«سودان يا غالي» يحصد الجائزة الكبرى لمهرجان أسوان السينمائي

تكريم المخرجة الإسبانية آنا بيتروس في حفل الختام

فيلم «سودان يا غالي» حصد جائزة أفضل فيلم (إدارة المهرجان)
فيلم «سودان يا غالي» حصد جائزة أفضل فيلم (إدارة المهرجان)
TT

«سودان يا غالي» يحصد الجائزة الكبرى لمهرجان أسوان السينمائي

فيلم «سودان يا غالي» حصد جائزة أفضل فيلم (إدارة المهرجان)
فيلم «سودان يا غالي» حصد جائزة أفضل فيلم (إدارة المهرجان)

حصد الفيلم الوثائقي «سودان يا غالي» جائزة أفضل فيلم في الدورة التاسعة لمهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، بينما كرّم المهرجان في ختام دورته التاسعة، الأربعاء، المخرجة الإسبانية آنا بيتروس، التي تدرّس صناعة السينما في الجامعات الإسبانية.

ويدور فيلم «سودان يا غالي» حول خمسة نشطاء سياسيين من السودان يكافحون للإطاحة بالنظام العسكري في البلاد خلال السنوات المضطربة التي سبقت الحرب الأهلية، وتعرضهم للنفي لاحقاً. وهو من سيناريو وإخراج هند المدب.

وشهدت الدورة التاسعة للمهرجان التي أُقيمت في الفترة من 2 إلى 7 مايو (أيار) الحالي بمدينة أسوان (جنوب مصر) تعاوناً كبيراً بين المهرجان والاتحاد الأوروبي في مصر خلال برنامج الورش ومنتدى نوت؛ خصوصاً فيما يتعلّق بقضايا المرأة وحقوقها، والمساعدة في تمكين المرأة والمساواة ومحاربة العنف ضد المرأة، بالإضافة إلى دعم صناع الأفلام من المخرجين والكتاب الذين يعملون على دعم القضايا الاجتماعية.

تكريم المخرجة الإسبانية آنا بيتروس (إدارة المهرجان)

وقالت الإعلامية رباب الشريف التي قدمت حفل الختام إن المهرجان قدّم لأول مرة فعاليات في الشارع ومكتبة مصر العامة، ووجهت الشكر لكل المؤسسات والجهات والهيئات الداعمة للمهرجان.

وأوضحت أن الدورة التاسعة شهدت 6 مسابقات تنافس فيها 72 فيلماً، وكرّم السيناريست محمد عبد الخالق رئيس المهرجان، والكاتب الصحافي حسن أبو العلا، مدير المهرجان المخرجة الإسبانية آنا بيتروس أستاذ السينما التي قدمت الشكر للمهرجان وأكدت أنها تزور مصر للمرة الأولى، وأعربت عن سعادتها بالمشاركة وتكريمها في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة.

وحصد المركز الأول في مسابقة أفلام الورش فيلم «وأد روح»، وذهب المركز الثاني مناصفة بين فيلمي «آلاء» و«طاولة» ومنحت لجنة تحكيم المسابقة شهادة تقدير لفيلم «شد أمبيب» كما منحت اللجنة تنويهاً خاصاً للتمثيل في فيلمي «لحظة» و«المشهد الأخير» وتنويهاً خاصاً لفكرة فيلم «شهرزاد غرب السكة».

ومنحت لجنة تحكيم مسابقة أفلام ذات أثر تنويهاً خاصاً لفيلم «صوت من وسط البلد» إخراج الفيصل بدر، وذهبت جائزة أفضل فكرة لفيلم «فاطمة» إخراج مهند دياب، وحصد جائزة أفضل فيلم «أبية» إخراج رودينا قنديل.

وقال السيناريست محمد عبد الخالق، رئيس المهرجان، إن الدورة التاسعة قدمت هذا العام فعاليات في الشارع الأسواني، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «فكرة التواصل مع الجمهور مباشرة تستكمل أهداف المهرجان الذي يحرص على دعم صناعة السينما في أسوان وفي جنوب مصر عموماً».

