نتنياهو يدرس استثمار حرب إيران في انتخابات خاطفة... لكن الاستطلاعات مُخيبة

الإسرائيليون يرون في الحرب انتصاراً حققه الجيش والموساد أكثر من الحكومة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارة لموقع تعرض لقصف صاروخي إيراني وسط تل أبيب يوم 20 يونيو الحالي (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارة لموقع تعرض لقصف صاروخي إيراني وسط تل أبيب يوم 20 يونيو الحالي (رويترز)
TT

نتنياهو يدرس استثمار حرب إيران في انتخابات خاطفة... لكن الاستطلاعات مُخيبة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارة لموقع تعرض لقصف صاروخي إيراني وسط تل أبيب يوم 20 يونيو الحالي (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارة لموقع تعرض لقصف صاروخي إيراني وسط تل أبيب يوم 20 يونيو الحالي (رويترز)

في الوقت الذي كان يدرس فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إجراء انتخابات مبكرة «سريعة وخاطفة»، يجني فيها ثمار الحرب على إيران، داهمته استطلاعات رأى مُخيبة للمسار الذي يفكر فيه.

وأظهرت استطلاعات عدة للرأي أن الجمهور يرى في نتائج الحرب فعلاً «نصراً كبيراً، لكنه لا يعزو ذلك إلى نتنياهو بل إلى الجيش الإسرائيلي وجهاز الموساد (المخابرات الخارجية)، وتسببت هذه النتائج في خيبة أمل كبيرة جعلته يعيد النظر في موضوع الانتخابات ويرجح تركيز جهوده على البقاء في الحكم حتى نهاية الدورة، في أكتوبر (تشرين الأول) 2026.

وكشفت مصادر سياسية في تل أبيب، الأربعاء، عن أن «نتنياهو أقام فريق عمل خاصاً ليفحص بعمق حقيقة موقف الجماهير الإسرائيلية منه ومن أدائه في الحرب، ومدى إمكانية التأثير عليه وتحسينه لصالح انتخابه مرة أخرى لرئاسة الحكومة».

زيارة إلى واشنطن لحشد الدعم

ومن بين المقترحات التي يجري فحصها، بحسب المصادر، تنظيم «زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة يتم فيها استقبال نتنياهو في البيت الأبيض وإبراز علاقات (الصداقة الحميمة) بينه وبين الرئيس دونالد ترمب بشكل شخصي وإظهار نتنياهو زعيماً ذا وزن عالمي».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن 25 مارس 2019 (أ.ب)

وتوجد اقتراحات عدة على الصعيد المحلي، بدأ تنفيذ بعضها جزئياً، تتحدث عن إقرار خطة لتعويض المواطنين الذين تضرروا من القصف الصاروخي الإيراني خلال الحرب، ورفع الرواتب، وتخفيض بعض أنواع الضرائب التي فرضت لغرض سد نفقات الحرب المتعددة الجبهات منذ 7 أكتوبر 2023.

وكانت الاستطلاعات في نهاية الأسبوع الماضي قد منحت نتنياهو ارتفاعاً ملموساً بأربعة مقاعد. ومع أن ثلاثة من هذه المقاعد جاءت إليه من جراء انخفاض شعبية حزب إيتمار بن غفير المتطرف، فقد رأى فيها نتنياهو مكسباً كبيراً وعدّها «بداية استرجاع جمهور المؤيدين» الذين تركوه بعد أن طرح خطة الانقلاب على منظومة الحكم والجهاز القضائي، وعقب إخفاقات 7 أكتوبر.

جاء في أحد الاستطلاعات أن 32 في المائة من الجمهور الإسرائيلي غيَّرَ موقفه من نتنياهو بشكل إيجابي بسبب الحرب على إيران (8 في المائة قالوا إنهم غيّروا رأيهم بشكل سلبي ونحو 54 في المائة قالوا إن موقفهم منه لم يتغير بعد الحرب). وأن الجمهور يفضل نتنياهو رئيساً للحكومة على جميع منافسيه. وحتى نفتالي بنيت، الذي كان يتغلب عليه قبل الحرب، هبط بنقاط عدة وأصبح نتنياهو قبله.

من أين تأتي المخاوف

لكن خيبة الأمل جاءت بعدما نُشر استطلاع رأي في موقع «والا»، مساء الثلاثاء، جاء فيه إن 52 في المائة من الجمهور يؤيد قرار نتنياهو بوقف الحرب على إيران، ولكن من دون أن ينسى الحرب على غزة.

