«اشتباك جنائي» في طرابلس اللبنانية يوقظ المخاوف الأمنية

مصدر أمني لبناني يقلل من «شائعات» تسلل المتطرفين إليها

عناصر من قوى الأمن تقيم حاجز محبة في عيدها الأسبوع الماضي ببيروت (قوى الأمن)
عناصر من قوى الأمن تقيم حاجز محبة في عيدها الأسبوع الماضي ببيروت (قوى الأمن)
TT

«اشتباك جنائي» في طرابلس اللبنانية يوقظ المخاوف الأمنية

عناصر من قوى الأمن تقيم حاجز محبة في عيدها الأسبوع الماضي ببيروت (قوى الأمن)
عناصر من قوى الأمن تقيم حاجز محبة في عيدها الأسبوع الماضي ببيروت (قوى الأمن)

اهتزّ الوضع الأمني في مدينة طرابلس (شمال لبنان) مؤقتاً صباح السبت، إثر اشتباك مسلّح وقع فجر السبت بين قوّة أمنية وأحد المطلوبين، أثار الرعب لدى أبناء المدينة الذين استفاقوا على أصوات الرصاص والقنابل اليدوية بين القوّة الأمنية وأحد المطلوبين، وتسبب الحادث في قتل عنصر من القوّة الأمنية المداهمة والمطلوب الذي جرى توقيفه على الفور.

وكشف مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، عن أن «فرقة أمنية معززة تابعة لوحدة (سوات) في الشرطة القضائية، انطلقت من مقرّها في منطقة الوروار (شرقي بيروت)، وانتقلت إلى مدينة طرابلس لتوقيف المدعو ناصر روميّة المطلوب للقضاء بمذكرة توقيف بشبهة ارتكاب جريمة قتل».

مدير عام قوى الأمن وضباط آخرون خلال تفقدهم مراكز اقتراع بشمال لبنان في مايو الماضي (قوى الأمن الداخلي)

وأوضح المصدر أنه «على أثر وصول القوّة إلى شارع الـ200 في طرابلس وخلال تطويق منزل المطلوب، انتبه الأخير إلى ذلك، وسارع إلى إطلاق النار على القوة الأمنية حيث دار اشتباك بالرشاشات والقنابل اليدوية؛ أسفر عن مقتل المعاون في الدورية إلياس طوق، وإصابة ضابطين أحدهما برتبة نقيب والثاني برتبة ملازم»، مؤكداً أن العملية «أسفرت عن توقيف المطلوب مع وزجته وابنته وجرى نقلهم إلى بيروت مباشرة». وقال: «إن الضحية والضابطين أصيبوا عندما ألقى روميّة قنبلة يدوية عند وصولهم إلى مدخل المبنى وكانوا يهمون باقتحام منزله ما أدى إلى إصابتهم بشكل مباشر».

سوابق إجرامية

ويعدّ المطلوب من أصحاب السوابق الإجرامية في مدينة طرابلس، وعلمت «الشرق الأوسط» أن الموقوف «لديه سوابق إجرامية ومطلوب بموجب مذكرة توقيف غيابية بتهمة قتل المواطن محمد العبد في طرابلس عام 2020، كما أنه مطلوب للقضاء بتهمة محاولة قتل أشخاص آخرين». وقال مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط»، إن الموقوف «يخضع للتحقيق أمام شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي بإشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي»، مشيراً إلى أن «القضاء العسكري وضع يده على التحقيق بالقضية لكون الجريمة طالت أمنيين أثناء تنفيذهم مهمة رسميّة»، لافتاً إلى أن «الموقوف سيخضع للتحقيق والمحاكمة في الجرائم السابقة في قصر العدل في طرابلس، بمعزل عن قضية قتل العنصر في قوى الأمن ومحاولة قتل ضابطين».

لا خلفيات سياسية

وأعاد الحادث إلى الأذهان الاشتباك الذي وقع في المنطقة نفسها (شارع الـ200) في ربيع عام 2007 بين القوى الأمنية ومجموعة تابعة لتنظيم «فتح الإسلام» بقيادة شاكر العبسي، ثم استتبع بمعارك مخيم «نهر البارد» حيث تمكن الجيش اللبناني من القضاء على التنظيم. إلّا أن المصدر الأمني شدد على أنه «لا خلفية سياسية أو إرهابية تقف وراء الحادث، بل هي جريمة فردية نفذها مطلوب للعدالة»، مشيراً إلى أن طرابلس تتطلع إلى مرحلة استعادة الدولة عافيتها، وأن تأخذ القوى الشرعية دورها في بسط الأمن والاستقرار، وليس هناك أي بيئة حاضنة للتطرف».

