، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه «ضرب نحو 250 هدفاً إرهابياً» خلال الساعات الـ48 الأخيرة في أنحاء قطاع غزة.

بينما تواصل «حماس» عملياتها ضد الجيش الإسرائيلي؛ إذ أعلن الأخير، الجمعة، مقتل ضابط في وحدة الاستطلاع التابعة للواء غولاني، في معارك بمدينة خان يونس (جنوب غزة)، بخلاف إصابة جنديين في اشتباك شمال القطاع، وذلك بعد يومين من إعلانه مقتل جندي إسرائيلي كاد يُختطف جنوب قطاع غزة.

وحذرت الأمم المتحدة، في إعلان مشترك، السبت، من أن «شح الوقود في غزة بلغ مستويات حرجة»، مشيرة إلى أن «الوقود هو العمود الفقري للبقاء على قيد الحياة في غزة»، وفق ما ذكر بيان مشترك لسبع وكالات أممية، بينها: «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)» و«منظمة الصحة العالمية» و«برنامج الأغذية العالمي».

ووسط تلك المتغيرات السلبية على الأرض، يرى رخا أحمد حسن أن ترمب يملك إنجاز اتفاق فوري من الأمس وليس اليوم، مشيراً إلى أن الموقف الأميركي قادر على إنهاء كل تلك الأمور بالتوجُّه الحقيقي لفرض اتفاق؛ بالضغط على إسرائيل، والتراجع عن مشاريع التهجير وإبادة القطاع.

ويتفق نزار نزال مع هذا المسار، مؤكداً أن واشنطن ستتدخل حتى لا تفشل جهود ترمب المتطلع لجائزة نوبل للسلام، وستجبر نتنياهو على قبول خرائط انتشار أوسع، محذراً من أن عدم الذهاب لهدنة سيجعل شعبية رئيس وزراء إسرائيل تتضرر أكثر، وقد يخسر مكاسبه السياسية الأخيرة من حربه ضد إيران، وبالتالي فالأقرب لمصالحه تمرير الاتفاق مؤقتاً.


مقالات ذات صلة

تقرير: أميركا تضغط على دول لإرسال قوات إلى غزة... ولا استجابة بعد

المشرق العربي امرأة فلسطينية تمر عبر الدمار الناتج عن الحرب في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle

تقرير: أميركا تضغط على دول لإرسال قوات إلى غزة... ولا استجابة بعد

أفادت صحيفة أميركية، السبت، بأن إدارة ترمب تسعى لتجنيد قوة متعددة الجنسيات من 10 آلاف جندي بقيادة جنرال أميركي؛ لتحقيق الاستقرار في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تحليل إخباري أحد عناصر «حماس» يحرس منطقة يبحثون فيها عن جثث الرهائن بمساعدة اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» في غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «قوة استقرار غزة»... اجتماع مرتقب بالدوحة لسد الفجوات

تستضيف العاصمة القطرية، الدوحة، اجتماعاً عسكرياً، الثلاثاء، لبحث «تشكيل قوة الاستقرار» في قطاع غزة التي تنص عليها خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام.

محمد محمود (القاهرة )
المشرق العربي الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة (وفا)

الرئاسة الفلسطينية: الاستيطان جميعه غير شرعي

أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أن الاستيطان جميعه غير شرعي، ومخالف لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي.

«الشرق الأوسط» (الضفة الغربية)
المشرق العربي القيادي في حركة «حماس» رائد سعد (وسائل التواصل الاجتماعي) play-circle

من هو رائد سعد قيادي «القسام» الذي أعلنت إسرائيل اغتياله؟

بعد ملاحقة استمرت عقوداً، أعلنت إسرائيل اليوم (السبت)، اغتيال رائد سعد القيادي البارز في حركة "حماس" الفلسطينية في قصف على مدينة غزة. فمن هو؟

«الشرق الأوسط» (تل أبيب )
المشرق العربي حنين المبحوح فقدت ساقها في غارة إسرائيلية على منزلها أسفرت أيضاً عن مقتل بناتها الأربع جميعاً بغزة (أ.ب)

مبتورو الأطراف في غزة يكافحون لإعادة بناء حياتهم وسط نقص الأجهزة التعويضية

تجلس حنين المبحوح على كرسيها المتحرك، تحلم بإعادة بناء أسرتها، وحمل طفل رضيع. تحلم بالمشي مجدداً. لكن حياتها في غزة متوقفة.