وأظهر الاستطلاع أن 67 في المائة يريدون إعادة المحتجزين لدى «حماس» فوراً، حتى لو كان الثمن وقف هذه الحرب.

إسرائيليون يشيعون يوم الثلاثاء قتيلاً استعاد الجيش جثمانه من غزة قبل أيام (أ.ف.ب)

وجاء قلق إضافي، عبر استطلاع آخر من «القناة 12» للتلفزيون جاء فيه أن «63 في المائة من الجمهور يعتبر نتيجة الحرب انتصاراً ساحقاً على إيران (3 في المائة عدّوها نصراً لإيران)، إلا أن الجمهور يعزو هذا النصر للجيش وللموساد أكثر مما يرى فيه انتصاراً لنتنياهو، مع أنه يكثر من التصريح بأنه هو الذي وضع قضية إيران في رأس سلم الاهتمام وهو الذي أصدر الأوامر للقيادات الأمنية».

وعندما سُئل المستطلعون عن أي علامة تعطي لقادة الحرب، جاءت النتائج كما يلي: «7.6 من عشرة لرئيس الموساد ديفيد بارنياع، و7.2 لرئيس أركان الجيش إيال زامير، و5.6 لنتنياهو، و5 لوزير الدفاع يسرائيل كاتس».

وكان الجمهور يعطي نتنياهو درجة 3 - 4 على أدائه قبل الحرب، إلا أن الارتفاع الطفيف إلى 5.6 لا يرضيه، خصوصاً بعد تفضيل بارنياع وزامير عليه بهذا المقدار.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال إيال زامير (الثاني من اليسار) (إ.ب.أ)

وعندما سُئل الجمهور كيف سيصوت لو جرت الانتخابات اليوم؟ حصل حزب نتنياهو (الليكود) على أكبر عدد من المقاعد، لكن اتضح أنه يرتفع بالأساس على حساب شركائه في الائتلاف وخصوصاً وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي أعادته الاستطلاعات الأخيرة إلى حجمه السابق المتراجع.

بينما لن يحصل نتنياهو -وفق الاستطلاع- من المعارضة سوى على مقعد واحد.

وفي المحصلة النهائية فإن الائتلاف الحكومي بقيادة نتنياهو سيخسر 19 مقعداً من قوته الحالية، ويهبط من 68 إلى 47 مقعداً (من أصل 120 مقعداً إجمالياً في الكنيست). ولا يستطيع تشكيل الحكومة.

لذلك يرى قسم من مساعدي نتنياهو أن عليه أن يتنازل عن فكرة تبكير موعد الانتخابات، والاستمرار في قيادة الائتلاف الحاكم الحالي.


مقالات ذات صلة

عشرات «الطعون» الجديدة تلاحق انتخابات «النواب» المصري

شمال افريقيا مصريون يستعدون لدخول أحد مراكز الاقتراع في انتخابات مجلس النواب (المنظمة المصرية لحقوق الإنسان)

عشرات «الطعون» الجديدة تلاحق انتخابات «النواب» المصري

تلاحق عشرات الطعون نتائج المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب المصري، لتضاف إلى سلسلة طعون رافقت المرحلة الأولى، وأدت إلى إعادة الانتخابات ببعض الدوائر.

علاء حموده (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون أمام اللجان في انتخابات إعادة إحدى الدوائر الملغاة بالإسكندرية الأربعاء (تنسيقية شباب الأحزاب)

تراجع جديد للمعارضة المصرية في المرحلة الثانية لانتخابات «النواب»

تتسارع استعدادات المرشحين لخوض جولات الإعادة في انتخابات مجلس النواب المصري (الغرفة الأولى للبرلمان) وسط ضغوط كبيرة تلاحق أحزاب المعارضة

علاء حموده (القاهرة )
شمال افريقيا على الرغم من قبول البعض بمبدأ إجراء الانتخابات الرئاسية فإنهم أبدوا مخاوفهم من عقبات كبيرة تعترض المسار الذي اقترحته المفوضية (مفوضية الانتخابات)

كيف يرى الليبيون إمكانية إجراء الانتخابات الرئاسية في أبريل المقبل؟

رفض مجلس حكماء وأعيان طرابلس إجراء الانتخابات الرئاسية قبل وجود دستور، وذهب إلى ضرورة تجديد الشرعية التشريعية أولاً عبر الانتخابات البرلمانية.

