السينما الآيرلندية وكبير مخرجيها في ضيافة مهرجان عمّان السينمائي الدولي

جيم شيريدان التقى الجمهور وتحدّثَ عن طفولته وانعكاسها على أفلامه

المخرج الآيرلندي جيم شيريدان مكرّماً من مهرجان عمّان السينمائي بحضور رئيسته الأميرة ريم علي (إدارة المهرجان)
المخرج الآيرلندي جيم شيريدان مكرّماً من مهرجان عمّان السينمائي بحضور رئيسته الأميرة ريم علي (إدارة المهرجان)
TT

السينما الآيرلندية وكبير مخرجيها في ضيافة مهرجان عمّان السينمائي الدولي

المخرج الآيرلندي جيم شيريدان مكرّماً من مهرجان عمّان السينمائي بحضور رئيسته الأميرة ريم علي (إدارة المهرجان)
المخرج الآيرلندي جيم شيريدان مكرّماً من مهرجان عمّان السينمائي بحضور رئيسته الأميرة ريم علي (إدارة المهرجان)

لا تفتح السينما باباً على الحلم فحسب، بل هي في حدّ ذاتها نافذةٌ على البعيد، على الآخَر الذي نظنّه غريباً، ليتّضح بعد أن نشاهد حكاياته أنه يشبهنا، وإن اختلفت الأماكن واللغات. تدخل هذه القناعة في صلب فعاليات مهرجان عمّان السينمائي الدولي، والذي يخصص مساحةً للأفلام غير العربية. أما جديد هذه السنة، فاختيار آيرلندا كبلد ضيف الشرف في الدورة السادسة من المهرجان.

هذه المبادرة هي باكورة تقليدٍ سيصبح سنوياً، وفق ما تؤكّد مديرة البرمجة في المهرجان المخرجة الفلسطينية عريب زعيتر في حديث مع «الشرق الأوسط». على أن يستضيف الحدث السينمائي الأردني في كلٍّ من دوراته المقبلة إحدى الدول كضيفة شرف، ويعرض أفلامها التي شكّلت علامة فارقة في عالم الفن السابع.

آيرلندا والعرب... تاريخٌ متشابه

لم يقع الاختيار على آيرلندا عبثاً، فإضافةً إلى ثراء تجربته السينمائية، يتلاقى البلد مع المشرق العربي في معاناتهما الإنسانية التي تسببت بها صراعات الإخوة وحروب الآخرين، فانبثق عنها فنٌّ يُحاكي الإنسانية. توضح زعيتر أن «ثمة قواسم مشتركة بين ماضي آيرلندا وحاضرنا، فهم واجهوا قمع الإنسان كما يحصل في منطقتنا، وبيننا تاريخ من الاستعمار المشترك». من هنا، تتلاقى التجربتان السينمائيتان الآيرلندية والعربية في طريقة معالجتهما المواضيع الإنسانية، خصوصاً تلك المعنيّة بقضايا الهوية والذاكرة.

يتيح المهرجان أمام ضيوفه وجمهوره العربي والمحلّي أن يقترب أكثر من السينما الآيرلندية، وذلك من خلال عرض 5 من أبرز أفلامها. في طليعتها، «My Left Foot» (قدَمي اليسرى)، و«In the Name of the Father» (باسم الأب) للمخرج الآيرلندي العالمي جيم شيريدان الذي يحلّ ضيف شرفٍ على المهرجان. ودائماً في إطار الإضاءة على السينما الآيرلندية، تُعرَض أفلام «مايكل كولينز» لنيل جوردن، و«الريح التي تهزّ الشعير» لكين لوتش، و«جنّيات إنيشيرين» لمارتن ماكدونا.

أفلام شيريدان ضمن مجموعة الأفلام الآيرلندية التي يستضيفها المهرجان (موقع المهرجان)

تقول زعيتر، التي أشرفت على انتقاء الأفلام، إن الخيار وقع على تلك الأعمال تحديداً لما «تصوّر من ظلمٍ يعكس واقعنا في هذه المنطقة. هي قصص منبثقة من واقع المجتمع القاسي، لكنها تحمل في الوقت ذاته اللمسة الإنسانية في وجه شراسة الواقع والسياسة». تشدّد زعيتر على أن «هذه المبادرة ثقافية قبل كل شيء، فالسينما فن يخاطب جميع الحواس، والهدف أن يلتقط المتلقّي العربي الإشارات ويكمل دوره مستلهماً من تجربة الآيرلنديين للوصول إلى مكان أفضل».

