سجال عراقي حول الاستعداد لمواجهة أميركية - إيرانية

مقترح «حكومة طوارئ» يُثير غضب «الإطار التنسيقي»

جانب من العاصمة العراقية بغداد (أرشيفية - رويترز)
جانب من العاصمة العراقية بغداد (أرشيفية - رويترز)
TT
20

سجال عراقي حول الاستعداد لمواجهة أميركية - إيرانية

جانب من العاصمة العراقية بغداد (أرشيفية - رويترز)
جانب من العاصمة العراقية بغداد (أرشيفية - رويترز)

تخوض دوائر مقربة من الحكومة العراقية سجالاً مع خصومها السياسيين حول كيفية الاستعداد لحرب محتملة بين الولايات المتحدة وإيران.

ويرجح مسؤولون وسياسيون أن العراق سيكون البلد الأكثر تأثراً إذا اندلعت مواجهة في المنطقة، لكن قوى سياسية ترى أن تهويل آثار الحرب يغذي حملات انتخابية تحضيراً للاقتراع العام نهاية عام 2025.

ومع تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران على خلفية البرنامج النووي الإيراني، واستمرار الضربات الأميركية على الحوثيين، أرسل البنتاغون تعزيزات إضافية إلى الشرق الأوسط، تشمل حاملةً وسرباً من الطائرات المقاتلة.

لكن المرشد الإيراني علي خامنئي، استبعد «حدوث أي عدوان خارجي»، لكنه حذَّر الولايات المتحدة من «صفعة قوية».

«خلية أزمة... وطوارئ»

في العراق، برزت دعوات لتشكيل «خلية أزمة حكومية» مهمتها القيام بالتدابير اللازمة في حال نشوب مواجهات قد تصل إلى إغلاق مضيق هرمز، كما هدد الإيرانيون في وقت سابق.

وتخشى دوائر حكومية أن يؤدي إغلاق المضيق إلى توقف إمداد سلع أساسية عبر ساحل البصرة، من ضمنها أدوية وأغذية.

إلا أن الدعوة لتشكيل «خلية أزمة» سرعان ما تطورت لاحقاً إلى نقاشات سياسية لتشكيل «حكومة طوارئ» وتأجيل انتخابات، وهو أمر أثار غضب قوى في «الإطار التنسيقي».

وقال إياد السماوي، وهو كاتب مقرب من حكومة السوداني، إن «استعداد واشنطن للحرب الشاملة، لم يعد مزحة أو مجرّد تهديد فارغ».

وأوضح السماوي في منشور على «إكس»، أن «العراق سيكون في قلب الحرب، ولن ينجو منها ما لم يتّم اتخاذ القرار الصحيح».

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)

ومن وجهة نظر السماوي، فإن هذا القرار «يتمثل في اتخاذ كل الإجراءات اللازمة والضرورية لتجنب آثار الحرب، ولعلّ في مقدّمة هذه الإجراءات تشكيل (حكومة طوارئ)، وتأجيل موعد الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها عام 2025 إلى وقت آخر يتحدّد بعد إحلال الأمن والسلام في المنطقة».

وعدَّ السماوي أن «القوى السياسية العراقية جميعاً بما فيها (الإطار التنسيقي)، غير مكترثة للتهديدات، وما يدور حول العراق من تغيرات».

وعلَّق أمين حزب «المؤتمر الوطني»، أراس حبيب، بالقول: «الخطر قادم، والصراع هائل، ولا أحد يريد أن يفهم».

وحدَّد الدستور العراقي طبيعة «حكومة الطوارئ» بأنها «المُنتخبة والمُصوَّت عليها من قبل مجلس النواب، ولكن حدثت حالة طارئة في البلاد تستدعي منحها صلاحيات إضافية، لا سيما في أوقات الحرب، أو الزلازل أو الفوضى، أو تفشي مرض».

وطبقاً للدستور العراقي لسنة 2005، فإن آليات «حكومة الطوارئ» تشترط تقديم طلب مشترك من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء إلى مجلس النواب، على أن تتم موافقة المجلس بأغلبية الثلثين.

وبعد حصول موافقة 220 نائباً، تُعلن حالة الطوارئ في البلاد لمدة 30 يوماً قابلة للتمديد، على أن تتم موافقة مجلس النواب في كل تمديد.