علاء حموده (القاهرة )
المشرق العربي الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني خلال صورة تذكارية على هامش «قمة شرم الشيخ» يوم 13 أكتوبر 2025 (إعلام حكومي)

ضغوط أميركية تواصل إرباك «التنسيقي» العراقي

نأت المرجعية الدينية في النجف عن أي حراك بشأن حسم المرشح لمنصب رئيس الوزراء، في حين تحدثت مصادر عن ارتباك في خطط «الإطار التنسيقي».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي أعضاء مبادرة «عراقيون» بعد اجتماعهم في بغداد يوم 26 أبريل 2025 (الشرق الأوسط)

نخب عراقية تحذر من عودة «ظاهرة سجناء الرأي»

حذر العشرات من الناشطين والمثقفين العراقيين من تصاعد ظاهرة الدعاوى التي يقيمها في الآونة الأخيرة «مقربون من السلطة أو يحركها مخبرون سريون ضد أصحاب الرأي».

فاضل النشمي (بغداد)

إيران تطلق صواريخ خلال مناورات بحرية قرب مضيق هرمز

إطلاق صاروخ إيراني خلال مناورات عسكرية في مكان غير معلن بإيران 20 أغسطس 2025 (رويترز)
إطلاق صاروخ إيراني خلال مناورات عسكرية في مكان غير معلن بإيران 20 أغسطس 2025 (رويترز)
TT

إيران تطلق صواريخ خلال مناورات بحرية قرب مضيق هرمز

إطلاق صاروخ إيراني خلال مناورات عسكرية في مكان غير معلن بإيران 20 أغسطس 2025 (رويترز)
إطلاق صاروخ إيراني خلال مناورات عسكرية في مكان غير معلن بإيران 20 أغسطس 2025 (رويترز)

أفاد التلفزيون الإيراني الرسمي بأن إيران أطلقت صواريخ ضخمة في بحر عمان وبالقرب من مضيق هرمز الاستراتيجي خلال اليوم الثاني من مناورات بحرية.

وأضاف التقرير، أن «الحرس الثوري» شبه العسكري أطلق الصواريخ من عمق البر الرئيسي في إيران، وأصاب أهدافاً في بحر عمان ومنطقة مجاورة بالقرب من مضيق هرمز في تدريبات بدأت الخميس، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

صورة نشرتها قوات «الحرس الثوري» 5 ديسمبر 2025 تظهر قارباً نفاثاً يشارك في مناورة عسكرية بالمياه قبالة سواحل جنوب إيران (إ.ب.أ)

وحدد الصواريخ بأنها صواريخ كروز، طراز قدر 110- وقدر380- وغدير، يصل مداها إلى ألفي كيلومتر. وأضاف أن «الحرس الثوري» أطلق أيضاً صاروخاً باليستياً هو 303، من دون أن يدل بمزيد من التفاصيل.

وأظهرت لقطات تلفزيونية إطلاق الصواريخ وإصابة أهدافها.

صورة تم توزيعها 5 ديسمبر 2025 من قِبل «الحرس الثوري» الإيراني تظهِر صاروخاً يتم إطلاقه أثناء تدريب عسكري في المياه قبالة ساحل جنوب إيران (إ.ب.أ)

والمناورات هي الثانية في أعقاب الحرب بين إسرائيل وإيران في يونيو (حزيران)، التي أسفرت عن مقتل نحو 1100 شخص في إيران، من بينهم قادة عسكريون وعلماء نوويون. وأسفرت الهجمات الصاروخية من قِبل إيران عن مقتل 28 شخصاً في إسرائيل.


تقرير: «خيبة أمل» في «الموساد» جراء اختيار نتنياهو لرومان غوفمان رئيساً للجهاز

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) يعقد مشاورات مع سكرتيره العسكري اللواء رومان غوفمان (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) يعقد مشاورات مع سكرتيره العسكري اللواء رومان غوفمان (د.ب.أ)
TT

تقرير: «خيبة أمل» في «الموساد» جراء اختيار نتنياهو لرومان غوفمان رئيساً للجهاز

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) يعقد مشاورات مع سكرتيره العسكري اللواء رومان غوفمان (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) يعقد مشاورات مع سكرتيره العسكري اللواء رومان غوفمان (د.ب.أ)

قُوبل قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعيين سكرتيره العسكري، رومان غوفمان، رئيساً جديداً لـ«الموساد» بخيبة أمل داخل الجهاز، وفقاً لما قاله مسؤولون حاليون وسابقون على الرغم من أن كثيرين قالوا إن الاختيار لم يكن مفاجئاً، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.

