رئيس «فيبرسي»: السعودية لديها فرصة لتأسيس تيار نقدي قوي

أحمد شوقي حذَّر من الاستعانة بالمؤثرين بدلاً من النقاد المهنيين

أحمد شوقي (إدارة مهرجان «مالمو السينمائي»)
أحمد شوقي (إدارة مهرجان «مالمو السينمائي»)
TT

رئيس «فيبرسي»: السعودية لديها فرصة لتأسيس تيار نقدي قوي

أحمد شوقي (إدارة مهرجان «مالمو السينمائي»)
أحمد شوقي (إدارة مهرجان «مالمو السينمائي»)

قال رئيس الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين (فيبرسي)، الناقد المصري أحمد شوقي، إنهم اعتمدوا لائحة جديدة للاتحاد تتضمّن تعديلات واسعة في التفاصيل، مع تقاعد السكرتير العام التاريخي للاتحاد كلاوس إيدر، لأسباب صحية، في اجتماع الجمعية العمومية خلال شهر سبتمبر (أيلول) الماضي في المجر، بعد 4 عقود كاملة، مشيراً إلى أن المنصب التنفيذي الفعلي بيد السكرتير العام، ولم يكن من المنطقي أن تستمرّ اللائحة بهذا الشكل في ظل تغيرات كبيرة طرأت على آليات العمل.

وأضاف شوقي في حواره مع «الشرق الأوسط» أنهم اقترحوا إعداد لائحة جديدة تُطرح للتصويت عالمياً، وهو ما حدث بالفعل، وأُقرّت اللائحة الجديدة في 27 أبريل (نيسان) الماضي بإجماع كامل من الدول، باستثناء ألمانيا التي يوجد بها اتحادان، صوت أحدهما بـ«نعم» والآخر بـ«لا»، وحسب النظام يُعدُّ تصويت الدولة باطلاً عند وجود تعارض، وبالتالي أصبحت النتيجة الإجمالية موافقة بنسبة 100 في المائة.

لائحة جديدة

وأوضح أن اللائحة الجديدة تُلغي منصب السكرتير العام، وتحوِّله إلى نظام إداري يقوده رئيس وثلاثة نواب يُنتخبون لأربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة فقط، وهو ما يمنع أي شخص من احتكار السلطة الإدارية لعقود، بجانب صياغة هيكل أكثر وضوحاً واحترافية في العمل، ويُساعد على إحداث ديناميكية داخل الاتحاد.

وقال إن السعودية أصبحت الآن الدولة الرابعة عربياً التي تملك اتحاداً وطنياً للنقاد، بعد تأسيسها «جمعية نقاد السينما» وانضمامها إلى الاتحاد، لتكون بذلك بعد كل من مصر وتونس والمغرب. لافتاً إلى أن الاتحاد يضمّ حالياً عضوية 51 دولة، بالإضافة إلى وجود بعض الدول التي لا تملك اتحادات رسمية، بل يشارك منها نُقاد بشكل منفرد على غرار لبنان، لكن هؤلاء النقاد لا يكون لهم الحق في التصويت بالجمعية العمومية.

وأوضح أن المملكة استوفت عبر عضويها في الاتحاد، أحمد العياد ومحمد البشير، شروط تأسيس جمعية نقد وطنية بوصفها جمعية أهلية لا حكومية، إلى جانب توافق لائحتها مع جميع شروط الاتحاد، لافتاً إلى أن الاتحاد تلقَّى خطابات رسمية تفيد بتشكّل الجمعية ومجلس إدارتها.

تيار قوي

وأكد شوقي أن السعودية تمرّ الآن بمرحلة تحدٍّ في النقد، لكنها تملك فرصة لتأسيس تيار نقدي قوي، بسبب نظامها التعليمي المستقر والجيل الجديد الذي يميل للتأمل قبل إطلاق الأحكام، وهو ما ينعكس على جودة النقد، مشيراً إلى أن انطباعاته من الورش التي أدارها في المملكة تؤكد له ذلك.

وأشار إلى أن هناك نقاداً سعوديين لديهم خلفيات أكاديمية قوية، فالنقد الأدبي، وإن لم يكن نقداً سينمائياً صرفاً، فإن بينهما قواسم مشتركة مهمة، وهو أمر إيجابي لأنه يرفع من مستوى الحوار في الجمعية.