ومنحت لجنة تحكيم مسابقة أفلام الجنوب، وتحمل الجوائز اسم الكاتب الراحل عاطف بشاي، تنويهاً خاصاً لفيلم «ما ضاعش هدر» إخراج مدحت صالح، وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم «شجرة مغروسة»، إخراج ليزا كمال عطية وقدرها 5 آلاف جنيه، (الدولار يساوي 50.64 جنيه مصري)، وذهبت الجائزة الثانية لفيلم «فقاعات» إخراج سارة حسين وقدرها 10 آلاف جنيه، وفاز بالجائزة الأولى فيلم «مولاس» إخراج بيشوي رفعت وقدرها 15 ألف جنيه.

المهرجان احتفى بأفلام الجنوب (إدارة المهرجان)

ومنحت لجنة تحكيم جائزة الاتحاد الأوروبي برئاسة المخرج يسري نصر الله، تنويهاً خاصاً لفيلم «الفراشات» من فنلندا، وحصد الجائزة الأولى فيلم «قمر» من النمسا.

ومنحت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة تنويهاً خاصاً للفيلم المصري «ولا عزاء للسيدات»، وذهبت جائزة لجنة التحكيم لفيلم «مساحات فارغة» من بولندا، وفاز بجائزة أفضل مخرج وأفضل فيلم للفيلم السويدي «خدمات».

وأشار حسن أبو العلا، مدير المهرجان، إلى أن الدورة التاسعة شهدت حضوراً جماهيرياً كبيراً من أهالي أسوان إلى جانب نجوم وصناع السينما في مصر والوطن العربي، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المهرجان يستهدف بالأساس مناقشة وطرح قضايا المرأة ورصد صورتها في السينما بوصفها صانعة أفلام وموضوعاً للأفلام».

وفاز بجائزة نادية لطفي لأفضل ممثل بمسابقة الأفلام الطويلة كل من ماتيو سيموني والطفل باسل ويتيلي عن فيلم «ميلانو» وهو إنتاج مشترك بين بلجيكا وهولندا، كما حصد جائزة سعاد حسني لأفضل ممثلة هاستي مهاماي عن فيلم «تواصل» من الإمارات.

وذهبت جائزة لطيفة الزيات لأفضل سيناريو إلى كيم سي يون عن فيلم «أفضل ما لدي أقل ما لديك» وهو من إنتاج كوريا الجنوبية، كما فاز بجائزة لجنة التحكيم التي تحمل اسم رشيدة عبد السلام الفيلم البولندي «الأشجار الصامتة».

وذهبت جائزة بهيجة حافظ لأفضل مخرج لصناع فيلم «أسطورة مملكة لاجوس التائهة» وهم أكينمويوا بيسولا، وأتينكبو سيجون إيليا، وإدوكبوتينا، وجيمس تايلر، وماثيو سيرف، وأوكيشوكو صموئيل، وأوغونجباميلا تيميتوب، والفيلم إنتاج مشترك بين نيجيريا وألمانيا وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة الأميركية.

وفاز بجائزة آسيا داغر لأفضل فيلم «سودان يا غالي» إخراج هند المدب، كما ذهبت جائزة الجمهور لفيلم «أسطورة مملكة لاجوس التائهة»، وهو إنتاج مشترك بين نيجيريا وألمانيا وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة.

وشارك في المهرجان هذا العام 32 دولة هي نيجيريا، وجنوب أفريقيا، والولايات المتحدة الأميركية، وألمانيا، وبولندا، والدنمارك، وفرنسا، وتونس، وقطر، والأرجنتين، والمملكة المتحدة، وسويسرا، وأستراليا، وبلجيكا، وهولندا، وكوريا الجنوبية، وفنلندا، وإسبانيا، والصين، ولبنان، والبحرين، والسعودية، واليمن، وإيطاليا، والمغرب، وتركيا، والسويد، والمكسيك، وكندا، والإمارات العربية المتحدة، والنمسا.


