احتجاجات لوس أنجليس تتصاعد مع نشر الحرس الوطني (صور)

الشرطة أعلنت منطقة «تجمع غير قانوني» في وسط المدينة

TT

احتجاجات لوس أنجليس تتصاعد مع نشر الحرس الوطني (صور)

سيارات للشرطة بعضها محطم بعد إخلاء أحد شوارع لوس أنجليس من المتظاهرين (أ.ف.ب)
سيارات للشرطة بعضها محطم بعد إخلاء أحد شوارع لوس أنجليس من المتظاهرين (أ.ف.ب)

أحرق متظاهرون سيارات واشتبكوا مع الشرطة في لوس أنجليس أمس (الأحد) مع استمرار أعمال الشغب لليوم الثالث احتجاجاً على اعتقال مهاجرين، وسط انتشار قوات الحرس الوطني التي أرسلها الرئيس دونالد ترمب في شوارع ثاني أكبر مدينة في الولايات المتحدة.

وكان من المتوقع أن تثير المداهمات التي بدأت في وضح النهار في مدينة تضم عدداً كبيراً من السكان من أصل لاتيني، ردود فعل غاضبة. لكن معارضين يقولون إن ترمب الذي جعل من القضاء على الهجرة غير الشرعية ركيزة أساسية في ولايته الثانية، كان يؤجج التوترات عمداً بنشره الحرس الوطني في كاليفورنيا، وهو جيش احتياطي عادة ما يأتمر بحاكم الولاية.

سيارة تحترق خلال الاحتجاجات في كومبتون بكاليفورنيا (أ.ب)

وكتب حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم على منصة «إكس»: «لم تكن لدينا مشكلة حتى تدخل ترمب»، وأضاف: «هذا انتهاك خطير لسيادة الولاية (...) إذ يؤجج التوترات بينما يتم سحب الموارد حيث هناك حاجة إليها. ألغوا الأمر. أعيدوا السيطرة إلى كاليفورنيا».

واشتعلت النيران فيما لا يقل عن ثلاث سيارات ذاتية القيادة تابعة لشركة «وايمو» بعد ظهر أمس (الأحد)، كما تعرضت اثنتان أخريان للتخريب بينما تجول المتظاهرون في منطقة محدودة في وسط مدينة لوس أنجليس. وتوقفت حركة المرور على طريق سريع رئيسي لأكثر من ساعة، بينما احتشد عشرات الأشخاص على الطريق. وقام رجال هيئة الطرق السريعة في كاليفورنيا بإبعادهم باستخدام القنابل الصوتية وقنابل الدخان، حسبما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية».

لكن بعد مواجهة مبكرة محدودة بين عملاء فيدراليين من وزارة الأمن الداخلي وعشرات المتظاهرين في مركز احتجاز، أصبحت جميع الاشتباكات مرتبطة بأجهزة إنفاذ القانون المحلية. وبحلول فترة ما بعد الظهر، أقام ضباط شرطة لوس أنجليس خطوطاً على مسافة ما من المباني الفيدرالية، مما منع الاتصال بين المتظاهرين الغاضبين وعشرات من أفراد الحرس الوطني المسلحين من الفرقة القتالية للواء المشاة 79 الذين تجمعوا بالخوذات وملابس التمويه.

إلى ذلك، أعلنت السلطات أن وسط مدينة لوس أنجليس بأكمله هي منطقة «تجمع غير قانوني». وكتبت شرطة لوس أنجليس على منصة «إكس» في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين (بالتوقيت المحلي): «عليكم مغادرة المنطقة فوراً».

وأعلنت شرطة سان فرانسيسكو أنها أوقفت حوالى 60 شخصاً ليل الأحد خلال مواجهات مع محتجين ضد سياسة ترمب المناهضة للهجرة، فيما تشهد لوس أنجليس، المدينة الكبرى الأخرى في كاليفورنيا، اشتباكات منذ الجمعة.