وأكد أن الأهم في الوقت الحالي هو أن يُسمع صوت النقد، فهذا هو الهدف الأساسي من وجود الاتحاد، وأن هذا الهدف لا يختلف كثيراً عن نظيره في جمعية «النقاد المصريين»، التي تأسست بهدف بلورة تيار نقدي حديث في السينما المصرية، من خلال توحيد جهود النقاد وتطوير مهنتهم، مشيراً إلى أن الجمعية تحاول تقديم الدعم المهني للأعضاء، من فرص سفر ومشاركة في لجان تحكيم وندوات ودراسات، ولكن الهدف الجوهري هو أن يكون النقد أداة لتطوير السينما.

وأوضح أن النقد عندما يتطوَّر، فإنه يُلهم صنّاع السينما، وضرب مثالاً بجيل السبعينات والثمانينات من المخرجين المصريين الذين تفاعلوا مع جمعية النقاد، حتى وإن لم يكونوا أعضاءً مؤسسين فيها، مثل محمد خان، وخيري بشارة، ورؤوف توفيق، مما انعكس على تطوير رؤية السينما نفسها.

جدل المؤثرين

وعن المشكلات التي تواجه النقد السينمائي راهناً، أكد شوقي أن هذه الأمور تُناقَش باستمرار على المستوى العالمي، ففي الاجتماعات السنوية للجمعية العمومية تُطرح قضايا مهنية، مستشهداً بحالة حصلت في العاصمة البريطانية لندن، حين أقيم عرض خاص لفيلم «باربي» ولم يُدعَ إليه نقاد بل فقط مؤثرون على وسائل التواصل، وطُلب منهم علانية أن يكون تقييمهم إيجابياً.

وقال إن هذا الحادث، وإن بدا صغيراً، لكنه شغل اجتماعاً طويلاً للنقاش في مدى خطورته، لأنه يعكس تغيراً في النظرة إلى النقد، وتحوُّل بعض الجهات إلى استخدام المؤثرين بدلاً من النقاد المهنيين، ورأى أن هذا الأمر يعد تحدياً جديداً في المشهد العالمي، والنقاش فيه مستمر، لأن مستقبل النقد يتوقف على مدى قدرته على البقاء بوصفه صوتاً مستقلاً ومحترفاً.


مقالات ذات صلة

«الأسود على نهر دجلة»... صراع إنساني تكشفه بوابة نجت من الدمار

يوميات الشرق المخرج العراقي زرادشت أحمد (الشركة المنتجة للفيلم)

«الأسود على نهر دجلة»... صراع إنساني تكشفه بوابة نجت من الدمار

يقدّم فيلم «الأسود على نهر دجلة» تجربة تتقاطع فيها الذاكرة الشخصية بالذاكرة الجماعية، ويعود فيها المخرج زرادشت أحمد إلى المُوصل.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق خيرية نظمي في مشهد من فيلم «هجرة» (الشرق الأوسط)

خيرية نظمي لـ«الشرق الأوسط»: حياتي الفنّية بدأت بعد الخمسين

تعود خيرية نظمي إلى فكرة السلام الداخلي، مؤكدةً أنها تعيش حالة رضا وتصالح مع الذات...

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق أمير المصري قام ببطولة فيلم «العملاق» (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

المخرج البريطاني روان أثالي: أمير المصري أبهرني في «العملاق»

قال المخرج البريطاني روان أثالي إن اختيار المشهد الافتتاحي لفيلم «العملاق» لم يكن قراراً مفاجئاً، بل كان محدداً منذ المراحل الأولى للكتابة.

أحمد عدلي (جدة )
يوميات الشرق لقطة من فيلم «مملكة القصب» (مؤسَّسة الدوحة للأفلام)

حسن هادي: «مملكة القصب» كوميديا سوداء من ذاكرة الحصار

أكد حسن هادي أنَّ الفيلم حاول عكس صورة المجتمع خلال التسعينات، بسبب الحصار والعقوبات المفروضة.

داليا ماهر (الدوحة)
سينما أونا تشابلن شريرة الفيلم (تونتييث سنتشري ستديوز)

فيلم «أڤاتار: نار ورماد»... نقاط ضعف وحسنات

كل ما يحدث في «أڤاتار: نار ورماد» على مدى ثلاث ساعات و17 دقيقة كان يمكن له أن يحدث على كوكب الأرض فيما لو قرر جيمس كاميرون وكاتبا السيناريو ذلك.