مقالات ذات صلة

«البحر الأحمر»... ليلة تتويج تؤكد مكانته جسراً عالمياً للسينما

يوميات الشرق المخرجة السعودية شهد أمين تتسلَّم جائزة فيلم «هجرة» (المهرجان)

«البحر الأحمر»... ليلة تتويج تؤكد مكانته جسراً عالمياً للسينما

تميَّزت الدورة الخامسة بارتفاع مستوى الاختيارات الفنّية، واتّساع رقعة المشاركة الدولية، وازدياد حضور السينما السعودية في قلب المشهد...

إيمان الخطاف (جدة)
سينما «سريع وغاضب» واللامعقول (يوينڤرسال)

السينما في 2025... عام مفصلي لتطور تقنيات الإبهار

في مجمله، كان عام 2025 نقطةً مفصلية في مسار السينما على أكثر من صعيد. بدقّة عالية يمكن تحديد العام الحالي على أساس نقطة تفصل بين ما قبله وما بعده.

محمد رُضا (جدّة)
سينما «العميل السري» (مهرجان البحر الأحمر)

شاشة الناقد: ثلاثة أفلام من مهرجان «البحر الأحمر» تكسر المعتاد

يتألّف هذا الفيلم الذي شهد عرضه الأول في مهرجان «ڤينيسيا» هذا العام واستُقبل جيداً في مهرجان البحر الأحمر قبل أيام من 3 أقسام، كل منها بعنوان مختلف.

محمد رُضا (جدّة)
يوميات الشرق عرض الفيلم للمرة الأولى عالمياً في مهرجان «تورنتو» (مهرجان البحر الأحمر)

براد نيمان: التطور الفني بالسعودية يعيد تشكيل خريطة السينما العربية

هيفاء المنصور وزوجها براد نيمان يستفيدان من خبرتيهما بالإنتاج بين السعودية والغرب، ما يتيح لهما دمج العناصر المحلية والدولية في مشروعات مستقبلية.

أحمد عدلي (جدة)
يوميات الشرق مُلصق الفيلم من بطولة يعقوب الفرحان وسارة طيبة (البحر الأحمر)

«مسألة حياة أو موت»... حين يضع الحبّ يده على حافة العبث

يشكّل «البحر الأحمر» محطة أساسية في مسار الفيلم، لا سيما أنّ المهرجان دعم العمل في مرحلتَي التطوير والإنتاج...

أسماء الغابري (جدة)

معرض «الرحيل»... حكاية حنين عميقة إلى الوطن بعدسة أنس خلف

معرض «الرحيل» في «المركز الثقافي الفرنسي» حتى 15 فبراير (الشرق الأوسط)
معرض «الرحيل» في «المركز الثقافي الفرنسي» حتى 15 فبراير (الشرق الأوسط)
TT

معرض «الرحيل»... حكاية حنين عميقة إلى الوطن بعدسة أنس خلف

معرض «الرحيل» في «المركز الثقافي الفرنسي» حتى 15 فبراير (الشرق الأوسط)
معرض «الرحيل» في «المركز الثقافي الفرنسي» حتى 15 فبراير (الشرق الأوسط)

غادر أنس خلف وطنه الأم سوريا عام 2012 إثر اندلاع «الثورة»، فاختبر مشاعر الغربة والمنفى معاً. وبعد سقوط نظام بشار الأسد، اتّخذ قراره بالعودة. حمل كاميرته وجال في أحياء دمشق وشوارعها، مفعماً بمزيج من الفرح والحنين. احتفل بعودته بعد غياب دام 13 عاماً. كانت لحظات تشبه الحلم، إذ لم يتوقَّع يوماً أن يلامس تراب وطن أجبره حُكمه السابق على الرحيل عنه. وكان شوقه للقاء والدته بعد الفراق الطويل الدافع الأكبر لهذه الرحلة. لكنّ القدر شاء أن ترحل والدته قبل يومَين فقط من وصوله. فخبا وهج العودة وامتزج الفرح بالحزن العميق. أرشف خلف مشاعره وأحاسيسه بعدسة كاميرته، ليحمل صوره لاحقاً إلى «المركز الثقافي الفرنسي» في بيروت، حيث أقام معرضه بعنوان «الرحيل».

