لأول مرة في الجزائر: سجن 3 مترشحين سابقين للرئاسة بتهم فساد مالي

من بينهم وزير في عهد الرئيس الراحل بوتفيلقة

الوزير السابق بلقاسم ساحلي وسيدة الأعمال سعيدة نغزة (حملة المرشحين سابقاً)
الوزير السابق بلقاسم ساحلي وسيدة الأعمال سعيدة نغزة (حملة المرشحين سابقاً)
TT

لأول مرة في الجزائر: سجن 3 مترشحين سابقين للرئاسة بتهم فساد مالي

الوزير السابق بلقاسم ساحلي وسيدة الأعمال سعيدة نغزة (حملة المرشحين سابقاً)
الوزير السابق بلقاسم ساحلي وسيدة الأعمال سعيدة نغزة (حملة المرشحين سابقاً)

لا تزال تداعيات انتخابات الرئاسة الجزائرية، التي جرت في 7 سبتمبر (أيلول) 2024، تلقي بظلالها على الوضع العام في البلاد، بسبب ما شابها من شبهات فساد مالي، تمثلت أساساً في الملاحقة القضائية لثلاثة مترشحين بتهمة «دفع رشى لشراء توقيعات التزكية» المطلوبة ضمن ملفات الترشح.

وأصدرت الغرفة الجزائية بمجلس قضاء الجزائر العاصمة (محكمة الاستئناف)، الأربعاء، أحكاماً بالسجن لمدة أربع سنوات نافذة، وغرامة مالية قدرها 7 آلاف دولار، بحق ثلاثة مترشحين للانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي.

ويتعلق الأمر بكل من: سعيدة نغزة، سيدة الأعمال المعروفة؛ وبلقاسم ساحلي، رئيس حزب «التحالف الوطني الجمهوري» ووزير سابق، والناشط السياسي عبد الحكيم حمادي، مدير مختبر للمنتجات البيطرية. وأمر القاضي بإيداعهم السجن مباشرةً بعد النطق بالأحكام، علماً بأنه بإمكانهم إيداع طعن بالنقض في الحكم.

وشوهدت سعيدة نغزة وهي تنهار داخل قاعة المحاكمات، إثر سماعها الحكم وقرار القاضي اقتيادها إلى السجن، حسب محامين وصحافيين كانوا في المحكمة.

كانت النيابة قد التمست في نهاية المحاكمة حبسهم 10 سنوات مع التنفيذ، وهذا بعد أقل من شهرين من صدور حكم ابتدائي بنفس العقوبة ضدهم.

الناشط السياسي عبد الحكيم حمادي (متداولة)

وشملت الالتماسات أيضاً 77 متهماً، ليصل العدد الإجمالي للمتابعين من قبل النيابة إلى 80 شخصاً، من بينهم اثنان من أبناء نغزة، وأعضاء في «منظمة أرباب العمل» التي تترأسها، بالإضافة إلى منتخبين في مجالس بلدية وولائية، وأشخاص عاديين وجهت إليهم تهمة «تلقي أموال مقابل منح التوقيع لمترشح».

وتضمنت لائحة الاتهام بالتحديد: «منح مزية غير مستحقة، وتقديم هبات نقدية أو وعود بها بغرض التأثير على إرادة الناخبين، وسوء استغلال الوظيفة، وتلقي رشى مالية أو وعود انتخابية، والنصب».

وبحسب الإعلام الحكومي: «تعكس هذه المحاكمة التزام السلطة القضائية بمكافحة الممارسات غير القانونية التي تمس بنزاهة الاستحقاقات الانتخابية في الجزائر».

وقد رفضت المحكمة الدستورية ترشيح نغزة وساحلي وحمادي للمنصب الأعلى في الدولة، قبل أقل من شهرين من موعد الاقتراع الرئاسي، بسبب «عدم استيفاء ملفات الترشيح الشروط اللازمة».