وذكرت الشرطة المحلية على منصة إكس أن الوضع تفاقم خلال تظاهرة عندما «أصبح العديد من المشاركين فيها عنيفين» وهاجموا مبانيَ وسيارة شرطة.
وتعهد ترمب الذي جعل من القضاء على الهجرة غير الشرعية أحد أهم أولويات ولايته الثانية، بأن يفرض الحرس الوطني «القانون والنظام»، تاركاً الباب مفتوحاً أمام إمكانية نشر جنود في مدن أخرى.

العلم الأميركي يحترق خلال الاحتجاجات في لوس أنجليس (أ.ف.ب)

قوات في كل مكان

وعندما سئل ترمب عن استخدام الحرس الوطني، ألمح إلى إمكان نشر القوات على نطاق أوسع في أجزاء أخرى من البلاد.

وقال ترمب للصحافيين إن القوات المرسلة إلى لوس أنجليس ستفرض «قانوناً ونظاماً قويين جداً»، مضيفاً: «هناك أشخاص عنيفون، ولن نسمح لهم بالإفلات (من العقاب) عن ذلك». ورداً على سؤال حول تفعيل «قانون التمرد» الذي يتيح نشر القوات المسلحة لقمع احتجاجات، قال ترمب: «ننظر بشأن القوات في كل مكان. لن نسمح بحدوث ذلك في بلدنا».

امرأة تلوح بالعلم المكسيكي بينما اندلعت النيران من حاوية قمامة مشتعلة خلال احتجاج في وسط مدينة لوس أنجليس (أ.ب)

وندد حكام ولايات أميركية ينتمون إلى الحزب الديمقراطي الأحد بنشر ترمب قوات الحرس الوطني في لوس أنجليس، مشيرين إلى أن الصلاحية في هذا الشأن تعود لحاكم الولاية. وقال الحكام في بيان مشترك إن هذا التحرك «يعد إساءة استخدام للسلطة تنذر بالخطر».

وفي سياق متصل، قالت القيادة الشمالية في الجيش الأميركي، وهي جزء من وزارة الدفاع المسؤولة عن الدفاع الوطني، إن «نحو 500 من مشاة البحرية (...) على أهبة الاستعداد للانتشار إذا لزم الأمر لتعزيز ودعم العمليات الفيدرالية الجارية».

وتتم الاستعانة عادة بالحرس الوطني (وهو جيش احتياطي) لدى وقوع كوارث طبيعية على غرار حرائق لوس أنجليس، وأحياناً في حالات الاضطرابات المدنية، لكن ذلك يقترن إجمالاً بموافقة المسؤولين المحليين.

رجل يرتدي قناعاً واقياً وسط الدخان الكثيف خلال الاحتجاجات قرب مركز احتجاز بوسط مدينة لوس أنجليس (أ.ب)

تصعيد

وأكد جمهوريون وقوفهم إلى جانب ترمب في رفض تصريحات لنيوسوم وغيره من المسؤولين المحليين اعتبروا فيها أن الاحتجاجات سلمية بغالبيتها، وأن نشر الحرس الوطني من شأنه أن يفاقم التوترات. وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون لشبكة «إيه بي سي»: «لست قلقاً من ذلك على الإطلاق»، معتبراً أن نيوسوم «أظهر عجزاً أو عدم استعداد للقيام بما يقتضيه الأمر هناك، لذا تدخّل الرئيس». وتعليقاً على تلويح وزير الدفاع بيت هيغسيث بالاستعانة بمشاة البحرية (المارينز) لمؤازرة الحرس الوطني، قال جونسون إنه لا يرى مبالغة في ذلك، مضيفاً: «علينا أن نكون جاهزين للقيام بما يلزم».

اشتباكات بين متظاهرين وعناصر إنفاذ القانون في وسط مدينة لوس أنجليس في اليوم الثالث من الاحتجاجات (د.ب.أ)

واعتبر متظاهرون تحدّثت إليهم «وكالة الصحافة الفرنسية» أن القوات لم يتم إرسالها لحفظ النظام. وقال توماس هينينغ: «أعتقد أنه تكتيك ترهيبي». وتابع: «هذه الاحتجاجات سلمية. لا أحد يحاول إلحاق أي أذى في الوقت الراهن، مع ذلك فإن عناصر الحرس الوطني موجودون مع مخازن ممتلئة وبنادق كبيرة حول المكان في محاولة لترهيب الأميركيين من ممارسة حقوقنا التي يكفلها التعديل الأول للدستور».

وقالت إستريلا كورال إن متظاهرين عبروا عن غضبهم من توقيف عمال مهاجرين كادحين لم يرتكبوا أي خطأ على يد عناصر ملثمين تابعين لسلطات الهجرة. وتابعت: «هذا مجتمعنا ونريد أن نشعر أننا بأمان». وأضافت: «إن نشر ترمب الحرس الوطني يثير السخرية. أعتقد أنه يصعّد».

اندلع حريق في حاوية نفايات خلال احتجاجات اندلعت احتجاجاً على مداهمات لقوانين الهجرة في لوس أنجليس (إ.ب.أ)

وقال مارشال غولدبرغ (78 عاماً) إن نشر أفراد الحرس الوطني جعله يشعر «بالإهانة الشديدة»، وأضاف: «نحن نكره ما فعلوه بالعمال غير المسجلين، ولكن هذا ينقل الأمر إلى مستوى آخر من سلب الحق في الاحتجاج والحق في التجمع السلمي».

ليسوا مجرمين

ومنذ توليه منصبه في يناير (كانون الثاني)، شرع ترمب في تنفيذ تعهده اتخاذ إجراءات صارمة ضد دخول المهاجرين غير المسجلين الذين شبههم بـ«الوحوش» و«الحيوانات». وأوضح الناشط الأميركي كينيث روس الذي كان رئيساً لمنظمة «هيومن رايتس ووتش»، أنها المرة الأولى منذ عام 1965 ينشر رئيس الحرس الوطني دون طلب من حاكم الولاية. ورأى أن ترمب «يقوم باستعراض ليواصل مداهمات الهجرة».

ضباط الشرطة أطلقوا الرصاص المطاطي على متظاهرين أمام مبنى البلدية في لوس أنجليس (أ.ف.ب)

والجمعة، نفّذ عناصر مسلّحون وملثّمون تابعون لأجهزة الهجرة عمليات دهم في أجزاء عدة من لوس أنجليس، مما دفع حشوداً غاضبة إلى التجمع وأدى إلى مواجهات استمرت ساعات، فيما أظهر استطلاع لشبكة «سي بي إس نيوز» أجري قبل احتجاجات لوس أنجليس أن هناك غالبية طفيفة من الأميركيين الذين ما زالوا يؤيدون الحملة ضد الهجرة.

بدورها، دافعت رئيسة المكسيك كلاوديا شينباوم الأحد عن المهاجرين المقيمين في الولايات المتحدة. وقالت شينباوم إن «المكسيكيين الذين يعيشون في الولايات المتحدة هم (...) رجال ونساء نزيهون ذهبوا للبحث عن حياة أفضل وتأمين حاجات عائلاتهم. هم ليسوا مجرمين».


مقالات ذات صلة

واشنطن تجري تدقيقاً بشأن «أميركيين صوماليين» لتجريدهم من الجنسية

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إ.ب.أ) play-circle

واشنطن تجري تدقيقاً بشأن «أميركيين صوماليين» لتجريدهم من الجنسية

قالت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إنها تدقق في ​حالات هجرة تتضمن مواطنين أميركيين من أصول صومالية للكشف عن الاحتيال الذي قد يؤدي إلى سحب الجنسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا قارب للهجرة السرية في البحر المتوسط (حقوقيون)

«المسار البحري الجزائري» ابتلع أكثر من ألف مهاجر خلال 2025

فرض المسار البحري الرابط بين السواحل الجزائرية والإسبانية نفسه خلال عام 2025، بوصفه من أشد طرق الهجرة دموية في غرب البحر الأبيض المتوسط.

أوروبا عناصر خفر السواحل في اليونان يحملون أكياساً تضم جثث مهاجرين غرقى (رويترز)

وفاة امرأة وفقدان 3 أشخاص في غرق مركب يقل مهاجرين قبالة اليونان

عُثر على جثة امرأة تبلغ 22 عاماً، الاثنين، قبالة سواحل جزيرة ساموس اليونانية في بحر إيجه، بعد غرق مركب كان يقل أكثر من 40 مهاجراً، وفق خفر السواحل.