«الشرق الأوسط» (غزة)

ليبيا: ترحيب من «الوحدة» و«الاستقرار» بإجراء الانتخابات البلدية المؤجلة

صناديق الاقتراع داخل مراكز الانتخابات البلدية المؤجلة (مفوضية الانتخابات)
صناديق الاقتراع داخل مراكز الانتخابات البلدية المؤجلة (مفوضية الانتخابات)
TT

ليبيا: ترحيب من «الوحدة» و«الاستقرار» بإجراء الانتخابات البلدية المؤجلة

صناديق الاقتراع داخل مراكز الانتخابات البلدية المؤجلة (مفوضية الانتخابات)
صناديق الاقتراع داخل مراكز الانتخابات البلدية المؤجلة (مفوضية الانتخابات)

رحبت الحكومتان في شرق ليبيا وغربها، بإجراء الانتخابات الخاصة بتسعة مجالس بلدية مؤجلة، تقع بنطاق سيطرة «الجيش الوطني الليبي» بقيادة المشير خليفة حفتر، السبت، وأظهرا توافقا نادراً على «أهمية هذه الخطوة نحو إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية»، في بلد يشهد انقسامات سياسية وعسكرية مستمرة.

ففي الغرب، ورغم الانقسام السياسي، وصف رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، إجراء هذه الانتخابات بأنه «ركيزة أساسية لدعم الوصول إلى الانتخابات البرلمانية والرئاسية في جميع أنحاء البلاد، وتحقيق الاستقرار وترسيخ دولة القانون والمؤسسات»، وذلك في منشور عبر صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك».

الإشادة نفسها، جاءت من حكومة «الاستقرار» المكلفة من البرلمان في الشرق، حيث عدّ رئيسها، أسامة حماد، أن «نجاح الانتخابات البلدية محطة أساسية على طريق إجراء الانتخابات العامة، وتلبية تطلعات الشعب». وفي السياق ذاته، جدّد رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، دعمه الكامل للاستحقاقات الانتخابية كافة، واصفاً إياها بأنها «السبيل الدستوري والقانوني لتجديد الشرعيات، وتحقيق الاستقرار السياسي». كما أكد القائد العام لـ«الجيش الوطني»، أن هذه الانتخابات تسهم في «تعزيز المشاركة المدنية الفاعلة، وتطوير المؤسسات الوطنية، بما يخدم مصالح المواطنين، ويعزز قدرات الدولة».

لقاء المنفي والنائب الثاني لرئيس «المجلس الأعلى للدولة» في طرابلس (المجلس الرئاسي)

وأجريت الانتخابات، وسط استمرار الانقسام السياسي بين حكومتين، إحداهما تسيطر على غرب البلاد برئاسة الدبيبة، وأخرى في الشرق وأجزاء من الجنوب برئاسة حمّاد. وتجدر الإشارة إلى أن المرحلة الأولى من انتخابات المجالس البلدية، التي أجريت العام الماضي وشملت 58 بلدية، شهدت مشاركة تجاوزت 77 في المائة، فيما تعرضت المرحلة الثانية، لبعض التأجيلات بسبب اعتداءات مسلحة على مكاتب «المفوضية» في عدة بلديات غربية، ما يعكس التحديات السياسية والأمنية المستمرة التي تواجه البلاد.

