لينا شاماميان تُجسّد أسمهان على مسرح «بيكوك» في لندن

بين الغناء والتمثيل... سيرة امرأة مزّقتها الشهرة والمنفى

شاماميان في حفل بالعلا السعودية (خاص الفنانة)
شاماميان في حفل بالعلا السعودية (خاص الفنانة)
TT

لينا شاماميان تُجسّد أسمهان على مسرح «بيكوك» في لندن

شاماميان في حفل بالعلا السعودية (خاص الفنانة)
شاماميان في حفل بالعلا السعودية (خاص الفنانة)

تخوض السوبرانو السورية لينا شاماميان تجربة مسرحية غنائية فريدة من نوعها من خلال الميوزيكال «أسمهان»، الذي يُعرض يومي 16 و17 يونيو (حزيران) الحالي على خشبة مسرح «بيكوك» في العاصمة البريطانية لندن، من تنظيم «إي. إم برودكشن» للإنتاج الفني.

تعيد شاماميان عبر هذا العمل إحياء واحدة من أكثر الشخصيات النسائية إثارة للجدل في التاريخ الفني العربي: أسمهان، الاسم الفني للأميرة آمال الأطرش.

بوستر لميوزيكال «أسمهان»

تُقدَّم المسرحية بوصفها رحلة درامية موسيقية تتقاطع فيها السيرة الذاتية لأسمهان مع تجارب شاماميان الشخصية، لتسلط الضوء على تمزقات امرأة جمعت بين الموهبة الاستثنائية والمأساة، بين المجد الفني والانكسار الإنساني، في سرد فني يعيد قراءة الأسطورة بعيون معاصرة.

قراءة فنية وشخصية

لا تسعى شاماميان إلى تقديم أسمهان بوصفها أيقونة من الماضي فحسب، بل أيضاً امرأة تُشبه كثيرات من نساء الحاضر، لا سيما السوريات اللواتي اختبرن المنفى والانقسام الداخلي. تقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «إن الانتقال بين الأوطان، والعيش ضمن أقلية في بلد ما، وتحمُّل عبء تمثيل العائلة... كلها تجارب عشتها بنفسي، ووجدت فيها صدى لما عانته أسمهان».

في بناء الشخصية، اعتمدت شاماميان على مصادر متعدِّدة، أبرزها سلسلة سعد الله آغا القلعة الوثائقية التي درست فيها التحليل الموسيقي والسياق التاريخي لصعود أسمهان. وتضيف: «قناة آغا القلعة على (يوتيوب) تُعد من أهم المراجع الثقافية الموسيقية في سوريا، وقد منحتني فهماً أعمق لعلاقتها بفريد الأطرش، كانت مسيرتها قصيرة، إلا أنها تميزت بتأثير قوي وبصمة لا تُنسى».

ألبومها الجديد «صحاب» تُطلقه في 26 يونيو (خاص الفنانة)

ماذا تقدم المسرحية؟

تتناول المسرحية الفترة الأخيرة من حياة أسمهان، بما في ذلك كواليس التحضير لحفلها الأخير، وأحلامها المؤجلة، وعلاقاتها المتشابكة والمعقدة. تسعى شاماميان عبر هذا العمل إلى إبراز التناقضات التي عاشتها أسمهان: بين حبها العميق للفن ونفورها من الشهرة، وبين التزاماتها العائلية وحاجتها العميقة للحرية.

وتوضح الفنانة أن التحدي الأكبر تَمثَّل في ضيق الوقت المُخصص للتحضير: «وصلت إلى لندن قبل العرض بأسبوع فقط، وكان عليّ أن أوازن بين البروفات والأداء الغنائي والتمثيلي المكثف».

أما الصعوبة الأبرز، فكانت في أداء أغنيات أسمهان نفسها. وتعلّق شاماميان: «غناؤها لا يُقلَّد، بل يُفهم. طريقتها في التنقل بين طبقات الصوت، وقدرتها على المزج بين الطرب العربي والغناء الكلاسيكي، تجعلان منها مدرسة قائمة بذاتها».