«الشرق الأوسط» (أثينا)
شمال افريقيا مهاجرون غير نظاميين من غانا قبيل ترحيلهم من طرابلس (وزارة الداخلية بغرب ليبيا)

اتهامات بـ«انتهاكات جسيمة» ضد مهاجرين تلاحق ميليشيا ليبية

تلاحق ميليشيا مسلحة في غرب ليبيا اتهامات حقوقية متزايدة بارتكاب «انتهاكات جسيمة» ضد مهاجرين غير شرعيين من جنسيات متعددة تشمل المصرية والسورية والعراقية.

علاء حموده (القاهرة)
آسيا لاجئون أفغان ينتظرون التسجيل في مخيم بالقرب من الحدود الباكستانية - الأفغانية في تورخام بأفغانستان يوم السبت 4 نوفمبر 2023 (أرشيفية - أ.ب)

باكستان ترحّل أكثر من 2600 مهاجر أفغاني في يوم واحد

أعلنت «المفوضية العليا لشؤون المهاجرين» التابعة لحركة «طالبان» أن السلطات الباكستانية رحّلت، الأحد، 2628 مهاجراً أفغانياً، أعيدوا إلى أفغانستان.

«الشرق الأوسط» (كابل )

العالم يودّع 2025... عام توقف الحرب في غزة وقرارات ترمب وهوس لابوبو

فلسطينيون يسيرون بين أنقاض المباني السكنية التي دمرت خلال الحرب في جباليا (رويترز)
فلسطينيون يسيرون بين أنقاض المباني السكنية التي دمرت خلال الحرب في جباليا (رويترز)
TT

العالم يودّع 2025... عام توقف الحرب في غزة وقرارات ترمب وهوس لابوبو

فلسطينيون يسيرون بين أنقاض المباني السكنية التي دمرت خلال الحرب في جباليا (رويترز)
فلسطينيون يسيرون بين أنقاض المباني السكنية التي دمرت خلال الحرب في جباليا (رويترز)

يودّع العالم، الأربعاء، سنة 2025 التي شهدت عدداً من الأحداث، كان أبرزها اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والجهود الحثيثة الذي بُذلت لإنهاء الحرب في أوكرانيا، والاستثمارات الهائلة في الذكاء الاصطناعي وقرارات دونالد ترمب القياسية مع عودته إلى البيت الأبيض.

وكذلك، كان 2025 أحد أكثر الأعوام حَرّاً على الإطلاق، ما تسبب في حرائق غابات في أوروبا، وموجات جفاف في أفريقيا، وأمطار مميتة في كل أنحاء جنوب شرق آسيا.

في سيدني، التي تُلقب نفسها بـ«عاصمة رأس السنة في العالم»، طغى الهجوم الذي وقع في منتصف ديسمبر (كانون الأول) على شاطئ بونداي الشهير في المدينة الأسترالية الكبرى الذي أسفر عن مقتل 15 شخصاً، على الاستعدادات للاحتفالات.

وستتوقف الاحتفالات لمدة دقيقة عند الساعة 23:00 (12:00 بتوقيت غرينتش) وسيُضاء جسر ميناء سيدني الشهير بالضوء الأبيض رمزاً للسلام.

وقالت ستيف غرانت (32 عاماً)، وهي من سكان سيدني تعمل في مجال الإعلانات: «لقد كان عاماً صعباً بالنسبة إلى كثيرين»، مضيفة: «نأمل أن يبدو العالم مكاناً أكثر إشراقاً في عام 2026».

ويُتوقّع أن يحضر مئات آلاف الأشخاص، وسط إجراءات أمنية مشددة، عرضاً ضخماً للألعاب النارية عند منتصف الليل.

شخص يرتدي زي لابوبو يسير تحت أضواء عيد الميلاد (رويترز)

هوس لابوبو... وسرقة اللوفر

وكان عام 2025 زاخراً أيضاً على الصعيد الاجتماعي. أصبحت دمى لابوبو هوساً عالمياً، وتعرّض متحف اللوفر في باريس لعملية سرقة جريئة.

