نجل كمال الطويل: نحتفظ بألحان نادرة تحتاج أصواتاً قوية

قال لـ«الشرق الأوسط» إن الموسيقار الراحل لم يحظ بتقديرٍ كافٍ

الموسيقار المصري الراحل كمال الطويل (الشرق الأوسط)
الموسيقار المصري الراحل كمال الطويل (الشرق الأوسط)
TT

نجل كمال الطويل: نحتفظ بألحان نادرة تحتاج أصواتاً قوية

الموسيقار المصري الراحل كمال الطويل (الشرق الأوسط)
الموسيقار المصري الراحل كمال الطويل (الشرق الأوسط)

تحتفي دار الأوبرا المصرية بالموسيقار الراحل كمال الطويل «1923-2003» عبر حفل فني تقيمه على مسرح «الجمهورية» مساء الخميس 19 يونيو (حزيران) الجاري، وذلك تقديراً لمسيرته الفنية المميزة، إذ يقدم نجوم الحفل عدداً من أبرز أعماله.

الملحن المصري -الذي تحل ذكرى رحيله الـ22 في 9 يوليو (تموز) المقبل- ارتبط اسمه باسم «العندليب الأسمر» عبد الحليم حافظ منذ بداياتهما، فقد قدم له ألحاناً لمجموعة من أشهر أغنياته، ومنها: «على قد الشوق»، «الحلو حياتي»، «هي دي هي»، «بتلوموني ليه»، «في يوم في شهر في سنة»، «الحلوة»، «في يوم من الأيام»، «نعم يا حبيبي»، «أبو عيون جريئة»، و«أسمر يا أسمراني». كما لحن الراحل لمطربين آخرين على غرار نجاة الصغيرة، وليلى مراد، ووردة، ومحمد عبد المطلب، ومحمد قنديل، إضافة إلى أم كلثوم.

كمال الطويل مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر (الشرق الأوسط)

ورغم هذه المسيرة الفنية المميزة، يرى نجله الملحن زياد الطويل أن «والده لم ينل التكريم والتقدير الذي يستحقه حتى الآن»، وقال في حوار لـ«الشرق الأوسط»: «عندما حلت مئوية ميلاد كمال الطويل العام قبل الماضي، كان الاحتفال به متواضعاً، ولا يليق بهذه الذكرى التي تخص واحداً من رموز الفن المصري». كما يرى أنه من الضروري أن يوجه للفنان الراحل اهتمام أكبر عبر بث أعماله، ومناقشة مسيرته الفنية في الإذاعة والتليفزيون، ومنصات الإنترنت، فضلاً عن تنظيم فعاليات وندوات حوله.

وأشاد الطويل بإقامة حفل دار الأوبرا قائلاً: «إن أهمية الاحتفاء بالطويل لا تكمن فقط في التوثيق له، أو التأريخ لعطائه الفني، إنما هو نوع من تعريف الأجيال الجديدة به، والتي تحتاج إلى الاستماع والاستمتاع بهذا الفن الذي يرتقي بالذوق العام».

الموسيقار الراحل مع نجله زياد (الشرق الأوسط)

وللموسيقار الراحل محطات مهمة، كانت أولاها أغنية أذيعت له في الإذاعة المصرية بعنوان: «إلهي ليس لي إلاك عوناً» للفنانة فايدة كامل، ثم أغنية «بين شطين وميه»، وأغنية «يا ريحين الغورية» لمحمد قنديل، أما المحطة الثالثة فكانت أغنية «على قد الشوق» للعندليب الأسمر والتي نجحت نجاحاً مدوياً، وقدمت عبد الحليم بشكل موسع. وبحسب زياد فإن والده شعر بسعادة بالغة حين عمل مع الفنانة سعاد حسني، وماجدة الرومي، وعبد المنعم مدبولي، ومحمد منير، وغيرهم.

الطويل كان يتمتع بعلاقات طيبة مع جميع الفنانين المصريين والعرب (الشرق الأوسط)

لكن ماذا عن كوكب الشرق؟ وهل بالفعل رفض مرات عدة التلحين لها قبل وفاتها بسنوات؟ أجاب زياد: «كانت بالنسبة له (أكبر فنانة في الوطن العربي)، وكان بينهما فرق كبير في السن كما هو معروف، وبالرغم من ذلك عندما تعرف عليها اقتنعت به كملحن، لكنه كان يتهرب من التلحين لها، ويقول لها (صعب بالنسبة لي)، وكانت ترد عليه (مثلما تلحن لسائر المطربين والمطربات لحن لي، لماذا تعقد الأمور)؟».

