في سياق إعادة ترتيب أولوياتها في سوريا في أعقاب الهجمات الإرهابية التي استهدفتها في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أعلنت فرنسا على لسان وزير خارجيتها لوران فابيوس، أمس، أنها غير متمسكة برحيل بشار الأسد قبل المرحلة الانتقالية.
ويبين ما قاله فابيوس، في مقابلة مع صحيفة «لوبروغريه» الصادرة في مدينة ليون، أمس، المسار التنازلي والتدريجي الذي سلكته باريس خلال الأشهر الأخيرة.
فبينما كانت فرنسا تصر، كما المعارضة ممثلة بالائتلاف الوطني، على خروج الأسد من الصورة كشرط للولوج إلى العملية السياسية، فإن فابيوس يقول اليوم إن المحافظة على سوريا الموحدة «تفترض عملية سياسية، لكن هذا لا يعني أنه يتعين على بشار الأسد أن يرحل قبل بدء العملية ولكن يتعين توافر ضمانات للمستقبل».
من ناحية ثانية، قال فابيوس إن «التجربة تظهر، سواء أكان ذلك في أفغانستان أو العراق، أن وجود قوات غربية يجعلها تظهر على أنها قوات احتلال. لذا، فإن العمليات (البرية ضد تنظيم داعش) يجب أن تقوم بها قوات محلية من المعارضة السورية المعتدلة والعرب والأكراد، وذلك بالتعاون مع الجيش السوري».
«ترجمة» كلام الوزير الفرنسي تعني القبول ببقاء الأسد طوال المرحلة الانتقالية مع توفير وعود روسية بالدرجة الأولى، وربما أيضًا إيرانية، تضمن خروجه من السلطة «في وقت ما» لا أحد قادر اليوم على تحديده.
الصدفة شاءت أن تتزامن تصريحات فابيوس أمس مع تصريحات مماثلة لوزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي أعلن أول من أمس أنه «من الصعب أن تتعاون المعارضة مع النظام ميدانيا ضد (داعش) من غير مؤشر بأن تسوية أو حلا يلوح في الأفق».
إلى ذلك، أعلن ضباط سوريون منشقون، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، قبولهم مقاتلة «داعش» وكل قوى التطرّف في سوريا، إذا رحل بشار الأسد خلال فترة انتقالية كجزء من الحل المقترح محليًا وعربيًا ودوليًا. وقال العقيد طيار إسماعيل أيوب: «لا مانع لدى المئات من الضباط وآلاف الجنود المنشقين من التعاون مع الجيش العربي السوري في مقاتلة (داعش) كجزء من الحل في المرحلة الانتقالية».
...المزيد
فرنسا تعيد ترتيب أولوياتها وتقبل بالأسد انتقالياً
ضباط منشقون: التعاون مع جيش النظام ممكن بعد زوال رأسه
فرنسا تعيد ترتيب أولوياتها وتقبل بالأسد انتقالياً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة