هل ليفربول لا يزال بحاجة إلى ضخ دماء جديدة؟

أرني سلوت ينوي عقد صفقات جديدة مهمة رغم فوز الفريق بالدوري

أرني سلوت حقق نجاحاً استثنائياً عدّه الكثيرون مهمة مستحيلة لمن يخلف يورغن كلوب (إ.ب.أ)
أرني سلوت حقق نجاحاً استثنائياً عدّه الكثيرون مهمة مستحيلة لمن يخلف يورغن كلوب (إ.ب.أ)
TT

هل ليفربول لا يزال بحاجة إلى ضخ دماء جديدة؟

أرني سلوت حقق نجاحاً استثنائياً عدّه الكثيرون مهمة مستحيلة لمن يخلف يورغن كلوب (إ.ب.أ)
أرني سلوت حقق نجاحاً استثنائياً عدّه الكثيرون مهمة مستحيلة لمن يخلف يورغن كلوب (إ.ب.أ)

يُمثل فوز ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة العشرين في تاريخه تحذيراً قوياً للمنافسين الذين سيحاولون انتزاع اللقب خلال الموسم المقبل. لقد حقق المدير الفني الهولندي أرني سلوت نجاحا استثنائيا فيما اعتبره الكثيرون مهمة مستحيلة لمن يخلف يورغن كلوب على رأس القيادة الفنية للريدز وقاد الفريق للفوز بلقب الدوري بشكل مريح، بل ونجح في القيام بذلك من دون تدعيم صفوف الفريق بشكل جدي.

يُعدّ هذا دليلاً على قوة الفريق الذي تولى قيادته من كلوب، كما يعكس الاستراتيجية الذكية التي اعتمد عليها سلوت لتحقيق هذا الإنجاز الكبير. لقد تعاقد ليفربول مع حارس مرمى فالنسيا، الجورجي جيورجي مامارداشفيلي، في صفقة بلغت قيمتها 29 مليون جنيه إسترليني الصيف الماضي استعداداً للموسم المقبل، بينما كان اللاعب الوحيد الذي انضم إلى الفريق هو جناح يوفنتوس السابق فيديريكو كييزا في صفقة بلغت قيمتها 10 ملايين جنيه إسترليني، لكن اللاعب الإيطالي لم يشارك بشكل منتظم.

لكن ليفربول - حسب فيل ماكنولتي على موقع «بي بي سي» - سيبذل قصارى جهده لتدعيم صفوفه بقوة خلال هذا الصيف، حيث يواصل فريق التعاقدات بالنادي، بقيادة المدير الرياضي ريتشارد هيوز، استعداداته لإبرام صفقات قوية. دائما ما كانت سياسة ليفربول في السابق تتمثل في التفاوض مع اللاعبين من موقع قوة، ولن يجد أقوى من وضع الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز. لكن السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: ما المراكز التي تحتاج إلى تدعيم، ومن اللاعبون الذين قد يتعاقد معهم النادي؟

أليسون بلا منافس

يبلغ حارس المرمى البرازيلي أليسون بيكر من العمر 32 عاماً، وهو ليس كبيراً في السن بالنسبة لمركز حراسة المرمى، ولديه طموحات قوية ليكون الأفضل في العالم. وما لم يحدث أمر غير متوقع، فسيكون أليسون هو الخيار الأول مرة أخرى في الموسم المقبل، لكن ستكون هناك منافسة قوية مع مامارداشفيلي. هذا يعني أن كاويمين كيليهر سيغادر بالتأكيد، وستكون هناك أندية كثيرة مهتمة بالتعاقد مع الحارس الشاب الذي أثبت جدارته وقدم مستويات ثابتة في الدوري الإنجليزي الممتاز.

كونور برادليأثبت أنه قادر على أن يشغل مركز الظهير الأيمن في حال رحيل ألكسندر أرنولد (أ.ب)

هل روبرتسون مُهدد؟

هناك تساؤلات بشأن خط الدفاع، وخاصةً الظهيرين، ولا يمكن استبعاد التعاقد مع قلب دفاع جديد حتى بعد تمديد المدافع الهولندي العملاق فيرجيل فان دايك لتعاقده مع النادي. من المتوقع أن ينضم ترينت ألكسندر أرنولد إلى ريال مدريد في صفقة انتقال حر، بينما يبلغ أندرو روبرتسون من العمر 31 عاماً، وتشير تقارير إلى أن ليفربول يسعى للتعاقد مع الظهير الأيسر لبورنموث، ميلوس كيركيز.