شيريدان يدير الممثّلين بالحبّ

بخبرته السينمائية الممتدة لأكثر من 36 عاماً والتي أثمرت أفلاماً دخلت التاريخ وترشحت إلى الأوسكار، حطّ المخرج الآيرلندي جيم شيريدان رحاله في عمّان. عبّر عن سروره بتنشّق الهواء العربي، هو المتزوّج من سيدة مغربية والراغب في تقريب ابنته من ثقافة المشرق.

شيريدان مع زوجته المغربية وابنتهما على هامش اللقاء (إدارة المهرجان)

حمل شيريدان إلى اللقاء الذي جمعه بجمهور المهرجان، موروثاته العائلية والثقافية والقوميّة. بعفويةٍ كبيرة وبصَدرٍ رحب، باح المخرج المخضرم بتفاصيل عن طفولته وعلاقته بأبوَيه وكيف انعكست على أعماله السينمائية. في الحوار الذي أداره المخرج المصري يسري نصر الله، ضمن قسم «الأول والأحدث» في المهرجان، استشهد شيريدان بكثيرٍ من الشعر وبمخزونه المسرحيّ. فهو لم يدخل عالم السينما سوى في سن الأربعين، بعد أن بدأ مسيرته مخرجاً على الخشبة.

على إيقاع مقتطفات من أبرز أفلامه، سار اللقاء الذي عُقد في «الهيئة الملكية الأردنية للأفلام». يلتقط الحضور أنفاسهم لذاك المشهد المستعاد من فيلم «My Left Foot» عام 1989، ممسكاً بالطبشورة بين أصابع قدمه اليسرى، وهي العضو الوحيد غير المعطّل في جسده، يكتب البطل «كريستي براون» أرضاً كلمة «أمّي».

المخرج المصري يسري نصر الله محاوراً شيريدان (إدارة المهرجان)

«لعبت والدتي دوراً كبيراً في حياتي ومسيرتي»، يخبر شيريدان. لطالما شعر بالذنب تجاهها، هي التي ماتت والدتها في اللحظة التي أنجبتها: «ورثت شعورها بالذنب تجاه أمها منذ كنت في أحشائها، شعرت بذُعرها، وكان لا بدّ من أن أكرّمها وجدّتي من خلال أفلامي».

أطلعَ شيريدان الجمهور كذلك على الأثر الذي تركته وفاة شقيقه فرانكي المبكرة على عمله، وتحديداً على «My Left Foot». أما علاقته المعقّدة مع والده «المتسلّط» فتجلّت كذلك من خلال أعماله السينمائية، لا سيما عبر «In the Name of the Father».

لا غرابة إذن في أن تكون أفلام شيريدان بلغت ذاك المستوى المتقدّم من الإنسانية والحساسية، نظراً لما لديه من مخزونٍ نفسيّ وعاطفي ضاربٍ في الموروث العائلي وتاريخ بلده. واللافت في المخرج المشرف على ثمانينه، أنه لا يخجل من البُعد العاطفي الذي يُثري به أفلامه. حتى إدارة الممثلين بالنسبة إليه هي عملية نابعة من الحب. «لا تحتاج إلا إلى الحب لإدارة الممثلين. التقنيات شيء والحب شيء آخر». يوضح شيريدان: «إما أن يكون المخرج طاغية وإما أن يكون محباً، لا حل وسطاً، وأنا من الفئة الثانية».

جانب من الحضور المشارك في اللقاء مع شيريدان (إدارة المهرجان)

مهرجان عمّان... نافذة على العالم

لا تُختصَر إطلالة مهرجان عمّان السينمائي على العالم باستضافة شيريدان وبالأفلام الآتية من آيرلندا. فقد استحدث المهرجان جائزة خاصة بالأفلام غير العربية، بعد أن كانت تلك الفئة خارج المنافسة خلال الدورات السابقة.

يخبر الناقد السينمائي اللبناني ومسؤول برمجة الأفلام غير العربية في المهرجان، شفيق طبارة، «الشرق الأوسط» أنّ «دخول الأفلام الأجنبية إطار المنافسة في مهرجان عربي كمهرجان عمّان أمر مهم جداً، لأن الجمهور العربي بحاجة إلى الاطلاع على الأفلام التي لا تُعرض عادةً في صالاته». تكمن الأهمية كذلك في تقريب المشاهدين العرب من قصص وقضايا قد تتلاقى ومشاغلَهم وحكاياتهم. يعلّق طبارة: «الانفتاح على ثقافة الآخر من الرسائل الأساسية للمهرجان».