رئيس الحكومة ووزير الداخلية

وكتب رئيس الحكومة نواف سلام، عبر حسابه على «إكس»: «المعاون أول الشهيد إلياس بهجات طوق، وهب حياته صوناً لأمن لبنان واستقراره. هو شهيد بشري، وشهيد طرابلس، وشهيد الوطن. ننحني أمام تضحيته، ونتوجه بأحرّ التعازي لعائلته الكريمة، ولمؤسسة قوى الأمن بقيادتها وكامل عناصرها. وأتمنى الشفاء العاجل للجرحى الأبطال».

كذلك، نعاه وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، كاتباً عبر حسابه على «إكس»: «اليوم، عنصر من أبطال قوى الأمن الداخلي، انضمّ إلى قافلة شهداء الوطن، أثناء أداء واجبه ليذكرنا أن هناك مَن يسهر ويخاطر كي نبقى بأمان. الرحمة للشهيد، والدعاء بالشفاء للجرحى، وإلى رفاقهم كل التقدير. تحية لكل من يحمل أمانة حماية الناس ويؤمن أن الواجب فوق كل شيء».

ودائماً ما يعيش أبناء طرابلس حالة قلق من العودة إلى دوامة العنف التي عاشوها في السنوات الماضية التي سمّيت بـ«حرب المحاور» بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن التي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين. كما أحيت القلق بأن يكون الاشتباك بين مجموعة متطرفة والقوى الأمنية الشرعية، خصوصاً أنه سبقها ضخّ معلومات تحذّر من تسلل متطرفين إلى طرابلس وعكار (شمال لبنان)، واعتبر المصدر الأمني أن «الأجهزة تعمل ضمن خطة الأمن الاستباقي في طرابلس وكلّ لبنان، إلّا أن المعطيات تفيد بأن الوضع الأمني جيد وليس هناك ما يدعو للقلق».


مقالات ذات صلة

الرئيس اللبناني: مصممون على تنفيذ حصرية السلاح

المشرق العربي رئيس الجمهورية جوزيف عون ملتقياً أعضاء وفد مجلس الأمن في القصر الرئاسي (رئاسة الجمهورية)

الرئيس اللبناني: مصممون على تنفيذ حصرية السلاح

بدأ وفد سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي زيارة إلى بيروت، حيث التقى المسؤولين، في توقيت بالغ الأهمية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم متحدثاً في احتفال «تعظيماً للعلماء الشهداء على طريق القدس وأولي البأس» (الوكالة الوطنية للإعلام)

قاسم: مشاركة مدني في لجنة وقف النار تنازل مجاني لإسرائيل

رفع الأمين العام لـ«حزب الله»، نعيم قاسم، سقف خطابه مؤكداً أنّ المشاركة برئيس مدني في لجنة وقف إطلاق النار تمثل «إجراءً مخالفاً للتصريحات والمواقف الرسمية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس البرلمان نبيه بري مجتمعاً مع وفد مجلس الأمن في بيروت الجمعة (رئاسة البرلمان)

توافق رئاسي ثلاثي لبناني على الجانب «التقني - الأمني» للمفاوضات

أكدت مصادر وزارية أنه لا خلاف بين الرؤساء الثلاثة مع دخول المفاوضات اللبنانية - الإسرائيلية مرحلة جديدة بإدخال مدني إليها.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي جانب من استقبال سلّام وفد سفراء وممثلي بعثات الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي (حساب رئاسة مجلس الوزراء على «إكس»)

سلّام لوفد مجلس الأمن: نحتاج إلى قوة أممية مساندة بعد انتهاء ولاية «اليونيفيل»

طالب رئيس الوزراء اللبناني نواف سلّام، خلال لقاء مع وفد من سفراء وممثلي بعثات الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، بتوفير قوة أممية مساندة لملء أي فراغ محتمل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي صورة من لقاء الرئيس اللبناني جوزيف عون مع وفد من سفراء وممثلي بعثات مجلس الأمن اليوم في القصر الجمهوري في بعبدا (صفحة الرئاسة اللبنانية على «إكس»)

عون يطالب وفد مجلس الأمن بالضغط على إسرائيل لتطبيق اتفاق وقف النار والانسحاب

طالب الرئيس اللبناني جوزيف عون وفد مجلس الأمن بالضغط على إسرائيل لتطبيق اتفاق وقف النار والانسحاب من جنوب البلاد.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

مقتل شخص وإصابة 3 آخرين برصاص الجيش الإسرائيلي في غزة

سيدة فلسطينية تبكي في مستشفى الناصر بخان يونس بعد وقوع شهداء في ضربات إسرائيلية - 3 ديسمبر الحالي (أرشيفية - أ.ف.ب)
سيدة فلسطينية تبكي في مستشفى الناصر بخان يونس بعد وقوع شهداء في ضربات إسرائيلية - 3 ديسمبر الحالي (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

مقتل شخص وإصابة 3 آخرين برصاص الجيش الإسرائيلي في غزة

سيدة فلسطينية تبكي في مستشفى الناصر بخان يونس بعد وقوع شهداء في ضربات إسرائيلية - 3 ديسمبر الحالي (أرشيفية - أ.ف.ب)
سيدة فلسطينية تبكي في مستشفى الناصر بخان يونس بعد وقوع شهداء في ضربات إسرائيلية - 3 ديسمبر الحالي (أرشيفية - أ.ف.ب)

قُتل فلسطيني وأُصيب 3 آخرون برصاص الجيش الإسرائيلي في منطقة شمال غربي قطاع غزة، وفق ما أفادت به وسائل إعلام محلية اليوم.