كان مهتماً بالسياسة والقضايا العامة وعضواً بالبرلمان المصري (الشرق الأوسط)

ويواصل: «استمر الحال هكذا إلى أن وقع العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، اتصل والدي بها، بعد أن لحن كلمات أغنية (والله زمان يا سلاحي)، وعرضها عليها فرحبت، واعتُمدت الأغنية نشيداً وطنياً لمصر حتى نهاية السبعينات، كما قدم لها أغنيتي (لغيرك ما مددت يداً)، و(غريب على باب الرجاء).

ويؤكد زياد أن الموسيقار الراحل كان يعتبر التعاون الفني مع «كوكب الشرق» من أهم محطاته الفنية رغم توتر العلاقة بينهما، قبل رحيل أم كلثوم، بسبب وشاية من أحد الأشخاص لصالح عبد الحليم حافظ، حيث نسب لها كلاماً غضب منه الطويل ورفض على أثره تلحين الأغاني التي كانت طلبت منه تلحينها، ولا تزال في دفاتره في المنزل، إلى أن توفيت وعرف من الصحافي مصطفى أمين أن كل ما قيل له كذب؛ لأن الأخير كان حاضراً في اللقاء الذي نُسبت إليها فيه هذه الأكاذيب». وفق تعبيره.

مع الفنان محمد عبد المطلب (الشرق الأوسط)

وعن علاقة الطويل بعبد الحليم حافظ، يؤكد زياد أن الطويل كان يتمتع بعلاقة صداقة حقيقية وقوية مع حليم، ومن أطرف المواقف بينهما والتي كانا يضحكان عندما يتذكران تفاصيلها، هي أنهما في بداية حياتهما الفنية أفلسا، وسافرا إلى الإسكندرية؛ فقررا بيع أغنية لهما، وعرضا العمل على الفنان شكوكو، لكنه طردهما من المكان معتقداً أنهما يسخران منه، وواصفاً غنائهما بأنه «خواجاتي»، أو غربي.

كمال الطويل مع الفنانة سعاد حسني والعازف هاني مهنى (الشرق الأوسط)

ويضيف: «الطويل كانت علاقته طيبة للغاية بمعظم الفنانين، الذين كانوا يجدون متعة في الحديث معه، سواء في منزله أو منازلهم؛ لأنه كان يتمتع بشخصية مرحة، وكانت لديه رؤى ناضجة، ويساندهم في أي مشكلة».

وللفنان كمال الطويل ألحان لم ترَ النور بعد، ويعتبرها زياد نادرة، وعن ذلك يقول: «كان والدي يرغب في أن تغني هذه الأعمال أصوات جديدة وقوية، لكن لم يجد هذه الأصوات التي يمكن أن يمنحها ألحانه، ولم يكن من الممكن أن أعطيها أنا لمن رفضهم هو منذ 22 عاماً، وللآن لا أرى أن هناك أصواتاً أخرى ظهرت منذ رحيله يمكنها غناء هذه الأعمال بحماس، وإحساس عميق يليق بها».


مقالات ذات صلة

«صوت ملاك»... ترمب يشيد بأندريا بوتشيلي

يوميات الشرق المغني الأوبرالي الإيطالي أندريا بوتشيلي يقدم عرضاً خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (أ.ف.ب)

«صوت ملاك»... ترمب يشيد بأندريا بوتشيلي

أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب مساء الجمعة بالمغني الأوبرالي الإيطالي أندريا بوتشيلي وقال إن لديه «صوت ملاك».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الوتر السادس ملّاط خلال احتفالها في إطلاق {حياتي الثالثة} (منال ملاط)

منال ملّاط لـ«الشرق الأوسط»: التجارب لا تكسرنا... بل تزيدنا قوة

تكمل الفنانة منال ملّاط نجاحاتها في المجال الفني. أصدرت أخيراً «ميني ألبوم» غنائياً بعنوان: «حياتي الثالثة»، ويتضمن 5 أغنيات.