سعيدة نغزة لحظة إعلان ترشحها لانتخابات الرئاسة الجزائرية (من حسابها بالإعلام الاجتماعي)

وبعد إعلان نتائج الانتخابات بفوز الرئيس عبد المجيد تبون، انطلقت التحقيقات بشأن حملة جمع التوقيعات الخاصة بالمترشحين الثلاثة، وذلك استناداً إلى تقارير أولية أعدتها «السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات».

ورغم الإدانة الأولى، بقي الثلاثة طلقاء، لأن قوانين البلاد تسمح للشخص المتابع بجنحة بإيداع استئناف وطعن بالنقض في الأحكام وهو في حالة إفراج مؤقت، عكس المتابع بتهمة جنائية الذي يتم إيداعه السجن فور صدور الحكم، ومن داخل السجن يمكنه اتباع إجراءات الاعتراض عليه.

وفي أغسطس (آب) 2024، أعلنت النيابة أن «أكثر من 50 منتخباً اعترفوا بتلقي مبالغ مالية تراوحت بين 20 و30 ألف دينار (أي ما يعادل 130 إلى 180 دولاراً) لتزكية المرشحين للرئاسة»، مضيفة أن «عشرة وسطاء ممن جمعوا الأموال وسلموها للمنتخبين تم الاستماع إليهم أيضاً». وتم بعدها وضع المرشحين الثلاثة تحت الرقابة القضائية بتهمة «الفساد السياسي»، عشية الانتخابات الرئاسية.

مجلس قضاء الجزائر العاصمة (محكمة الاستئناف)

ويشترط قانون الانتخابات على المرشحين جمع ما لا يقل عن 600 توقيع من منتخبين محليين من 29 ولاية، أو 50 توقيعاً من الناخبين المسجلين، على أن تكون موزعة بواقع 1200 توقيع على الأقل في كل ولاية، علماً بأن إجمالي عدد الولايات 58.

ويوم صدور الحكم الابتدائي، في 26 مايو (أيار) 2025، نشر عمران عزوزة، أحد أبناء سعيدة نغزة، والمقيم خارج البلاد والصادر بحقه حكم بالسجن لثماني سنوات، منشوراً على «فيسبوك» يتضمن رد فعل شقيقه بشير، الموجود في الجزائر وصدر بحقه الحكم ذاته. وقال بشير، كما نقل شقيقه: «سيأتي يوم تنكشف فيه الحقيقة، وسيتحمل كل واحد وزر أفعاله».

وفيما لم يصدر ساحلي وحمادي أي موقف بعد حكم المحكمة الابتدائية، ظهرت نغزة (63 سنة) في فيديو نشرته على حسابها بـ«فيسبوك»، قالت فيه: «نحن أبرياء، لم نشتر أي صوت. الحكم القضائي أصاب الجميع بالذهول، لأن ملفنا القضائي فارغ، ولا يستند إلى أي تهمة حقيقية».

وأكدت أن جميع المتهمين الذين أدانتهم المحكمة «لم يذكر أي منهم خلال التحقيق أنه تلقى ولو فلساً واحداً مقابل منحي توقيعاتهم. لقد ساندوني وهم مظلومون، ولا يملكون حتى القدرة على دفع أتعاب المحامين للدفاع عن أنفسهم».

نجل سعيدة نغزة الذي أدانه القضاء غيابياً بالسجن (حسابه بالإعلام الاجتماعي)

وأشارت إلى أنها تطالب رئيس الجمهورية «بإبطال الأحكام الصادرة في حق من وقعوا لها، لكنها في الوقت نفسه تطلب الأمر نفسه لنفسها»، مضيفة: «أنا مستعدة لمواجهة مصيري، وأبنائي رجال، سيواجهون مصيرهم بشجاعة أيضاً».

ومن بين ما جاء في تصريحات نغزة إشارتها إلى أن مصالح الأمن الداخلي أبلغتها، حسب قولها، بأنها «جمعت العدد الكافي من التوقيعات الذي يخول لها الترشح للانتخابات الرئاسية». وأضافت: «أخبروني أنني حصلت على 921 توقيعاً من منتخبين، لكن رغم ذلك تم انتهاك حقوقي بإقصائي من الترشح، وقد فضلت الصمت من أجل بلدي». ولم تخفِ شعورها بالمرارة، مؤكدة أنها «تعرضت لظلم شديد». كما عبرت بنبرة واثقة عن أملها قائلة: «في الجزائر رجال سينقذوننا منهم»، من دون أن تحدد من تقصد بـ«هم».