تتناول المسرحية الفترة الأخيرة من حياة أسمهان (لينا شاماميان)

لمواجهة هذه التحديات، استعانت شاماميان بخيالها التحليلي، وبشخصيات مغنيات من جيل أسمهان، إلى جانب تحليل الأداء الصوتي والانفعالي في أغنياتها. وتشير إلى أن أسمهان لم تترك خلفها مقابلات إذاعية أو تلفزيونية كافية، مما زاد من صعوبة تكوين صورة دقيقة عنها.

لكنها ترى أن هذا الغياب نفسه وفّر لها هامشاً للإبداع، إذ تقول: «المسرح لا يعرض حقائق تاريخية، بل يطرح أسئلة. هدفي لم يكن توثيق حياة أسمهان بدقة أرشيفية، بل تقديم رؤيتي الخاصة لهذه الشخصية المركبة».

ستواصل شاماميان مسيرتها الفنية المستقلة التي توازن بين الحداثة والأصالة (خاص الفنانة)

أغنية خاصة وأثر التجربة

كتبت شاماميان أغنية جديدة ولحّنتها خصيصاً لهذا العمل، مستوحاة من أجواء حياة أسمهان، وتحمل بصمة وجدانية تُعبّر عن الصراع بين الحب والخذلان. «هذه الأغنية تُشبه في طابعها بعضاً من أعمال فريد الأطرش، وهي تُلخص كل ما أردت قوله عن أسمهان وعن النساء الفنانات اللواتي جمعن بين الإبداع والضعف، بين الوهج والعزلة».

شاماميان في حفل قرطاج 2017 (خاص الفنانة)

المشهد الأكثر تأثيراً في المسرحية، تقول شاماميان، كان حين يهاجم الجميع أسمهان، ويتركونها وحيدة. أما الأغنية الأقرب إليّ، فهي تلك التي كتبت كلماتها خصيصاً لهذا العمل، وهي مستوحاة من حياة أسمهان وصوتها، ومن علاقة صوتها بألحان فريد. كتبتها لتحكي عنها بطريقتي، وفيها وصف دقيق لحياتها التي جمعت بين المجد والفراغ، وبين العظمة والوحدة.

أما عن أثر التجربة على مسيرتها الشخصية، فتوضح: «لم تُغيّر هذه التجربة نظرتي للموسيقى الكلاسيكية، لكنها عمّقت علاقتي بالغناء الطربي. درست كل لحن وعُربة ونفَس غنائي لأسمهان، وتعلمت كيف يمكن لصوت واحد أن يحمل قصة كاملة».

السوبرانو لينا شاماميان (خاص الفنانة)

رموز خفية وصراعات معاصرة

تشير شاماميان إلى أن زمن أسمهان، رغم ما حمله من صراعات، كان يحمل عمقاً ثقافياً وإنسانياً نفتقده اليوم. تقول: «رغم اتساع هامش التعبير الآن، كان لزمن أسمهان إحساس بالحياة وقراءات أعمق. أشعر أحياناً أن العالم يدور في دوائر تعيد مشكلاتنا بأشكال جديدة، لكنها بإحساس أقل بالحيوية.»

تضيف أن المجتمعات العربية في ذلك الزمن كانت أكثر انفتاحاً وتواصلاً مع الثقافة الغربية، قبل أن تعزلنا الطفرات التقنية والمعلوماتية التي فرّقت بين الشعوب بدل أن تقربها.

كما تلفت إلى أن أبرز التحديات التي واجهت الفنانين العرب آنذاك تمثلت في الوجود الاستعماري وتأثيره على حرية الفن والفنانين. وكانت الصحافة تملك سلطة شبه مطلقة، عكس اليوم حيث منحت منصات التواصل الاجتماعي الفنانين مساحة أوسع للتعبير.

وتعرب شاماميان عن أملها في أن يلقى العرض صدى واسعاً لدى الجمهور العربي في لندن، لا سيما بين أولئك الذين عاشوا تجربة الشتات أو فقدوا الاتصال بالثقافة العربية الأصيلة. وترى أن سيرة أسمهان مرآة لقضايا تتجاوز الفن لتلامس مفاهيم الهوية والحرية والتمكين.

وتعلن أيضاً عن إطلاق ألبومها الجديد «صحاب» في 26 يونيو بالقاهرة، مؤكدة أن العمل الفني لن يتوقف، وأنها ستواصل مسيرتها الفنية المستقلة التي توازن بين الحداثة والأصالة.

