أوكرانيا وحلفاؤها يسعون لهدنة مع موسكو مدتها 30 يوماً تبدأ الاثنين

وجهوا تحذيرات لموسكو أنها ستواجه عقوبات «هائلة ومنسّقة مع واشنطن» في حال انتهاكها وقف إطلاق النار

وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (في الوسط) ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (يساراً) والمستشار الألماني فريدريش ميرتس (يميناً) إلى محطة القطارات بكييف في 10 مايو 2025 قبيل اجتماع لقادة أوروبيين في العاصمة الأوكرانية (أ.ف.ب)
وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (في الوسط) ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (يساراً) والمستشار الألماني فريدريش ميرتس (يميناً) إلى محطة القطارات بكييف في 10 مايو 2025 قبيل اجتماع لقادة أوروبيين في العاصمة الأوكرانية (أ.ف.ب)
TT

أوكرانيا وحلفاؤها يسعون لهدنة مع موسكو مدتها 30 يوماً تبدأ الاثنين

وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (في الوسط) ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (يساراً) والمستشار الألماني فريدريش ميرتس (يميناً) إلى محطة القطارات بكييف في 10 مايو 2025 قبيل اجتماع لقادة أوروبيين في العاصمة الأوكرانية (أ.ف.ب)
وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (في الوسط) ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (يساراً) والمستشار الألماني فريدريش ميرتس (يميناً) إلى محطة القطارات بكييف في 10 مايو 2025 قبيل اجتماع لقادة أوروبيين في العاصمة الأوكرانية (أ.ف.ب)

اتفقت أوكرانيا مع حلفائها الأوروبيين على دعوة روسيا لقبول وقف غير مشروط لإطلاق النار مدته 30 يوماً بداية من الاثنين، وفق ما أفاد وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا، السبت. وقال سيبيغا على منصة «إكس» إن «أوكرانيا وجميع حلفائها مستعدون لوقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار براً وجواً وبحراً لمدة 30 يوماً على الأقل يبدأ، الاثنين».

أجرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبولندا مباحثات عبر الهاتف مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، السبت، عقب اجتماعهم في كييف، وفق ما أفاد وزير الخارجية الأوكراني. وكتب أندريه سيبيغا عبر منصة «إكس»: «عقب اجتماع تحالف الدول الراغبة في كييف، أجرى القادة الخمسة اتصالات مثمرة (مع ترمب) ركزت على جهود السلام»، مضيفاً أن أوكرانيا اتفقت مع حلفائها الأوروبيين على دعوة روسيا لقبول وقف غير مشروط لإطلاق النار. وقال سيبيغا إن «أوكرانيا وجميع حلفائها مستعدون لوقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار براً وجواً وبحراً لمدة 30 يوماً على الأقل، يبدأ الاثنين».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في كييف (أ.ب)

وتعد زيارة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، هي المرة الأولى التي يسافر فيها قادة الدول الأربع معاً إلى أوكرانيا، وعقدوا محادثات مع الرئيس زيلينسكي رامية لإظهار الدعم بعد يوم من استضافة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حلفاءه في عرض عسكري في موسكو بمناسبة يوم النصر.

وجاء في بيان مشترك نُشر في أثناء توجُّه الزعماء الأوروبيين إلى كييف: «نؤكد دعمنا مطلب الرئيس ترمب بالتوصل إلى اتفاق سلام. وندعو روسيا إلى الكف عن عرقلة الجهود الرامية إلى إحلال سلام دائم».

وخلال زيارتهم المشتركة للعاصمة الأوكرانية كييف، شدد ميرتس، وماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورئيس الحكومة البولندية دونالد توسك على دعمهم مثل هذه الهدنة، التي يُفترض أن تتيح فرصة لبدء مفاوضات سلام. وأعلن ميرتس أنه في حال رفضت روسيا، فسيتم تشديد العقوبات بشكل كبير.

