أكثر من ثلث الأمهات يواجهن مشاكل صحية طويلة الأجل بعد الولادة

40 مليون امرأة تعاني منها سنوياً

أكثر من ثلث الأمهات يواجهن مشاكل صحية طويلة الأجل بعد الولادة
TT

أكثر من ثلث الأمهات يواجهن مشاكل صحية طويلة الأجل بعد الولادة

أكثر من ثلث الأمهات يواجهن مشاكل صحية طويلة الأجل بعد الولادة

رغم التقدم الطبي الكبير في مجال صحة الأمومة، وفي الوقت الذي تُسلّط فيه الأضواء على لحظة الولادة بصفتها ذروة تجربة الأمومة، تغيب عنا معاناة مستمرة تعيشها ملايين النساء بعد تلك اللحظة. فقد يُظن أن لحظة الولادة هي نهاية المشقة وبداية الراحة، غير أن الأدلة الحديثة تشير إلى أن ما بعد الحمل يمثل لبعض الأمهات فترة معقدة قد تمتد فيها المعاناة الصحية لعدة أشهر أو حتى سنوات.

وتكشف دراسة عالمية حديثة، نُشرت في مجلة «لانسيت غلوبال هيلث»، أن مرحلة ما بعد الحمل ليست آمنة دائماً، بل تُمثّل فترة حرجة قد ترتبط بمضاعفات طويلة الأمد، وقد تكون بوابة لسلسلة من المشكلات الصحية الناتجة عن الولادة، تصيب أكثر من ثلث الأمهات حول العالم سنوياً، وتمتد آثارها إلى ما بعد الأسابيع الأولى التقليدية للرعاية الطبية.

وهذه المشكلات المتعددة لها أعراض جسدية ونفسية متداخلة، واضطرابات مزاجية، وآلام مزمنة، وقلق واكتئاب، ومشكلات في العلاقة الزوجية، وسلس بولي وشرجي، وكلها تحديات صامتة تتجاهلها أنظمة الرعاية التقليدية.

الخبراء يدقون ناقوس الخطر، مطالبين بإعادة تعريف مفهوم «الرعاية بعد الولادة»، وأن الاهتمام بصحة النساء ليس فقط لإنقاذ أرواحهن، بل لضمان جودة حياة تستحقها كل أم.

رحلة الأمومة ومشاكلها

هل تنتهي رحلة الأمومة بولادة الطفل؟ من المرجح أن يعاني ما لا يقل عن 40 مليون امرأة كل عام من مشكلة صحية طويلة الأجل ناجمة عن الولادة، وفقاً للدراسة التي نُشرت بتاريخ 7 ديسمبر (كانون الأول) 2023.

تُظهر الدراسة، التي هي جزءٌ من سلسلة بحثية دولية خاصة بصحة الأم، أن ثمة عبئاً ثقيلاً من الحالات اللاحقة للولادة التي تستمر في الأشهر أو السنوات التي تلي الولادة تشمل مجموعة من الحالات منها الألم أثناء الجماع (عُسر الجماع)، الذي يصيب (35 في المائة) من النساء بعد الولادة، وآلام أسفل الظهر (32 في المائة)، والسلس الشرجي (19 في المائة)، وسلس البول (8 - 31 في المائة)، والقلق (9 - 24 في المائة)، والاكتئاب (11 - 17 في المائة)، والألم العجاني (11 في المائة)، والخوف من الولادة أو ما يسمى رُهاب الولادة (6 - 15 في المائة) والعُقم الثانوي (11 في المائة).

تُعد هذه الدراسة الجديدة جزءاً من سلسلة علمية نشرتها مجلتا The Lancet Global Health وeClinicalMedicine تحت عنوان «صحة الأم في الفترة المحيطة بالولادة وما بعدها» بدعم من منظمة الصحة العالمية، والبرنامج الخاص للبحث والتدريب في مجال الصحة الإنجابية، ووكالة التنمية الدولية الأميركية. وتهدف هذه السلسلة إلى إعادة تشكيل مفاهيم رعاية الأم من خلال أربع أوراق بحثية ناقشت محددات صحة الأم، وتحوّلات وفيات الأمهات، واستراتيجيات الرعاية، والتحديات الصحية المتوسطة والطويلة الأجل المرتبطة بالولادة، إضافة إلى دور علاقات القوة غير المتكافئة بين الجنسين في تعزيز أو إضعاف صحة المرأة.

