في سابقة تاريخية، ستشهد الكرة السعودية حدثاً فريداً في موسم دوري المحترفين المقبل، إذ ستتزيّن الملاعب بمشاركة 4 أندية من منطقة القصيم للمرة الأولى على الإطلاق، في مشهد يعكس بوضوح التطور الملحوظ الذي تعيشه كرة القدم في هذه المنطقة الحيوية من المملكة.
ونجح الحزم في كتابة فصل جديد من تاريخه، بعدما حسم بطاقة الصعود إلى دوري المحترفين بفوز صريح على العدالة بـ3 أهداف دون ردّ، في نهائي ملحق الصعود. هذا الانتصار لم يكن مجرد تأهل، بل كان بمثابة إكمال رباعية قصيمية تاريخية في دوري الكبار، إلى جانب التعاون، والنجمة، والخلود.
وبمراجعة أرشيف الدوري السعودي للمحترفين منذ انطلاقته، لم يسبق أن اجتمعت 4 أندية من القصيم في موسم واحد، رغم أن 6 أندية من المنطقة قد تذوقت تجربة اللعب بين الكبار عبر السنين. ومع ذلك، فإن اجتماع هذا الرباعي في موسم واحد يعدّ إنجازاً غير مسبوق يعكس تصاعد الطموحات والاستثمار في كرة القدم القصيمية.

ولولا هبوط الرائد، أحد أقدم أندية القصيم، وأحد أركان ديربي بريدة العريق، إلى دوري الدرجة الأولى هذا الموسم، لكان الموسم المقبل قد سجّل رقماً قياسياً غير مسبوق بمشاركة 5 أندية قصيمية في دوري المحترفين، وهو رقم لم تصل إليه المنطقة من قبل. ورغم مرارة الغياب، فإن هذا الهبوط لم يطمس الحضور الواسع لأندية القصيم في المشهد الكروي.
اللافت أيضاً أن نادي البكيرية كان قريباً من أن يكون خامس المشاركين من القصيم، بعدما بلغ ملحق الصعود، قبل أن يودع المنافسة أمام العدالة بركلات الترجيح، في مؤشر واضح على مدى اتساع رقعة التنافس في المنطقة.
لكن القصة لا تتوقف عند هذا الحدّ. فبصعود الحزم، يصبح لمحافظة الرس ممثلان في دوري المحترفين للمرة الأولى، ما يضيف إلى جدول المنافسات ديربياً جديداً يحمل نكهة محلية خالصة، في وقت فقدت فيه القصيم ديربي مدينة بريدة الشهير، بهبوط الرائد من دوري الأضواء.

وهنا يُطرح السؤال الجماهيري المرتقب؛ هل نشاهد ديربي الرس في ملعب المحافظة، أم سيتم نقله إلى مدينة الملك عبد الله الرياضية في بريدة؟
سؤال تُنتظر إجابته من الجهات المنظمة، لكنه في كل الأحوال يضيف عنصراً جديداً من التشويق والإثارة إلى روزنامة الدوري المقبل.
إنها لحظة فارقة للكرة في القصيم، وموسم استثنائي ينتظر أن يروي قصصاً جديدة من الحماس والتحدي... من القصيم إلى كل ملاعب الدوري السعودي.