كان ميرتس، وماكرون، وستارمر وصلوا، صباح السبت، إلى العاصمة الأوكرانية عبر القطار، حيث التقوا بالرئيس زيلينسكي الذي استقبل ميرتس بعناق طويل في ساحة الاستقلال المركزية. قام بعدها القادة بإحياء ذكرى ضحايا الحرب الروسية، قبل أن يبدأوا جلسات التشاور.

مع وصول قطارهم إلى كييف، أعلنت الشاشة على الرصيف وصول «قطار الشجاعة». ورافقهم زيلينسكي في أثناء زيارة لنصب تذكاري بوسط كييف تخليداً لذكرى الجنود الأوكرانيين الذين سقطوا في الحرب.

وتأتي الزيارة في ظروف دبلوماسية لا يمكن فيها التنبؤ بما ستؤول إليه حرب روسيا المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات على أوكرانيا.

يُذْكر أن ميرتس تولى منصبه منذ مساء يوم الثلاثاء الماضي، وحضر لهذه الزيارة باتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي طلب عقد هدنة لمدة 30 يوماً بين طرفي الصراع، وهو المطلب الذي أعرب الأوروبيون عن تأييدهم إياه.

وحذّر ميرتس روسيا من أنها ستواجه عقوبات أكثر تشدداً بكثير إذا رفضت وقفاً لإطلاق النار في أوكرانيا مدته 30 يوماً يطالب به الغرب، وذلك في مقابلة أجرتها معه صحيفة «بيلد» ونشرتها، السبت. وقال ميرتس إنه في حال رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهدنة، «سيكون هناك تشديد هائل للعقوبات، وستتواصل المساعدات الكبيرة المقدّمة لأوكرانيا، السياسية طبعاً، ولكن أيضاً المالية والعسكرية». وأضاف: «نتفق مع الحكومة الأميركية، مع (الرئيس) دونالد ترمب (في هذه المسألة). نطالب بوقف إطلاق للنار 30 يوماً حتى يتسنى التحضير لمفاوضات السلام خلال هذه الفترة». موضحاً أن «الكرة الآن في ملعب بوتين، وعليه أن يردّ على هذا العرض».

الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني والمستشار الألماني لدى وصولهم محطة قطارات كييف (رويترز)

وأعلن الرئيس الفرنسي أن الولايات المتحدة ستتولى، مع مساهمة أوروبية، الإشراف على التزام وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً الذي تقترحه أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون. وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة بريطانيا وألمانيا وبولندا، إن البلدان المنضوية في «تحالف الدول الراغبة» الداعمة لكييف، «قررت دعم وقف إطلاق النار» لمدة 30 يوماً «مع إشراف توفره الولايات المتحدة بشكل أساسي»، على أن «يسهم (في ذلك) كل الأوروبيين». وحذّر ماكرون روسيا من أنه «في حال انتهاك وقف إطلاق النار هذا، اتفقنا على إعداد عقوبات هائلة ومنسّقة بين الأوروبيين والأميركيين».

وكتب الرئيس الفرنسي على منصة «إكس»: «السلام العادل والدائم يبدأ بوقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار»، وأضاف أنه إذا استمرت موسكو في عرقلة ذلك، فإن الغرب سيزيد الضغط «بشكل مشترك، كأوروبيين وبالتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة».

عشية القمة، حذرت السفارة الأمريكية في كييف من هجوم جوي «محتمل كبير» في الأيام المقبلة، وطلبت من مواطنيها الاستعداد للبحث عن ملجأ في حال انطلاق صفارات الإنذار من الغارات الجوية.

قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مقابلة مع شبكة «إيه بي سي نيوز» إن روسيا ستشترط وقف إمدادات الأسلحة الأميركية والأوروبية إلى أوكرانيا خلال أي وقف محتمل لإطلاق النار. وأضاف بيسكوف: «وإلا فسيكون ذلك ميزة لأوكرانيا. ستواصل أوكرانيا التعبئة الشاملة، وسترسل قوات جديدة إلى الخطوط الأمامية». وتابع: «ستستغل أوكرانيا هذه الفترة لتدريب عسكريين جدد، ومنح قسط من الراحة لعسكرييها الحاليين. فلماذا نمنح أوكرانيا هذه الميزة؟».

المستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وزوجته أولينا ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك يقفون في ساحة بكييف (رويترز)

لكن بيسكوف خلال المقابلة أعاد تأكيد المخاوف الروسية التي تحدث عنها بوتين في 13 مارس (آذار) وتناولها خلال اتصال هاتفي مع ترمب في 18 من الشهر نفسه. وقال بيسكوف: «أيد الرئيس بوتين وقف إطلاق النار، لكنه طرح أسئلة عدة. وقال إن لدينا حالياً آليات معينة على الجبهة، والقوات الروسية تتقدم، وتتقدم بثقة تامة». وأضاف: «إذا تحدثنا عن وقف إطلاق النار، فماذا سنفعل مع شحنات الأسلحة التي ترسلها كل يوم الولايات المتحدة والدول الأوروبية؟».

قالت وزارة الدفاع الروسية، السبت، إن القوات الأوكرانية نفذت 4 محاولات أخرى خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية لاقتحام الحدود، والتوغل في منطقتي كورسك وبيلغورود الروسيتين.

وذكرت الوزارة أن القوات الروسية لا تزال ملتزمة بوقف إطلاق النار من جانب واحد لثلاثة أيام في أوكرانيا، وينتهي سريانه، منتصف ليل السبت. وتقول أوكرانيا إن روسيا واصلت مهاجمتها، ووصفت وقف إطلاق النار بأنه مسرحية هزلية.

زيلينسكي وستارمر وماكرون وميرتس وتوسك في ساحة الاستقلال بكييف (رويترز)

وأكدت تعليقات بيسكوف عدم وجود تغيير في موقف روسيا حيال وقف إطلاق النار منذ منتصف مارس. وخلال تلك الفترة، أبدى ترمب، الذي مارس سابقاً ضغوطاً شديدة على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، نفاد صبره تجاه روسيا وتساءل عما إذا كان بوتين «يخدعني». ونفى بيسكوف ذلك، وقال إن أوكرانيا هي التي ترفض الدخول في مفاوضات مباشرة. وأضاف: «يبذل الرئيس بوتين كل ما بوسعه لحل المشكلة، والتوصل إلى تسوية سلمية ودبلوماسية. لكن لعدم وجود وسائل سلمية ودبلوماسية متاحة، علينا مواصلة العملية العسكرية». وقال بيسكوف إن روسيا تأمل في أن تساعد وساطة ترمب في منح «مزيد من المرونة ومن الإرادة السياسية والحكمة لنظام كييف».

عناصر من وحدات الإطفاء يعملون على إخماد حريق شب في مبنى سكني بالعاصمة الأوكرانية كييف نتيجة هجوم روسي بطائرات مسيرة (أ.ف.ب)

وأعلن بوتين هدنة وجيزة بمناسبة عيد القيامة، الشهر الماضي، وتبادل الجانبان الاتهامات بانتهاكها مرات لا تحصى، وأعلن أيضاً هدنة أخرى 3 أيام، الأسبوع الماضي، تزامناً مع احتفال روسيا بالذكرى الثمانين لانتصارها في الحرب العالمية الثانية. ولم توافق أوكرانيا على الهدنة الأحدث، وأصرت على أنها تريد وقفاً لإطلاق النار لمدة 30 يوماً أو أكثر.

قال مارك روته الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، السبت، بعد انضمامه إلى اجتماع «تحالف الراغبين» لشركاء كييف إن من الواضح أن المجموعة ملتزمة، وتواصل الوقوف إلى جانب أوكرانيا.

دعمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، السبت، وقف إطلاق النار المقترح غير المشروط لمدة 30 يوماً في أوكرانيا. وقالت إن الاتحاد الأوروبي مستعد لفرض مزيد من العقوبات القاسية على روسيا في حال خرق وقف إطلاق النار. وكتبت فون دير لاين على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»: «الكرة الآن في ملعب روسيا». وأضافت: «نحن مستعدون لمواصلة الضغط القوي على روسيا، وفرض مزيد من العقوبات القاسية في حالة خرق وقف إطلاق النار».