في هذا الإطار، يدعو مؤلفو الدراسة إلى إدراك أوسع لهذه المشكلات الشائعة داخل نظام الرعاية الصحية وإلى زيادة الاعتراف بها، حيث إن كثيراً من هذه الحالات تحدث خارج الفترة الزمنية التي تحصل فيها النساء على خدمات ما بعد الولادة. ويشدد الباحثون على أن توفير رعاية شاملة وفعالة طوال فترة الحمل والولادة يشكّل درعاً وقائية أساسية وحاسمة الأهمية، للكشف عن المخاطر وتجنّب المضاعفات التي يمكن أن تتسبب في مشاكل صحية دائمة بعد الولادة.

حالات صحية طويلة الأجل

الورقة الثالثة من السلسلة العلمية «صحة الأم في الفترة المحيطة بالولادة وما بعدها» سلّطت الضوء على التعريف العلمي للحالات الصحية طويلة الأجل، على أنها حالات تحدث بعد أكثر من ستة أسابيع من الولادة، وهي الفترة التي يتوقف فيها تقديم الرعاية الطبية لما بعد الولادة، عادة.

تشمل هذه الحالات آثاراً مباشرة للمخاض والولادة، سواء كانت نتيجة تدخلات طبية كالجراحة القيصرية (C - section) أو شق الفرج (episiotomy)، أو حتى دون مضاعفات واضحة فقد تحدث بغض النظر عن الطريقة التي تلِد بها المرأة.

تقول الدكتورة باسكال ألوتي (Dr. Pascale Allotey)، مديرة شؤون الصحة الجنسية والإنجابية والبحوث ذات الصلة في منظمة الصحة العالمية: «يسبب كثير من الحالات التالية للولادة للنساء معاناة عاطفية وجسدية كبيرة تؤثر على حياتهن اليومية بعد فترة طويلة من الولادة، ومع ذلك فإن هذه الحالات لا تحظى بالتقدير الكافي وغالباً ما تُهمل ولا يُبلغ عنها بالشكل المطلوب. وتحتاج النساء طوال حياتهن، وبعد مرحلة الأمومة، إلى الحصول على مجموعة من الخدمات من مقدّمي الرعاية الصحية الذين يستمعون إلى شواغلهن ويلبّون احتياجاتهن، حتى يتسنى لهن ليس فقط البقاء على قيد الحياة بعد الولادة، ولكن أيضاً التمتّع بصحة ونوعية حياة جيدتين».

تحديات صامتة تدعو للقلق

خلال استعراضٍ للمؤلفات والأبحاث، شمل ذلك الاثنتي عشرة سنة الماضية، لم يحدد المؤلفون أي مبادئ توجيهية حديثة عالية الجودة لدعم العلاج الفعّال لما نسبته 40 في المائة من الحالات ذات الأولوية الـ32 التي جرى تحليلها في دراستهم، إلا أن تحديات جمع البيانات ظلت قائمة، حيث لا توجد مسوحات وطنية أو عالمية شاملة، ما اضطر الباحثين للاعتماد على مسوحات منزلية وسجلات أمومة، معظمها من دول مرتفعة الدخل. وهذا يفتح باب التساؤل حول مدى تمثيل هذه الأرقام للواقع في البلدان ذات الموارد المحدودة.

يعلق على ذلك الدكتور جواو باولو سوزا (Dr. Joao Paulo Souza)، مدير مركز أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي لمعلومات العلوم الصحية التابع لمنظمة الصحة للبلدان الأميركية - منظمة الصحة العالمية، وأحد مؤلفي الدراسة، مؤكداً على أن الاهتمام بصحة الأم يجب ألا يبدأ مع ظهور الحمل فقط، بل يجب أن يُنظر إلى صحة المرأة ضمن سياق حياتها الكامل، فهناك كثير من العوامل التي تؤثر على سلامة الحمل لدى المرأة تتراوح من البيئة المحيطة بها إلى النظم السياسية والاقتصادية التي تعيش في ظلها، مروراً بحصولها على الغذاء الصحي المتوازن، ومدى قدرتها على الإمساك بزمام أمورها طيلة حياتها، وهي كلها عوامل يلزم مراعاتها بغية تحسين صحتها وسلامتها ورفاهها، إلى جانب الحصول على الرعاية الصحية العالية الجودة طوال العمر.