يقول أنس خلف لـ«الشرق الأوسط»: «المعرض بمثابة تكريم لوالدتي الراحلة. وأعدّه رحلة حداد، وشاهداً على الذكريات، وترجمة لقوّة حبّ عميقة تجد دائماً طريقها إلى الوطن».

عبر «الرحيل» يؤرشف أنس خلف فرح العودة إلى الوطن (الشرق الأوسط)

قدَّم خلف صوره ضمن أقسام متعدّدة، استوحاها من أفكار رافقته خلال رحلته. استهلَّ المعرض بلقطات لطريق العودة من لبنان إلى سوريا، ثم خصَّص 16 صورة للفراغ الذي يغلّف أحياء العاصمة السورية، وهو الفراغ ذاته الذي شعر به إثر وفاة والدته. مشى في شوارع «أبو رمانة»، و«المالكي»، ومناطق قريبة من القصر الرئاسي، حيث عاش طفولته وشبابه. وتحت عناوين مثل «مفرق»، و«مفترق»، و«إعادة بناء»، و«إشارة حمراء»، روى حكايته مع الحنين. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لم أكن أصدّق أنني أسير في شوارع دمشق، وأمارس التصوير بحرّية. لم أتخلّص من مشاعر الغربة والمنفى الإجباريين سريعاً. كنت أمشي كأنني في حلم لا أرغب في الاستيقاظ منه».

ينسج أنس خلف في معرض «الرحيل» ذكرياته الحلوة والمرّة في بلده الأم. تستوقفه مَشاهد العمارة الحديثة المُتداخلة مع المباني القديمة، وأخرى اعتقد أنّ الفرصة لن تسنح له مرة جديدة لرؤيتها. كان يُحرّك عدسة كاميرته باتجاهات مختلفة كي يستطيع لملمة كلّ السنوات التي أضاعها. ويتابع: «تحرّكت عندي جميع أنواع المشاعر من فخر وسعادة وحزن وعزلة. وأكثر ما كان يُعزّيني هو رؤية الناس فرحة ومبتسمة. فكانت تغمرني مشاعر متناقضة في اللحظة ذاتها».

صورة بشار الأسد بملامح ممحوّة تركت أثرها عند خلف (الشرق الأوسط)

في مجموعة أخرى من الصور، يُعبّر خلف عن ردود فعل شعب بأكمله تجاه نهاية مرحلة قاتمة وبداية أخرى. فبعد مشاهد الفراغ وإعادة البناء، ينقل المتفرّج إلى لقطات تنبض بالحياة: علم سوريا الجديد، والزحمة في الشوارع، وفتاتان تحملان العلم على كتفيهما، وصورة لعلم حديث يظهر على شاشة رقمية في وسط الساحة. ثم يأخذ الزائر في جولة عبر يوميات السوريين، في الأسواق، وعلى الأرصفة، وفي الساحات والمقاهي. ويُضيف خلف لـ«الشرق الأوسط»: «التقطتُ هذه الصور قبل نحو عام. ومؤخراً عدت إلى سوريا للاحتفال بمرور سنة على تحريرها. غمرتني مشاعر الفرح، كما كثيرين غيري عادوا من منفى فُرض عليهم. كانت مرحلة قاسية لم نتوقّع أن تكون لها نهاية».

سرير والدته الراحلة وأغراضها الشخصية (الشرق الأوسط)

كما يعرض خلف مجموعة صور أخرى توثّق التبدّلات التي طرأت على ملامح الوطن. فمن خلال لوحات مثل «موتو تاكسي»، و«سينما للأبد» و«فن وموسيقى»، يقارن بين إيقاع الحياة قديماً واليوم. تبرز في إحدى الصور ألواح الطاقة الشمسية الزرقاء التي تغطّي أسطح المباني، وأطلق عليها اسم «زهرة الجنوب»، بسبب شكلها الثلاثي الشبيه بزهرة التوليب. ويتوقّف أيضاً عند مشهد باعة الفيول المهرّب، وساحات مزخرفة تُركت مهجورة.

