اللعب في الهواء الطلق يعزز مهارات الأطفال الحركية

لعب الأطفال في الهواء الطلق ينمي مهاراتهم (جامعة ولاية واشنطن)
لعب الأطفال في الهواء الطلق ينمي مهاراتهم (جامعة ولاية واشنطن)
TT
20

اللعب في الهواء الطلق يعزز مهارات الأطفال الحركية

لعب الأطفال في الهواء الطلق ينمي مهاراتهم (جامعة ولاية واشنطن)
لعب الأطفال في الهواء الطلق ينمي مهاراتهم (جامعة ولاية واشنطن)

كشفت دراسة فنلندية أن لعب الأطفال في الهواء الطلق ومشاركتهم في أنشطة رياضية متنوعة يدعمان بشكل كبير تطور مهاراتهم الحركية.

وأوضح الباحثون من جامعة «يوفاسكولا» أن تنمية المهارات الحركية في سن مبكرة تعد عاملاً أساسياً في نمط الحياة النشط لاحقاً، وهو ما يرتبط بصحة أفضل جسدياً وعقلياً، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية (Journal of Sports Sciences).

وتلعب الرياضة دوراً محورياً في تنمية شخصية الطفل وصحته الجسدية والعقلية، فهي لا تقتصر على تحسين اللياقة البدنية، وتعزيز النمو السليم للعظام والعضلات، بل تُسهم أيضاً في تطوير المهارات الاجتماعية، مثل التعاون والانضباط واحترام القواعد. كما أن ممارسة الرياضة بانتظام تساعد الأطفال على تفريغ الطاقة، وتقليل مستويات التوتر، وتعزيز الثقة بالنفس.

وتابعت الدراسة تطور المهارات الحركية لدى الأطفال خلال فترة ثلاث سنوات، من مرحلة الطفولة المبكرة حتى سن الدراسة. وشملت 627 طفلاً من 23 منطقة مختلفة في أنحاء فنلندا، تم اختيارهم عشوائياً لضمان تمثيل جغرافي وسكاني متنوع.

وأظهرت النتائج أن قضاء 30 دقيقة فقط يومياً في الهواء الطلق بعد يوم طويل في الحضانة كان كافياً لتحسين المهارات الحركية، خصوصاً لدى الفتيات. أما بالنسبة للأولاد، فلم تكن العلاقة نفسها بين الوقت في الهواء الطلق وتطور المهارات، ويُعتقد أن نشاطهم البدني العالي عموماً قد يكون أحد الأسباب وراء ذلك.

وأكدت الدراسة أيضاً أهمية ممارسة رياضات متعددة خلال مرحلة الطفولة المبكرة، إذ تبين أن الأطفال الذين شاركوا في نوعين أو أكثر من الأنشطة الرياضية أظهروا مهارات حركية أفضل عند دخولهم المدرسة. وشدّدت الدراسة على أهمية كل من الأنشطة المنظمة (مثل التدريب الرياضي) وغير المنظمة (مثل اللعب الحر في الخارج)، مشيرة إلى ضرورة تشجيع الأطفال على المشاركة في أنشطة بدنية متنوعة ومنتظمة.

وقالت الباحثة الرئيسة للدراسة من جامعة «يوفاسكولا»، الدكتورة ناني - ماري لوكاينن: «30 دقيقة فقط من اللعب في الهواء الطلق بعد الحضانة كفيلة بتنمية قدرات حركية أفضل لدى الفتيات في سن المدرسة».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «وجدنا أيضاً علاقة واضحة بين ممارسة رياضات متعددة وتطور المهارات الحركية، فالتنوع في النشاط الرياضي في مرحلة مبكرة يُترجم إلى مهارات أقوى في وقت لاحق».