وقال المسؤولون إن نتنياهو تجاوز مرشحي «الموساد» المدعومين منه لتعيين رومان غوفمان، مما أثار مخاوف بشأن افتقاره للخبرة الاستخباراتية واحتمالية استقالته، بينما يقول حلفاؤه إن ولاءه وحكمته وفكره العدواني تناسب منصبه.

وبعد أن اختار نتنياهو شخصاً من خارج جهاز «الشاباك»، وهو ديفيد زيني، لقيادته في وقت سابق من هذا العام، توقع كبار مسؤولي «الموساد» أن يتبع نفس النهج: اختيار شخصيات من خارج الجهاز يراها عدوانية وموالية ومتوافقة آيديولوجياً معه.

ويقول المنتقدون إن هذه الخطوة تعكس معركة نتنياهو الأوسع ضد ما يسميه «النخب» و«الدولة العميقة»، ويقول المؤيدون إن غوفمان موثوق به، وكتوم، ومخلص.

وزعم بعض المسؤولين المطلعين على عملية التعيين أن غوفمان خضع لـ«مقابلة» غير رسمية مع زوجة نتنياهو، سارة، قبل اتخاذ القرار- وهو ادعاء نفاه مكتب رئيس الوزراء ووصفه بأنه «كاذب تماماً».

من اليسار إلى اليمين: وزير الدفاع يسرائيل كاتس والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء اللواء رومان غوفمان وبنيامين نتنياهو ورئيس ديوان مكتبه تساحي برافرمان والقائم بأعمال رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) يظهرون بمركز قيادة خلال الغارات في قطر (الشاباك)

وأشار آخرون إلى إتقانه للغة الروسية ولغته الإنجليزية المحدودة، مما قد يُعقّد التواصل الدبلوماسي، مع أن حلفاءه يجادلون بأن إتقان اللغة الإنجليزية ليس جوهرياً في مهام «الموساد» الأساسية وتوقع العديد من كبار مسؤولي الدفاع موجة استقالات داخل الجهاز عقب الإعلان.

وتجاوز نتنياهو المرشحين الذين أوصى بهم مدير الموساد المنتهية ولايته، ديفيد برنياع، واختار غوفمان بدلاً منه، الذي لم يرتقِ في دوائر الاستخبارات الإسرائيلية. وقال المطلعون على تفكير رئيس الوزراء إن قراره كان مدفوعاً بولائه وحكمته ووصفه مسؤول دفاعي كبير سابق بأنه «مخلص بشدة لنتنياهو» ووصف التعيين بأنه «محير».

ويقول زملاؤه إن غوفمان ضابط جاد ومنضبط وقارئ نهم للتاريخ والاستراتيجيات العسكرية.

ولفت بعض مسؤولي الأمن السابقين إلى أنه قد يكون متهوراً أيضاً، وأشاروا إلى قضية من فترة عمله قائداً للفرقة 210 «باشان»، حيث زُعم أنه أذن باستخدام شاب مدني يبلغ من العمر 17 عاماً، يُدعى أوري ألماكايس، في عملية غير مصرح بها وهي قضية أدت لاحقاً إلى اعتقال المراهق واحتجازه لفترة طويلة قبل إسقاط التهم عنه.

بنيامين نتنياهو ومدير «الموساد» ديفيد برنياع في القدس (د.ب.أ)

وقال ضابط كبير سابق في الاستخبارات العسكرية إنه على الرغم من أن غوفمان «شخص ماكر وشجاع»، فإنه يفتقر إلى الخلفية الاستخباراتية العملياتية المتوقعة عادةً من مدير الموساد.

وأضاف المسؤول: «إنه يتحدث الروسية والعبرية فقط، ولا ينطق بكلمة إنجليزية واحدة لقد شغل منصب لواء لمدة عام واحد فقط ولم يسبق له إدارة منظمة بهذا الحجم».

وفي المقابل، رفضت مصادر مقربة من نتنياهو بشدة الانتقادات لتعيين غوفمان، واصفةً إياه بالتعيين الممتاز، وقالوا إن إتقانه للغة الروسية وفهمه الإقليمي جعلاه لا يُقدر بثمن في مهمات حساسة في موسكو، وأشاروا إلى أنه أصبح، بصفته السكرتير العسكري، أقرب مستشار أمني لنتنياهو، وأضافوا أنه لعب دوراً في عمليات سرية مهمة، بما في ذلك اغتيالات لكبار شخصيات «حزب الله»، ومهام موجهة ضد إيران خلال الصراع معها في وقت سابق من هذا العام.