وتختم بالقول: «أسمهان كانت امرأة سبقت زمنها، تماماً كما نساء كثيرات لا تزال أصواتهن تنتظر أن تُسمَع. ربما كانت هذه المسرحية خطوة صغيرة لفتح آذان وقلوب جديدة لهن».


مقالات ذات صلة

القاهرة تستضيف 16 عرضاً بمهرجان «المسرح العربي»

يوميات الشرق ريم أحمد في لقطة من مسرحية «كارمن»  (البيت الفني للمسرح)

القاهرة تستضيف 16 عرضاً بمهرجان «المسرح العربي»

أعلنت الهيئة العربية للمسرح عن مشاركة 16 عرضاً مسرحياً من مختلف الدول العربية، في الدورة الـ16 من مهرجان «المسرح العربي» التي تنظمها الهيئة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق تضمن العرض بعضاً من أغاني أم كلثوم خصوصاً عن فلسطين (وزارة الثقافة المصرية)

«سيرة في حب أم كلثوم»... مسرحية للعرائس تستعيد رحلة «الست»

في إطار استعادة مصر لسيرة أم كلثوم بالتزامن مع مرور 50 عاماً على رحيلها، استضاف «مسرح نهاد صليحة» بأكاديمية الفنون المصرية عرضاً مسرحياً للعرائس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان التونسي لمين النهدي (الشرق الأوسط)

لمين النهدي لـ«الشرق الأوسط»: أنحاز للمسرح لأنه يمنحني الحرية

أكد الممثل التونسي لمين النهدي أنه انحاز للمسرح منذ بداية مسيرته الفنية لأنه يجد حريته في مواجهة الجمهور أكثر من السينما والدراما التلفزيونية.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق نحو 24 ممثلاً يشاركون في مسرحية «أبو الزوس»

«أبو الزوس»... ضربة معلّم في الإبهار والعمق والكوميديا

تمثّل مسرحية «أبو الزوس» للمخرجة لينا خوري عودة مفرحة للمسرح اللبناني الأصيل، إذ تلتقي في العمل جميع العناصر الفنية المطلوبة لتقديم مسرحية متكاملة.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق تكريم تاريخ يمتد من الأحساء إلى الرياض (هيئة المسرح)

«الرياض للمسرح» يحتفي برائدَيْن صاغا البدايات الأولى للحركة المسرحية السعودية

تُنظّم «هيئة المسرح والفنون الأدائية» مهرجان الرياض للمسرح من 15 حتى 22 ديسمبر (كانون الأول)، بمركز المؤتمرات بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن في الرياض...

عمر البدوي (الرياض)

رابح صقر وناصر نايف يفتتحان «صدى الوادي» بليلة طربية في وادي صفار

وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)
وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)
TT

رابح صقر وناصر نايف يفتتحان «صدى الوادي» بليلة طربية في وادي صفار

وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)
وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)

ساعات من الطرب والحماسة شهدتها أولى حفلات برنامج «صدى الوادي» في وادي صفار، مع صقر الأغنية الخليجية رابح صقر، والفنان ناصر نايف، ضمن فعاليات موسم الدرعية.

وانطلقت، الخميس، أولى حفلات برنامج «صدى الوادي»، في مشهد جمع بين القيمة التاريخية للمكان والإيقاع الفنّي الذي يُقدّمه موسم الدرعية 25-26، ضمن برامجه التي تمزج بين التاريخ والتراث والسياحة والترفيه.

وبدأت الأمسية على المسرح المفتوح بتصميمه الذي ينسجم مع الطبيعة الآسرة لوادي صفار شمال غربي مدينة الرياض، مع الفنان السعودي الشاب ناصر نايف الذي تفاعل معه الجمهور وهو يؤدّي أغنياته المُحبَّبة.

وتصاعدت حماسة الحضور مع ظهور صقر الأغنية الخليجية رابح صقر الذي لفت الأنظار بأدائه في عدد من أغنياته، أبرزها: «يوم ما أنا ضحّيت ما أقصد جحود»، و«حبيبي اللي همّه رضاي»، إلى جانب أداء ناصر الاستثنائي في «نسايم نجد»، و«خلي الليالي سعادة»، ومجموعة أخرى من الأغنيات التي أشعلت شتاء وادي صفار في أولى حفلات موسم الدرعية هذا العام.

