ما يدعو إليه اليوم الرئيس الأميركي دونالد ترمب للقاء المرشد الإيراني علي خامنئي، أو الرئيس مسعود بزشكيان، «حدث تاريخي» لم يتحقق منذ عقود، حتى قبل قيام «الثورة» عام 1979. وأعلن ترمب في حديث لوكالة «بلومبرغ»، الجمعة، أنه منفتح على لقاء خامنئي أو بزشكيان، مشيراً إلى أنه لم يمنع إسرائيل من مهاجمة المواقع النووية الإيرانية، معرباً عن أمله في التوصل لاتفاق مع إيران من دون مهاجمتها.

من روزفلت إلى ترمب
كان الرئيس الوحيد الذي زار إيران أثناء وجوده في منصبه هو فرانكلين روزفلت عام 1943، عندما عقد مؤتمر طهران مع قادة الحلفاء أثناء الحرب العالمية الثانية، ومنذ ذلك الحين، ورغم جميع الجولات الدبلوماسية، لم يحدث أي لقاء مباشر بين قادة البلدين. وكانت العلاقات قوية بين إيران والولايات المتحدة خلال فترة الشاه، وكان محمد رضا بهلوي يزور واشنطن، ويُستقبل رسمياً من قبل رؤساء أميركيين، مثل دوايت آيزنهاور، جون كيندي، وريتشارد نيكسون. ومنذ عام 1979، تجنَّب رئيسا إيران والولايات المتحدة اللقاء المباشر، رغم مرور عقود والعديد من المحاولات الدبلوماسية.
وتتجدد، كل عام، التكهنات حول إمكانية تغيير هذا الوضع، ولكن دائماً ما تبقى العلاقات بين البلدين متوترة، حتى في ظل وجودهما على الأرض نفسها في الأمم المتحدة.

مكالمة غيَّرت التاريخ
في أغسطس (آب) 2013، عندما تولَّى الرئيس الإيراني حسن روحاني السلطة بنبرة إصلاحية بدت الفرصة سانحة لإحداث اختراق دبلوماسي. وخلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في سبتمبر (أيلول) 2013، تحدثت وسائل إعلام عن إمكانية لقاء بين روحاني والرئيس الأميركي باراك أوباما، لكن دوائر سياسية في طهران أظهرت تردداً، ورفض روحاني اللقاء المباشر. في النهاية، اكتفى الطرفان بمكالمة هاتفية قصيرة أثناء مغادرة روحاني نيويورك، لتكون أول تواصل مباشر بين رئيسي البلدين منذ 1979.

دعوة ترمب
ما يدعو إليه ترمب اليوم ليس جديداً، ففي عام 2019، كانت التوقعات ترتفع بعد أن أرسل الرئيس الأميركي دعوة إلى الرئيس الإيراني لعقد لقاء في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. ويومها قال ترمب إنه «منفتح على اللقاء»، وهو عرض كان يُعدّ مفاجأة في ضوء التصريحات الحادة والتهديدات المتبادلة بين الطرفين. ولعب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حينها دور الوسيط في محاولة لجمع ترمب وروحاني على هامش الجمعية العامة. وأصر الرئيس الإيراني على ضرورة رفع العقوبات أولاً، وفي النهاية لم يحدث اللقاء، لكن الأضواء بقيت مسلطة على كواليس نيويورك؛ حيث كان الرجلان يفصل بينهما أحياناً مجرد جدار.