مقالات ذات صلة

روسيا: هناك تقدم بطيء لكنه ثابت في محادثات السلام الأوكرانية

أوروبا صورة نشرتها الناطقة باسم الوزارة الروسية ماريا زاخاروفا عبر حسابها على «تلغرام»

روسيا: هناك تقدم بطيء لكنه ثابت في محادثات السلام الأوكرانية

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن ‌روسيا ترى ‌تقدماً ‌بطيئاً ⁠لكنه ​ثابت ‌في محادثات السلام مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أرشيفية لشاحنة استعملت لإطلاق مسيرات أوكرانية هاجمت القواعد الجوية الروسية بمنطقة إيركوتسك (أ.ب)

اشتعال خزانين للمنتجات النفطية بعد هجوم أوكراني على ميناء تيمريوك الروسي

اشتعلت النيران، اليوم (الخميس)، في خزانين للمنتجات ‌النفطية ‌في ‌ميناء ⁠تيمريوك ​بجنوب ‌روسيا بعد ما قالت السلطات المحلية في ⁠منطقة كراسنودار ‌إنه ‍هجوم ‍أوكران

«الشرق الأوسط» (موسكو)
آسيا كيم جونغ أون يزور موقع بناء غواصة تعمل بالطاقة النووية قادرة على إطلاق صواريخ «بحر - جو» (رويترز)

كيم وبوتين يشيدان بـ«صداقة لا تقهر»

أقرّت كوريا الشمالية بأن جنودها في كورسك كُلفوا مهمة إزالة الألغام، وبأن بعضهم لقي حتفه.

«الشرق الأوسط» (سيول)
المشرق العربي صورة منشورة على وسائل التواصل لعراقي يبلغ من العمر 24 عاماً فقدت عائلته الاتصال به بعد سفره إلى روسيا للانضمام إلى قواتها المسلحة (أ.ف.ب)

العراق يلاحق «مجندين» في حرب أوكرانيا

كثّف العراق ملاحقته القضائية لمواطنين تورطوا في القتال ضمن الحرب الروسية – الأوكرانية، محذّراً من عقوبات بحق من يلتحق بقوات عسكرية أجنبية من دون موافقة رسمية.

فاضل النشمي (بغداد)
أوروبا 
مواطن أوكراني يتفقد نتائج ضربة روسية في زابوريجيا جنوب شرقي أوكرانيا يوم 19 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

انفتاح أوكراني مشروط على تسوية في دونباس

في تطوّر لافت على مسار مفاوضات إنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية، أكّد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، استعداده لسحب القوات من منطقة دونباس،

«الشرق الأوسط» ( لندن)

روسيا: هناك تقدم بطيء لكنه ثابت في محادثات السلام الأوكرانية

صورة نشرتها الناطقة باسم الوزارة الروسية ماريا زاخاروفا عبر حسابها على «تلغرام»
صورة نشرتها الناطقة باسم الوزارة الروسية ماريا زاخاروفا عبر حسابها على «تلغرام»
TT

روسيا: هناك تقدم بطيء لكنه ثابت في محادثات السلام الأوكرانية

صورة نشرتها الناطقة باسم الوزارة الروسية ماريا زاخاروفا عبر حسابها على «تلغرام»
صورة نشرتها الناطقة باسم الوزارة الروسية ماريا زاخاروفا عبر حسابها على «تلغرام»

​قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الخميس، إن ‌روسيا ترى ‌تقدماً ‌بطيئاً ⁠لكنه ​ثابت ‌في محادثات السلام مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا.

وأضافت: «في عملية التفاوض ⁠حول تسوية ‌النزاع الأوكراني، ‍أعني ‍في عملية التفاوض ‍مع الولايات المتحدة، هناك تقدم بطيء لكنه ​ثابت».