وفي جولة الاقتراع التي جرت، السبت، بلغت نسبة المشاركة 69 في المائة، حيث توجه الناخبون إلى 311 مركز اقتراع في بنغازي وطبرق وسبها وسرت وقصر الجدي وتوكرة وسلوق والأبيار وقمينس، لاختيار 87 ممثلاً من بين 922 مرشحاً.

وفي تطور لافت، نفت «المفوضية الوطنية العليا للانتخابات» ما تردد حول وجود مخالفات في مركز اقتراع سرت، مؤكدة أن الفيديوهات المتداولة تظهر أوراق تصويت تخص موظفي الاقتراع والعناصر الأمنية داخل المركز، وأن الإجراءات المتعلقة بذلك تقع ضمن مسؤولية المفوضية.

وسبق أن أعلن رئيس المفوضية، عماد السائح، أن جميع المراكز التي زارها كانت «بمستوى أمني مرتفع جداً، وأن عملية تأمين الانتخابات كانت دقيقة للغاية، سواء بالنسبة للجان الاقتراع أو المواطنين»، مشيراً إلى «وعي أكبر لدى الناخبين مقارنة بالانتخابات السابقة، خصوصاً فيما يتعلق بمنح التزكيات». وأضاف: «أنظارنا تتجه الآن إلى الانتخابات العامة الرئاسية والبرلمانية، ونحن مستعدون لبدء إجراءاتها حال توفر الدعم المالي، والغطاء القانوني اللازم».

استهداف مقر «هيئة مكافحة الفساد» بطرابلس (متداولة)

في السياق ذاته، عبّرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عن ترحيبها باستكمال عملية التصويت، مشيدة بجهود السلطات المحلية والأجهزة الأمنية وفريق المفوضية، لكنها شددت في بيان، الأحد، على «ضرورة احترام نزاهة العملية الانتخابية، واستخدام الآليات القانونية، لمعالجة أي نزاعات محتملة».

وفي إطار تعزيز التنسيق السياسي، بحث رئيس «المجلس الرئاسي»، محمد المنفي، مع النائب الثاني لرئيس «المجلس الأعلى للدولة»، موسى فرج، سبل «تعزيز التشاور بين المؤسستين لدعم مسار العملية السياسية، وتهيئة المناخ الملائم لتحقيق توافق وطني شامل، مؤكدين على أهمية توحيد الجهود الوطنية والحفاظ على الاستقرار، وترسيخ دعائم الدولة».

وتزامنت هذه التطورات، مع استهداف مسلحين مجهولين مقر «الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد» في منطقة جنزور غرب طرابلس، الأحد، بقذائف «آر بي جي»، ورصدت وسائل إعلام محلية آثار القصف، دون صدور تفاصيل رسمية حول الأضرار أو الملابسات، ما يعكس استمرار المخاطر الأمنية في العاصمة، رغم جهود تأمين العملية الانتخابية.


مجابهة «تهديدات غير نمطية» ضمن مناورة بحرية مصرية - فرنسية

جانب من التدريب البحري المصري - الفرنسي «كليوباترا 2025» (المتحدث العسكري المصري)
جانب من التدريب البحري المصري - الفرنسي «كليوباترا 2025» (المتحدث العسكري المصري)
TT

مجابهة «تهديدات غير نمطية» ضمن مناورة بحرية مصرية - فرنسية

جانب من التدريب البحري المصري - الفرنسي «كليوباترا 2025» (المتحدث العسكري المصري)
جانب من التدريب البحري المصري - الفرنسي «كليوباترا 2025» (المتحدث العسكري المصري)

مجابهة «تهديدات غير نمطية» كان ضمن التدريب البحري «كليوباترا 2025» الذي يستمر لعدة أيام بالمياه الإقليمية الفرنسية، بمشاركة وحدات من القوات البحرية المصرية والفرنسية. وقال المتحدث العسكري المصري، الأحد، إن «التدريب يأتي في إطار دعم العلاقات المتميزة وتعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة لكل من مصر وفرنسا».

