صور «لمصارعة الديوك» في العاصمة الأفغانية تكشف عن ازدهار هواية دموية في الخفاء

تقام سراً... وتعود لقرون مضت وحظرتها «طالبان» عام 2021

باعة أفغان ينتظرون الزبائن مع ديوكهم التي تُباع للمصارعة غير القانونية بسوق الطيور في كابل بأفغانستان يوم الجمعة 13 يونيو 2025 (أ.ب)
باعة أفغان ينتظرون الزبائن مع ديوكهم التي تُباع للمصارعة غير القانونية بسوق الطيور في كابل بأفغانستان يوم الجمعة 13 يونيو 2025 (أ.ب)
TT

صور «لمصارعة الديوك» في العاصمة الأفغانية تكشف عن ازدهار هواية دموية في الخفاء

باعة أفغان ينتظرون الزبائن مع ديوكهم التي تُباع للمصارعة غير القانونية بسوق الطيور في كابل بأفغانستان يوم الجمعة 13 يونيو 2025 (أ.ب)
باعة أفغان ينتظرون الزبائن مع ديوكهم التي تُباع للمصارعة غير القانونية بسوق الطيور في كابل بأفغانستان يوم الجمعة 13 يونيو 2025 (أ.ب)

عندما تبدأ «مصارعة الديوك» في العاصمة الأفغانية كابل، يعلو الضجيج فوراً، وتتعالى صيحات: «اضرب!»، و«اقتل!» بين المتفرجين، بينما يندفع طائران بعضهما نحو بعض، وتتطاير الريشات والدماء في الهواء.

ديوك تتصارع بينما يشاهدها رجال أفغان ويضعون الرهانات بقاعة مصارعة الديوك في كابل بأفغانستان يوم الجمعة 30 مايو 2025 (أ.ب)

هذه الرياضة الدموية التي تعود لقرون مضت، والتي كانت في السابق هواية شتوية شائعة، أصبحت تمارس اليوم على مدار العام في العاصمة، مدفوعة؛ ليس فقط بالتقاليد؛ بل أيضاً بالفقر والبطالة واليأس، حسب تقرير لوكالة «أسوشييتد برس» الأميركية، الاثنين.

رجل أفغاني يبرِّد ديكه برش الماء عليه استعداداً للمعركة بقاعة مصارعة الديوك في كابل بأفغانستان يوم الجمعة 30 مايو 2025 (أ.ب)

تُقام سراً

ورغم أن حركة «طالبان» حظرت «مصارعة الديوك» منذ استيلائها على الحكم في أغسطس (آب) 2021، فإن هذه المباريات لا تزال تُقام سراً؛ حيث يتجمع الرجال في خيام مؤقتة أو حدائق أو أزقة خلفية، حاملين النقود ومعهم ديوكهم، وكأنهم يستعدون لمنافسة رياضية، ويقومون بتبريد الطيور باستخدام الأوشحة؛ بل ويرشون الماء عليها بأفواههم لإنعاشها، وتُربط سيقان الطيور، وتُشحذ المناقير، وأحيانا تُعطى منشطات لتعزيز قدرتها على القتال.

ديك يتعافى بعد قتال بينما ينتظر أصحابه المعركة التالية بمكان مصارعة الديوك في كابل بأفغانستان يوم الجمعة 30 مايو 2025 (أ.ب)

وقد تستمر المعارك لعدة جولات، تتخللها فترات راحة لتنظيف الجروح وترتيب الريش، ويُعلن الفوز عندما يعجز أحد الديوك عن الاستمرار في القتال.

وفي بعض الأحيان، تمتد أعمال العنف إلى خارج الحلبة؛ إذ تؤدي الخلافات على الرهانات إلى اشتباكات جسدية، ويتدخل كبار السن، المعروفون باسم «أصحاب اللحى البيضاء»، لفض النزاعات وتهدئة الأجواء قبل الجولة التالية.

مصدر رزق ومقامرة

«مصارعة الديوك» في كابل ليست مجرد لعبة، إنها مصدر رزق ومقامرة، ولدى كثيرين هوس لا يُقاوَم، إذ يمكن أن تؤدي هذه الرهانات إلى إفلاس عائلات أو تحويلها إلى الثراء المفاجئ.