إن تجاهل هذه التحديات الأساسية قد يفسّر لماذا فشلت 121 دولة من أصل 185 في إحراز تقدم كبير في خفض وفيات الأمهات خلال العقدين الماضيين، بحسب ما تُظهره السلسلة.

ولهذا، تدعو الدراسات إلى بناء نظام صحي شامل ومتعدد التخصصات، لا يكتفي بتقديم رعاية أمومة ذات جودة عالية في إطار من الاحترام، بل يُعالج كذلك أوجه القصور واللامساواة التي ما زالت تفرض عبئاً ثقيلاً على الأمهات حول العالم.

واستناداً إلى هذه الدراسة الحديثة، تدعو هذه السلسلة المعنونة بـ«صحة الأم في الفترة المحيطة بالولادة وما بعدها» إلى إيلاء مزيد من الاهتمام لصحة النساء والفتيات على المدى الطويل، وذلك بعد الحمل وقبله، وإلى تبنّي نهج شمولي في خفض وفيات الأمهات، لا يقتصر على الأسباب البيولوجية المباشرة، بل يمتد ليشمل الظروف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الأوسع نطاقاً التي تؤثر على صحة النساء، مثل الفقر، وسوء التغذية، وانعدام المساواة بين الجنسين، والتعرض للعنف أو النزاع.

توصياتإن ما تطرحه هذه الدراسة ليس مجرد أرقام جامدة أو استنتاجات نظرية، بل هو نداء صريح لإعادة تعريف رعاية الأمومة، والتوسّع في فهم ما تمر به المرأة بعد الولادة، ليس فقط من الناحية الفسيولوجية، بل من منظور شامل يُراعي الصحة النفسية والاجتماعية والعاطفية على حد سواء.

فالمرحلة التي تلي الولادة، والتي تُعامل غالباً على أنها «نهاية المتابعة الطبية»، تُعد في الواقع بداية مرحلة جديدة من التحديات الصحية التي قد تمتد سنوات. وتجاهل هذه المرحلة، أو الاكتفاء بالمتابعة القصيرة المعتادة، يعني ترك ملايين النساء حول العالم يواجهن مشكلات معقدة في صمت، دون دعم أو حلول فعالة.

وتُبرز السلسلة المنشورة في «ذي لانسيت» حقيقة مفادها أن الأنظمة الصحية، حتى في الدول المتقدمة، لا تزال تفتقر إلى المبادئ التوجيهية الحديثة والموارد الكافية للتعامل مع هذه الحالات بشكل شامل. وتزداد الفجوة اتساعاً في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث تنعدم الإحصاءات الدقيقة، ويُهمل كثير من الأعراض الشائعة بسبب ثقافة الصمت أو نقص الكوادر المدربة.

إن ضمان صحة النساء بعد الولادة ليس رفاهية، بل هو استثمار في المجتمع بأسره. فحين تكون الأم في صحة جيدة، يكون الطفل كذلك، وتكون الأسرة أقوى، والمجتمع أكثر تماسكاً وقدرة على النهوض. ولعل الأهم، كما يشير الباحثون، هو الانتقال من الأقوال إلى الأفعال، من نشر الدراسات والتوصيات، إلى دمج هذه المعارف فعلياً في السياسات الصحية، وتدريب العاملين في القطاع الصحي على التعامل الحساس والمتخصص مع احتياجات ما بعد الولادة.

ولذلك، فإن الحل لا يكمن فقط في تحسين المرافق الصحية أو تطوير البروتوكولات العلاجية، بل يبدأ من الاعتراف المجتمعي والمؤسسي الكامل بأن رحلة الأمومة لا تنتهي بولادة الطفل، بل تستمر مع كل يوم تعيشه الأم بعد ذلك.

إن توفير بيئة داعمة للنساء بعد الولادة، تتيح لهن التحدث عن معاناتهن دون خوف أو خجل، وتمنحهن فرص الحصول على العلاج والدعم النفسي، هو ما يُحدث الفارق الحقيقي في جودة الحياة.