الفنان ناصر نايف خلال الحفل (موسم الدرعية)

الفنان رابح صقر خلال الحفل (موسم الدرعية)

ويأتي اختيار وادي صفار لتنظيم الأمسية لما يمثّله من قيمة تاريخية وموقع حيوي كان على مدى العصور مَعْبراً للمسافرين وقوافل التجارة، وملتقى اجتماعياً لأهالي الدرعية، قبل أن يتحوَّل اليوم إلى مسرح مفتوح يحتضن فعاليات ثقافية وفنية تعكس حضور الموسم وتنوّع عروضه. ويندرج هذا الحفل ضمن برنامج موسيقي واسع يشارك فيه فنانون من أبرز الأسماء العربية؛ من بينهم: فنان العرب محمد عبده، وقيثارة العرب نوال، وراشد الفارس، وأميمة طالب، وفنانو حفل اليوم، الجمعة، عايض يوسف، وزينة عماد، بالإضافة إلى مجموعة من المواهب السعودية الممّيزة.

أجواء تراثية وطربية في ليالي «صدى الوادي» (موسم الدرعية)

ويُقدّم برنامج «صدى الوادي» سلسلة من الحفلات التي تستضيف أبرز الفنانين في العالم العربي، عبر إثراء التجربة الفنية لزوار موسم الدرعية من خلال عروض موسيقية متنوّعة تشمل السامري وفنون الأداء الجماعي، وتُبرز جماليات المكان بتكوينه الطبيعي وشواهده التاريخية.

وتشمل تفاصيل «صدى الوادي» تجربة متكاملة تبدأ باستقبال الزوار بطابع الضيافة السعودية، مروراً بعروض شعرية وغنائية، وصولاً إلى مرافق فنّية ومعارض تفاعلية، من بينها معرض السامري الذي يُقدّم سرداً بصرياً وثقافياً لتراث فنون الأداء النجدية عبر تقنيات رقمية وآلات موسيقية معروضة، بما يعزّز دور البرنامج في الحفاظ على الفنون التقليدية وإبرازها بأسلوب معاصر.


أداة مبتكرة تُساعد ضعاف البصر على البرمجة

الأداة الجديدة تمنح المبرمجين من ضعاف البصر استقلالية في التصميم (جامعة تكساس)
الأداة الجديدة تمنح المبرمجين من ضعاف البصر استقلالية في التصميم (جامعة تكساس)
TT

أداة مبتكرة تُساعد ضعاف البصر على البرمجة

الأداة الجديدة تمنح المبرمجين من ضعاف البصر استقلالية في التصميم (جامعة تكساس)
الأداة الجديدة تمنح المبرمجين من ضعاف البصر استقلالية في التصميم (جامعة تكساس)

طوّر فريقٌ بحثي دولي، بقيادة جامعة تكساس الأميركية، أداةً مدعومة بالذكاء الاصطناعي تُساعد المبرمجين من ضعاف البصر على إنشاء النماذج ثلاثية الأبعاد وتحريرها والتحقق منها بشكل مستقل.

وأوضح الباحثون أن هذه الدراسة تفتح الباب أمام إتاحة أدوات الإبداع التكنولوجي للأشخاص ضعاف البصر، وهو مجال لا يزال محدوداً جدّاً حتى الآن. وقد قُدّمت النتائج، الخميس، خلال مؤتمر «ASSETS 2025» الدولي للحوسبة في دنفر بالولايات المتحدة.

ويعاني المبرمجون ضعاف البصر تحديات كبيرة في العمل على الأكواد والنماذج الرقمية، إذ تعتمد أدوات برمجة تقليدية عدّة على الرؤية المباشرة للشاشات والنماذج ثلاثية الأبعاد.

ووفقاً للفريق، فإن نحو 1.7 في المائة من المبرمجين يعانون ضعف البصر، ويستخدمون أدوات مثل قارئات الشاشة وشاشات برايل التي تتيح لهم قراءة الأكواد بطريقة «برايل».

وجاء اهتمام الفريق في تطوير الأداة بعد ملاحظتهم التحديات التي واجهها زميلهم الكفيف أثناء دراسة النمذجة ثلاثية الأبعاد، إذ كان يحتاج دائماً إلى مساعدة الآخرين للتحقّق من عمله.