محمد رُضا (بالم سبرينغز (كاليفورنيا) )

انتحار الممثل الأميركي جيمس رانسون

أرشيفية للممثل الأميركي جيمس رانسون (ا.ب)
أرشيفية للممثل الأميركي جيمس رانسون (ا.ب)
TT

انتحار الممثل الأميركي جيمس رانسون

أرشيفية للممثل الأميركي جيمس رانسون (ا.ب)
أرشيفية للممثل الأميركي جيمس رانسون (ا.ب)

توفي الممثل الأميركي جيمس رانسون، الذي جسد شخصية «زيجي سوبوتكا» في مسلسل قناة «إتش بي أو» الشهير «ذا واير» وظهر في العديد من المسلسلات التلفزيونية والأفلام الأخرى، عن 46 عاماً.

وذكر مكتب الطب الشرعي في مقاطعة لوس أنجليس في سجلاته المنشورة على الإنترنت أن رانسون توفي منتحراً يوم الجمعة.

وتشمل الأعمال السينمائية لرانسون أفلاما مثل «إت: الفصل الثاني»، و«الهاتف الأسود»، و«الهاتف الأسود 2»، كما ظهر في مسلسلات تلفزيونية من بينها دراما الشرطة «بوش» ومسلسل «بوكر فيس».


اعتقال موظف بقصر الإليزيه لاتهامه بسرقة أدوات مائدة قيّمة

أدوات مائدة وقائمة طعام في انتظار حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعشاء الكريسماس مع جنوده في أبوظبي (أ.ف.ب)
أدوات مائدة وقائمة طعام في انتظار حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعشاء الكريسماس مع جنوده في أبوظبي (أ.ف.ب)
TT

اعتقال موظف بقصر الإليزيه لاتهامه بسرقة أدوات مائدة قيّمة

أدوات مائدة وقائمة طعام في انتظار حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعشاء الكريسماس مع جنوده في أبوظبي (أ.ف.ب)
أدوات مائدة وقائمة طعام في انتظار حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعشاء الكريسماس مع جنوده في أبوظبي (أ.ف.ب)

أعلنت النيابة العامة في باريس أن 3 رجال سيمثلون أمام المحكمة، العام المقبل، بعد أن تمَّ اعتقال موظف فضيات يعمل في المقر الرسمي للرئيس الفرنسي، هذا الأسبوع، بتهمة سرقة أدوات فضية وأواني مائدة تقدر قيمتها بآلاف اليوروات.

وأفاد كبير موظفي الفضيات في قصر الإليزيه باختفاء هذه الأدوات، حيث قُدِّرت الخسائر بما بين 15 ألفاً و40 ألف يورو، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

وقد تمكَّن «مصنع سيفر»، الذي زوَّد القصر بمعظم الأثاث، من التعرُّف على عدد من القطع المفقودة بعد ظهورها على مواقع المزادات الإلكترونية. وأدت التحقيقات مع موظفي الإليزيه إلى الاشتباه بأحد موظفي الفضيات، إذ أظهرت سجلات الجرد الخاصة به أنه كان يخطط لعمليات سرقة مستقبلية.

قصر الإليزيه في باريس بفرنسا (رويترز)

وكشفت التحقيقات عن أن الرجل كان على علاقة بمديرة شركة متخصصة في بيع الأدوات المنزلية عبر الإنترنت، خصوصاً أدوات المائدة.

يأتي ذلك بعدما تمكَّن لصوص من الاستيلاء على 8 قطع مجوهرات «لا تُقدَّر بثمن» كانت مملوكة سابقاً لملكات وإمبراطورات فرنسيات، من بينها تيجان مرصعة بالأحجار الكريمة، وقلائد، وأقراط، وبروشات، قبل أن يضطروا إلى الفرار بعد تدخل موظفي المتحف.


