أدانت دولة قطر، الاثنين، بشدة، الهجوم الذي استهدف قاعدة العديد الجوية من قبل «الحرس الثوري الإيراني»، واعتبرته انتهاكاً صارخاً لسيادة البلاد ومجالها الجوي، وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وأكدت في بيان لوزارة خارجيتها، أن دولة قطر تحتفظ بحق الرد المباشر بما يتناسب مع شكل وحجم هذا الاعتداء السافر، وبما يتوافق والقانون الدولي.
وطمأن البيان أن الدفاعات الجوية القطرية أحبطت الهجوم وتصدت للصواريخ الإيرانية بنجاح، وعدم وقوع أي إصابات أو خسائر بشرية، مشيراً إلى أنه سيصدر بيان توضيحي حول ملابسات الهجوم لاحقاً من قبل وزارة الدفاع.
وشدَّد على أن استمرار مثل هذه الأعمال العسكرية التصعيدية من شأنه أن يقوض الأمن والاستقرار في المنطقة، وجرها إلى نقاط ستكون لها تداعيات كارثية على الأمن والسلم الدوليين، داعياً إلى وقف فوري لكل الأعمال العسكرية، والعودة الجادة إلى طاولة المفاوضات والحوار.
وأضاف البيان أن دولة قطر كانت من أوائل الدول التي حذرت من مغبة التصعيد الإسرائيلي في المنطقة، ونادت بأولوية الحلول الدبلوماسية، وحرصت على مبدأ حسن الجوار، وعدم التصعيد، مؤكداً أن الحوار هو السبيل الوحيدة لتجاوز الأزمات الراهنة والحفاظ على أمن المنطقة وسلام شعوبها.
ونوّه بأن القاعدة كانت قد أُخليت في وقت سابق، وفقاً للإجراءات الأمنية والاحترازية المعتمدة، وذلك في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة، كما جرى اتخاذ جميع الإجراءات، لضمان سلامة العاملين فيها من منتسبي القوات المسلحة القطرية والصديقة، وغيرهم.
بدورها، أعلنت وزارة الدفاع القطرية أن الدفاعات الجوية القطرية نجحت في اعتراض هجمة صاروخية استهدفت قاعدة العديد، مضيفة: «بفضل الله ويقظة عناصر القوات المسلحة والإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها، لم ينتج عن الحادث أي وفيات أو إصابات».
وجدّدت وزارة الدفاع التأكيد على أن أجواء وأراضي الدولة آمنة، وأن القوات المسلحة القطرية على أهبة الاستعداد دائماً للتعامل مع أي خطر، ناصحةً المواطنين والمقيمين بأخذ التوجيهات وآخر التطورات من المصادر الرسمية.
من جهتها، أكدت وزارة الداخلية القطرية في بيان، أن الأوضاع الأمنية في البلاد مستقرة، ولا يوجد ما يدعو للقلق، وذلك انطلاقاً من مسؤوليتها في الحفاظ على أمن المجتمع وسلامة المواطنين والمقيمين.