محمد، البالغ من العمر 63 عاماً، وهو من المخضرمين في هذه الهواية، شهد على مدى عقود كيف غيَّرت مصارعة الديوك حياة الناس رأساً على عقب، ويتذكر حادثة قُتل فيها رجل وابناه في معركة مأسوية.

يقدم أصحاب الديوك مكملات الطاقة لديوكهم المقاتلة قبل بدء القتال بمكان مصارعة الديوك في كابل بأفغانستان يوم الجمعة 30 مايو 2025 (أ.ب)

ويقول إن رجالاً فقراء اشتروا منازل بأرباحهم من هذه الهواية، في حين خسر رجال آخرون أغنياء كل ما يملكون.

وسيلة وحشية للهروب

ويُعامِل بعض المالكين ديوكهم بشكل أفضل من أفراد أسرهم؛ إذ ينفقون أموال الطعام على أعلاف خاصة وأدوية، ويُطلقون عليها أسماء محاربين، ويتحدثون عنها بمودة عميقة.

ورغم سفك الدماء وعدم قانونية هذه الممارسة، فإنها لا تزال مستمرة، ففي مدينة تهيمن عليها الصراعات، تظل «مصارعة الديوك» وسيلة وحشية للهروب، وشكلاً من أشكال السيطرة والتباهي.


مقالات ذات صلة

بعد مسيرة مميزة... جون سينا يعتزل مصارعة المحترفين

رياضة عالمية المصارع الأميركي الشهير جون سينا (رويترز)

بعد مسيرة مميزة... جون سينا يعتزل مصارعة المحترفين

أعلن المصارع الأميركي الشهير، جون سينا، انتهاء مسيرته مع عالم مصارعة المحترفين بعد مشوار طويل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة سعودية «رويال رامبل» في الرياض مطلع العام الجديد (الشرق الأوسط)

آل الشيخ يعلن طرح تذاكر عرضَي «سماك داون» و«رويال رامبل» 2026

أعلن المستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه (الأربعاء)، طرح تذاكر عرضَي «سماك داون» و«رويال رامبل» 2026.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة عالمية صورة من نهائي المصارعة الحرة للسيدات بدورة الألعاب الأولمبية (ريو 2016) في البرازيل بين البيلاروسية ماريا ماماشوك واليابانية ريساكو كاواي (أرشيفية - رويترز)

اعتزال اليابانية كينغو بطلة الأولمبياد في المصارعة

قالت اليابانية ريساكو كينغو إن مسيرتها في المصارعة منحتها شعوراً بالإنجاز، بعد أن أعلنت الفائزة بالميدالية الذهبية الأولمبية مرتين اعتزالها في سن الثلاثين.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
رياضة عربية المصارع المصري محمد إبراهيم «كيشو» (رويترز)

المصارع المصري «كيشو» يستعد لتمثيل أميركا وسط جدل

أثار المصارع المصري محمد إبراهيم «كيشو» جدلاً واسعاً بعدما كشف الثلاثاء عن اتخاذ «الخطوة الأولى» نحو تغيير الولاء الرياضي للدفاع عن ألوان الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية آل الشيخ وتريبل إتش يتوسطان عددا من المصارعين لحظة الإعلان عن استضافة الرياض للحدث (الشرق الأوسط)

«راسلمينيا 43» في الرياض... وآل الشيخ يعد بنسخة «غير مسبوقة»

أعلن المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه عن استضافة موسم الرياض 2027 للحدث الأضخم في عالم المصارعة الحرة "راسلمينيا 43".

«الشرق الأوسط» (الرياض )

التنجيم والطقوس الغامضة تتنبأ بمستقبل الانتخابات في بورما

المنجّم لين نيو تاريار (أ.ف.ب)
المنجّم لين نيو تاريار (أ.ف.ب)
TT

التنجيم والطقوس الغامضة تتنبأ بمستقبل الانتخابات في بورما

المنجّم لين نيو تاريار (أ.ف.ب)
المنجّم لين نيو تاريار (أ.ف.ب)

يعتقد العرّافون في بورما أن مستقبل البلاد بعد الانتخابات لا يُستشف من صناديق الاقتراع بقدر ما يُقرأ في اصطفاف النجوم، وأسرار الهندسة المقدسة، ونيران الطقوس الخفية للسحر الأسود، في بلد لا يزال فيه الإيمان بعالم الغيب متجذّراً بعمق في الثقافة الشعبية.