يقول داني ميرفي، لاعب خط الوسط السابق لليفربول ومنتخب إنجلترا، لـ«بي بي سي»: «فان دايك سيستمر مع الفريق وسيكون الركيزة الأساسية في خط الدفاع، لذا فإن إمكانية التعاقد مع مدافع جديد تعتمد على رأي آرني سلوت في جو غوميز وجاريل كوانساه. لقد لعبا دقائق محدودة للغاية هذا الموسم، وهذا يعني من وجهة نظري أن سلوت يريد تدعيما في هذا المركز».

ويضيف: «فيرجيل يقترب من الرابعة والثلاثين من عمره، لذا يريد ليفربول التعاقد مع لاعب قادر على خوض العديد من المباريات. فإذا أصيب فان دايك، فلن يكون هناك لاعب قريب من مستواه. كانت هناك شائعات بشأن دين هويسن لاعب بورنموث، وهو لاعب شاب وموهوب للغاية، لكنني أود أن يتعاقد ليفربول مع لاعب يمتلك خبرات أكبر وفي مرحلة متقدمة من مسيرته الكروية حتى يساعد في تطوير مستوى الفريق».

ويتابع: «الأسماء التي تتبادر إلى ذهني لن يكون من السهل - بل ربما من المستحيل - التعاقد معها، لكن يمكن أن نذكر في هذا الصدد ميكي فان دي فين من توتنهام، ومارك غويهي من كريستال بالاس، وجاراد برانثويت من إيفرتون. هؤلاء اللاعبون يمتلكون خبرة كبيرة في الدوري الإنجليزي الممتاز، ويمتلكون إمكانات مختلفة، حيث يتميز فان دي فين بسرعة فائقة، في حين يتمتع غويهي بقوة بدنية هائلة، رغم أنه ليس ضخم البنية، كما يتميز بالهدوء الشديد ويمتلك شخصية قيادية. ربما لا يمتلك برانثويت اللياقة البدنية المطلوبة، لكنه يتمتع بحضور قوي». ويضيف: «لو استطعت ضمان أن يكون غوميز جاهزا ومحافظا على لياقته البدنية، فقد لا يضطر النادي لاستنزاف موارده المالية لتدعيم هذا المركز، حيث يقدم فان دايك مستويات ثابتة وقوية رغم تقدمه في السن، وكذلك إبراهيما كوناتي، الذي لعب دورا رئيسيا في ظهور ليفربول بهذا الشكل القوي، لكنني أعتقد أن ليفربول سيفكر في التعاقد مع قلب دفاع».

ومع ذلك، يبدو أن أولوية ليفربول في خط الدفاع تتمثل في تدعيم مركز الظهير الأيسر، في حين تألق كونور برادلي، البالغ من العمر 21 عاماً، وأثبت أنه قادر على أن يشغل مركز الظهير الأيمن في حال رحيل ألكسندر أرنولد. يقول ميرفي: «من الناحية المثالية، ربما يرغب ليفربول في تدعيم مركزي الظهير الأيسر والظهير الأيمن، لكن إذا كنت تبحث عن محور ارتكاز وظهيرين، وأنت تسعى بالفعل للتعاقد مع مهاجم صريح ولاعب خط وسط، فقد لا يكون لديك المال الكافي لتدعيم كل المراكز التي تريدها. إن المديح الذي قدمه سلوت لبرادلي يشير إلى أن اللاعب الآيرلندي الشاب سيلعب بشكل أساسي في مركز الظهير الأيمن إذا رحل ألكسندر أرنولد. يتعين على الجميع أن يتذكر أن برادلي لاعب شاب ينتظره مستقبل واعد وقد تعرض لبعض الإصابات».

ويضيف: «كيركيز لاعب بورنموث يعد خيارا ممتازا، فهو لاعب سريع ويجيد اللعب بكلتا القدمين، كما يجيد الدفاع في المواجهات الفردية. إنه لاعب مقاتل ويمتلك طاقة هائلة، ولا يزال في الحادية والعشرين من عمره. إنه يناسب كل المعايير التي يريدها فريق التعاقدات في ليفربول، والتي تهتم بأمور مثل قدرة اللاعب على التحسن والتطور وزيادة قيمته السوقية. وأعتقد أنه من الوارد جدا أن يسعى ليفربول للتعاقد معه».