وتحمل الأداة المبتكرة اسم «A11yShape»، وتهدف إلى تمكين ضعاف البصر من تحرير النماذج والتحقّق منها دون الحاجة إلى مساعدة أشخاص مبصرين، ما يفتح أمامهم فرصاً أوسع للمشاركة في المشروعات التقنية والإبداعية بشكل مستقل.

وتعتمد الأداة على التقاط صور رقمية متعددة الزوايا للنماذج التي يُنشئها المبرمجون في محرر الأكواد «OpenSCAD»، ومن ثمَّ يستخدم النظام نموذجَ الذكاء الاصطناعي «GPT-4o» لتحويل الأكواد والصور إلى وصفٍ نصّي دقيق يمكن للمستخدم فهمه بسهولة.

كما تقوم الأداة بمزامنة التغييرات بين الكود والوصف والنموذج ثلاثي الأبعاد، وتوفّر مساعداً ذكياً شبيهاً بـ«روبوت دردشة» للإجابة عن أسئلة المستخدم المتعلّقة بالتصميم والتحرير.

وبذلك تتيح الأداة للمبرمجين من ضعاف البصر العملَ بشكل مستقل على تصميم النماذج ثلاثية الأبعاد من دون الحاجة إلى مساعدة شخص مبصر، ما يُعزّز فرصهم في الإبداع والمشاركة الفعلية في المشروعات التقنية.

واختبر الباحثون الأداة مع 4 مبرمجين من ضعاف البصر، وتمكّنوا بفضلها من إنشاء وتعديل نماذج ثلاثية الأبعاد لروبوتات وصواريخ وطائرات هليكوبتر بشكل مستقل.

وقال الدكتور ليانغ هي، الأستاذ المساعد في علوم الحاسوب بجامعة تكساس والباحث الرئيسي في الدراسة: «هذه خطوة أولى نحو تمكين الأشخاص ضعيفي البصر من الوصول إلى أدوات الإبداع، بما في ذلك النمذجة ثلاثية الأبعاد».

وأضاف، عبر موقع الجامعة، أن فريقه سيواصل تطوير الأدوات لدعم المبرمجين ضعيفي البصر في مهام إبداعية أخرى، مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد وتصميم الدوائر الإلكترونية، بهدف تمكينهم من العمل بشكل مستقل في هذه المجالات.


الرياض تجمع 60 متحدّثاً عالمياً بمنصة فلسفية تبحث جذور الفكر بين الشرق والغرب

مدارس واتجاهات فلسفية عدّة ضمن برنامج متنوّع (هيئة الأدب)
مدارس واتجاهات فلسفية عدّة ضمن برنامج متنوّع (هيئة الأدب)
TT

الرياض تجمع 60 متحدّثاً عالمياً بمنصة فلسفية تبحث جذور الفكر بين الشرق والغرب

مدارس واتجاهات فلسفية عدّة ضمن برنامج متنوّع (هيئة الأدب)
مدارس واتجاهات فلسفية عدّة ضمن برنامج متنوّع (هيئة الأدب)

أكد الدكتور عبد اللطيف الواصل، رئيس هيئة الأدب والنشر والترجمة في السعودية، أنّ المرحلة الراهنة تتطلَّب استعادة دور الفلسفة في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتقدَّم فيه المادية، لتُعيد طرح الأسئلة الكبرى، وتُقدّم قراءة أعمق للتحوّلات التي يشهدها العالم.

وتابع الواصل، خلال افتتاح أعمال «مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة 2025» في نسخته الخامسة، أنّ الرياض باحتضانها هذا الحدث المعرفي تُرسّخ مكانتها فضاءً حيّاً يتقاطع فيه عمق الفكرة مع حيوية التجديد، وتمنح الفكر موقعاً فاعلاً في صياغة الرؤى والأسئلة المعاصرة.

يشارك في المؤتمر 60 متحدّثاً عالمياً من الفلاسفة والمفكرين والباحثين (هيئة الأدب)

وتتواصل، منذ الخميس، نقاشات غنيّة ضمن أعمال المؤتمر الذي تُنظّمه هيئة الأدب والنشر والترجمة في مكتبة الملك فهد الوطنية، تحت عنوان «الفلسفة بين الشرق والغرب: المفاهيم، والأصول، والتأثيرات المتبادلة».