* استشاري طب المجتمع.


مقالات ذات صلة

هل يساعد ماء القرنفل في تنظيم السكر وتقليل الالتهابات؟

صحتك ما فوائد ماء القرنفل؟ (بكسلز)

هل يساعد ماء القرنفل في تنظيم السكر وتقليل الالتهابات؟

يحتوي ماء القرنفل على مركب اليوجينول المعروف بخصائصه المضادة للأكسدة والالتهاب، لكنه يقدم فوائد محدودة للتحكم في مستويات السكر وتقليل الالتهاب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك إدراج الجزر في نظام غذائي متوازن يُحسّن جودة النوم بشكل غير مباشر (رويترز)

صيحة جديدة... هل تناول 7 جزرات صغيرة قبل الخلود للفراش يحسّن النوم؟

يحتاج الكثير منا إلى مزيد من النوم، مما يُغرينا بتجربة حلول سريعة، مثل شرب كوب من الحليب الدافئ، أو تناول جزر صغير قبل النوم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك 168 مادة كيميائية قد تؤثر في بكتيريا الأمعاء (رويترز)

منها مبيدات الحشرات... 168 مادة كيميائية نتعرض لها يومياً تهدد صحة الأمعاء

حدد باحثون 168 مادة كيميائية قد تؤثر في بكتيريا الأمعاء، وهي مواد يمكن أن يتعرض لها الناس في مجموعة واسعة من البيئات اليومية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الخروج في نزهة قصيرة لتجديد نشاطك قد يساعدك في محاربة النعاس بعد تناول الغداء (بكسلز)

من دون قهوة... كيف تتغلب على النعاس بعد تناول الغداء؟

هل تجد صعوبة في إبقاء عينيك مفتوحتين بعد الغداء؟ كثيراً ما يبدأ الناس يومهم بنشاط ثم تنهار طاقتهم بعد الغداء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)

من الأسود إلى الأبيض... 8 أنواع شاي تساعد على خسارة الوزن وحرق الدهون

يبحث كثيرون عن طرق طبيعية وآمنة لدعم خسارة الوزن وتحسين عملية الأيض، ويعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

هل يساعد ماء القرنفل في تنظيم السكر وتقليل الالتهابات؟

ما فوائد ماء القرنفل؟ (بكسلز)
ما فوائد ماء القرنفل؟ (بكسلز)
TT

هل يساعد ماء القرنفل في تنظيم السكر وتقليل الالتهابات؟

ما فوائد ماء القرنفل؟ (بكسلز)
ما فوائد ماء القرنفل؟ (بكسلز)

يحتوي ماء القرنفل على مركب اليوجينول المعروف بخصائصه المضادة للأكسدة والالتهاب، لكنه يقدم فوائد محدودة للتحكم في مستويات السكر وتقليل الالتهاب.

ويعرض تقرير لموقع «فيريويل هيلث»، أحدث الأبحاث حول ماء القرنفل، ومخاطره المحتملة، وأفضل الخيارات الغذائية الطبيعية المدعومة علمياً، للحفاظ على صحة الأمعاء وتنظيم السكر في الدم.

هل يمكن لماء القرنفل أن يساعد في التحكم في السكر وتقليل الالتهاب؟

يحتوي القرنفل على مركب اليوجينول، وهو مركب نباتي معروف بخصائصه المضادة للأكسدة والالتهاب. ويشير بعض الدراسات الأولية إلى أن اليوجينول قد يساعد في تنظيم التمثيل الغذائي للغلوكوز عبر خفض مستويات السكر، وتحسين الكولسترول، وحماية الكبد والكليتين من الأضرار الناتجة عن ارتفاع السكر في الدم.

ومع ذلك، لا يزال الخبراء غير مقتنعين. وقالت جولي ستيفانسكي، وهي متحدثة باسم أكاديمية التغذية وعلم الحمية: «من المبالغة القول إن مضغ القرنفل أو شرب الماء الذي نُقع فيه القرنفل سيمنحك نفس الفوائد الموجودة في المركبات الموجودة بالقرنفل نفسه».

ورغم أن القرنفل يحتوي على مضادات أكسدة تساعد في تحييد الجذور الحرة الضارة، فإنه ليس الخيار الأفضل بالضرورة لتقليل الالتهابات.