ودعت لوكاينن المعلمين والمدربين إلى النظر في الفوائد طويلة الأمد لمثل هذه الأنشطة على التطور البدني والعقلي للأطفال، وتشجيع التنوع في الأنشطة الرياضية منذ سن مبكرة للمساهمة في بناء قاعدة قوية من المهارات البدنية التي تُفيد الطفل طوال حياته، وتساعده على التكيف مع مختلف أنواع الرياضات لاحقاً.


مقالات ذات صلة

6 عوامل لحماية الأطفال من السمنة

يوميات الشرق النشاط البدني يقلل معدلات الإصابة بالسمنة بين الأطفال (جامعة ويست فرجينيا الأميركية)

6 عوامل لحماية الأطفال من السمنة

كشفت دراسة كندية عن 6 عوامل رئيسية خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل ترتبط بمستويات الدهون في الجسم لدى الأطفال.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك دعوة إلى تطوير استراتيجيات فعالة للحدّ من سوء استخدام المضادات الحيوية (جامعة منيسوتا)

دراسة: 3 ملايين طفل تُوفوا بسبب «مقاومة المضادات الحيوية»

أظهرت دراسة أجراها خبيران في مجال صحة الطفل أن أكثر من 3 ملايين طفل حول العالم لقوا حتفهم في عام 2022 نتيجة للعدوى المقاومة للمضادات الحيوية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق يمكن أن يكون اللطف وسيلة فعّالة لمساعدة الأطفال على الشعور بمزيد من الهدوء والسعادة (أرشيفية - رويترز)

في عالم تزيد فيه العدائية... كيف تربي أطفالاً لطفاء؟

في عالم تكثر فيه العدائية، قد يشعر الآباء بالقلق حيال كيفية تربية جيل أكثر لطفاً. ويمكن أن يكون اللطف وسيلة فعّالة لمساعدة الأطفال على الشعور بمزيد من السعادة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي طفلة تحاول أن ترتشف قطرة ماء في مخيم البريج بوسط قطاع غزة يوم الخميس (أ.ف.ب)

معاناة أطفال غزة تتفاقم مع انتشار الأمراض وسوء التغذية

يتأثر نحو 60 ألف طفل في غزة، غالبيتهم من الرضع، بالظروف القاسية التي يعيشها القطاع مع توقف إمدادات الغذاء والماء والدواء وانتشار الأوبئة

«الشرق الأوسط» (غزة)
يوميات الشرق الأطفال الذين يشارك آباؤهم غالباً في أنشطة تعليمية كالقراءة يتمتعون بميزة في عامهم الأول من المدرسة (رويترز)

دراسة: مشاركة الآباء في التربية تحسّن أداء الأطفال بالمدرسة

كشف بحث جديد من المملكة المتحدة عن أن الأطفال الذين يشاركهم آباؤهم القراءة والغناء والرسم قد يتمتعون بميزات عند التحاقهم بالمدرسة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

كيتي بيري تنطلق إلى الفضاء ضمن طاقم نسائي على صاروخ «بلو أوريغن»

أول رحلة نسائية بالكامل إلى الفضاء منذ 60 عاماً (أ.ف.ب)
أول رحلة نسائية بالكامل إلى الفضاء منذ 60 عاماً (أ.ف.ب)
TT
20

كيتي بيري تنطلق إلى الفضاء ضمن طاقم نسائي على صاروخ «بلو أوريغن»

أول رحلة نسائية بالكامل إلى الفضاء منذ 60 عاماً (أ.ف.ب)
أول رحلة نسائية بالكامل إلى الفضاء منذ 60 عاماً (أ.ف.ب)

انطلقت نجمة البوب الأميركية كيتي بيري إلى الفضاء مع 5 نساء أخريات على متن صاروخ السياحة الفضائية التابع لرجل الأعمال الأميركي جيف بيزوس، من بينهنّ خطيبة بيزوس، لورين سانشيز، ومقدمة البرامج في قناة «سي بي إس» غايل كينغ.