ويتابع: «لو كان يتعين علي أن أختار بين تدعيم أحد الظهيرين، فسأعطي الأولوية لتدعيم مركز الظهير الأيسر. لا أعني بذلك التقليل من أندي روبرتسون، لكن يجب أن تكون هناك منافسة قوية في هذا المركز، ويجب أن يكون هناك خيار أول قوي في هذا المركز. لقد خاض أندي بعض المباريات الصعبة التي لم يكن فيها في أفضل حالاته وارتكب بعض الأخطاء، لكنني ما زلت أعتقد أنه قادر على استعادة أفضل مستوياته».

المقابل المادي المرتفع الذي يريده نيوكاسل للتخلي عن إيزاك قد يكون عائقاً لانتقاله إلى ليفربول (رويترز)

غرافينبيرتش نجح في حل مشكلة كبيرة لسلوت كانت الأولوية الأولى لليفربول الصيف الماضي تتمثل في البحث عن «لاعب خط وسط مدافع»، وأصيب مسؤولو النادي بالإحباط عندما رفض مارتن زوبيمندي، لاعب ريال سوسيداد الإسباني والمتوج ببطولة كأس الأمم الأوروبية 2024، الانتقال للريدز مقابل 52 مليون جنيه إسترليني. لجأ سلوت إلى الاعتماد على مواطنه الهولندي رايان غرافينبيرتش، الذي قدم مستويات مذهلة في هذا المركز، لدرجة أن ميرفي يعتقد أن ليفربول لم يعد يعاني من أي مشكلة في هذا المركز.

ويقول: «أعتقد أن الأمور قد تغيرت تماما فيما يتعلق بهذا المركز. إذا كنت ستنفق مبلغاً كبيراً للتعاقد مع لاعب خط وسط مدافع، فسيرغب في اللعب بشكل منتظم، وسيكون ذلك على حساب غرافينبيرتش، الذي يُمكن القول بأنه أفضل لاعب وسط مدافع في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. لقد تعلمنا في عالم كرة القدم أنه إذا سارت الأمور بشكل جيد فلا يتعين عليك أن تغيرها! في الواقع، سأشعر بالدهشة لو تعاقد ليفربول مع لاعب خط وسط مدافع جديد. لو كنت مكان سلوت، سأبقي على واتارو إندو، الذي أعتقد أنه بديل رائع. إنه قادر على القيام بعمل جيد للغاية، وهو محبوب من الجماهير».

هل هذه هي النهاية بالنسبة لداروين نونيز؟

قضى داروين نونيز ثلاثة مواسم كاملة مع ليفربول منذ انتقاله للفريق قادما من بنفيكا البرتغالي مقابل 85 مليون جنيه إسترليني، لكنه لم يُثبت حتى الآن أنه المهاجم القادر على قيادة خط هجوم الريدز. تم تهميش اللاعب البالغ من العمر 25 عاماً تحت قيادة سلوت، الذي انتقد سلوكه علناً. لم يفقد جمهور ليفربول ثقته أبداً في نونيز، لكن يبدو أن مسيرته مع ليفربول قد وصلت إلى نهايتها.

يقول ميرفي: «حان الوقت لضخ دماء جديدة في خط الهجوم. أعتقد أن داروين قد حصل بالفعل على العديد من الفرص. إذا نظرنا إلى مساهماته التهديفية وعدد الدقائق التي لعبها، فمن الواضح أن سلوت غير راض عن أدائه، والدليل على ذلك أن سلوت قد استعان في بعض الأحيان ببعض الأجنحة للعب في مركز المهاجم الصريح وأبقى نونيز على مقاعد البدلاء، وهو الأمر الذي يخبرنا بالكثير عن مستقبل اللاعب. سأشعر بالدهشة لو استمر نونيز، وأعتقد أن الأمور أصبحت واضحة بالنسبة له».