ماذا تقول الأبحاث الفعلية عن القرنفل؟

تم إجراء معظم الأبحاث الحالية على الحيوانات، أو في المختبر باستخدام تركيزات عالية من القرنفل، وليس باستخدام ماء القرنفل أو التوابل الكاملة.

وفي حين أظهرت تجربة بشرية صغيرة أولية، انخفاضاً طفيفاً في مستوى السكر مقارنةً بالعلاج الوهمي، لم يكن الفرق كبيراً بما يكفي ليُعدّ ذا أهمية سريرية. ومع ذلك، أظهرت دراسة أخرى في 2019، أن الأشخاص المصابين وغير المصابين بالسكري الذين تناولوا 250 ملغ من مستخلص القرنفل يومياً لمدة 30 يوماً، سجّلوا انخفاضاً ملحوظاً في مستويات السكر في الدم.

ورغم ذلك، وبما أن معظم الدراسات استخدم مستخلصات مركزة، فمن غير المرجح أن شرب ماء القرنفل، أو مضغ القرنفل نفسه، يؤثر بشكل كبير على مستوى السكر في الدم.

هل هناك مخاطر عند تناول القرنفل؟

بالنسبة للبالغين الأصحاء، من غير المحتمل أن يسبب شرب ماء القرنفل أو مضغ القرنفل، مشاكل صحية.

وقالت غريس ديروشا، المتحدثة باسم أكاديمية التغذية وعلم الحمية: «فكّر في القرنفل بوصفه مكوّناً يعطي نكهة إضافية، وليس علاجاً سحرياً».

لكن عند التركيزات العالية، خصوصاً على شكل زيت، قد يشكل القرنفل مخاطر صحية كبيرة على الكبد والكليتين، وزيادة النزيف، وحدوث نوبات صرع أو غيبوبة. وهو سميّ بشكل خاص للأطفال، حيث إن أقل كمية قد تؤدي إلى نوبات صرع وتلف الكبد.

وينبغي أيضاً أن تحذَر الحوامل والمرضعات، إذ لا توجد بيانات كافية حول تأثير القرنفل أو زيت القرنفل عليهن، والخطر الحقيقي يكمن في استخدام ماء القرنفل، أو القرنفل، بديلاً للعلاج الطبي الموثوق.

خيارات غذائية أفضل للتحكم في السكر وتقليل الالتهاب

يوجد كثير من الأطعمة الطبيعية واللذيذة الغنية بالفوائد، التي تساعد في تقليل الالتهاب ودعم مستويات السكر الصحية.

وقالت ديروشا: «ماء القرنفل قد يمنحك مضادات أكسدة ونكهة لطيفة، لكن الفوائد الحقيقية للسكر والالتهاب تأتي من الأطعمة الكاملة المدعومة بالأبحاث».

أمثلة على خيارات صحية مدعومة علمياً

-الخضراوات الورقية الغنية بالألياف: مثل الكالي والبروكلي، تساعد في إبطاء امتصاص السكر بالدم.

-التوت الغني بمضادات الأكسدة: يسهم في مكافحة الالتهاب ودعم الصحة الأيضية العامة.

-الحبوب الكاملة: توفر الألياف اللازمة للحفاظ على استقرار السكر في الدم.

-الأطعمة الغنية بـ«أوميغا-3»: مثل السلمون والجوز وبذور الكتان، تساعد في تقليل الالتهاب.

وأضافت ديروشا: «اتباع نظام غذائي على الطريقة المتوسطية، الذي يركز على الخضراوات والفواكه والبقوليات والحبوب الكاملة والدهون الصحية والبروتينات الخالية من الدهون، هو الأكثر فاعلية في دعم التحكم في السكر وخفض الالتهاب على المدى الطويل».


صيحة جديدة... هل تناول 7 جزرات صغيرة قبل الخلود للفراش يحسّن النوم؟

إدراج الجزر في نظام غذائي متوازن يُحسّن جودة النوم بشكل غير مباشر (رويترز)
إدراج الجزر في نظام غذائي متوازن يُحسّن جودة النوم بشكل غير مباشر (رويترز)
TT

صيحة جديدة... هل تناول 7 جزرات صغيرة قبل الخلود للفراش يحسّن النوم؟

إدراج الجزر في نظام غذائي متوازن يُحسّن جودة النوم بشكل غير مباشر (رويترز)
إدراج الجزر في نظام غذائي متوازن يُحسّن جودة النوم بشكل غير مباشر (رويترز)

يحتاج الكثير منا إلى مزيد من النوم، مما يُغرينا بتجربة حلول سريعة، مثل شرب كوب من الحليب الدافئ، أو تناول جزر صغير قبل النوم.