فيفيان حداد (بيروت)
الوتر السادس برأي صبري أن نجاح الفنان لا يتحقق من مرة واحدة فقط (حسابه على {إنستغرام})

رامي صبري: أحافظ على هويتي الفنية ولا أنظر إلى الأرقام ونسب الاستماع

يرى الفنان رامي صبري أن ألبومه الجديد «أنا بحبك إنت» قد حقق كل ما كان يطمح إليه، مؤكداً أنه قدم من خلاله رؤيته الفنية الكاملة

محمود إبراهيم (القاهرة)
يوميات الشرق وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)

رابح صقر وناصر نايف يفتتحان «صدى الوادي» بليلة طربية في وادي صفار

يُقدّم برنامج «صدى الوادي» سلسلة من الحفلات التي تستضيف أبرز الفنانين في العالم العربي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق يُقدم «أسبوع الرياض الموسيقي» سلسلة فعاليات وعروضاً موسيقية متنوعة في الفضاءات العامة (الشرق الأوسط)

«أسبوع الرياض الموسيقي» يحتفي بالمواهب الإبداعية في الفضاءات العامة

يُقدم «أسبوع الرياض الموسيقي» سلسلة فعاليات Fringe وعروضاً موسيقية متنوعة في الفضاءات العامة خلال الفترة من 7 إلى 10 ديسمبر


«صوت ملاك»... ترمب يشيد بأندريا بوتشيلي

المغني الأوبرالي الإيطالي أندريا بوتشيلي يقدم عرضاً خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (أ.ف.ب)
المغني الأوبرالي الإيطالي أندريا بوتشيلي يقدم عرضاً خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (أ.ف.ب)
TT

«صوت ملاك»... ترمب يشيد بأندريا بوتشيلي

المغني الأوبرالي الإيطالي أندريا بوتشيلي يقدم عرضاً خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (أ.ف.ب)
المغني الأوبرالي الإيطالي أندريا بوتشيلي يقدم عرضاً خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (أ.ف.ب)

أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مساء أمس (الجمعة)، بالمغني الأوبرالي الإيطالي أندريا بوتشيلي، وقال إن لديه «صوت ملاك». ودخل الرئيس الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض، برفقة زوجته السيدة الأولى ميلانيا ترمب وبوتشيلي.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والسيدة الأولى ميلانيا يسيران أمام الموسيقي أندريا بوتشيلي وزوجته فيرونيكا بيرتي في البيت الأبيض (رويترز)

وقال ترمب إنه وبوتشيلي صديقان، وسأل قبل نحو 4 أسابيع عما إذا كان بوتشيلي سيغني في البيت الأبيض. وأشار إلى أن بوتشيلي وافق خلال «لحظة ضعف».

وحضر الحفل الخاص في البيت الأبيض مشرعون جمهوريون وأعضاء في حكومة ترمب.

وأفاد ترمب: «هذا شرف هائل. سوف نستمع إلى صوت، صوت ملاك».

أندريا بوتشيلي يغني خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (أ.ب)

وكان بوتشيلي قد قام بالغناء في وقت سابق يوم الجمعة، في حفل إجراء قرعة كأس العام لكرة القدم بمركز كيندي.


كريتي سانون تروي رحلتها من دروس شاروخان إلى شجاعة الاختيار

الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
TT

كريتي سانون تروي رحلتها من دروس شاروخان إلى شجاعة الاختيار

الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)

في واحدة من أكثر الجلسات جماهيرية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي هذا العام، حلّت الممثلة الهندية كريتي سانون في ندوة حوارية تحوّلت سريعاً من حوار تقليدي إلى عرض كامل تفاعل خلاله الجمهور بحماسة لافتة، حتى بدا المشهد وكأنه لقاء بين نجمة في ذروة تألقها وجمهور وجد فيها مزيجاً من الذكاء والعفوية والثقة.

منذ اللحظة الأولى، بدا واضحاً أن الجمهور جاء محملاً بأسئلته، فيما شجع التفاعل الجماهيري الممثلة الهندية على أن تجيب بصراحة عن كل ما يتعلق بمسيرتها، ومن بين كل أسماء الصناعة، لم يلمع في حديثها كما لمع اسم شاروخان. توقفت عند ذكره كما يتوقف شخص أمام لحظة صنعت في داخله تحولاً، وصفته بأنه «الأكثر ذكاءً وخفة ظل» ممن قابلتهم، ومثال حي على أن الفروسية والذوق الرفيع لا يزالان ممكنَين في صناعة صاخبة.

واستعادت كريتي كيف كان شاروخان ينظر إلى من يتحدث معه مباشرة، وكيف يمنح الجميع احتراماً متساوياً، حتى شعرت في بداياتها بأنها تلميذة تقع فجأة في حضرة أستاذ يعرف قواعد اللعبة من دون أن يستعرضها، ومع أن كثيرين يرون أن سانون دخلت عالم السينما من باب الجمال والأزياء، فإنها أكدت أن دراستها للهندسة لعبت دوراً في دخولها مجال الفن باعتبار أنها تعلمت منها أن كل شيء يجب أن يكون منطقياً وقائماً على أسئلة لماذا؟ وكيف؟

وأوضحت أن تحليل الأمور ومراجعتها منحتاها أدوات لم يمتلكها ممثلون آخرون، مروراً بتجارب وورشات تمثيل طويلة، فيما كانت هي تتعلم على أرض الواقع عبر طرح الأسئلة، حتى تلك التي قد يضيق منها البعض أو يعدها دليلاً على التردد.