إذن، ما هي الخيارات المتاحة أمام ليفربول لتدعيم هذا المركز؟ يقول ميرفي: «أعتقد أنه لن يكون بمقدور ليفربول التعاقد مع ألكسندر إيزاك، في ظل الحديث عن المقابل المادي المرتفع الذي يريده نيوكاسل للتخلي عن خدماته. أنا لا أتحدث هنا عن جودته، بل عن أنه عندما تدفع جزءاً كبيراً من ميزانيتك للتعاقد مع لاعب واحد، فستكون تقريبا بحاجة إلى ضمان بأنه سيبقى لائقا بشكل دائم ولن يغيب عن المباريات لأي سبب من الأسباب».

ويضيف: «أنا مندهش لأننا لم نسمع الكثير عن جوناثان ديفيد، لاعب ليل الفرنسي، الذي يمكنه الانتقال لأي ناد في صفقة انتقال حر. عندما تشاهده وهو يلعب، تشعر بأنه يمتلك القدرات والإمكانات التي تؤهله للتألق في الدوري الإنجليزي الممتاز، فهو قوي وسريع ويجيد إنهاء الهجمات أمام المرمى، وسجله التهديفي يصل إلى هدف كل مباراتين، وهو ما يعني أنه مهاجم يتمناه أي فريق. إنه يقدم مستويات قوية وثابتة مع ليل منذ أربعة مواسم، ولا يزال في الخامسة والعشرين من عمره».

علاوة على ذلك، يقترح ميرفي خيارا آخر قادرا على قيادة خط هجوم الريدز، وهو محمد قدوس، لاعب وست هام. ويقول عن ذلك: «قدوس لاعب قوي ومهاري، ويمكنه اللعب في مركز صانع الألعاب أو جناحا على الناحية اليسرى أو اليمنى. إنه قوي للغاية ويمتلك سرعة فائقة».كيف سيكون رد فعل منافسي ليفربول؟

غرافينبيرتش قدم مستويات مذهلة في خط الوسط (إ.ب.أ)

لقد فاز ليفربول باللقب بسهولة نسبيا نتيجة انهيار مانشستر سيتي من مستوياته العالية التي ساعدته على الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز أربع مرات متتالية، وتعثر آرسنال. ويتوقع ميرفي أن يقوم منافسو ليفربول بتدعيم صفوفهم بشكل قوي حتى يكونوا أكثر قدرة على المنافسة خلال الموسم المقبل.

ويقول: «ما حدث كان بمثابة صدمة حقيقية وضربة موجعة للمنافسين الذين ربما لم يتوقعوا أن يفعل ليفربول هذا بتشكيلته الحالية. أعتقد أن ميكيل أرتيتا وجوسيب غوارديولا كانا سعيدين الموسم الماضي عندما لم ينفق ليفربول أي أموال لتدعيم صفوفه. لكنهما الآن سيتحركان لتقوية فريقيهما، فهما ليسا ساذجين. وتعلم الأندية الأخرى أن ليفربول سيتحرك الآن أيضاً ويبرم بعض الصفقات الكبرى بعدما فاز باللقب».


مقالات ذات صلة

إصابة إيزاك في فوز ليفربول الفوضوي تزيد متاعب آرني سلوت

رياضة عالمية ألكسندر إيزاك يخرج من الملعب بمساعدة الفريق الطبي (أ.ف.ب)

إصابة إيزاك في فوز ليفربول الفوضوي تزيد متاعب آرني سلوت

كان من المفترض أن تكون لحظة إحراز ألكسندر إيزاك الهدف في توتنهام هي الشرارة التي تطلق فعلياً موسمه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية توماس فرنك (أ.ف.ب)

توماس فرنك: قرار احتساب هدف إيكيتيكي خاطئ… وتقنية الفيديو لم تُنصفنا

عدّ مدرب توتنهام توماس فرنك أن الهدف الذي سجله هوغو إيكيتيكي خلال خسارة فريقه أمام ليفربول السبت غير صحيح

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية فرانك لامبارد (رويترز)

لامبارد يعتذر بعد تسببه في مشاجرة بين لاعبي كوفنتري وساوثهامبتون

قال فرانك لامبارد مدرب كوفنتري سيتي إنه ​تجاوز حدوده بعدما أشعل مواجهة بين لاعبي فريقه ولاعبي مضيفه ساوثهامبتون بإشاراته المتكررة نحو جماهير صاحب الأرض.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية سلوت يرى أن أداء ليفربول بدا في التحسن (رويترز)