وشدَّدت الوزارة على ضرورة عدم الانسياق خلف الشائعات أو تداول معلومات غير دقيقة، مهيبة بالجميع التحلي بالمسؤولية المجتمعية من خلال الامتناع عن تداول أو إعادة نشر أي معلومات غير صادرة عن الجهات الرسمية، وتحرّي الدقة واستقاء المعلومات من القنوات المعتمدة فقط.
وأشارت الوزارة إلى مواصلتها، بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة، استعدادها وجاهزيتها التامة لمتابعة المستجدات، واتخاذ ما يلزم لضمان سلامة المواطنين والمقيمين، واستمرار الحياة العامة بصورة طبيعية.
إلى ذلك، أكد الدكتور ماجد الأنصاري، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية، خلال مؤتمر صحافي، مساء الاثنين، أن بلاده تحتفظ بحق الرد بما يتوافق والقوانين الدولية، وبما يتناسب وشكل وحجم هذا الهجوم، مطمئناً الجميع أن رجال القوات المسلحة تصدوا للهجوم وأحبطوه، والوضع في الدولة طبيعي، و«الحياة تعود في هذه اللحظات إلى طبيعتها بدون أي تهديد يذكر».
وأوضح أن دولة قطر اتخذت جميع الإجراءات الاحترازية ما نتج عنه فشل الهجوم، وحماية قطر وشعبها من تبعاته، معتبراً هذا الهجوم مفاجئاً في ظل مواقف بلاده، وحرصها على حسن الجوار، وانتهاجها الوساطة في حل الأزمات.
وقال اللواء الركن شايق الهاجري، نائب رئيس الأركان للعمليات المشتركة، خلال المؤتمر: «الساعة السابعة والنصف مساءً وردت معلومات من منظومة المراقبة والسيطرة عن انطلاق 7 صواريخ من إيران مستهدفة قاعدة العديد القطرية، بعدها تم استهداف القاعدة بـ12 صاروخاً آخر، وتم إسقاط 11 صاروخاً منها، وسقط صاروخ واحد على القاعدة دون أي خسائر».
وتابع الهاجري: «قمنا بنشر بطاريات الدفاع الجوي لحماية جميع أجواء قطر، والسفن الحربية في مياهنا الإقليمية»، مضيفاً: «قواتنا المسلحة تطمئن الجميع أنها مستعدة دائماً لتوفير الأمن والاستقرار لكل المواطنين والمقيمين على أرض الدولة».
وأفاد العقيد جبر النعيمي المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية: «تلقينا بلاغات بسقوط شظايا صاروخية على مناطق سكنية تسببت ببعض الحرائق البسيطة، وتم التعامل معها بالتنسيق مع وزارة الدفاع و(لخويا)، والسيطرة عليها فوراً»، مؤكداً عدم تسجيل أي إصابات، وأن الأمور مستقرة، والوضع طبيعي.

كانت وزارة الخارجية القطرية قد أعلنت في وقت سابق، الاثنين، إيقاف حركة الملاحة الجوية مؤقتاً في أجواء الدولة، ضمن مجموعة من الإجراءات الاحترازية المتخذة، استناداً إلى تطورات الأوضاع في المنطقة، وذلك في إطار حرصها على سلامة المواطنين والمقيمين والزائرين.
وأكدت وزارة الخارجية أن الجهات الحكومية تراقب الوضع من كثب وبشكل مستمر، وتقوم بتقييم المستجدات بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين، مبيِّنة أنها ستوافي الرأي العام بالمعلومات المستجدة في حينها عبر القنوات الرسمية.
وجدَّدت الوزارة تأكيدها على أن أمن وسلامة جميع الأفراد على أراضي البلاد تبقى أولوية قصوى، مشدِّدة على عدم تواني الدولة عن اتخاذ ما يلزم من تدابير وقائية في هذا الإطار.
بدورها، نوّهت «الخطوط القطرية» إلى أن رحلاتها الجوية قد علقت مؤقتاً بسبب إغلاق المجال الجوي في البلاد، مؤكدة العمل بشكل وثيق مع الجهات الحكومية المختصة والسلطات المعنية بالدولة لتقديم الدعم اللازم للمسافرين المتأثرين.

وقالت الناقلة القطرية، في بيان عبر حسابها على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، إنها ستستأنف رحلاتها فور إعادة فتح المجال الجوي، مضيفة أن «سلامة وأمن المسافرين يبقيان على رأس أولوياتنا».
من جانبها، أعلنت السفارة الأميركية في الدوحة، عودة العمل في مقرها الثلاثاء، وإنهاء العمل بالتوجيه الذي يطلب من الأميركيين التزام مواقعهم.
في حين، قرَّرت «وزارة التربية والتعليم» القطرية تأجيل الاختبارات المقررة يوم الثلاثاء لجميع صفوف النقل وطلبة الشهادة الثانوية، على أن تستأنف اعتباراً من الأربعاء، مع الالتزام بترتيب المواد كما ورد في الجدول المعلن مسبقاً.
وأضافت الوزارة أن هذا القرار يأتي انطلاقاً من حرصها على توفير بيئة هادئة ومستقرة للطلبة، ومنحهم فرصة إضافية للمراجعة والاستعداد، بما يسهم في دعمهم نفسياً وأكاديمياً، ويُعزِّز من جاهزيتهم لتأدية الاختبارات بأفضل صورة ممكنة.
ودعت جميع الطلبة وأولياء الأمور للاعتماد على القنوات الرسمية للمعلومات، مؤكدة التزامها باطلاع الجميع على أي مستجدات أو قرارات ذات صلة بشكل دوري عبر منصاتها المعتمدة.

