في ليلة من التناقضات على مسرح نهائي دوري المؤتمر الأوروبي بمدينة فروتسواف، أكمل تشيلسي مجموعته الكاملة من البطولات الأوروبية الكبرى بانتصار ساحق بنتيجة 4-1 على ريال بيتيس الإسباني، بينما خطف بيتيس الأضواء في الإعلام الإسباني برحلته الشجاعة، رغم النهاية التي لم تكلل بالنجاح.
تناولت أبرز وسائل الإعلام الإنجليزية والإسبانية اليوم المباراة بتغطية شاملة، مع تركيز كل منها على سرديتها الخاصة بالنادي المعنيّ.
احتفلت وسائل الإعلام الإنجليزية اليوم بإنجاز تشيلسي الاستثنائي، حيث جاء عنوان «بي بي سي سبورت»: «تشيلسي يصبح أول نادٍ إنجليزي يكمل مجموعة البطولات الأوروبية».
وأضافت أن هذا الانتصار عدَّ تاريخياً، ووصفته بأنه «درس في الحسم والحدة»، تتويجاً لمسيرة أظهرت قدرة النادي على تقديم الأفضل تحت الضغط.
ورغم تأخر تشيلسي بهدف مبكر من عبد الصمد الزلزولي لصالح بيتيس، فإن أداء الفريق في الشوط الثاني قُدِّم نموذجاً للتكتيك والعمق في التشكيلة. وأشارت «بي بي سي» إلى أن النادي، الذي سبق له الفوز بدوري الأبطال، والدوري الأوروبي، وكأس الكؤوس الأوروبية، وكأس السوبر الأوروبي، أضاف اليوم دوري المؤتمر الأوروبي إلى مجموعته، ليصبح أول نادٍ إنجليزي يكمل هذه المسيرة الأوروبية.

برز أداء كول بالمر بوصفه نقطة محورية في التغطية البريطانية، مع عنوان «إي إس بي إن»: «كول بالمر عبقري تشيلسي يقود العودة بأداء مذهل في الشوط الثاني». تمريراته الحاسمة لإنزو فيرنانديز ونيكولاس جاكسون قلبت موازين المباراة. وقد أثنى لاعبون سابقون ومحللون على رؤيته وهدوئه تحت الضغط.
وصفت «الغارديان» تمريرات بالمر بأنها «لحظات من الدقة الجراحية»، بينما أشادت «بي بي سي سبورت» بقدرته على التحكم في إيقاع اللقاء. كما حظي مدرب الفريق، إنزو ماريسكا، بإشادة كبيرة بفضل تغييراته التكتيكية وإدخال جادون سانشو الذي أحرز الهدف الثالث. نشرت «الغارديان» تصريحاته بعد المباراة بعنوان: «ماريسكا: هذا الفوز مجرد بداية لعصر تشيلسي الجديد»، مع إبراز إيمانه بأن هذا الانتصار قد يغرس «عقلية الفوز» في الفريق.
في المقابل، تصدّرت خيبة ريال بيتيس الصفحات الأولى في الإعلام الإسباني. اختارت «إل باييس» عنواناً معبراً: «تشيلسي ينهي حلم بيتيس». شرحت الصحيفة كيف بدأ بيتيس المباراة بقوة بفضل هدف مبكر من الزلزولي، لكن إصابته لاحقاً قلبت الموازين وأظهرت ثغرات استغلها تشيلسي بقسوة.
أما «آس» فوصفت المشهد بمقال بعنوان: «غرق في بيتيسلافيا»، رسمت فيه صورة شاعرية لانهيار الفريق بعد بداية واعدة، وعزت الهزيمة إلى الإصابات والتكتيك المتفوق لتشيلسي. عبّر المدرب مانويل بيليغريني بعد المباراة عن الفخر والندم معاً، وأكد أن خسارة لاعبين أساسيين وعلى رأسهم عبد الصمد الزلزولي كانت حاسمة. وقال: «إصابة عبد الصمد كانت حاسمة»، مضيفاً: «في الشوط الثاني، غمرتنا قوة تشيلسي وسرعته».
عبّر لاعبو بيتيس عن نفس الشعور، إذ صرح إيسكو ألاركون لصحيفة «آس» قائلاً: «نحن مدينون للجماهير». أقرّ بخيبة الأمل، لكنه أشار أيضاً إلى تطور النادي وعزيمته على العودة أقوى، مؤكداً أن الوصول إلى أول نهائي أوروبي في تاريخ النادي يُعد إنجازاً.
ووصفت «ماركا» المباراة بأنها «ليلة مريرة ومليئة بالفخر لبيتيس»، معبرة عن إحساس الخسارة والفخر في مسيرة بيتيس التاريخية نحو النهائي.

ورغم سيطرة تشيلسي على المشهد الإعلامي البريطاني، فقد ركزت وسائل الإعلام الإسبانية على روح بيتيس وجماهيره، التي ملأت مدرجاتهم بألوان الأخضر والأبيض في فروتسواف. وسلطت «آس» الضوء على العلاقة العاطفية بين اللاعبين والجماهير، موضحةً أن هذه اللحظة تمثل حجر أساس لمستقبل بيتيس. لخص بيليغريني ذلك بقوله: «هذه ليست النهاية. سنعمل بجد أكبر لبناء ما حققناه».