سلوت: أحاول أن أكون متفائلاً أمام إصابة إيزاك الخطيرة

قال سلوت مدرب ليفربول إن فريقه أظهر علامات تحسن في فوزه 2-1 على توتنهام هوتسبير بالدوري الإنجليزي، لكنه أعرب عن أسفه للإصابة التي تعرض لها ألكسندر إيزاك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية فيكتور يوكيريس سجل هدف الفوز لأرسنال (إ.ب.أ)

الدوري الإنجليزي: أرسنال يستعيد الصدارة من شباك إيفرتون

حافظ أرسنال على صدارة الدوري الإنجليزي قبل حلول فترة الأعياد، بانتصاره على مضيفه إيفرتون 1-0 السبت ضمن المرحلة السابعة عشرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

إصابة إيزاك في فوز ليفربول الفوضوي تزيد متاعب آرني سلوت

ألكسندر إيزاك يخرج من الملعب بمساعدة الفريق الطبي (أ.ف.ب)
ألكسندر إيزاك يخرج من الملعب بمساعدة الفريق الطبي (أ.ف.ب)
TT

إصابة إيزاك في فوز ليفربول الفوضوي تزيد متاعب آرني سلوت

ألكسندر إيزاك يخرج من الملعب بمساعدة الفريق الطبي (أ.ف.ب)
ألكسندر إيزاك يخرج من الملعب بمساعدة الفريق الطبي (أ.ف.ب)

كان من المفترض أن تكون تلك اللحظة هي الشرارة التي تطلق موسم ألكسندر إيزاك فعلياً؛ صفقة ليفربول، البالغة قيمتها 125 مليون جنيه إسترليني، دخل بديلاً، قبل أن يضع الكرة بلمسة رائعة في شباك حارس توتنهام غولييلمو فيكاريو، مانحاً فريقه التقدم، وذلك وفقاً لشبكة «بي بي سي» البريطانية.

وعلى خط التماس، بدا المدرب آرني سلوت في قمة سعادته، بعدما شاهد إيزاك يتبادل الكرة مع فلوريان فيرتز، الذي كتب أول تمريرة حاسمة له في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ انضمامه في الصيف مقابل 116 مليون جنيه إسترليني. ومع وجود محمد صلاح في المغرب للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية، وغياب كودي غاكبو بسبب الإصابة، بدت هذه اللقطة لمحة عن مستقبل ليفربول، وأول مؤشر على انسجام محتمل بين أغلى صفقتين في تاريخ النادي.

غير أن تلك الفرحة لم تستمر سوى ثوانٍ معدودة؛ إذ سقط إيزاك أرضاً متألماً بعد تدخل من ميكي فان دي فين. ومع تجمع زملائه حوله، اتضح سريعاً أن المهاجم السويدي لن يكون قادراً على مواصلة المباراة.

وقال سلوت بعد اللقاء: «علينا أن ننتظر ونرى. لكن عندما يسجل لاعب هدفاً ثم يتعرض لإصابة ولا يحاول العودة إلى أرض الملعب، فغالباً ما يكون ذلك أمراً غير جيد». وبدا المشهد بالفعل مقلقاً.

وبالنسبة إلى ليفربول، الذي يبدو أنه بدأ تصحيح المسار وأصبح دون هزيمة في 6 مباريات متتالية، فإن قائمة المشكلات لا تزال في ازدياد، مع احتمال غياب إيزاك وكونور برادلي فترة عن الملاعب.

ولتلخيص سوء الحظ الذي يرافق الفريق، اضطر برادلي إلى الخروج بين الشوطين بسبب إصابة تعرض لها خلال مشاركته في لقطة خاصة بإيزاك. وعند الدقيقة الـ60، غادر إيزاك أرض الملعب ليحل مكانه جيريمي فريمبونغ، الذي خاض أول مباراة له منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. لكن فريمبونغ نفسه لم يُكمل اللقاء؛ إذ استُبدل به فيديريكو كييزا في الدقيقة الـ90، رغم تأكيد سلوت أن الظهير سيكون بخير، موضحاً أنه لم يرغب في المجازفة باللعب بـ10 لاعبين لبضع ثوانٍ. وفي كل الأحوال، فإن لاعبين اثنين دخلا بديلين لم يتمكنا من إنهاء المباراة.