وتترك بعض الصور أثراً خاصاً عند ناظرها، منها تلك التي يظهر فيها مدفن والدته. ويُعلّق: «هناك صورتان تعنيان لي كثيراً. الأولى لسرير أمي الذي احتضنها حتى أنفاسها الأخيرة، فعندما وقفت أمامه بين أغراضها شعرت بحزن عميق. أما الأخرى فهي نقيض ذلك تماماً، وهي صورة عملاقة للرئيس السوري المخلوع، مُعلّقة على أحد الأبنية الشاهقة، وقد مُحيت ملامح وجهه وغُطّيت بملصقٍ أسود».

وتأخذ الجولة في المعرض الزائر إلى معالم دمشق المختلفة: المسجد الأموي، وأزقّتها وأحيائها القديمة. ويُصوّر مبنى عتيقاً يحمل أحد جدرانه لوحة لامرأة أنيقة، وأطلق عليها عنوان «لوحة تشبه أمي». كما تحمل صورة أخرى مبنى تراثياً شرقياً هو مدرسة «دار السلام»، حيث تلقّت والدته تعليمها.

وفي ركن آخر، يعرض خلف مَشاهد من حياة الناس وهمومهم: إعلانات وفاة، ورجلان مسنّان يلعبان النرد على ناصية الطريق. صور تختصر حكاية وطن يحاول أن ينهض من جديد.


ما أبرز علامات الإرهاق لدى مَن يسعون نحو الكمال دائماً؟

أي شخص قد يصاب بالإرهاق لكنه شائع بشكل خاص بين أصحاب النزعة الكمالية (بيكسلز)
أي شخص قد يصاب بالإرهاق لكنه شائع بشكل خاص بين أصحاب النزعة الكمالية (بيكسلز)
TT

ما أبرز علامات الإرهاق لدى مَن يسعون نحو الكمال دائماً؟

أي شخص قد يصاب بالإرهاق لكنه شائع بشكل خاص بين أصحاب النزعة الكمالية (بيكسلز)
أي شخص قد يصاب بالإرهاق لكنه شائع بشكل خاص بين أصحاب النزعة الكمالية (بيكسلز)

بعضنا يسعى دائماً لإنجاز كل شيء، وتولي معظم المهام التي تحتاج لتخطيط وتعب، وإنهاء كل شيء في الوقت المحدد دون طلب المساعدة.

ثم، في يوم من الأيام، قد يجلس هؤلاء ويقولون: «أنا مُرهق للغاية». وربما، عندما يكون جدولهم مزدحماً، يتوقفون عن الانخراط بالنشاطات، ويشعرون بتشوش ذهني، وتوتر غير عادي، وهذا هو الإرهاق الشديد، وفقاً لموقع «فيري ويل هيلث».

ما الإرهاق الشديد؟

الإرهاق الشديد هو عندما تُصاب بالإرهاق العاطفي، والعقلي، والجسدي، نتيجةً للضغط النفسي المُطوّل، والعمل المُفرط. غالباً ما يترافق مع فقدان عام للحافز، وشعور بالضيق، وسرعة الغضب، وحتى الانفصال عن الأشياء التي كانت تُسعدك.

تقول الدكتورة كورين لو من جامعة بنسلفانيا: «يحدث الإرهاق عندما نُرهَق باستمرار بما يفوق طاقتنا، ونعلم أننا لا نستطيع تلبية جميع متطلبات وقتنا. نتفاعل بآلية دفاعية تقريباً تتمثل في تخدير أنفسنا تجاه هذه الضغوط، والانسحاب من تجربة حياتنا. نشعر بالإرهاق، والاستنزاف، والانفصال».