عمال يقومون بتركيب حواجز حديدية على نافذة معرض «أبولو» (غاليري دابولون) في متحف اللوفر (أ.ف.ب)

كذلك، خسر العالم وجوهاً بارزة، منها عالمة البيئة البريطانية الشهيرة جين غودال، والحائز جائزة نوبل للأدب ماريو فارغاس يوسا، والمصور سيباستياو سالغادو، ومصمم الأزياء جورجيو أرماني، والممثلون روبرت ريدفورد وكلوديا كاردينالي وبريجيت باردو.

كما اختار الفاتيكان ليو الرابع عشر بابا جديداً بعد وفاة البابا فرانسيس.

البابا ليو الرابع عشر يلوّح للحجاج أثناء مغادرته بعد المقابلة العامة الأسبوعية في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان (أ.ف.ب)

قرارات ترمب

على الصعيد السياسي، عاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، ووقّع حتى منتصف ديسمبر 221 أمراً تنفيذياً، وهو رقم يتجاوز عدد الأوامر التنفيذية التي وقعها في ولايته الأولى بأكملها.

ووفق تحليل أجرته «وكالة الصحافة الفرنسية»، فإنّ الأوامر التنفيذية التي صدرت بأعداد غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية، تغطّي كلّ شيء من التعريفات الجمركية إلى تعزيز الذكاء الاصطناعي ومحاربة ثقافة الـ«ووك» (أي «اليقظة» حيال الإساءات العنصرية والتمييز) والأسلوب المعماري للمباني الفيدرالية، مروراً بعمليات الترحيل الجماعية للمهاجرين غير النظاميين، وخفض المساعدات الإنسانية.

وبعد عامين من الحرب المدمّرة في قطاع غزة، سمحت الضغوط الأميركية في التوصل إلى وقف هش لإطلاق النار بين إسرائيل والحركة الفلسطينية. وأدت الحرب في غزة إلى مقتل أكثر من 70 ألفاً معظمهم مدنيون، حسب وزارة الصحة في القطاع التابع لـ«حماس»، وهي أرقام تعدّها الأمم المتحدة موثوقة.

ترمب وزيلينسكي خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماعهما في نادي ترمب «مار-إيه-لاغو» 28 ديسمبر 2025 في بالم بيتش بفلوريدا (أ.ف.ب)

وفي غضون ذلك، تقترب الحرب في أوكرانيا التي بدأت بغزو روسي في فبراير (شباط) 2022، من دخول عامها الرابع.

وأدّت جهود دبلوماسية مكثفة إلى رفع الآمال في إحراز تقدم نحو إنهاء الصراع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وبعد جولة جديدة من المحادثات مع مبعوثي ترمب في ديسمبر، أعلنت أوكرانيا أنه جرى إحراز «تقدم»، إلا أن مسألة الأراضي الأوكرانية التي تُسيطر عليها روسيا لا تزال نقطة خلاف شائكة.

رياضة وذكاء اصطناعي

وتُعدّ الأشهر الاثنا عشر المقبلة حافلة بالأحداث الرياضية والفضائية، إلى جانب النقاشات المتزايدة حول الذكاء الاصطناعي. كما ستشهد أكبر نسخة لكأس العالم في التاريخ، بمشاركة 48 دولة تتنافس في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، تحت أنظار دونالد ترمب.

وسيُقام الحدث الرياضي الأكثر مشاهدة في العالم على مدار 6 أسابيع تقريباً، من 11 يونيو (حزيران) إلى 19 يوليو (تموز)، تُوفر الولايات المتحدة خلاله 11 من أصل 16 ملعباً.

من جهة أخرى، قد يشهد عام 2026 عودة رواد فضاء إلى القمر، بعد مرور أكثر من 50 عاماً على آخر مهمة قمرية لبرنامج «أبولو».

وبعد إرجائها مرات عدة، من المقرر إطلاق مهمة «أرتميس 2» التي سيسافر خلالها رواد إلى القمر، مطلع العام، في شهر أبريل (نيسان) على أقصى تقدير.

وقد تتفاقم المخاوف بشأن الذكاء الاصطناعي، مدفوعة بأمثلة على المعلومات المضللة، واتهامات بانتهاك حقوق الملكية الفكرية، وعمليات تسريح جماعي، ودراسات حول تأثيره البيئي الكبير.