مقالات ذات صلة

مقرر تركيا في البرلمان الأوروبي ينتقد وضع سيادة القانون وتطبيق الدستور

أوروبا مقرر البرلمان الأوروبي لشؤون تركيا ناتشو سانشيز آمور خلال مؤتمر صحافي في مقر بعثة الاتحاد الأوروبي بأنقرة 5 ديسمبر (من حسابه في «إكس»)

مقرر تركيا في البرلمان الأوروبي ينتقد وضع سيادة القانون وتطبيق الدستور

وصف مسؤول أوروبي وضع سيادة القانون في تركيا بـ«الكارثة»، منتقداً ما سمّاه «الازدواجية» في جميع مناحي الحياة السياسية والتطبيق الجزئي للدستور.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ رسم تخيلي لجلسة المحكمة (أ.ب)

أميركي متهم بوضع قنابل قرب مقار حزبية يَمثُل أمام المحكمة للمرة الأولى

مثُل أميركي للمرة الأولى أمام المحكمة بعد توقيفه بتهمة وضع قنابل بدائية الصنع قرب مقار للحزبين الديمقراطي والجمهوري في واشنطن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة لرحمن الله لاكانوال وهو مواطن أفغاني مشتبه به في إطلاق النار على اثنين من أفراد الحرس الوطني معروضة في مؤتمر صحافي مع مدير «مكتب التحقيقات الفيدرالي» كاش باتيل في العاصمة الأميركية واشنطن 27 نوفمبر 2025 (رويترز)

توجيه تهمة القتل للمشتبه بإطلاقه النار على فردين من الحرس الوطني الأميركي بواشنطن

وجَّه القضاء الأميركي، الثلاثاء، تهمة القتل وجرائم أخرى إلى المشتبه بإطلاقه النار على فردين من الحرس الوطني بوسط العاصمة الأميركية واشنطن، الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي حينها فيديريكا موغيريني خلال مؤتمر في مدينة مكسيكو بالمكسيك 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

توقيف مسؤولة سابقة للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي بشبهة الاحتيال المالي

أفاد مصدر مطّلع أنه تم توقيف المسؤولة السابقة للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، بشبهة الاحتيال المالي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
المشرق العربي رئيس مجلس القضاء العراقي فائق زيدان (موقع المجلس)

القضاء العراقي يرفض زج اسمه في مداولات تشكيل الحكومة

ظهرت تعليقات جديدة من مجلس القضاء العراقي، الجمعة، على مداولات القوى الشيعية لتشكيل الحكومة المقبلة، اعتبر فيها أن تجاوز الدستور «بات يهدد استقرار الدولة».

«الشرق الأوسط» (بغداد)

توجيه رئاسي بـ«عقوبات مشددة» للمتورطين في «الغش» بامتحانات «الثانوية المصرية»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه وزير التربية والتعليم في حضور رئيس الوزراء مصطفى مدبولي السبت (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه وزير التربية والتعليم في حضور رئيس الوزراء مصطفى مدبولي السبت (الرئاسة المصرية)
TT

توجيه رئاسي بـ«عقوبات مشددة» للمتورطين في «الغش» بامتحانات «الثانوية المصرية»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه وزير التربية والتعليم في حضور رئيس الوزراء مصطفى مدبولي السبت (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه وزير التربية والتعليم في حضور رئيس الوزراء مصطفى مدبولي السبت (الرئاسة المصرية)

وجَّه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بـ«تشديد العقوبات المُوقَّعة على مَن يثبت تورطهم في الغش بامتحانات الثانوية العامة»، في خطوة تستهدف ضمان تأمين منظومة الامتحانات مع استحداث نظام «البكالوريا» الذي يتم تطبيقه للمرة الأولى على المرحلة الثانوية هذا العام.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير محمد الشناوي، إن السيسي «شدَّد على ضرورة التعامل بحزم مع حالات الغش في (الثانوية)»، وذلك خلال اجتماع عقده، السبت، مع وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، محمد عبد اللطيف.