استحدث المهرجان في دورته هذه جائزة للأفلام غير العربية (موقع المهرجان)

أما في عمليه اختياره الأفلام، فقد أخذ في الاعتبار جهوزية الجمهور المتلقّي: «هي أفلام من المفترض أن تُخرجهم من منطقة الأمان من دون أن تتسبب لهم بالنفور».

تتنافس في المهرجان 7 أفلام روائية طويلة من حول العالم، هي: «Armand» من النرويج، و«Happyend» من اليابان، و«Dog on Trial» من سويسرا، و«Aisha’s Story» من كندا، و«All We Imagine as Light» من الهند، و«Familiar Touch» من الولايات المتحدة الأميركية، و«Tales from the Magic Garden» وهو إنتاج تشيكي - فرنسي مشترك.


مقالات ذات صلة

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

يوميات الشرق النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

أصدر النجم ليوناردو دي كابريو تحذيراً للممثلين الشباب، موضحاً سبب رفضه عروضاً ضخمة في بداية مسيرته الفنية الحافلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق ‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

مثل عادة المهرجانات، اتّجهت الأنظار نحو السجادة الحمراء، فامتلأت «الريد كاربت» الواقعة في منطقة البلد التاريخية بطيف نادر من نجوم السينما العالمية...

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)

ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

كشفت شرطة نيوزيلندا، التي أمضت 6 أيام في مراقبة كل حركة أمعاء لرجل متهم بابتلاع قلادة مستوحاة من أحد أفلام جيمس بوند من متجر مجوهرات أنها استعادتها

«الشرق الأوسط» (ولينغتون)
يوميات الشرق جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتوسط أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام (إدارة المهرجان)

بشعار «في حب السينما»... انطلاق عالمي لمهرجان البحر الأحمر

تحت شعار «في حب السينما»، انطلقت فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة، وسط حضور كبير لنجوم وصنّاع السينما، يتقدمهم الأمير

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتوسط أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام (إدارة المهرجان) play-circle 01:19

بشعار «في حب السينما»... انطلاق عالمي لمهرجان البحر الأحمر

تحت شعار «في حب السينما»، انطلقت فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة.

إيمان الخطاف (جدة)

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
TT

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)

أصدر النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو تحذيراً للممثلين الشباب، موضحاً سبب رفضه عروضاً ضخمة في بداية مسيرته الفنية الحافلة.

وأكد دي كابريو، البالغ من العمر 51 عاماً، أن الإفراط في الظهور قد يضر بالممثل الطموح الذي يتطلع إلى النجاح في هوليوود، وفقاً لشبكة «فوكس نيوز».

وقال نجم فيلم «تايتانيك»: «أكثر ما يمكنني قوله هو إنه إذا كنت تحب هذه المهنة، إذا كنت تحب التمثيل، فعليك أن تدرك أنها أشبه بماراثون، وليست سباقاً قصيراً».

وأضاف: «هذا لا يعني أن هذه كلها خيارات مصيرية. لا تجرّبوا شيئاً تجارياً. لا تفعلوا هذا مبكراً جداً.. يتعلق الأمر بفكرة النظر إلى مسيرتكم المهنية بعد 20، 30، 40، 50 عاماً من الآن، ووضع هذه العناصر معاً لضمان استمراريتها».

وتابع: «ربما يكون الإفراط في التعرض مضراً... أعتقد، إن لم يكن هناك أي شيء، أنني كنتُ أملك حدساً مبكراً بشأن الإفراط في التعرض. صحيحٌ أن ذلك كان زمناً مختلفاً. كان زمناً شاهدتُ فيه ممثلين اختفوا عن الأنظار، ولم نكن نعرف الكثير عنهم. أما الآن، فقد اختلف الأمر كثيراً مع وسائل التواصل الاجتماعي. لكنني لم أتمكن من معرفة الكثير عنهم إلا ما رأيته على الشاشة».

أشار دي كابريو إلى أن الزمن تغير بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، لكن مشاهدة ممثلين آخرين يبنون ببطء أعمالاً قوية أثّرت على قراراته المهنية.

وشرح: «رأيتهم يبنون أعمالاً رائعة مع مرور الوقت. لم أُغمر بفيضٍ هائل من أفلامهم في عام أو عامين. هذا لا يعني أنه لا يجب عليك قبول العمل عندما يُعرض عليك، ولكن الفكرة هي توزيعه، أو ربما مجرد اختيار الأفلام التي تضم شخصيات ثانوية رائعة ومثيرة للاهتمام وتترك بصمتك في هذا المجال».