ضغط السعي نحو الكمال

قد يُصاب أي شخص بالإرهاق، لكنه شائع بشكل خاص بين أصحاب النزعة الكمالية، والذين يسعون جاهدين لتحقيق الكمال. يضع الناجحون ضغطاً هائلاً على أنفسهم لإنجاز كل شيء.

توضح الدكتورة غيل سالتز، الأستاذة المشاركة في الطب النفسي بكلية طب وايل كورنيل: «لديهم بالتأكيد توقعات عالية لأنفسهم، ومع صعودهم، غالباً ما ينتابهم خوف من التوقف، أو التراجع، ورغبة جامحة في مواصلة التقدم مهما كلف الأمر».

وتضيف أنهم قد يشعرون بالحاجة إلى إبهار من حولهم، ويكنّون مخاوف عميقة من ارتكاب الأخطاء، أو الفشل. هذا الخوف الكامن قد يزيد من مستويات التوتر المزمن.

وتقول سالتز: «تماماً كالبطة على سطح البركة، قد يبدون هادئين، ومتماسكين وهم يطفون على السطح، لكنهم في الحقيقة يبذلون قصارى جهدهم للبقاء على قيد الحياة... قد يبذلون جهداً كبيراً لإخفاء مدى توترهم، أو حاجتهم للمساعدة».

علامات الإرهاق لدى ذوي الإنجازات العالية

كيف يبدو الإرهاق لدى شخص يبدو ظاهرياً أنه بخير، لكنه يعاني بشدة في أعماقه؟

- الشعور بالخدر، والإرهاق.

- الشعور وكأنك تعيش للعمل.

- التضحية بالاحتياجات الشخصية (النوم، الهوايات، العلاقات، الرياضة).

- صعوبة مواكبة قائمة مهام لا تنتهي.

- التصفح السلبي في أوقات الفراغ، لأنه لا يتطلب طاقة كبيرة.

- الخوف الشديد من الفشل، أو ارتكاب الأخطاء.

- زيادة النقد الذاتي (الحديث السلبي مع النفس، تدني احترام الذات).

- القلق بشأن التراجع عن النجاحات.

- التعلق المفرط بالوظيفة، أو الإنتاجية.

- الإفراط في الالتزامات حتى في ظل ضغط العمل.

- الشعور بمشكلات جسدية، مثل الصداع، وآلام الظهر، وآلام المعدة.

- صعوبة النوم.

- الشعور بالعصبية.

- الشعور بالسلبية، أو التشاؤم، أو الحزن، أو الاكتئاب.

تشرح لو: «بالنسبة للأشخاص ذوي الإنجازات العالية، بدلاً من أن يتجلى الإرهاق في عدم إنجاز شيء ما، ينتهي بنا الأمر إلى خذلان أنفسنا... نفعل ذلك بالتضحية بنومنا، وفرحنا، وقدرتنا على التواصل. عندما نركز بشدة على تلبية احتياجاتنا في حدود وقتنا المتاح، لا نستطيع أن نعيش الحياة، ولا نستمتع بها».

لذلك، يجب تذكير أنفسنا بأنه بغض النظر عن الإنجازات، أو الجوائز، فإن صحتنا النفسية هي الأهم. بدلاً من اعتبار الإرهاق وسام شرف، اعتبره إشارة تحذيرية تدعوك لتغيير الوضع الراهن، وإعطاء الأولوية لنفسك بالراحة، والدعم، والتوازن في حياتك.