وتابعت: «القوى الأوروبية الغربية ⁠تحاول نسف هذا التقدم، واقترحت أن تتصدى الولايات المتحدة لمثل هذه التحركات».

عمال يزيلون دماراً من على سطح مبنى سكني أُصيب بالقصف الروسي بكييف الثلاثاء (أ.ف.ب)

ودعت وزارة الخارجية الروسية الولايات المتحدة إلى مقاومة ما وصفتها بمحاولات الدول الغربية الرامية إلى «تقويض» الجهود الخاصة بالأزمة الأوكرانية. ونقل تلفزيون «آر تي» الروسي عن وزارة الخارجية قولها: «لطالما كانت موسكو منفتحة على التعاون والشراكة مع الغرب، ويلزم تصحيح المواقف لإعادة الأمور إلى نصابها، لكن هذا ليس هو الحال».

وأكدت الخارجية الروسية استعداد موسكو لمواصلة العمل مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا «في إطار اتفاقية أنكوريج». كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد التقى نظيره الروسي فلاديمير بوتين في أغسطس (آب) بمدينة أنكوريج في ألاسكا، حيث ناقشا المعايير الممكنة بما في ذلك الأراضي والضمانات الأمنية، واتفقا على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة.


بوتين: العقد المقبل سيشهد أكبر طفرة تكنولوجية في تاريخ العالم

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (د.ب.أ)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (د.ب.أ)
TT

بوتين: العقد المقبل سيشهد أكبر طفرة تكنولوجية في تاريخ العالم

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (د.ب.أ)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (د.ب.أ)

قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال اجتماع لمجلس الدولة، اليوم (الخميس)، إن العقد المقبل سيشهد أكبر طفرة تكنولوجية في تاريخ العالم.

ووفقاً لوكالة الأنباء الألمانية، علق بوتين على آفاق السنوات العشر إلى الخمس عشرة المقبلة، قائلاً: «من الواضح بالفعل أن هذه الفترة ستشهد تحولاً تكنولوجياً هائلاً وتطوراً سريعاً في مجال الذكاء الاصطناعي»، حسبما ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء.

وأضاف بوتين: «قد تكون هذه، على الأرجح، طفرة تكنولوجية غير مسبوقة في تاريخ العالم».

ولفت بوتين انتباه المسؤولين الإقليميين والفيدراليين، وكذلك رجال الأعمال في مختلف القطاعات، إلى حقيقة أن زمن هذه الطفرة قد بدأ بالفعل بالنسبة إلينا.

كذلك، أكد بوتين، الخميس، ضرورة تغيير منهج تدريب الكوادر البشرية في روسيا، بشكل جذري قائلاً: «الآن، بينما نعمل على حلول لسياسة الموارد البشرية قصيرة ومتوسطة المدى، يجب أن نفكر في التغييرات المنهجية، التي يجلبها الذكاء الاصطناعي وأن نكون مستعدين لها».

وأضاف بوتين أن «المبادئ الأساسية لتدريب المتخصصين وتطوير مسارهم المهني تشهد تحولاً جذرياً، متابعاً: «سيزداد الطلب بشكل كبير على بعض التخصصات والمتخصصين ذوي الكفاءات العالية، بينما سيحل الذكاء الاصطناعي تدريجياً محل الموظفين المبتدئين، بمن فيهم أولئك الذين يعملون في مجالات إبداعية وحتى فكرية».