«نوابغ العرب» تختار البروفسور اللبناني بادي هاني لجائزة «الاقتصاد»

حصل البروفسور اللبناني بادي هاني على جائزة فئة الاقتصاد لإسهاماته العلمية في الاقتصاد القياسي وتطوير نماذج تحليل البيانات الاقتصادية (الشرق الأوسط)
حصل البروفسور اللبناني بادي هاني على جائزة فئة الاقتصاد لإسهاماته العلمية في الاقتصاد القياسي وتطوير نماذج تحليل البيانات الاقتصادية (الشرق الأوسط)
TT

«نوابغ العرب» تختار البروفسور اللبناني بادي هاني لجائزة «الاقتصاد»

حصل البروفسور اللبناني بادي هاني على جائزة فئة الاقتصاد لإسهاماته العلمية في الاقتصاد القياسي وتطوير نماذج تحليل البيانات الاقتصادية (الشرق الأوسط)
حصل البروفسور اللبناني بادي هاني على جائزة فئة الاقتصاد لإسهاماته العلمية في الاقتصاد القياسي وتطوير نماذج تحليل البيانات الاقتصادية (الشرق الأوسط)

اختارت مبادرة «نوابغ العرب» البروفسور اللبناني بادي هاني للفوز بالجائزة عن فئة الاقتصاد، تقديراً لإسهاماته العلمية في الاقتصاد القياسي وتطوير نماذج تحليل البيانات الاقتصادية.

وهنّأ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، البروفسور هاني، مؤكداً أن استدامة النمو الاقتصادي المرن والمتوازن تُعد ركناً أساسياً لتقدم المجتمعات وازدهار الحضارة الإنسانية. وقال في منشور على منصة «إكس» إن هاني، أستاذ الاقتصاد في جامعة سيراكيوز، قدّم «إسهامات استثنائية» في الاقتصاد القياسي وتطوير نماذج تحليل البيانات الاقتصادية، لافتاً إلى أنه نشر أكثر من 200 بحث علمي، وأن كتابه في تحليل نماذج البيانات الاقتصادية بات مرجعاً للباحثين حول العالم.

وأشار الشيخ محمد بن راشد إلى حاجة المجتمعات العربية إلى اقتصاديين محترفين، مؤكداً أن السياسات الفاعلة تُبنى على علم راسخ وبيانات دقيقة، وأن «اقتصاد الأمة يُصنع بعقولها»، معبّراً عن تطلعه إلى «فصل عربي جديد» في مسيرة استئناف الحضارة العربية.

وجاء منح جائزة الاقتصاد هذا العام للبروفسور بادي هاني تقديراً لإسهاماته في تطوير أدوات التحليل الاقتصادي، خصوصاً في مجال «تحليل لوحة البيانات الاقتصادية»، الذي يعزز دقة دراسة البيانات عبر دمج معلومات من فترات زمنية ومصادر متعددة. وأسهمت ابتكاراته، بحسب المبادرة، في تحسين تقييم آثار السياسات الاقتصادية على المدى البعيد وعبر مناطق مختلفة، ما دفع حكومات ومؤسسات إلى تبنّي أساليبه في قياس كفاءة السياسات والإنفاق العام والأطر التنظيمية.

كما قدّم هاني دورات تدريبية لمختصين اقتصاديين ضمن مؤسسات دولية، بينها البنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي، وبنوك مركزية عدة. ونشر أكثر من 200 بحث علمي، وله مؤلفات أكاديمية مؤثرة، أبرزها كتاب «تحليل نماذج البيانات الاقتصادية» المرجعي. وهو يحمل درجة البكالوريوس في الإحصاء من الجامعة الأميركية في بيروت، والماجستير من جامعة كارنيجي ميلون، والدكتوراه في الاقتصاد من جامعة بنسلفانيا.

وفي إطار الإعلان عن الجائزة، أجرى محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء ورئيس اللجنة العليا لمبادرة «نوابغ العرب»، اتصالاً مرئياً بالبروفسور بادي هاني أبلغه خلاله بفوزه بجائزة «نوابغ العرب 2025» عن فئة الاقتصاد، مشيراً إلى أهمية الأبحاث والنظريات والأدوات التي طورها على مدى عقود، والتي أصبحت ركيزة أساسية في التحليل الاقتصادي الاستراتيجي القائم على المعطيات والبيانات الدقيقة لاستشراف مستقبل التنمية وتعظيم فرصها.

واعتبر القرقاوي أن فوز هاني يمنح «دافعاً قوياً» لجيل جديد من الباحثين والمحللين والاقتصاديين العرب للإسهام في رسم المرحلة المقبلة من التنمية الشاملة في المنطقة.