دراسة: ارتفاع درجات الحرارة يظهر في الحمض النووي للدببة القطبية

الدراسة الأولى من نوعها تُثبت وجود صلة بين ارتفاع درجات الحرارة وتغير نشاط الحمض النووي في الثدييات البرية (رويترز)
الدراسة الأولى من نوعها تُثبت وجود صلة بين ارتفاع درجات الحرارة وتغير نشاط الحمض النووي في الثدييات البرية (رويترز)
TT

دراسة: ارتفاع درجات الحرارة يظهر في الحمض النووي للدببة القطبية

الدراسة الأولى من نوعها تُثبت وجود صلة بين ارتفاع درجات الحرارة وتغير نشاط الحمض النووي في الثدييات البرية (رويترز)
الدراسة الأولى من نوعها تُثبت وجود صلة بين ارتفاع درجات الحرارة وتغير نشاط الحمض النووي في الثدييات البرية (رويترز)

أظهرت دراسة حديثة أن الدببة القطبية في إحدى أسرع مناطق القطب الشمالي ارتفاعاً في درجات الحرارة تُظهر تغيرات واضحة في سلوك حمضها النووي، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

فحص الباحثون النشاط الجيني لدى الدببة القطبية في شمال شرقي وجنوب شرقي غرينلاند، وهما منطقتان تشهدان حالياً أنماطاً حرارية مختلفة تماماً عن المعدل التاريخي.

ووجد الفريق أن الدببة التي تعيش في بيئة الجليد البحري الأكثر دفئاً، وتجزؤاً في جنوب شرقي غرينلاند تتمتع بنشاط أعلى بشكل ملحوظ في «جيناتها القافزة»، وهي عناصر صغيرة متحركة في الجينوم قادرة على تغيير كيفية تفعيل وتعطيل جينات أخرى.

تركزت هذه التغيرات في جينات مرتبطة بالإجهاد الحراري، والتمثيل الغذائي، والشيخوخة، وارتبطت بشكل ثابت بأنماط درجات الحرارة في المنطقة.

وتُعدّ هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تُثبت وجود صلة ذات دلالة إحصائية بين ارتفاع درجات الحرارة وتغير نشاط الحمض النووي في الثدييات البرية.

قالت الدكتورة أليس غودن، الباحثة الرئيسة في الدراسة من جامعة إيست أنجليا (UEA)، إن النتائج تُظهر وجود صلة ملموسة بين ارتفاع درجات الحرارة والتغيرات في نشاط جينات الدببة القطبية.

وأضافت: «بمقارنة الجينات النشطة لهذه الدببة ببيانات المناخ المحلية، وجدنا أن ارتفاع درجات الحرارة يُحفز على ما يبدو زيادةً ملحوظةً في نشاط الجينات القافزة ضمن الحمض النووي لدببة جنوب شرقي غرينلاند».

وتابعت: «باختصار، هذا يعني أن مجموعات الدببة المختلفة تشهد تغيرات في أجزاء مختلفة من حمضها النووي بمعدلات متفاوتة، ويبدو أن هذا النشاط مرتبط ببيئتها، والمناخ».

أصبحت جنوب شرقي غرينلاند واحدة من أكثر الموائل دفئاً، وأقلها استقراراً في نطاق الدببة القطبية. فالغطاء الجليدي البحري منخفض، وغير مستقر، وتتقلب درجات الحرارة فيها بشكل أكبر بكثير مما هي عليه في الشمال الشرقي، وتزداد عزلة الدببة بسبب انحسار الجليد.

يصف الباحثون هذه المجموعة بأنها تعيش في «ظروف قطبية مستقبلية»، مع أوجه تشابه مع ما يُتوقع أن تشهده معظم موائل الدببة القطبية بحلول منتصف القرن.

من المتوقع أن يكون هذا العام ثاني أو ثالث أحرّ عام في التاريخ، بينما حطّم عامي 2023 و2024 الأرقام القياسية العالمية لدرجات الحرارة. وقد ذكرت خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ أن العالم يمرّ الآن بأول فترة ثلاث سنوات تتجاوز فيها متوسطات درجات الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. ويشهد القطب الشمالي ارتفاعاً في درجات الحرارة أسرع بأربع مرات تقريباً من المتوسط ​​العالمي.

ومن المتوقع أن يختفي أكثر من ثلثي الدببة القطبية بحلول عام 2050، مع احتمال انقراضها التام بحلول نهاية القرن إذا استمرت الانبعاثات العالمية على مسارها الحالي.