وتواجه وزارة التربية والتعليم المصرية انتقادات عدة؛ نتيجة استمرار وقائع «الغش» و«تسريب الامتحانات»، ولم تعلن الوزارة خلال امتحانات العام الماضي أعداد الطلاب الذين تمَّ ضبطهم بتهمة «الغش»، غير أنها أعلنت في امتحانات الثانوية العامة عام 2024 إحالة 425 طالباً إلى جهات التحقيق؛ بسبب مخالفة قانون أعمال الامتحانات، بعد أن تم عمل محاضر غش لهم خلال أدائهم الامتحانات.

وخلال السنوات الماضية تمكَّنت «جروبات للغش» عبر تطبيقات عدة، من بينها «تلغرام»، من نشر أوراق الامتحانات خلال خوضها أو قبلها، وتعلن «التربية والتعليم» إحالة عدد من الطلاب للتحقيق، في بيانات رسمية تصدرها عقب الانتهاء من كل امتحان.

وفرض قانون «مكافحة أعمال الإخلال بالامتحانات» عقوبات مغلظة على جرائم الغش أو الشروع فيه، وتصل العقوبة إلى «الحبس سنتين ولا تزيد على 7 سنوات، وبغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه (الدولار يساوي 47.50 جنيه تقريباً بالبنوك المصرية) ولا تزيد على 200 ألف جنيه على كل مَن طبع أو نشر أو أذاع أو روَّج، بأي وسيلة، أسئلة الامتحانات أو أجوبتها أو أي نظم تقييم في مراحل التعليم المختلفة المصرية والأجنبية بقصد الغش أو الإخلال بالنظام العام للامتحانات».

ويُعاقَب على الشروع في ارتكاب الغش بالحبس مدة لا تقل عن سنة، وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه ولا تزيد على 50 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، وهي عقوبات يتم تطبيقها على المشاركين في أعمال الامتحانات وليس الطلاب.

في حين يعاقب القانون الطالب الذي يرتكب غشاً أو شروعاً فيه بالحرمان من أداء الامتحان في الدور الذي يؤديه والدور الذي يليه من العام ذاته، ويعدّ راسباً في جميع المواد، وفي حالة الامتحانات الأجنبية يُحرَم الطالب من أداء امتحانات المواد اللازمة للمعادلة وفقاً للنظام المصري دورَين متتاليَين.

وزير التعليم المصري وسط الطلاب في جولة ميدانية داخل إحدى المدارس (وزارة التربية والتعليم)

عضو لجنة التعليم بمجلس النواب المصري (البرلمان)، جيهان البيومي، أكدت أن «تغليظ العقوبات على الطلاب والتأكد من تطبيق القانون يعدّ أمراً مهماً للحد من ظاهرة الغش في امتحانات الثانوية العامة، والمشكلة تبدو على نحو أكبر تجاه اللوائح التنفيذية لقوانين مكافحة الغش، التي يترتب عليها قصور في إحالة أي طالب تورط في الغش للتحقيقات وعمل محضر فوري له».

وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن التوجيهات الرئاسية تستهدف الحدَّ من السلوكيات السلبية داخل لجان الامتحانات، والتأكيد على ضرورة تفعيل العقوبات مع بدء تطبيق منظومة «البكالوريا» لأول مرة هذا العام.

وبدأت وزارة التربية والتعليم المصرية تطبيق منظومة «البكالوريا» بشكل اختياري على طلاب المرحلة الثانوية هذا العام، وهي نظام تعليمي يمتد لـ3 سنوات يركز على تنويع المسارات التعليمية والتقييم المستمر مع فرص امتحانية متعددة (بما فيها فرص تحسين المجموع).