الممثلة الهندية خلال جلستها الحوارية (مهرجان البحر الأحمر)

توقفت أيضاً في حديثها عند واحدة من أكثر محطاتها صعوبة، شخصية الروبوت «سيفرا» في فيلم «لقد وقعت في شرك كلامك»، شارحة أنها كانت لعبة توازن دقيقة بين أن تكون آلة بما يكفي ليصدّقها المشاهد، وإنسانة بما يكفي ليُصدّقها شريكها في الفيلم، مشيرة إلى أنها لم ترمش في أثناء الحوارات، وضبطت كل حركة لتكون دقيقة ومحسوبة، ورغم أنها معروفة بخفة الحركة و«العثرات الطريفة» كما وصفت نفسها، فإن أكثر ما أسعدها في الفيلم كان مشهد «الخلل» الذي ابتكرته بنفسها، لتمنح الشخصية ملمساً أكثر واقعية.

لكن اللحظة الأكثر دفئاً كانت عندما تحدثت عن الموسيقى، وعن دورها في مسيرتها؛ حيث روت كيف كانت غرف التسجيل التي تعمل فيها مع الملحّنين تشبه «متجر حلوى»، وكيف كان اللحن يُولد من جلسة ارتجال بسيطة تتحول بعد دقائق إلى أغنية جاهزة، ومع أن الجلسة كانت مليئة بالضحك واللحظات الخفيفة، فإنها لم تخفِ الجانب العميق من تجربتها، خصوصاً عندما تحدثت عن انتقالها من الإعلانات والصدفة إلى البطولة السينمائية.

وروت كيف أن فيلم «ميمي» منحها مساحة أكبر مما حصلت عليه في أي عمل سابق، وغيّر نظرتها إلى نفسها بوصفها ممثلة، مؤكدة أن ذلك العمل حرّرها من الحاجة الدائمة إلى إثبات ذاتها، وأعطاها الشجاعة لاختيار أدوار أكثر مجازفة. ومنذ ذلك الحين -كما تقول- لم تعد في سباق مع أحد، ولا تبحث عن لائحة إيرادات، بل عن أن تكون أفضل مما كانت عليه أمس.

وحين سُئلت عن فيلمها الجديد «تيري عشق مين» وعن موجة النقاشات التي أثارها على مواقع التواصل، أكدت أنها تتابع الآراء بشغف، لأن السينما تشبه اللوحة الفنية التي يراها كل شخص من زاوية مختلفة، مشيرة إلى أن الناس يتفاعلون مع قصة الفيلم، لأنهم قد عرفوا في حياتهم شخصاً مثل الممثلين.

وأكدت أن جزءاً من التفاعل يرجع إلى كون العمل يعرض الحب السام من جهة، لكنه يتيح للشخصية النسائية أن تُسمّيه وتواجهه، وهذا ما تعدّه تطوراً مهماً في كتابة الشخصيات النسائية، فلم تعد المرأة مجرد ضحية أو محبوبة مثالية، «فالمرأة المعاصرة على الشاشة يمكن أن تكون معقدة، متناقضة، واقعية، ومحبوبة رغم كل ذلك»، حسب تعبيرها.


جيسيكا ألبا تكشف عن مشروع سينمائي مع هيفاء المنصور

جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
TT

جيسيكا ألبا تكشف عن مشروع سينمائي مع هيفاء المنصور

جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)

كشفت الفنانة الأميركية جيسيكا ألبا عن ملامح مشروع سينمائي جديد يجمعها بالمخرجة السعودية هيفاء المنصور، مشيرة خلال ندوتها في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» إلى أن هذا التعاون لم يتشكل بين ليلة وضحاها، بل جاء نتيجة نقاشات طويلة امتدت على مدار سنوات.

وأوضحت في اللقاء الذي أقيم، الجمعة، أن الفكرة التي استقرتا عليها تدور حول قصة إنسانية عميقة تتناول علاقة ابنة بوالدها المتقدّم في العمر، ضمن سردية تقترب من تفاصيل العائلة وتحولاتها، وتسلّط الضوء على هشاشة العلاقات حين تواجه الزمن، وما يتركه ذلك من أسئلة مفتوحة حول الذاكرة والواجب العاطفي والمسؤولية المتبادلة.