وفي نهاية المطاف، ضمن هدف هوغو إيكيتيكي فوز ليفربول في مباراة كادت تفلت منهم، رغم أنهم واجهوا «توتنهام بـ9 لاعبين» بعد طرد كل من تشافي سيمونز وكريستيان روميرو.

ووصف جيمي ريدناب، محلل شبكة «سكاي سبورتس»، ما حدث بأنه «درس نموذجي في كيفية عدم إدارة الدقائق الـ10 الأخيرة». واعترف سلوت بدوره بأن النهاية لم تكن مثالية.

وقال المدرب الهولندي لبرنامج «ماتش أوف ذا داي» على «بي بي سي»: «من غير المعقول، عندما تلعب أمام 9 لاعبين، ألا أتفاجأ إذا كانوا استحوذوا على الكرة لمدة 8 دقائق ونصف من أصل 9 دقائق وقتاً بدل ضائع. هذا ليس ما تتوقعه، وربما يعكس وضعنا في هذا الموسم. نحتاج إلى عدد أكبر من الانتصارات حتى نشعر براحة أكبر عند التعرض للانتكاسات. ما يبقى في الذهن هو الدقائق الـ10 الأخيرة، لكن كان هناك كثير مما يدعو للإعجاب خلال 80 أو 90 دقيقة».

وقبل أسبوعين فقط، كان ليفربول قد فرّط في تقدم بفارق هدفين أمام ليدز يونايتد في الشوط الثاني، قبل أن يستقبل هدف التعادل في الوقت بدل الضائع بعد أن استعاد التقدم. وفي لندن، نجا الفريق هذه المرة بصعوبة، بعدما ألقى توتنهام بكل أوراقه الهجومية، وكان لدخول ريشارلسون تأثير ملحوظ.

ولم يكن مبالغة القول إن ليفربول بدا في الدقائق الأخيرة كأنه يلعب بنقص عددي، في مشهد يبتعد كثيراً عن السيطرة التي أظهرها الفريق خلال معظم فترات الموسم الماضي.

وأضاف سلوت: «لم نحافظ على الكرة عندما كانت بحوزتنا. كنا نُبعدها دون داعٍ، فحصلوا على ركلات حرة ورميات تماس وركنيات. أصبحت المباراة فوضوية ومحمومة للغاية».

وقد اتسم موسم ليفربول الحالي بالفعل بكثير من الفوضى والتوتر، لكن حامل اللقب يستطيع أن يستمد بعض الرضا من حقيقة أنه، بعد سلسلة قاسية من 9 هزائم في 12 مباراة، سيدخل فترة أعياد الميلاد متساوياً في النقاط مع تشيلسي صاحب المركز الرابع.

وقال سلوت: «بصورة عامة، كنا نسيطر على المباراة بشكل جيد. 6 مباريات دون هزيمة: 4 انتصارات وتعادلان. نحن بالتأكيد لسنا مثاليين بعد، لكن كلا رأسي الحربة لدينا سجل هدفين. مجدداً؛ هناك إيجابيات يمكن استخلاصها».

ولا شك في أن هناك إيجابيات، بعدما حقق ليفربول فوزه الثالث على التوالي، إلا إن هذه المباراة كشفت مرة أخرى عن أن الفريق فيه حالياً أسئلة أكثر من الإجابات. ويبقى السؤال الأكبر في الوقت الراهن: إلى متى ستطول فترة غياب ألكسندر إيزاك؟


حسام حسن: صلاح أيقونة مصرية... وهدفنا التتويج بأمم أفريقيا

حسام حسن (رويترز)
حسام حسن (رويترز)
TT

حسام حسن: صلاح أيقونة مصرية... وهدفنا التتويج بأمم أفريقيا

حسام حسن (رويترز)
حسام حسن (رويترز)

قال حسام حسن، مدرب منتخب مصر، الأحد، إنه تواصل على الفور مع محمد صلاح قائد المنتخب بعد المقابلة المثيرة للجدل التي انتقد فيها أرني سلوت مدربه في ليفربول، وإن صلاح سيكون واحداً من أفضل اللاعبين في كأس ​الأمم الأفريقية لكرة القدم، وذلك قبل مواجهة زيمبابوي، الاثنين، في مستهل مشوار الفريقين بالبطولة التي تستضيفها دولة المغرب.

وتلعب مصر -صاحبة الرقم القياسي في التتويج بكأس الأمم برصيد 7 ألقاب- في المجموعة الثانية التي تضم جنوب أفريقيا وأنجولا وزيمبابوي.