ويصف المسؤولون الذين عملوا معه من كثب غوفمان بأنه مفكر عدواني وغير تقليدي «ويقاتل بسكين بين أسنانه ويتفوق في الخداع، ويُحاط بالمعلومات الحساسة، وهي سمات يعتبرونها أساسية للموساد»، وقال أحدهم: «إنه المساعد الأمني ​​الأكثر ثقة لرئيس الوزراء. ليس رئيس الأركان، ولا وزير الدفاع - بل كان غوفمان».

وفي حين يشير البعض إلى قلة لغته الإنجليزية كمصدر قلق، يجادل مؤيدوه بأن ساحات الموساد الرئيسية - إيران وسوريا ولبنان - لا تتطلب إتقان اللغة الإنجليزية بينما تعتبر لغته الروسية ميزة نظراً لعلاقات موسكو مع إيران وغيرها من الجهات المعادية.

وكان رئيس الأركان إيال زامير التقى بغوفمان هذا الأسبوع وهنأه، قائلاً إن الجيش سيدعمه في انتقاله إلى المنصب، وأكد «الموساد» أن برنياع تحدث مع غوفمان وتمنى له النجاح، فيما ذكر نتنياهو أنه اختار غوفمان بعد مقابلات مع عدد من المرشحين، وأشاد بـ«قدراته المهنية الاستثنائية»، مشيراً إلى دوره في مواجهة هجوم حركة «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عندما غادر منزله لقتال مسلحي «حماس» وأصيب بجروح بالغة.


إسرائيل تحدد ميزانية «الدفاع» لعام 2026 عند أكثر من 34 مليار دولار

مركبة عسكرية إسرائيلية تغلق مدخل بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
مركبة عسكرية إسرائيلية تغلق مدخل بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تحدد ميزانية «الدفاع» لعام 2026 عند أكثر من 34 مليار دولار

مركبة عسكرية إسرائيلية تغلق مدخل بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
مركبة عسكرية إسرائيلية تغلق مدخل بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

أعلن مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم (الجمعة)، أن ميزانية الدفاع الإسرائيلية لعام 2026 قد حُددت عند 112 مليار شيقل (34.63 مليار دولار)، بزيادة على 90 مليار شيقل كانت مُدرجة في مسودة سابقة، وفقاً لوكالة «رويترز».

واتفق كاتس ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، على إطار الإنفاق الدفاعي، حيث بدأ مجلس الوزراء مناقشة ميزانية العام المقبل، والتي تجب الموافقة عليها بحلول مارس (آذار)، وإلا قد تؤدي إلى انتخابات جديدة.

وبدأ الوزراء ما يُعرف بجلسة ماراثونية يوم الخميس قبل التصويت الذي قد يُجرى صباح الجمعة. وفي حال إقرارها، ستُعرض على البرلمان للتصويت الأولي.

وأكد كاتس أن الجيش سيواصل جهوده لتلبية احتياجات مقاتليه وتخفيف العبء عن جنود الاحتياط.

ونقل مكتبه عنه قوله: «سنواصل العمل بحزم لتعزيز جيش الدفاع الإسرائيلي، وتلبية احتياجات المقاتلين بشكل كامل، وتخفيف العبء عن جنود الاحتياط - من أجل ضمان أمن دولة إسرائيل على جميع الجبهات».

وكانت حرب غزة مكلفة لإسرائيل، التي أنفقت 31 مليار دولار في عام 2024 على صراعاتها العسكرية مع «حماس» و«حزب الله» في لبنان.

ومنذ ذلك الحين، أبرمت إسرائيل اتفاقيات لوقف إطلاق النار مع الجماعتين المسلحتين. وصرح مكتب سموتريتش بأن ميزانية الدفاع لعام 2026، شهدت زيادة قدرها 47 مليار شيقل مقارنة بعام 2023 عشية الحرب. وقال سموتريتش، وفقاً لمكتبه: «نخصص ميزانية ضخمة لتعزيز الجيش هذا العام، ولكنها أيضاً ميزانية تسمح لنا بإعادة دولة إسرائيل إلى مسار النمو والراحة للمواطنين».