وانطلق صاروخ «نيو شيبرد» من موقع الإطلاق في غرب تكساس، في الساعة 08:30 صباحاً بالتوقيت المحلي (14:30 بتوقيت بريطانيا الصيفي).

وتستغرق الرحلة نحو 11 دقيقة، وستأخذ الطاقم إلى ارتفاع أكثر من 100 كيلومترٍ (62 ميلاً) فوق سطح الأرض، متجاوزةً بذلك حدود الفضاء المُعترَف بها دولياً، مما يمنح الطاقم بضع لحظات من انعدام الوزن.

وعلى متن الرحلة أيضاً عالِمة الصواريخ السابقة في وكالة «ناسا» عائشة بو، والناشطة في مجال الحقوق المدنية أماندا نغوين، ومنتجة الأفلام كيريان فلين.

وقالت بيري، في منشور على حسابها على إحدى منصات التواصل الاجتماعي: «لو أخبرني أحد وأنا صغيرة أنني سأكون جزءاً من أول طاقم نسائي بالكامل في الفضاء كنت سأصدقه. لم يكن هناك شيء خارج حدود خيالي، وعلى الرغم من أن إمكاناتنا المالية لم تكن جيدة، فإنني لم أتوقف أبداً عن النظر إلى العالم بعين الأمل والدهشة!».

كيتي بيري مع الفريق النسائي قبل انطلاق رحلتهنَّ في غرب تكساس (أ.ب)
كيتي بيري مع الفريق النسائي قبل انطلاق رحلتهنَّ في غرب تكساس (أ.ب)

وذكرت شركة «بلو أوريغن» أن آخر رحلة فضاء بطاقم نسائي بالكامل كانت قبل أكثر من 60 عاماً، عندما أصبحت رائدة الفضاء السوفياتية فالنتينا تريشكوفا أول امرأة تسافر إلى الفضاء في مهمة منفردة على متن المركبة «فوستوك 6».

ومنذ ذلك الحين، لم تحدث أي رحلات فضائية نسائية بالكامل أخرى، على الرغم من مساهمات النساء الكثيرة والبارزة في مجال الفضاء. وعلى الرغم من أن الشركة لم تُعلن أسعار التذاكر بشكل كامل، فإن حجز مقعد يتطلب دفعة مقدمة قدرها 150 ألف دولار (أي نحو 114.575 ألف جنيه إسترليني)، مما يبرز الطابع الحصري لهذه الرحلات المبكرة.

ووفقاً للقانون الأميركي، يجب على رواد الفضاء إتمام تدريب شامل يتناسب مع أدوارهم المحددة، وفي هذا الصدد، تقول «بلو أوريغن» إن ركّاب «نيو شيبرد» يتلقون تدريباً لمدة يومين، يركّز على اللياقة البدنية، وبروتوكولات الطوارئ، وتفاصيل إجراءات السلامة، والإجراءات الخاصة بانعدام الجاذبية. بالإضافة إلى ذلك، يوجد عضوان داعمان يُشار إليهما باسم «عضو الطاقم السابع»، أحدهما يُقدّم إرشادات مستمرة لرواد الفضاء، في حين يتولى الآخر التواصل من غرفة التحكم خلال المهمة.

وقد أثار تصاعد السياحة الفضائية انتقادات بسبب كونها حِكراً على الأثرياء، فضلاً عن تسببها في الإضرار بالبيئة، بيد أن المؤيدين يرون أن الشركات الخاصة تسرّع الابتكار وتجعل الفضاء متاحاً بشكل أكبر للجميع.

وقال البروفسور برايان كوكس، لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» في عام 2024: «حضارتنا بحاجة إلى التوسع خارج كوكبنا لأسباب عدة»، وعدّ التعاون بين وكالة «ناسا» والشركات التجارية «خطوة إيجابية». لكن النقاد يثيرون مخاوف بيئية كبيرة، إذ يقولون إنه مع ازدياد إطلاق الصواريخ تزداد مخاطر الإضرار بطبقة الأوزون.