واستعرض وزير التربية والتعليم خلال لقائه الرئيس السيسي، مزايا منظومة «البكالوريا» مشيراً إلى «أن هذا النظام ينهي امتحان الفرصة الواحدة في نظام الثانوية العامة»، موضحاً «ازدياد إقبال الطلبة على نظام (البكالوريا)، حيث تجاوزت نسبة الالتحاق به في العام الدراسي الحالي 90 في المائة من إجمالي عدد طلاب المرحلة الأولى من الثانوية».

ووجَّه السيسي بـ«فرض الانضباط وترسيخ القيم الأخلاقية والإيجابية داخل المنظومة التعليمية، وعدم التهاون في هذا الأمر، مع اتخاذ إجراءات محاسبة عاجلة وحاسمة تجاه أي تجاوز أو انفلات».

وأكد خبير التعليم والاستشاري في «استراتيجية التعليم والتحول الرقمي»، تامر عبد الحافظ، أن العقوبات التي تقرها وزارة التربية والتعليم بشأن «الغش» تكفي لضبط منظومة الامتحانات، وأن التركيز يمكن أن ينصب بشكل أكبر على إجراءات عقد الامتحانات وتدريب المراقبين والملاحظين على مواجهة أساليب الغش الحديثة، وتدشين حملات توعية وطنية لأولياء الأمور والطلاب بخطورة هذه الممارسات على المجتمع بوجه عام.

وأشار لـ«الشرق الأوسط» إلى وجود أنظمة إحصائية لمراجعة درجات الطلاب، والتيقن ما إذا كانت نتيجة لمحاولات غش أم بمجهودهم الفردي، يمكن أن تستفيد منها وزارة التربية والتعليم، وفي حال ثبوت «الغش» فإنه يمكن إلغاء الامتحان بوجه عام أو إلغاؤه في بعض اللجان ومعاقبة المتورطين في تلك المخالفات.

وفي كل عام تحدد وزارة التربية والتعليم المصرية قائمة من المحظورات خلال فترة أداء امتحانات الثانوية العامة، ومنها عدم اصطحاب أجهزة التابلت والهواتف المحمولة إلى لجان الامتحانات، وإن كانت مغلقة، وعدم ارتداء ساعات ذكية أو سماعات لاسلكية (بلوتوث).


ليبيا: عمليات إجلاء وتحذيرات رسمية للمواطنين من سيول محتملة

تصريف مياه الأمطار في العاصمة طرابلس (وكالة الأنباء الليبية)
تصريف مياه الأمطار في العاصمة طرابلس (وكالة الأنباء الليبية)
TT

ليبيا: عمليات إجلاء وتحذيرات رسمية للمواطنين من سيول محتملة

تصريف مياه الأمطار في العاصمة طرابلس (وكالة الأنباء الليبية)
تصريف مياه الأمطار في العاصمة طرابلس (وكالة الأنباء الليبية)

تشهد عدة مناطق في ليبيا أحوالاً جوية صعبة نتيجة الأمطار الغزيرة، في ظاهرة غير مسبوقة منذ سنوات، ضربت مدن الشرق والغرب، فيما أجلت الجهات العسكرية والأمنية والإغاثية عائلات متضررة، وسط دعوات رسمية للمواطنين بتوخي الحذر، والابتعاد عن مجاري السيول.

وأجلت الوحدة البحرية للضفادع البشرية، التابعة للقوات الخاصة بالجيش الوطني، مساء الجمعة، عائلات عالقة في بعض أحياء مدينة بنغازي التي غمرتها مياه الأمطار، بالإضافة إلى فرق مديرية أمن بنغازي وفرق الهلال الأحمر الليبي، التي أجلت أيضاً عدداً من العائلات من منازلها في منطقة الكيش القديم، بعد تسرب مياه الأمطار التي ارتفع منسوبها.