وأعرب مستثمرون عن قلقهم، خصوصاً من أن تكون الضجة المحيطة بهذه التقنية مجرد فقاعة مضاربة.

وحسب شركة «غارتنر» المالية الأميركية المتخصصة، من المتوقع أن يتجاوز الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي تريليوني دولار في عام 2026.


تأجيل إطلاق «هاتف ترمب الذهبي»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث في هاتفه (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث في هاتفه (أ.ب)
TT

تأجيل إطلاق «هاتف ترمب الذهبي»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث في هاتفه (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث في هاتفه (أ.ب)

قالت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية إن شركة «ترمب موبايل»؛ الشركة التابعة لمجموعة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أجلت خططها لإطلاق هاتفها الذكي الذهبي بحلول نهاية هذا العام.

وأضافت أن هذه الخطوة تُعدّ انتكاسة جديدة للمشروع الذي كان يهدف لبيع جهاز أميركي الصنع هذا العام بسعر 499 دولاراً أميركياً؛ لمنافسة الأجهزة الرائدة من «أبل» و«سامسونغ»، ولكنه طموحاته خُفّضت لاحقاً.

وذكرت أن فريق خدمة عملاء «ترمب موبايل» أبلغها بأن الإغلاق الحكومي الأخير قد أدى إلى تأخير إطلاق الهاتف، وبأن هناك «احتمالاً كبيراً» لعدم إطلاقه هذا الشهر.

هاتف ذكي يحمل «علامة ترمب التجارية»... 16 يونيو 2025 في ميامي (أ.ف.ب)

وكان جهاز «تي1 (T1)»، إلى جانب باقة هاتف جوال بسعر 47.45 دولار أميركي شهرياً، التي أُعلن عنها في يونيو (حزيران) الماضي، من الجهود الكثيرة التي بذلتها شركة عائلة ترمب للاستفادة من عودته إلى البيت الأبيض.

وتزامن الإطلاق مع انتقاد الرئيس الأميركي شركة «أبل» لاعتمادها الكبير على المصنّعين الصينيين، ومطالبته شركة «آيفون» بتصنيع الأجهزة في الولايات المتحدة، مهدداً إياها، وكذلك «سامسونغ»، بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة.

في البداية، ذكرت شركة «ترمب موبايل» أن هاتف «تي1 (T1)» سيُطرح في أغسطس (آب) الماضي، وأنه سيُصنع في الولايات المتحدة، مع دفع مبلغ 100 دولار أميركي دفعة حجز مسبق لضمان الحصول عليه.

وقوبل ادعاؤها بأن الجهاز سيُصنع في أميركا بتشكيك من قِبل محللي سلاسل التوريد وخبراء الصناعة، الذين أشاروا إلى أن تصنيع جهاز يحظى بإقبال واسع من المستهلكين باستخدام مكونات أميركية فقط سيكون شبه مستحيل؛ نظراً إلى اعتماد موردي الهواتف الذكية الحاليين بشكل كبير على سلاسل التوريد الآسيوية.

وفقاً لتقديرات مؤسسة «آي دي سي»، فإن أقل من 5 في المائة من مكونات «آيفون» تُصنّع حالياً في الولايات المتحدة.

وبعد أسابيع من الإعلان، تراجعت شركة «ترمب موبايل» عن ادعائها، وعدّلت موادها الترويجية لتؤكد أنه سيُصنع في الولايات المتحدة، ثم أُجّل موعد إطلاق «تي1 (T1)» من أغسطس 2025 إلى نهاية العام.

وفي الآونة الأخيرة، بدأت شركة «ترمب موبايل» تقديم أجهزة مستعملة من شركتَي «أبل» و«سامسونغ»، وهما الشركتان الرائدتان في مجال الهواتف الذكية بالولايات المتحدة.