وبحسب المتحدث العسكري المصري، يشهد التدريب «كليوباترا 2025» عديداً من المحاضرات النظرية والعملية لتوحيد مفاهيم العمل المشترك، كذلك «التخطيط لإدارة أعمال بحرية مشتركة والتدريب على مجابهة التهديدات البحرية غير النمطية، بما يسهم في صقل المهارات وتبادل الخبرات بين القوات المشاركة بالتدريب». وأكد أن «(كليوباترا 2025) في إطار خطة التدريبات المشتركة للقوات المسلحة مع نظائرها من الدول الشقيقة والصديقة لدعم وتعزيز علاقات التعاون في مختلف المجالات العسكرية».

والعام الماضي نفذت القوات البحرية المصرية والفرنسية المناورة البحرية «كليوباترا 2024» بنطاق الأسطول الشمالي بالبحر المتوسط. وتضمنت المناورة حينها «تفتيش السفن غير المنصاعة، وإجراءات الدفاع الجوي ضد الأهداف المعادية، والتدريب على الإمداد والتزود بالوقود في البحر، فضلاً عن تنفيذ رماية مدفعية سطحي بالذخيرة الحية لصد وتدمير الأهداف المعادية، بالإضافة إلى تنفيذ تشكيلات إبحار مختلفة أظهرت مدى التجانس بين الوحدات المشاركة في المناورة».

«كليوباترا 2025» يسهم في تبادل الخبرات بين القوات المشاركة بالتدريب (المتحدث العسكري المصري)

ونهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، اختتمت فعاليات التدريب «ميدوزا 14» الذي جرى بنطاق مسرح عمليات البحر المتوسط وقاعدة محمد نجيب العسكرية في مصر، بمشاركة عناصر من القوات البحرية والجوية والقوات الخاصة السعودية والمصرية والفرنسية واليونانية والقبرصية.

وشملت المرحلة الرئيسية من التدريب حينها «تنفيذ حق الزيارة والتفتيش على سفينة مشتبه بها، وأعمال البحث والإنقاذ، والقيام بأعمال الدفاع ضد التهديدات السطحية من خلال تنفيذ رماية مدفعية سطحي بالأعيرة المختلفة، بالإضافة إلى تنفيذ عملية الهجوم على شاطئ معادٍ من خلال عناصر القوات الخاصة بواسطة الإبرار البحري والإسقاط المظلي، وتنفيذ قذف جوي ضد الأهداف المخططة على الساحل بواسطة الطائرات متعددة المهام»، وفق المتحدث العسكري المصري، الشهر الماضي.

تدريب «كليوباترا 2025» يأتي في إطار تعزيز التعاون بين مصر وفرنسا (المتحدث العسكري المصري)

وفي أغسطس (آب) 2024 أقيمت فعاليات التدريب الجوي المصري - الفرنسي المشترك «آمون 24» في عدد من القواعد الجوية بمصر. وشملت المرحلة الأولى للتدريب حينها «تنفيذ مجموعة من المحاضرات النظرية والعملية لتوحيد المفاهيم القتالية لكلا الجانبين، فضلاً عن التدريب على أعمال التخطيط وإدارة أعمال قتال جوية مشتركة لتبادل الخبرات وتطوير المهارات للقوات المشاركة».


«الدعم السريع» تنفي مسؤوليتها عن الهجوم على مقر الأمم المتحدة

من عملية نقل الجنود القتلى إلى أبيي (متداولة)
من عملية نقل الجنود القتلى إلى أبيي (متداولة)
TT

«الدعم السريع» تنفي مسؤوليتها عن الهجوم على مقر الأمم المتحدة

من عملية نقل الجنود القتلى إلى أبيي (متداولة)
من عملية نقل الجنود القتلى إلى أبيي (متداولة)

نفّذت فرق من الأمم المتحدة بالتنسيق مع الحكومة السودانية الأحد، عمليات إجلاء لقتلى وجرحى قوات حفظ السلام (يونيسفا) من مدينة كادوقلي إلى منطقة «أبيي» المتنازَع عليها بين السودان وجنوب السودان.