عناصر عسكرية مشاركة فى إجلاء العالقين بسبب أمطار بنغازي (إعلام محلي)

وقال المسئول بجهاز الإسعاف والطوارئ بالمنطقة الشرقية، أنور صالح، إن الجهات الأمنية والإغاثية نقلت الأسر المتضررة إلى أماكن أكثر أماناً، لافتاً إلى إجلاء 6 عائلات من منزل واحد نتيجة ارتفاع منسوب المياه. فيما أعلنت مديرية أمن بنغازي الكبرى إخراج عدد من العائلات من منازلهم إلى مواقع أكثر أماناً، تحسّباً لأي طارئ قد يُهدد سلامتهم، بالتنسيق مع الجهات المختصة وفرق الطوارئ.

وأظهرت مقاطع مصورة متداولة معاناة عدد من العائلات في المنطقة من دخول مياه الأمطار إلى منازلهم؛ حيث شهدت عدة شوارع بمدينة بنغازي ارتفاعاً ملحوظاً في منسوب مياه الأمطار جرّاء التقلبات الجوية. كما استجابت دوريات جهاز الحرس البلدي لبلاغات سكان حي الشعبية بمنطقة توكرة شرق المدينة.

وطبقاً لمسؤول الإعلام بجهاز الحرس البلدي، العقيد صلاح الساحلي، فقد باشرت دوريات الجهاز بالتعاون مع هيئة السلامة الوطنية وشركة المياه والصرف الصحي، التعامل مع مياه الأمطار التي غمرت بعض البيوت والشوارع بالمنطقة، مشيراً إلى إجراء عمليات الشفط للمياه لضمان وصول الخدمات، وتقديم الدعم للعائلات المتضررة.

غرق مناطق في بنغازي (وسائل إعلام محلية)

وبسبب غرق عدد من مناطق مدينة بنغازي، وإغلاق الطرق السريعة، بالإضافة إلى تضرّر مداخل عدد من المدارس وامتلائها بالمياه، بما يعوق دخول الطلبة، أعلنت وزارة التربية والتعليم بحكومة «الاستقرار» تعليق الدراسة، حفاظاً على سلامة الطلبة، وحرصاً على حمايتهم من أي مخاطر صحية أو بيئية.

بدورها، أعلنت وزارة الكهرباء بالحكومة، إعادة التيار الكهربائي إلى 3 مناطق في مدينة بنغازي، بعد انقطاع بسبب العواصف المطرية، التي تسببت في أضرار وأعطال واسعة في الشبكة.

وكررت وزارة الموارد المائية تحذيراتها لمستخدمي الطرق من المخاطر الناتجة عن الأمطار الغزيرة التي هطلت على عدد من المناطق، وما خلّفته من تجمعات كبيرة للمياه وسط الطرق وعلى أطرافها، ولا سيما في الطرق السريعة خارج المدن، وكذلك داخل مدينة بنغازي، مشيرة إلى أنها لاحظت أوضاعاً قد تُشكّل خطورة مباشرة على مستخدمي الطرق.

وطالبت المواطنين بتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر والالتزام بالتعليمات، والابتعاد عن مواقع تجمع المياه حفاظًا على سلامتهم. كما دعت الوزارة إلى تجنب الأودية وتقليل السرعة على الطرقات، مشيرة إلى أنه من المتوقع سقوط أمطار متوسطة إلى غزيرة على الساحل من سرت حتى مساعد، حتى يوم الثلاثاء المقبل.

وكانت الوزارة قد حذرت مستخدمي الطرق الممتدة من أجدابيا حتى المخيلي من التقلبات الجوية الشديدة التي قد تترافق مع هطول أمطار غزيرة، وجريان السيول، وانخفاض مستوى الرؤية. لكنها طمأنت المواطنين بأن السدود في المناطق التي تشهد تقلبات جوية آمنة تماماً، ولا تُشكل أي خطر، مؤكدة أن كميات المياه الواردة إليها من الأمطار تحت السيطرة.

ونقلت «وكالة الأنباء الليبية» عن مدير إدارة السدود أن الجريان المسجل في الوديان يقع على الطرق الرئيسية، ولا علاقة له بالسدود.