يُعد تناول سبع جزرات صغيرة أحدث صيحة شائعة على مواقع التواصل الاجتماعي لتحسين النوم. فبينما يُعزز الجزر الصغير عملية الهضم ووظائف الخلايا، يُشير الخبراء إلى أن هذا التوجه من غير المرجح أن يُحسّن نومك، وفقاً لموقع «فيري ويل هيلث».

هل تناول سبع جزرات صغيرة يُحسّن النوم؟

لا يوجد دليل علمي يُثبت أن تناول سبع جزرات قبل النوم يُساعد على النوم بشكل أفضل، وفقاً لديبي بيتيتبين، أخصائية تغذية مُسجلة ومتحدثة باسم أكاديمية التغذية وعلم التغذية في تشارلستون.

وأضافت بيتيتبين أن تناول سبع جزرات لن يُحفز «استجابة فسيولوجية سريعة» عند النوم.

ومع ذلك، فإن إدراج الجزر في نظام غذائي متوازن يُمكن أن يُحسّن جودة النوم بشكل غير مباشر. فقد وجدت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين تناولوا المزيد من الفاكهة والخضراوات خلال النهار ناموا بشكل أفضل ليلاً.

وقالت بيتيتبين: «إذا كان الناس يرغبون في نوم أفضل، فإن الأدلة أقوى بكثير على أهمية اتباع أنماط غذائية صحية بشكل عام بدلاً من الاعتماد على طعام واحد مُحدد».

لماذا يرتبط الجزر بنوم أفضل؟

يدّعي البعض أن العناصر الغذائية في الجزر يُمكن أن تُحسّن النوم. يحتوي الجزر على مركبات نباتية مضادة للأكسدة تُسمى الكاروتينات، وتحديداً ألفا كاروتين وبيتا كاروتين، والتي تُحوّلها أجسامنا إلى «فيتامين أ». قد يُعاني الأشخاص الذين يعانون من نقص «فيتامين أ» من اضطرابات النوم.

مع ذلك، نادراً ما يُعاني الأشخاص في الولايات المتحدة من نقص «فيتامين أ»، نظراً لتوفره في العديد من أنواع الطعام المختلفة. وصرحت بيتيتبين بأنه بمجرد تلبية احتياجات الجسم من «فيتامين أ»، فإن تناول المزيد من بيتا كاروتين لن يُحسّن النوم.

وتابعت بيتيتبين: «مع أن تصحيح النقص يُمكن أن يُعزز الوظائف الحيوية الطبيعية، إلا أن ذلك لا يعني أن تناول المزيد من الجزر يُحسّن النوم».

ألياف قد تُعزز النوم

إضافة الجزر إلى نظام غذائي متوازن قد تُسهم أيضاً في تحسين النوم لغناه بالألياف. وقد وجدت دراسة أُجريت عام 2016 صلة بين الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف والنوم العميق والمُنعش.

تحتوي سبع حبات من الجزر الصغير على نحو 3 غرامات من الألياف. ونظراً لعدم حصول معظم الناس على ما يكفي من الألياف، فإن تناول المزيد من الجزر يُعدّ بداية جيدة.

مع أن تناول بضع حبات من الجزر الصغير لن يُؤذي معدتك على الأرجح، لكن لا تُفرط في تناوله. فتناول الكثير من الأطعمة الغنية بالألياف بسرعة قد يُؤدي إلى عسر الهضم أو آلام المعدة.

لكن هل يجب تناول الطعام قبل النوم؟

بغض النظر عن الجزر، فإن ما تتناوله قبل النوم يُمكن أن يُؤثر على جودة نومك. تناول وجبة دسمة وثقيلة قبل النوم قد يُؤثر سلباً على جودة النوم، ولكن تناول وجبة خفيفة في المساء لن يؤثر على نومك على الأرجح.