بابا الفاتيكان يتحدث عن معاناة غزة في قداس الميلاد

البابا ليو الرابع عشر يلقي أول رسالة له بمناسبة عيد الميلاد (أ.ف.ب)
البابا ليو الرابع عشر يلقي أول رسالة له بمناسبة عيد الميلاد (أ.ف.ب)
TT

بابا الفاتيكان يتحدث عن معاناة غزة في قداس الميلاد

البابا ليو الرابع عشر يلقي أول رسالة له بمناسبة عيد الميلاد (أ.ف.ب)
البابا ليو الرابع عشر يلقي أول رسالة له بمناسبة عيد الميلاد (أ.ف.ب)

ندّد البابا ليو الرابع عشر بـ«عبثية» الحروب و«الجروح المفتوحة» التي تخلفها، في أول رسالة وعظة له يوم عيد الميلاد، بعد عام شهد حروباً لكن تعززت أيضاً فيه الآمال بوضع حد للنزاعات في أوكرانيا وقطاع غزة الذي عبّر البابا عن تضامنه مع سكانه. وتحدث البابا في عظته عن غزة قائلاً: «كيف... يمكننا ألا نفكّر بالخيام في غزة التي تعرّضت على مدى أسابيع للأمطار والرياح والبرد».

ندّد البابا ليو الرابع عشر بـ«عبثية» الحروب و«الجروح المفتوحة» التي تخلفها في أول رسالة وعظة له يوم عيد الميلاد (إ.ب.أ)

وشهدت غزة تساقط أمطار غزيرة خلال الأيام الأخيرة، ما أدى إلى اشتداد الظروف الصعبة التي يعيشها السكان، الذين نزحوا جميعهم تقريباً خلال الحرب التي استمرت نحو عامين، وتسبّب بأوضاع إنسانية كارثية ودمار هائل. وذكر البابا غزة في رسالته الميلادية أيضاً، متحدثاً عن «الذين لم يعودوا يملكون شيئاً، وخسروا كل شيء، مثل سكان غزة»، مشيراً أيضاً إلى «الذين يعانون الجوع والفقر مثل الشعب اليمني». وتفيد الأمم المتحدة بأن نحو 1.3 مليون شخص يحتاجون حالياً إلى مساعدات لإيجاد مأوى في غزة، وحذّرت من تداعيات انخفاض درجات الحرارة.

وبعد نحو شهر على أول زيارة خارجية للبابا إلى تركيا ولبنان، وجّه تحيةً إلى مسيحيي الشرق، وقال: «أعرف جيداً شعورهم بالعجز أمام ديناميكيات أصحاب سلطان أقوى منهم».

حشود ينتظرون رسالة البابا بمناسبة عيد الميلاد تحت المطر في ساحة القديس بطرس (د.ب.أ)

وجال البابا، في رسالته الميلادية الأولى منذ انتخابه رأساً للكنيسة الكاثوليكية، على النزاعات المشتعلة حول العالم، وذلك أمام آلاف المُحتشدين في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان. وقال في رسالته «لمدينة روما والعالم» بمناسبة عيد الميلاد: «نصلّي بشكل خاص من أجل الشعب الأوكراني المعذّب: ليصمت ضجيج السلاح ولتجد الأطراف المعنية التي يسندها التزام الجماعة الدولية، شجاعة الحوار الصادق والمباشر والجليل».

وتخوض روسيا وأوكرانيا مفاوضات غير مباشرة منذ أسابيع في مسعى للوصول إلى اتفاق سلام يوقف الحرب، بناءً على مقترح أميركي. وصلّى من أجل «المتألمين بسبب الظلم وعدم الاستقرار السياسيّ والاضطهاد الديني والإرهاب»، خصوصاً في «السودان وجنوب السودان ومالي وبوركينا فاسو وجمهورية الكونغو الديمقراطية».

البابا ليو الرابع عشر يحيي الحشود المجتمعة في ساحة القديس بطرس (أ.ف.ب)

وذكر البابا، الذي يسير على خطى سلفه فرنسيس، اللاجئين «الذين هربوا من أوطانهم بحثاً عن مستقبل في مكان آخر (..) الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط أو يجوبون القارة الأميركية». وصلّى أيضاً من أجل «أن تُستعاد الصداقة العريقة بين تايلاند وكمبوديا»، فيما بدأ البلدان، الأربعاء، محادثات بهدف إنهاء الاشتباكات الحدودية بينهما، التي أسفرت عن مقتل 40 شخصاً وتهجير مئات الآلاف في أسبوعين.