وقُتل 6 جنود وأصيب 7 آخرون جميعهم من القوات البنغلاديشية التابعة للبعثة، في غارة بطائرة مسّيرة شنتها «قوات الدعم السريع» السبت على مقر الأمم المتحدة في كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان.

وتفيد أنباء متواترة، بأن بعثة «يونيسفا» تدرس إخلاء جميع القوات والعاملين من كادوقلي، بسبب تصاعد القصف المدفعي والجوي المتبادل بين الجيش السوداني و«الدعم السريع»، التي هددت في وقت سابق، باجتياح المدينة.

جنود بعثة «يونيسفا» ينقلون جثمان أحد الجنود القتلى (فيسبوك)

ونشرت وسائل إعلام موالية للجيش، مقاطع فيديو لمروحيات حربية تابعة للأمم المتحدة، نقلت ضحايا قوات البعثة من القتلى والجرحى إلى منطقة «أبيي».

واتهم «مجلس السيادة» السوداني، «الدعم السريع» بقصف مقر الأمم المتحدة. وقال، في بيان، إن الهجوم على المقر الأممي «خرق جسيم وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني».

بدوره، أدان رئيس الوزراء كامل إدريس، بأشد العبارات، هجوم «الدعم السريع» على مقر البعثة الأممية في كادوقلي، واعتبر ذلك، «خرقاً جسيماً للحماية المقررة للمنشآت الأممية، وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني»، بحسب «وكالة الأنباء السودانية».

من جانبها، نفت «قوات الدعم السريع» مسؤوليتها عن الهجوم، وقالت: «إنها تدحض ادعاءات ومزاعم الجيش السوداني بشأن وقوع هجوم جوي استهدف مقر الأمم المتحدة في كادوقلي، وما صاحب ذلك من اتهامات باطلة لقواتنا بالوقوف خلفه عبر استخدام طائرة مسيرة».

وأضافت في بيان نشر على منصة «تلغرام»: «تنفي قواتنا نفياً قاطعاً هذه الأكاذيب، وتؤكد أن هذه الادعاءات تعكس محاولة يائسة وبائسة لتلفيق اتهامات واهية بحق قواتنا، في مسعى مكشوف الأهداف».

مروحية للأمم المتحدة نقلت جثامين الجنود القتلى إلى أبيي (متداولة)

وأدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بشدة ما وصفه بالهجمات المروعة التي شنتها طائرات من دون طيار على قاعدة الدعم اللوجيستي في كادوقلي، التي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من أفراد القوات البنغلاديشية في قوات حفظ السلام.

وقال إن الهجوم قد يرقى إلى «جريمة حرب» بموجب القانون الدولي، مشدداً على أهمية حماية أفراد الأمم المتحدة والمدنيين.

وفي سياق موازٍ، أفادت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط»، بأن «قوات الدعم السريع» قصفت بالمسّيرات عدة مواقع في كادوقلي، وأن إحدى القذائف استهدفت المنطقة المحيطة بالمستشفى العسكري التابع لقوات الجيش السوداني.

وقالت، إن المدينة تشهد منذ أيام موجات نزوح إلى المناطق الآمنة، من بينها البلدات والقرى في «جبال النوبة» والمناطق التي تسيطر عليها «الحركة الشعبية لتحرير السودان»، بقيادة عبد العزيز آدم الحلو.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)

ومنذ أشهر، تفرض «الدعم السريع» وحليفتها «الحركة الشعبية»، حصاراً محكماً على مدينة كادوقلي، وتمنع دخول المساعدات الإنسانية، وتشن هجمات متكررة بالمدفعية والطائرات المسّيرة.

وتأسست بعثة حفظ السلام (يونيسفا) بقرار من مجلس الأمن الدولي في يونيو (حزيران) 2011، وتتكون من قوات من مختلف الجنسيات لحماية المدنيين في منطقة «أبيي».