ويشارك في المؤتمر 60 متحدّثاً من الفلاسفة والمفكرين والباحثين من مختلف دول العالم، يمثّلون مدارس فلسفية متعددة، مما يمنح البرنامج تنوّعاً معرفياً يُعزّز مكانته منصةً دوليةً للحوار وتبادل الخبرات.

نقاشات مُعمَّقة ضمن ورشات العمل المُصاحبة للمؤتمر (هيئة الأدب)

وتشهد الفعالية أكثر من 40 جلسة حوارية تتناول جذور الفلسفة الشرقية والغربية، وطرائق التفكير، ومسارات التأثير المتبادل بين المدارس الفكرية، إلى جانب مناقشة قضايا معاصرة تتعلَّق بالمعنى الإنساني، والتحوّلات الثقافية، ودور الفلسفة في قراءة الواقع.

هذا الزخم العلمي يمنح الباحثين والمهتمّين رؤى متنوّعة ومقاربات موسَّعة، تُعمّق النقاشات الفلسفية وتُطوّر فهماً أوسع للأسئلة الكبرى في الفكر الإنساني.

مؤتمر الرياض عزَّز مكانته منصةً دوليةً للحوار وتبادل الخبرات (هيئة الأدب)

الروابط المشتركة بين الشرق والغرب

وأشار الواصل إلى أنّ اختيار عنوان المؤتمر يعكس حقيقة أنّ الفلسفة لم تُولد من الجغرافيا بقدر ما تشكّلت من السؤال. وأضاف أن تناول ثنائية الشرق والغرب ليس هدفه تكريس الانقسام، بل إبراز الروابط المشتركة بين التجارب الفكرية وما يجمعها من ميراث إنساني قائم على البحث عن المعنى وصناعة الوعي.

وأوضح أنّ انعقاد المؤتمر في نسخته الخامسة هو امتداد لمشروع فكري انطلق قبل 5 أعوام، وتحوَّل إلى مبادرة راسخة تُعزّز حضور الفلسفة وتُثري حوار الثقافات، وتُرسّخ موقع المملكة منصةً عالميةً في مجالات الإنتاج المعرفي وصناعة الفكر.

وأوضح الواصل أنّ المؤتمر بات اليوم مشروعاً يتنامى أثره عاماً بعد عام، ويتّسع حضوره محلّياً ودولياً، بما يعكس الثقة التي اكتسبها ودوره في دعم الحوارات الفلسفية بين الشرق والغرب.

يشهد المؤتمر أكثر من 40 جلسة حوارية تتناول جذور الفلسفة الشرقية والغربية (هيئة الأدب)

وأكّد أنّ الحاجة المتزايدة لاستعادة دور الفلسفة تنبع من واقع عالمي سريع التحوّل، تتقاطع فيه الأزمات والأسئلة الوجودية. وترى الرياض في هذا الحدث مساحة تتفاعل فيها الفكرة العميقة مع التجديد الفكري، في فضاء مفتوح يعكس المكانة المتنامية للمملكة في المشهد الفلسفي العالمي.

ويُعدّ «مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة» من أبرز الفعاليات الفكرية السنوية في المنطقة، إذ يُسهم منذ انطلاقته الأولى في تعزيز التواصل الثقافي العالمي، وإعادة تقديم الفلسفات بمختلف مدارسها في سياق دولي، وترسيخ الدور السعودي في دعم الإنتاج الفكري وبناء الجسور المعرفية بين الشرق والغرب، بما يخدم مسارات التنمية الثقافية والفكرية التي تشهدها المملكة.

مناقشة قضايا معاصرة تتعلَّق بالمعنى الإنساني والتحوّلات الثقافية (هيئة الأدب)

ويأتي انعقاد المؤتمر هذا العام امتداداً لمسيرته المعرفية التي بدأت قبل 5 أعوام، ليواصل دوره منصةً عالميةً تجمع المفكرين والباحثين والخبراء من مختلف دول العالم، وتُرسّخ مكانة السعودية مركزاً دولياً لإنتاج المعرفة وتعزيز الحوار بين الثقافات.