وأضافت أن ما شدّها إلى المشروع ليس موضوعه فقط، بل الطريقة التي تقارب بها هيفاء المنصور هذه العلاقات الحسّاسة وتحولها إلى لغة بصرية تتسم بالهدوء والصدق، لافتة إلى أن «هذا التعاون يمثّل بالنسبة لي مرحلة جديدة في اختياراتي الفنية، خصوصاً أنني أصبحت أكثر ميلاً للأعمال التي تمنح الشخصيات النسائية مركزاً واضحاً داخل الحكاية، بعيداً عن الأنماط التقليدية التي سيطرت طويلاً على حضور المرأة في السينما التجارية».

وأشارت إلى أنها تبحث اليوم عن قصص تستطيع فيها المرأة أن تظهر بوصفها شخصية كاملة، تملك مساحتها في اتخاذ القرارات والتأثير في مسار الحكاية، وهو ما تراه في مشروعها مع المنصور، الذي وصفته بأنه «قريب من قلبها»؛ لأنه يعيد صياغة علاقة الأم والابنة من منظور مختلف.

وخلال الندوة، قدّمت ألبا قراءة موسّعة لتغيّر مسارها المهني خلال السنوات الأخيرة، فهي، كما أوضحت، لم تعد تنظر إلى التمثيل بوصفه مركز عملها الوحيد، بل بات اهتمامها الأكبر موجّهاً نحو الإنتاج وصناعة القرار داخل الكواليس.

وأكدت أن دخولها عالم الإنتاج لم يكن مجرد انتقال وظيفي، وإنما خطوة جاءت نتيجة إحساس عميق بأن القصص التي تُقدَّم على الشاشة ما زالت تعكس تمثيلاً ناقصاً للنساء وللأقليات العرقية، خصوصاً للمجتمع اللاتيني الذي تنتمي إليه.

وتحدثت ألبا عن تجربة تأسيس شركتها الإنتاجية الجديدة، معتبرة أن الهدف منها هو خلق مساحة لصناع المحتوى الذين لا يجدون غالباً فرصة لعرض رؤاهم، موضحة أن «غياب التنوّع في مواقع اتخاذ القرار داخل هوليوود جعل الكثير من القصص تُروى من زاوية واحدة، ما أدّى إلى تكريس صور نمطية ضيّقة، خصوصاً فيما يتعلّق بالجاليات اللاتينية التي غالباً ما تظهر في الأعمال ضمن أدوار مرتبطة بالعنف أو الجريمة أو الأعمال الهامشية».

وشددت على أنها تريد أن تساهم في معالجة هذا الخلل، ليس عبر الخطابات فقط، بل من خلال إنتاج أعمال تظهر فيها الشخصيات اللاتينية والعربية والنساء بصورة كاملة، إنسانية، متنوّعة، لافتة إلى أن تنوّع التجارب الحياتية هو العنصر الذي يجعل صناعة السينما أكثر ثراء، وأن غياب هذا التنوع يجعل الكثير من الكتّاب والمخرجين عاجزين عن تخيّل شخصيات خارج ما اعتادوا عليه.

وأضافت أن مهمتها اليوم، من موقعها الجديد، هي فتح المجال أمام أصوات غير مسموعة، سواء كانت نسائية أو تنتمي إلى أقليات ثقافية واجتماعية، لافتة إلى أنها تعمل على تطوير فيلم جديد مع المخرج روبرت رودريغيز، يعتمد على مزيج من الكوميديا العائلية وأجواء أفلام السرقة، مع طاقم تمثيل لاتيني بالكامل.

وأوضحت أن هذا العمل يأتي امتداداً لرغبتها في دعم المواهب اللاتينية، وفي الوقت نفسه تقديم أعمال جماهيرية لا تُختزل في سرديات العنف أو الهوامش الاجتماعية، واصفة المشروع بأنه خطوة مختلفة على مستوى بنية الحكاية؛ لأنه يجمع بين الترفيه والأسئلة العائلية، ويقدّم الشخصيات اللاتينية في إطار طبيعي وغير مصطنع.

وتوقفت جيسيكا عند مشاركتها المرتقبة في فيلم «الشجرة الزرقاء»، ويتناول علاقة أم بابنتها التي تبحث عن استقلاليتها رغم حساسية ظروفها موضحة أن ما جذبها لهذا العمل هو طبيعته الهادئة، واعتماده على بناء علاقة حميمة بين شخصيتين، بعيداً عن الصراعات المفتعلة، معتبرة أن هذا النوع من الحكايات يمثّل مرحلة أصبحت قريبة جداً منها في هذه الفترة من حياتها.