وأشارت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إلى أن القوات الإسرائيلية استهدفت مجموعة من المدنيين في محيط المنطقة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.


مصر ترحب بموافقة «الأمم المتحدة» على تمديد ولاية «الأونروا» 3 سنوات

طفل فلسطيني نازح ينظر من خلال غطاء مصنوع من البطانيات أثناء لجوئه إلى مدرسة تديرها «الأونروا» في خان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)
طفل فلسطيني نازح ينظر من خلال غطاء مصنوع من البطانيات أثناء لجوئه إلى مدرسة تديرها «الأونروا» في خان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)
TT

مصر ترحب بموافقة «الأمم المتحدة» على تمديد ولاية «الأونروا» 3 سنوات

طفل فلسطيني نازح ينظر من خلال غطاء مصنوع من البطانيات أثناء لجوئه إلى مدرسة تديرها «الأونروا» في خان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)
طفل فلسطيني نازح ينظر من خلال غطاء مصنوع من البطانيات أثناء لجوئه إلى مدرسة تديرها «الأونروا» في خان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية اليوم (السبت)، إن مصر ترحب بموافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على تمديد ولاية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لمدة 3 سنوات.

وأضافت «الخارجية» المصرية في بيان نشرته في صفحتها على «فيسبوك»، إن مصر تشدد على أن دور وكالة الأونروا محوري، ولا يمكن الاستغناء عنه أو استبداله.

ودعت المجتمع الدولي إلى توفير التمويل المستدام لوكالة «الأونروا»، لضمان «استمرار خدماتها الحيوية».

وأشارت إلى أن وجود «الأونروا» يرتبط ارتباطاً وثيقاً بجوهر قضية اللاجئين ذاتها، وبالمسؤولية الدولية تجاه إيجاد حل دائم لها، وفق قرارات الشرعية الدولية.


احتفالات بذكرى سقوط الأسد... وأنصاره يخططون لـ«انتفاضتين»

حشد كبير في ساحة العاصي بحماة أمس احتفالا بالذكرى السنوية الأولى لسقوط نظام بشار الأسد أمس (إ.ب.أ)
حشد كبير في ساحة العاصي بحماة أمس احتفالا بالذكرى السنوية الأولى لسقوط نظام بشار الأسد أمس (إ.ب.أ)
TT

احتفالات بذكرى سقوط الأسد... وأنصاره يخططون لـ«انتفاضتين»

حشد كبير في ساحة العاصي بحماة أمس احتفالا بالذكرى السنوية الأولى لسقوط نظام بشار الأسد أمس (إ.ب.أ)
حشد كبير في ساحة العاصي بحماة أمس احتفالا بالذكرى السنوية الأولى لسقوط نظام بشار الأسد أمس (إ.ب.أ)

في موازاة احتفالات مستمرة في سوريا بمرور قرابة سنة على إسقاط حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد، تسربت معلومات أمس عن خطط يقف وراءها رئيس سابق للمخابرات السورية وابن خال الأسد لإطلاق انتفاضتين في الساحل السوري ضد حكم الرئيس أحمد الشرع.

وجاءت هذه المعلومات، في وقت شهدت ساحة العاصي بمدينة حماة، الجمعة، فعالية حاشدة بمناسبة مرور عام على تحريرها من قوات الأسد. ورفع مشاركون في الفعالية علماً سوريّاً بطول 500 متر، وعرض 4 أمتار، وسط الساحة «في مشهد رمزي يؤكد وحدة الأرض والشعب»، بحسب ما جاء في تقرير لوكالة «سانا» الرسمية.

تزامناً مع هذه الاحتفالات، نشرت «رويترز» تحقيقاً ذكرت فيه أن اللواء كمال حسن المسؤول السابق في المخابرات السورية، وابن خال الأسد الملياردير، رامي مخلوف، ينفقان ملايين الدولارات على عشرات الآلاف من المقاتلين المحتملين؛ أملاً في إشعال انتفاضتين ضد الحكومة الجديدة.

وقال 4 أشخاص مقربين من العائلة إن الأسد، الذي فرّ إلى روسيا في ديسمبر (كانون الأول) 2024، استسلم إلى حد كبير لفكرة العيش في المنفى بموسكو.