منذ أن أعلن المجلس العسكري الحاكم عن إجراء انتخابات برلمانية في 28 ديسمبر (كانون الأول)، يشعر عدد كبير من زبائن المنجّم لين نيو تاريار بالشكوك نفسها.

يقول لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ «السؤال الذي يطرحه معظم الناس واضح: متى ستتحسن الأوضاع في بورما؟».

يُصوّر الجيش الانتخابات المقبلة على أنها محاولة للمصالحة في بلد أنهكته الحرب الأهلية منذ انقلاب 2021. لكن المراقبين الدوليين يرونها مناورة لإضفاء الشرعية على الحكم العسكري.

ما زالت نتيجة الانتخابات المتوقعة في نهاية يناير (كانون الثاني) غير واضحة، وقد تتأثر بـ«يادايا»، وهي مجموعة من الطقوس التي يُعتقد أنها تُحدد المصير.

يقول لين نيو تاريار: «يلجأ الناس في أوقات الشدّة إلى التنجيم ويادايا لاستمداد القوة والإيمان. ما يريدونه حقاً هو مستقبل آمن ومسالم».

شموع وسكاكين

لم يكن مسار المنجّم البالغ 30 عاماً آمناً قط. عندما اندلعت احتجاجات عقب الانقلاب الذي يقول إنه تنبأ به، وجّه لعنة على القائد العسكري مين أونغ هلاينغ، ودعا زملاءه عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى الإقدام على الخطوة نفسها.

وبسبب طقوس أقامها باستخدام الشموع والسكاكين الموضوعة على شكل نجمة، سُجن عامين في سجن إنسين سيئ السمعة في رانغون.

يعيش منذ إطلاق سراحه في بانكوك التايلاندية، ويتواصل عبر الإنترنت مع زبائنه الذين بقوا في بورما، حيث تتأثر ثقافتهم بشدة بتقاليد ما وراء الطبيعة المرتبطة بالبوذية.

يتجمّع عدد كبير من قارئي الكف في محيط المعابد، ويحاول متدرّبون في الكيمياء تحويل الزئبق إلى ذهب، بينما تروّج شركات الاتصالات لعرّافين يمكن التواصل معهم عبر الهاتف.

يقول توماس باتون، الأستاذ في كلية يونيون بولاية نيويورك والذي درس التصوف البورمي: «إنهم يتعاملون مع مشاكل كثيرة»، مضيفاً: «أعتقد أنّ الأمر مرتبط بنقص التنمية في البلاد. فليس هناك الكثير مما يمكن الاعتماد عليه».

ويتابع: «هناك من جهة حالة من الشك والضعف، وثمة من جهة أخرى مزيج قديم من التعاويذ والعلاجات والمعارف الخفية المتجذرة في وعي الشعب البورمي منذ آلاف السنين».

أرز بالزبدة

ليست السياسة بمنأى عن المعتقدات الموروثة. فقد قرر القائد العسكري السابق ني وين، بالاستناد إلى نصائح فلكية ربما أُسيء فهمها، أن يصبح اتجاه حركة المرور من اليسار إلى اليمين.

وقد أصدر عام 1987 عملة جديدة بفئات من تسعة، أحد أرقام الحظ، إلا أنه أربك المستهلكين.

يُعرف الزعيم الحالي مين أونغ هلاينغ، الذي قد يبقى في السلطة بعد الانتخابات في ظل حكومة مدنية، باتباع خرافات سرية.

يتوقّع أشهر المنجّمين في البلاد أن الأشخاص المولودين الثلاثاء من برج الأسد، مثل مين أونغ هلاينغ والزعيمة السابقة المسجونة أونغ سان سو تشي، سيحققون نجاحاً ويتجاوزون الصعاب.

ويقول: «سيتمتعون بصحة جيدة وسيحظون بامتيازات»، وينصحهم بوضع أرز بالزبدة على مذبح مخصص لبوذا.

يقول مين ثين كياو من يانغون، مستنداً إلى خرائط الأبراج الرومانية: «إنّ إمكانات بورما واعدة للعام المقبل».