شفط مياه الأمطار في عدد من أحياء طرابلس (شركة المياه)

بدوره، أعلن «جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة»، التابع لحكومة «الاستقرار»، رفع درجة حالة الطوارئ القصوى في جميع الوحدات والأجهزة الأمنية والخدمية، مشيراً إلى تسيير الدوريات وتقديم المساندة والدعم اللوجيستي والتنسيقي لجميع الأجهزة الأمنية والخدمية لضمان حماية المواطنين، وتوفير كل ما يلزم خلال هذه الظروف.

كما رفعت الهيئة الليبية للإغاثة والمساعدات الإنسانية درجة الطوارئ إلى المستويات القصوى في كل فروعها بمختلف المدن، وأكدت أن فرقها الميدانية وفرق الاستجابة السريعة باشرت تنفيذ خطط الطوارئ المعتمدة للتعامل مع أي أضرار محتملة، مع رفع الجاهزية لتقديم الدعم والإغاثة للأسر المتضررة، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.

ودعت الهيئة المواطنين إلى توخي الحيطة، ومتابعة تعليمات السلامة الصادرة عن الجهات المختصة، مؤكدة استمرارها في متابعة الأوضاع أولاً بأول حتى انتهاء الظروف الجوية الحالية

في المقابل، أصدرت وزارة الموارد المائية بحكومة «الوحدة المؤقتة»، تحذيراً مماثلاً من تقلبات جوية تشهدها البلاد، استناداً إلى توقعات المركز الوطني للأرصاد الجوية. وأوضحت الوزارة أن التوقعات تُشير إلى أجواء باردة على مختلف مناطق البلاد، مع استمرار فرصة هطول أمطار من حين لآخر على مناطق الشمال الغربي، ما قد يؤدي إلى تجمع المياه في الأماكن المنخفضة.

ودعت المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر والابتعاد عن مجاري الأودية، والمناطق المعرضة لتجمع المياه، واتباع الإرشادات الصادرة عن الجهات المختصة.

وبدأت فرق الشركة العامة للمياه والصرف الصحي إزالة مياه الأمطار المتراكمة في عدد من المناطق بالعاصمة طرابلس، لتحسين الظروف البيئية، والتخفيف من الأضرار الناتجة عن الأمطار الغزيرة.

وأوضحت الشركة أن قسم خدماتها في غرب طرابلس تعامل مع تجمعات المياه في عدة مناطق، بما في ذلك تشغيل مضخة ثابتة لنزح المياه المتراكمة في منطقة السراج، بهدف تسهيل حركة المركبات، وفتح المسارات أمام حركة المرور.

وأظهرت لقطات مصوّرة لوسائل إعلام محلية محاولات قوة العمليات المشتركة إنقاذ الأسر العالقة في سياراتها جرّاء الأمطار الغزيرة، التي أغرقت شوارع مدينة مصراتة بغرب البلاد.


الأمم المتحدة: نقدم مساعدات للفارين من الفاشر بالسودان رغم التحديات

سيدة سودانية أصيبت في معارك الفاشر بالسودان تجلس في خيمتها مخيم طويلة (أ.ب)
سيدة سودانية أصيبت في معارك الفاشر بالسودان تجلس في خيمتها مخيم طويلة (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة: نقدم مساعدات للفارين من الفاشر بالسودان رغم التحديات

سيدة سودانية أصيبت في معارك الفاشر بالسودان تجلس في خيمتها مخيم طويلة (أ.ب)
سيدة سودانية أصيبت في معارك الفاشر بالسودان تجلس في خيمتها مخيم طويلة (أ.ب)

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، السبت، إنه يقدم مساعدات للفارين من العنف في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور في السودان «رغم التحديات الهائلة».

ودعا المكتب الأممي، عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى توفير إمكانية الوصول الآمن والمستدام لتقديم المساعدات الإنسانية في شتى أنحاء السودان من دون عوائق.

وتسيطر «قوات الدعم السريع» الآن على إقليم دارفور بالكامل في غرب السودان، بعدما أعلنت سيطرتها على مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور عقب حصارها مدة 18 شهراً، بينما يسيطر الجيش على النصف الشرقي من البلاد.