كما أن تناول وجبة خفيفة في المساء يمنعك من النوم جائعاً، مما قد يُفاقم من جودة النوم، وفقاً لما ذكره توماس مايكل كيلكيني، وهو دكتور في تقويم العظام، ومدير معهد طب النوم في مستشفى جامعة نورثويل ستاتن آيلاند. لكن لا تتوقع أن يكون الجزر مُساعداً طبيعياً على النوم.

وأضاف: «للأسف، لا توجد أي دراسة مُوثقة تُؤكد أن اتباع نظام غذائي مُعين يُحسّن جودة النوم بشكل كبير. بشكل عام، يُعدّ الالتزام بنمط حياة صحي مع نظام غذائي جيد وممارسة الرياضة، واتباع قواعد نظافة النوم، أفضل وصفة لنوم جيد».


منها مبيدات الحشرات... 168 مادة كيميائية نتعرض لها يومياً تهدد صحة الأمعاء

168 مادة كيميائية قد تؤثر في بكتيريا الأمعاء (رويترز)
168 مادة كيميائية قد تؤثر في بكتيريا الأمعاء (رويترز)
TT

منها مبيدات الحشرات... 168 مادة كيميائية نتعرض لها يومياً تهدد صحة الأمعاء

168 مادة كيميائية قد تؤثر في بكتيريا الأمعاء (رويترز)
168 مادة كيميائية قد تؤثر في بكتيريا الأمعاء (رويترز)

حدد باحثون 168 مادة كيميائية قد تؤثر في بكتيريا الأمعاء، وهي مواد يمكن أن يتعرض لها الناس في مجموعة واسعة من البيئات اليومية.

ونشر خبراء من جامعة كمبردج دراسة يوم الثلاثاء في مجلة «نيتشر مايكروبيولوجي»، أوضحت أن كثيراً من المواد الشائعة يمكن أن تعيق نمو البكتيريا المفيدة في الأمعاء، وأن الأمر لا يقتصر على المبيدات.

دراسة واسعة على أكثر من ألف ملوّث

وفق ما نقلت شبكة «فوكس نيوز»، درس العلماء كيف أثّرت 1076 مادة ملوِّثة في 22 نوعاً من البكتيريا، وصمّموا نموذجاً يعتمد على التعلم الآلي للتنبؤ بمدى احتمال أن تلحق المواد الكيميائية ضرراً بصحة الأمعاء.

وشملت المواد الكيميائية «بيسفينول إيه إف (BPAF)» و«بيرفلورونونانويك أسيد (PFNA)» و«الغليفوسات» و«الكلوردكون» و«الإيمزاليل»، وعشرات غيرها.

وتغطي هذه المواد نطاقاً واسعاً من الاستخدامات؛ بدءاً من مثبّطات اللهب ومبيدات الفطريات، وصولاً إلى المبيدات الحشرية والمضافات البلاستيكية.

ووفقاً للدراسة، يمكن أن يحدث التعرض المحتمل لهذه المواد من خلال الطعام ومياه الشرب والاتصال البيئي، رغم أن مستوياتها في العالم الواقعي وتداعياتها الصحية لا تزال غير مؤكدة.

تأثير خلل الميكروبيوم على الصحة

وجاء في بيان صحافي عن الدراسة: «عندما يختل هذا النظام (الميكروبيوم)، يمكن أن يسهم في مجموعة واسعة من المشكلات الصحية المرتبطة بالهضم وتنظيم الوزن والجهاز المناعي والصحة العقلية».

وقالت مؤلفة الدراسة، إندرا رو، إن فريقها كان «مفاجَأ» عندما اكتشف الآثار الضارة لهذه المواد.

وأضافت: «وجدنا أن كثيراً من المواد الكيميائية المصمَّمة لاستهداف نوع واحد من الكائنات؛ مثل الحشرات أو الفطريات، تؤثر أيضاً في بكتيريا الأمعاء».

وتابعت: «الأمعاء ليست آلة هضم فحسب؛ بل مركز تحكّم أساسي للمناعة والتمثيل الغذائي والالتهاب».