ويضيف الرجل السبعيني: «لكن ليكون التنبؤ ناجحاً تماماً، يجب أن تتضافر ثلاثة عوامل: الزمان والمكان والفرد».


رئيس أركان الجيش: 70 % من مقاتلي «طالبان باكستان» مواطنون أفغان

قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير (أ.ب)
قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير (أ.ب)
TT

رئيس أركان الجيش: 70 % من مقاتلي «طالبان باكستان» مواطنون أفغان

قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير (أ.ب)
قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير (أ.ب)

ذكر رئيس أركان الجيش الباكستاني، الجنرال عاصم منير، أن 70 في المائة من مقاتلي حركة «طالبان باكستان» الذين يدخلون باكستان هم «مواطنون أفغان»، وحث «طالبان» على اتخاذ إجراءات لتأمين الحدود.

وأضاف منير أن هذا من شأنه أن يصعّد حدة التوترات الأمنية مع حكام «طالبان» في أفغانستان، وفق وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء الأحد.

في هذه الصورة التي نشرتها «إدارة العلاقات العامة المشتركة بين الخدمات» يظهر رئيس أركان القوات المسلحة الباكستانية قائد الجيش الجنرال عاصم منير (وسط) وقائد البحرية الباكستانية الأدميرال نويد أشرف (على اليسار) وقائد القوات الجوية الباكستانية المارشال الجوي ظهير أحمد بابر وهم يحضرون مراسم استعراض حرس الشرف بمقر القيادة العسكرية المشتركة في روالبندي بباكستان يوم 8 ديسمبر 2025 (أ.ب)

ولم ترد كابل علناً بعدُ على ادعاءات الجنرال عاصم منير بشأن وجود مواطنين أفغان في صفوف حركة «طالبان باكستان».

وفي حديثه خلال مؤتمر وطني للباحثين في إسلام آباد، حث الجنرال منير قيادة «طالبان» على اتخاذ إجراءات ملموسة لمنع المسلحين من استخدام أراضي أفغانستان قاعدة لشن هجمات في باكستان.

وكثيراً ما أشارت باكستان إلى المخاوف الأمنية بوصفها سبباً رئيسياً لزيادة عمليات ترحيل المهاجرين الأفغان؛ بحجة أن المسلحين يستغلون الحدود التي يسهل اختراقها لشن هجمات عبر الحدود وزعزعة استقرار المناطق الباكستانية.


حريق هائل بسوق في كابل يخلف خسائر قدرها 700 ألف دولار

تمرّ السيارات بينما تهدم حركة «طالبان» سينما «أريانا» التاريخية في كابل يوم 18 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
تمرّ السيارات بينما تهدم حركة «طالبان» سينما «أريانا» التاريخية في كابل يوم 18 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

حريق هائل بسوق في كابل يخلف خسائر قدرها 700 ألف دولار

تمرّ السيارات بينما تهدم حركة «طالبان» سينما «أريانا» التاريخية في كابل يوم 18 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
تمرّ السيارات بينما تهدم حركة «طالبان» سينما «أريانا» التاريخية في كابل يوم 18 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

ذكر مسؤولون أن حريقاً هائلاً اندلع بسوق «مندوي» التاريخية في كابل، فجر الأحد؛ ما أدى إلى تدمير عشرات من المتاجر وتسبب في خسائر تقدر بنحو 700 ألف دولار.

وألقى المسؤولون الضوء على المخاطر المستمرة في المناطق التجارية بالعاصمة، وفق وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء الأحد.

ونشب الحريق في سوق للأحذية داخل منطقة مندوي؛ وهي من أقدم وأنشط مراكز تجارة الجملة في كابل، حيث تباع بضائع مستوردة، مثل الأحذية والملابس والأدوات المنزلية.

وأظهرت صور متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي دخاناً كثيفاً وألسنة لهب متصاعدة تلتهم صفوفاً متراصة من المتاجر.

وقالت وزارة داخلية «طالبان» إن الحريق ناجم عن تماس كهربائي، وهي مشكلة يقول تجار وخبراء إنها شائعة في الأسواق ذات الأسلاك القديمة والرقابة المحدودة على متطلبات السلامة.

ولم ترد تقارير عن حدوث خسائر بشرية.