وفي تصريحاته التي أدلى بها بعد التعادل في الدوري الإنجليزي الممتاز مع ليدز يونايتد في السادس من ديسمبر (كانون الأول)، هاجم قائد منتخب مصر (33 عاماً) النادي والمدرب سلوت، وقال للصحافيين إنه شعر كأنه أصبح «كبش فداء» لبداية الموسم السيئة، وألمح إلى أنه قد لا يستمر طويلاً في «أنفيلد»، ليُستبعد من تشكيلة الفريق أمام ‌إنتر ميلان في ‌دوري أبطال أوروبا، قبل أن يعود للمشاركة بديلاً ليقدم تمريرة ‌حاسمة ⁠في ​فوز ليفربول ‌2-0 على برايتون آند هوف ألبيون الأسبوع الماضي.

وقال حسن (59 عاماً)، خلال مؤتمر صحافي عن تصريحات صلاح: «تواصلت مع صلاح مباشرة بعدما حدث، لا أريد أن أقول أزمة، لأن أي لاعب معرض لاختلاف وجهات النظر مع مدربه، صلاح لديه طموح كبير جداً».

وأضاف: «صلاح قادر على استعادة أفضل مستوياته من خلال المنتخب، ودائماً ما يعود بعدها إلى ليفربول ليقدّم أداءً مميزاً. وسيكون واحداً من أفضل لاعبي البطولة بدعم زملائه والجهاز الفني. وأنا أسانده فنياً ومعنوياً، وهو بحاجة إلى الفوز بهذه البطولة، وعليه أن يساعد نفسه، وأن يساعدنا من أجل تحقيق هذا الهدف، إذ يستعيد مستواه ويظهر وكأنه يشارك مع المنتخب للمرة الأولى».

وتحدّث مدرب مصر عن مدى صعوبة المواجهة الأولى في ‍كأس الأمم: «نحن في واحدة من كبرى ‍البطولات المجمعة في العالم؛ كأس الأمم مهمة للمنتخب المصري، نحترم كل منافسينا في المجموعة، ‍منتخب زيمبابوي لديه لاعبون محترفون ونحترمه».

وتابع: «نحن مستعدون، جهازاً فنياً ولاعبين، ونعرف قيمة المباراة الأولى في كأس الأمم، درسنا منتخب زيمبابوي، ونأخذ الأمور خطوة بخطوة، هذه بداية البطولة، وأول مباراة دائماً تكون مهمة تماماً مثل النهائي، لأنها أول درجة في مشوار البطولة».

وقال حسن -الذي فاز بكأس الأمم الأفريقية 3 مرات حين كان لاعباً (1986 و1998 و2006)- عن مشاركته الأولى في البطولة بصفته مدرباً: «كان لي شرف الفوز مع زملائي من مختلف الأجيال بالبطولة، وتحدثت مع اللاعبين عن ⁠ذلك، وقلت لهم إن الفوز باللقب شيء عظيم». وأكمل: «شعوري مختلف الآن، أحتاج بصفتي مدرباً أن أشرح للاعبين قيمة البطولة، ويجب على اللاعبين أن يشعروا بأن الفوز بهذه البطولة يجب أن يكون في سجلاتهم».

وأردف: «أتمنّى تحقيق البطولة مدرباً، لأنه سيكون شعوراً غير عادي، واللاعبون جاهزون لهذا التحدي».

وأضاف: «نمتلك مجموعة مميزة في الخط الهجومي، ولديَّ ثقة كاملة بالمدافعين، كما أن هناك عدداً كبيراً من اللاعبين الذين أثبتوا جدارتهم بتمثيل منتخب مصر في تصفيات كأس العالم وكأس الأمم الأفريقية. ويُعدّ الدفاع مسؤولية جماعية يشترك فيها الفريق بأكمله، ولذلك أتمتع بثقة كبيرة في جميع اللاعبين بمختلف الخطوط. كما أمتلك اختيارات يحلم بها أي مدرب، وهو ما يجعل المهمة سهلة وصعبة في الوقت نفسه».