وأوضحت أنه «على سبيل المثال، كثير من المواد الكيميائية الصناعية؛ مثل مثبّطات اللهب والمواد البلاستيكية التي نتعرض لها بانتظام، لم يكن يُعتقَد أنها تؤثر في الكائنات الحية على الإطلاق، لكنها تفعل ذلك».

دعوة إلى تصميم مواد كيميائية أكثر أماناً

من جهته، قال كيرن باتيل، وهو أحد مؤلفي الدراسة، إن الهدف هو «الانتقال إلى مستقبل تكون فيه المواد الكيميائية آمنة منذ مرحلة التصميم».

وأضاف: «الآن وبعد أن بدأنا في اكتشاف هذه التفاعلات بالمختبر، من المهم البدء في جمع مزيد من بيانات التعرض الكيميائي في العالم الواقعي، لمعرفة ما إذا كانت هناك تأثيرات مماثلة في أجسامنا».

«ناقوس إنذار»

وفي هذا المجال، قال الدكتور ويل بولسيفيتش لـ«فوكس نيوز»، إن الدراسة، في رأيه، «ناقوس إنذار».

وأضاف اختصاصي الجهاز الهضمي المقيم في ساوث كارولاينا، الذي لم يشارك في الدراسة: «الأمعاء ليست مجرد آلة هضم؛ إنها مركز قيادة للمناعة والتمثيل الغذائي والالتهاب، وإذا أخللنا بها فإننا ندعو المتاعب».

وتابع: «إذا ضَعُفت هذه الميكروبات، يصبح حاجز الأمعاء هشّاً، ويصبح الجهاز المناعي مفرط النشاط، ويبدأ الالتهاب المزمن - وهو أصل كثير من المشكلات الصحية الحديثة - في الارتفاع».

وقال: «لا نحتاج إلى الذعر، لكننا بحاجة إلى التقدّم».

وأشار بولسيفيتش إلى أن التركيز لا ينبغي أن يكون على المواد الكيميائية وحدها؛ بل على الحاجة الأوسع إلى اختبار الميكروبيوم في السلع الاستهلاكية.

وقال: «لا نحتاج إلى الذعر، لكننا نحتاج إلى التقدّم. العلم واضح: حماية صحة الإنسان تعني الآن حماية الميكروبات التي تدافع عنا. لقد حان الوقت لإعادة التفكير في كيفية تصميم وتقييم المواد الكيميائية المستخدمة في منازلنا ومزارعنا ونظامنا الغذائي».

وفي حديث إلى «فوكس نيوز»، قال مومو فويسيتش، الكيميائي الحيوي وكبير مسؤولي العلوم في شركة الاختبارات الصحية «فايووم»، إنه يوصي المستهلكين بالتركيز على تناول الأغذية العضوية في ضوء هذه النتائج.

وقال الخبير المقيم في واشنطن، والذي لم يشارك في الدراسة أيضاً، إن على المستهلكين «خفض استهلاك المضادات الحيوية والمبيدات الحشرية والمضافات الغذائية؛ مثل المستحلبات والمواد الحافظة بشكل كبير».

وأضاف: «فيما يتعلق بالأغذية المعبّأة، اقرأ قائمة المكونات ولا تشترِ أي شيء لا تتعرّف عليه جدتك؛ مثل البنزوات والبولي سوربات والأسبارتام. أسمّي هذه المواد (مضافات)، والأطعمة في المتاجر التقليدية مليئة بها، وهذا يجعل التسوّق محبطاً».

تأثير الميكروبيوم في مختلف جوانب الصحة

وأشار فويسيتش إلى أهمية العناية بصحة الأمعاء، لأن اضطراب الميكروبيوم «يمكن أن يؤثر سلباً في كل جزء من أجزاء جسم الإنسان»، موضحاً أنه «يسهم بشكل كبير في صحتنا البدنية والعقلية والمعرفية والمناعية».

وقال إن التغيرات المبكرة في الميكروبيوم قد تكون قابلة للرصد عبر اختبارات متخصصة، بما في ذلك الأدوات التي تطورها شركته، رغم أن هذه الفحوص ليس موصى بها عالمياً من جانب الأطباء.

ويشير خبراء غير مشاركين في الدراسة، إلى أن نتائجها تقدّم دلائل قيّمة، لكن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لتحديد ما إذا كانت النتائج المختبرية تعكس مخاطر حقيقية على صحة الإنسان.