اشتهر دي كابريو برفضه دوراً في فيلم «هوكس بوكس»، وهو أعلى أجر كان سيحصل عليه آنذاك. وبدلاً من ذلك، قبل دور «ما الذي يزعج جيلبرت جريب»، الذي نال عنه أول ترشيح لجائزة الأوسكار. وصرح الممثل أن نقطة التحول في مسيرته كانت فيلم «تايتانيك»، الذي مكّنه من اختيار أفلامه بنفسه.

وأوضح: «كنت محظوظاً جداً في البداية. وكما ذكرتُ مع فيلم (تايتانيك)، كانت تلك نقطة التحول الحقيقية، عندما أتيحت لي فرصة اختيار أفلامي بنفسي. ولكن حتى ذلك الحين، كنتُ أشارك في العديد من الأفلام المستقلة. كنتُ أختار الشخصية التي أجدها الأكثر إثارة للاهتمام، والتي أستمتع بها».


«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
TT

«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

في لحظة يصعب نسيانها، ظهر النجم الأميركي فين ديزل، وهو يدفع الأسطورة البريطانية مايكل كين على كرسيه المتحرّك فوق خشبة مسرح حفل افتتاح مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، مساء الخميس، في مشهد بدا كأنه يُلخّص روح دورة خامسة تجمع بين شغف السينما وامتنانها لرموزها، وبين حضور دولي يُرسّخ جدة منصةً تلتقي فيها قصص نجوم «هوليوود» و«بوليوود» والعالم العربي.

وقف ديزل على المسرح لتقديم الجائزة التكريمية، قائلاً: «هذه الليلة مميّزة بالنسبة إليّ، لأنني أقدّم جائزة لشخص تعرفونه جميعاً بأنه من أفضل الممثلين الذين عاشوا على الإطلاق... مايكل كين يملك من الكاريزما ما يفوق ما لدى معظم نجوم هوليوود». أمّا كين، الذي بلغ التسعين من عمره، فصعد إلى المسرح بدعم 3 من أحفاده، وقال مازحاً: «أتيتُ لأتسلم جائزة، ولا يفاجئني ذلك... فقد فزت بأوسكارين».

مايكل كين متأثّراً خلال كلمته على المسرح (إدارة المهرجان)

كان ذلك المشهد الشرارة التي أعطت مساء الافتتاح طابعاً مختلفاً؛ إذ لم تكن الدورة الخامسة مجرّد احتفاء بفنّ السينما، وإنما إعلان عن نقلة نوعية في موقع السعودية داخل الخريطة العالمية، حيث تتقاطع الأضواء مع الطموح السينمائي، ويتحوَّل الافتتاح من استقطاب للنجوم وعروض الأفلام، إلى قراءة لصناعة تتشكَّل أمام العالم.

وانضم إلى مايكل كين في قائمة النجوم المكرّمين لهذا العام: سيغورني ويفر، وجولييت بينوش، ورشيد بوشارب، وستانلي تونغ، فيما استمرَّت أسماء عالمية في التوافد إلى جدة في اليومين الماضيين، من بينهم جيسيكا ألبا، وأدريان برودي، والمخرجة كوثر بن هنية.

وينسجم ذلك مع كلمة وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، خلال الحفل، بأنّ المهرجان أصبح منصةً تعكس التحوّل الكبير الذي يشهده القطاع الثقافي في المملكة، ويُظهر دور الشباب في تشكيل مشهد سينمائي ينسجم مع طموحات «رؤية 2030»، مشيراً إلى أنّ الثقافة تُعد إحدى أقوى أدوات التأثير عالمياً.

حشد سينمائي عالمي كبير في الحفل (إدارة المهرجان)

السعودية... بدايات هوليوود

ومثل عادة المهرجانات، اتّجهت الأنظار نحو السجادة الحمراء، فامتلأت «الريد كاربت» الواقعة في منطقة البلد التاريخية بطيف نادر من نجوم السينما العالمية؛ من داكوتا جونسون، وآنا دي أرماس، ورئيس لجنة التحكيم شون بيكر وأعضاء اللجنة رض أحمد، وناعومي هاريس، ونادين لبكي، وأولغا كوريلنكو، إضافة إلى كوين لطيفة، ونينا دوبريف؛ اللتين شاركتا في جلسات حوارية مُعمَّقة قبل الافتتاح.

وخلال الحفل، أكد رئيس لجنة التحكيم شون بيكر، أنه متحمّس جداً للحضور في السعودية، التي شبَّهها بـ«هوليوود في أيامها الأولى»، مضيفاً: «بينما نُقاتل للحفاظ على دور العرض في الولايات المتحدة، افتُتِحت هنا مئات الصالات خلال 5 سنوات، لتصبح السعودية أسرع أسواق شباك التذاكر نمواً في العالم. ما يحدث هنا مُلهم ودافئ للقلب».

رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد (إدارة المهرجان)

من جهتها، تحدَّثت رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي»، جمانا الراشد، عن أثر المؤسّسة خلال السنوات الخمس الماضية، قائلة: «لقد بنينا بهدوء ما كان كثيرون يرونه مستحيلاً: منظومة تمنح صنّاع الأفلام من آسيا وأفريقيا والعالم العربي القدرة على القيادة». وأشارت إلى أنّ 7 أفلام دعمها «صندوق البحر الأحمر» اختارتها بلدانها لتمثيلها في «الأوسكار»، وهو دليل على أثر الصندوق الذي دعم أكثر من 130 مشروعاً خلال 5 سنوات فقط. وأوضحت أنّ الدورة الخامسة تضم هذا العام 111 فيلماً من أكثر من 70 دولة، وتسلّط الضوء على 38 مُخرجة، مؤكدة أنّ حضور المرأة في هذه الدورة يُسهم في إعادة تعريف حدود السرد السينمائي، ويشكّل جزءاً أساسياً من روح المهرجان.

 

«العملاق»... فيلم الافتتاح

وفي نهاية الحفل، بدأ عرض فيلم الافتتاح «العملاق» للمخرج البريطاني - الهندي روان أثالي، وهو عمل يستعيد سيرة الملاكم البريطاني - اليمني الأصل نسيم حمد «برنس ناز»، والفيلم من إنتاج سيلفستر ستالون، ويقدّم فيه الممثل المصري - البريطاني أمير المصري أهم أدواره حتى الآن، بينما يلعب بيرس بروسنان دور المدرّب الذي شكّل مسيرة ناز.

ورغم أنّ السِّير الرياضية مألوفة في السينما العالمية، فإنّ اختيار هذا الفيلم تحديداً يحمل دلالة ضمنية؛ فهو عن شاب صنع مساراً لم يكن موجوداً، وعَبَر حدود التصوّرات الطبقية والثقافية ليصنع له مكاناً يُشبهه. بما يُشبه إلى حد كبير قصة الصناعة السينمائية المحلّية التي تُحاول إعادة تعريف صورتها أمام العالم، وتبني حضورها من نقطة البدايات، بمزيج من الحلم والهوية والإصرار، لتصل اليوم إلى مرحلة النضج في دورة تحتفي بشعار «في حبّ السينما»، وتحمل معها 10 أيام من عروض وتجارب تُعيد إلى الفنّ السابع قدرته الأولى على الدهشة.


ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
TT

ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)

كشفت شرطة نيوزيلندا، التي أمضت 6 أيام في مراقبة كل حركة أمعاء لرجل متهم بابتلاع قلادة مستوحاة من أحد أفلام جيمس بوند من متجر مجوهرات، اليوم (الجمعة)، أنها استعادت القلادة المزعومة.

وقال متحدث باسم الشرطة إن القلادة البالغة قيمتها 33 ألف دولار نيوزيلندي ( 19 ألف دولار أميركي)، تم استردادها من الجهاز الهضمي للرجل مساء الخميس، بطرق طبيعية، ولم تكن هناك حاجة لتدخل طبي.

يشار إلى أن الرجل، البالغ من العمر 32 عاماً، والذي لم يكشف عن هويته، محتجز لدى الشرطة منذ أن زعم أنه ابتلع قلادة الأخطبوط المرصعة بالجواهر في متجر بارتريدج للمجوهرات بمدينة أوكلاند في 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، وتم القبض عليه داخل المتجر بعد دقائق من السرقة المزعومة.

وكانت المسروقات عبارة عن قلادة على شكل بيضة فابرجيه محدودة الإصدار ومستوحاة من فيلم جيمس بوند لعام 1983 «أوكتوبوسي». ويدور جزء أساسي من حبكة الفيلم حول عملية تهريب مجوهرات تتضمن بيضة فابرجيه مزيفة.

وأظهرت صورة أقل بريقاً قدمتها شرطة نيوزيلندا يوم الجمعة، يداً مرتدية قفازاً وهي تحمل القلادة المستعادة، التي كانت لا تزال متصلة بسلسلة ذهبية طويلة مع بطاقة سعر سليمة. وقال متحدث إن القلادة والرجل سيبقيان في حوزة الشرطة.

ومن المقرر أن يمثل الرجل أمام محكمة مقاطعة أوكلاند في 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وقد مثل أمام المحكمة لأول مرة في 29 نوفمبر.

ومنذ ذلك الحين، تمركز الضباط على مدار الساعة مع الرجل لانتظار ظهور الدليل.