وقال حسن، رداً على سؤال بشأن إخفاق منتخبات مصر للشباب والناشئين مؤخراً، وخروج المنتخب الثاني من بطولة كأس العرب من دور المجموعات، وما إذا كان ذلك سيؤثر على المنتخب الأول: «لماذا نهدر حق اللاعبين في التأهل إلى كأس العالم وكأس الأمم الأفريقية دون هزيمة، وتسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف؟ رأس الهرم ناجح، بغضّ النظر عن أداء منتخبات الشباب والناشئين».


توماس فرنك: قرار احتساب هدف إيكيتيكي خاطئ… وتقنية الفيديو لم تُنصفنا

توماس فرنك (أ.ف.ب)
توماس فرنك (أ.ف.ب)
TT

توماس فرنك: قرار احتساب هدف إيكيتيكي خاطئ… وتقنية الفيديو لم تُنصفنا

توماس فرنك (أ.ف.ب)
توماس فرنك (أ.ف.ب)

عدّ مدرب توتنهام هوتسبير، توماس فرنك، أن الهدف الذي سجله هوغو إيكيتيكي خلال خسارة فريقه أمام ليفربول يوم السبت، كان يجب إلغاؤه بداعي وجود خطأ، وذلك وفقاً لشبكة «The Athletic».

وسجل إيكيتيكي الهدف الثاني لليفربول في الفوز 2 - 1 على ملعب توتنهام هوتسبير، بعدما ارتقى فوق روميرو وحوّل برأسه عرضية جيريمي فريمبونغ من الجهة اليمنى. وأظهرت اللقطة أن مهاجم ليفربول وضع يديه الاثنتين على ظهر مدافع توتنهام، الذي سقط أرضاً إثر الاحتكاك.

وقام حكم الفيديو المساعد، ستيوارت أتويل، بمراجعة اللقطة، قبل اعتماد أن «الاحتكاك كان طبيعياً في الالتحام الهوائي بين إيكيتيكي وروميرو».

وخلال المؤتمر الصحافي عقب المباراة، قال فرنك: «أعتقد أن الهدف الثاني سُجل بطريقة خاطئة من الحكم. هناك يدان واضحتان على الظهر. يدان واضحتان تماماً. لا أفهم كيف يمكن السماح بذلك. في أي مكان آخر من الملعب نرى هذا المشهد ألف مرة، مثل لاعب يرتقي للكرة، بعد ركلة مرمى باتجاه قلب الدفاع، فتظهر يدان على الظهر، فيحتسب ذلك خطأ. لكن يبدو أن الأمر لا ينطبق داخل منطقة الجزاء. برأيي، كان هذا أكبر خطأ، سواء من الحكم أو من تقنية حكم الفيديو المساعد، لكن ذلك لم يكن كافياً. وواصلنا اللعب».

وكان توتنهام قد أكمل المباراة بعشرة لاعبين منذ الشوط الأول، بعد طرد تشافي سيمونز إثر تدخل عُدّ لعباً عنيفاً على فيرجيل فان دايك، وذلك بعد مراجعة تقنية حكم الفيديو المساعد. كما طُرد كريستيان روميرو بدوره في الوقت بدل الضائع، بعدما تلقى البطاقة الصفراء الثانية إثر التحام مع إبراهيم كوناتي.

وأوضح فرنك أنه لا يتفق مع قرار طرد سيمونز، الذي اعتذر لاحقاً عن التدخل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكتب: «أتحمل المسؤولية، وأنا آسف جداً».

وأضاف مدرب توتنهام: «لا أحب هذا القرار بوصفه حالة طرد. بالنسبة لي، التدخل ليس متهوراً ولا ينطوي على قوة مفرطة. اللاعب كان يطارد فان دايك ويحاول الضغط عليه، ثم غيّر اتجاهه، وللأسف جاءت قدمه على وتر قدم اللاعب المنافس. يمكن أن تقول: كان عليه أن يكون أذكى أو ألا يقوم بذلك، لكن هل لم يعد مسموحاً بأي احتكاك بدني؟».

وتابع: «المشكلة التالية هي أنه إذا حصل على إيقاف ثلاث مباريات، وهو أمر لا أفهمه، فكيف يمكن أن يُعاقَب ثلاث مباريات على تدخل ليس متهوراً؟ هذا خطأ تماماً، وعلى الأرجح لن نتمكن من الاستئناف».

ومن المقرر أن يعود توتنهام إلى المنافسات يوم الأحد المقبل، عندما يواجه كريستال بالاس.