وتُقدم الشركة هاتف «آيفون15»، الذي طُرح عام 2023، بسعر 629 دولاراً أميركياً، ويؤكد موقعها الإلكتروني أن أجهزتها المستعملة تأتي «بسعر معقول»، أما هاتف «آيفون16» الجديد، الذي طُرح العام الماضي، فيبلغ سعره 699 دولاراً أميركياً عند شرائه مباشرةً من «أبل»، كما تبيع أيضاً هواتف «سامسونغ إس24 - (S24)» المستعملة، التي طُرحت في بداية عام 2024، بسعر 459 دولاراً أميركياً، وهو سعر أقل بقليل من سعر النسخة المستعملة من الجهاز نفسه على موقع «سامسونغ» الإلكتروني، حيث يبلغ سعره 489 دولاراً أميركياً.

والتزم فريق «ترمب موبايل» الصمت منذ حفل الإعلان، وذكر نجلا الرئيس؛ دونالد ترمب جونيور وإريك ترمب، أنهما «تعاونا مع نخبة من أبرز الشخصيات في هذا المجال؛ بهدف تحسين الأداء المتواضع في قطاع الهواتف الجوالة». وقُدم 3 من المديرين التنفيذيين في شركة «ترمب موبايل»؛ هم: بات أوبراين، وإريك توماس، ودون هندريكسون، دون الكشف عن كثير من المعلومات بشأن خلفياتهم في ذلك الوقت.

وأكدت الشركة لـ«فاينانشال تايمز» أن توماس، رئيس قسم الأجهزة في «ترمب موبايل»، كان يمتلك شركة عقارية تُدعى «أولمبوس كونستركتورز» في ولاية يوتا، وأن أوبراين يشغل منصب رئيس شركة «إنشوريتي فنتشرز»، وهي شركة تأمين مقرها ولاية ميسوري، وتُدير خط خدمة عملاء «ترمب موبايل».

هاتف «تي 1» (موقع ترمب موبايل دوت كوم)

يُذكر أن هندريكسون يشغل منصب نائب الرئيس التنفيذي في شركة «ليبرتي موبايل وايرلس»، وهي شركة تشغيل شبكات افتراضية غير معروفة نسبياً مقرها ولاية فلوريدا، وتُقدم باقة «ترمب موبايل»، التي تُدار من «برج ترمب» في ميامي. وخلال الفعالية التي أُقيمت في يونيو الماضي، ذكر أوبراين أن هندريكسون لديه خبرة في مجال أجهزة النداء الآلي.


زهران ممداني يؤدي اليمين الدستورية عمدة لنيويورك مع بداية 2026

زهران ممداني (رويترز)
زهران ممداني (رويترز)
TT

زهران ممداني يؤدي اليمين الدستورية عمدة لنيويورك مع بداية 2026

زهران ممداني (رويترز)
زهران ممداني (رويترز)

سيصبح زهران ممداني عمدة مدينة نيويورك مع دخول عام 2026، لكن من المقرر أن تستمر الاحتفالات حتى يوم رأس السنة الجديدة.

ويخطط فريق ممداني الديمقراطي لإقامة حفلين منفصلين لأداء اليمين، غداً الخميس؛ حفل صغير وخاص مع أسرته في محطة مترو قديمة في منتصف الليل، يليه حدث كبير بعد الظهر سيشمل حفلاً عاماً في الشارع خارج مبنى البلدية.

زهران ممداني (أ.ف.ب)

وبما أن ولاية رئيس البلدية الجديد تبدأ مباشرة مع بداية العام الجديد، فقد جرت العادة أن يقيم قادة المدينة الجدد حدثين. فقد أدى رئيس البلدية المنتهية ولايته، إريك آدامز، اليمين الدستورية لأول مرة في ميدان تايمز سكوير بعد وقت قصير من إسقاط الكرة الشهير، بينما أدى سَلفه، بيل دي بلاسيو، اليمين الدستورية، لأول مرة في منزله ببروكلين.

زهران ممداني (أ.ف.ب)

من جانبه، سيؤدي ممداني اليمين الدستورية، لأول مرة في محطة مترو الأنفاق السابقة بمبنى البلدية في مانهاتن، وهي إحدى المحطات الأصلية للمدينة على نظام النقل تحت الأرض؛ والمعروفة بأقواسها المبلَّطة وأسقفها المقبَّبة.

وسيؤدي ممداني اليمين الدستورية أمام المدّعية العامة لنيويورك ليتيتيا جيمس.