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بجانب نوري المالكي خلال مناسبة دينية في بغداد (رئاسة الوزراء العراقية)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بجانب نوري المالكي خلال مناسبة دينية في بغداد (رئاسة الوزراء العراقية)

«إثارة الخوف والهلع»

وأثارت الدعوة إلى تأجيل الانتخابات ردود أفعال غاضبة من قوى في «الإطار التنسيقي»، وقال النائب رائد حمدان، عن «ائتلاف دولة القانون»، إن «مستشاري الحكومة ومقربيها يعملون على إثارة مخاوف الشعب وتهويل الأخطار لإخضاع أي مسار للتغيير نحو الأفضل»، على حد قوله.

وقال عباس الموسوي، وهو مستشار لزعيم ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي، إن مَن وصفهم بـ«وعاظ السلاطين» -في إشارة إلى المقربين من السوداني- «يقفون وراء دعوات تأجيل الانتخابات، وتشكيل (حكومة طوارئ)».

ولم تعلق الحكومة العراقية على السجال السياسي الدائر حول «حكومة الطوارئ»، إلا أن إياد السماوي نفى تلقيه أي إشارة من الحكومة حول الدعوة إلى تأجيل الانتخابات، وأكد أنه «لا يعمل مستشاراً» لديها.

إلى ذلك، بحث رئيس مجلس النواب، محمود المشهداني، مع القائم بأعمال سفير واشنطن لدى بغداد، دانيال روبنستين، تعزيز العلاقات الثنائية في المجالين السياسي والاقتصادي، إلى جانب مناقشة الاستقرار الأمني وانعكاسه على الانتخابات المقبلة.

وسعى العراق خلال الأسابيع الماضية إلى النأي عن الصراع الأميركي - الإيراني، وفي تصريح نادر أعلن وزير الخارجية العراقي أن بغداد ليست جزءاً من «محور المقاومة»، وترفض مبدأ «وحدة الساحات».


مقالات ذات صلة

العراق... أحكام قضائية ضد ناشطين تصل إلى 15 عاماً

المشرق العربي الناشط أبو كوثر المحكوم عليه بالسجن 15 عاماً (مواقع التواصل)

العراق... أحكام قضائية ضد ناشطين تصل إلى 15 عاماً

أصدر القضاء العراقي، الأحد، أحكاماً بالسجن تراوحت بين 4 أشهر و15 عاماً ضد ناشطين في الحراك الاحتجاجي الذي انطلق عام 2019.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي صورة متداولة لأحد عناصر الفصائل العراقية المسلحة

ممثل فصيل عراقي في إيران: واشنطن تسعى لتهميش «الحشد»

خرج فصيل عراقي عن صمته الذي استمر شهوراً، ليوجه اتهاماً للولايات المتحدة الأميركية بشأن موقفها من «الحشد الشعبي».

حمزة مصطفى (بغداد)
الاقتصاد وزير النفط العراقي يشهد توقيع اتفاقية لإنشاء خط أنابيب نفطي تحت البحر (وكالة الأنباء العراقية)

العراق يوقع عقد تنفيذ مشروع أنبوب بحري للتصدير بطاقة 2.4 مليون برميل يومياً

قالت وزارة النفط العراقية الأحد، إن بغداد وقعت اتفاقية لإنشاء خط أنابيب نفطي تحت البحر للتصدير عبر المواني الجنوبية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني مستقبلاً رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني في أربيل (إعلام حكومي)

السوداني وبارزاني يبحثان «تحديات داخلية وخارجية»

بحث رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، سبل مواجهة «تحديات داخلية وخارجية».

«الشرق الأوسط» (أربيل)
المشرق العربي مقتدى الصدر (فيسبوك)

الصدر «المقاطع» يوجّه فصيله المسلح بتحديث سجلّ الناخبين

في ظل إجراءات مقتدى الصدر التي تبدو «متضاربة» في عيون خصومه وأصدقائه، عاد السبت ليحث أتباعه في «سرايا السلام» الجناح العسكري لتياره، على تحديث سجل الناخبين

فاضل النشمي (بغداد)

القوات الإسرائيلية تقتحم مستشفى جنين وتعتقل فتى فلسطينياً

جنود إسرائيليون في شوارع الضفة الغربية خلال العمليات العسكرية (الجيش الإسرائيلي)
جنود إسرائيليون في شوارع الضفة الغربية خلال العمليات العسكرية (الجيش الإسرائيلي)
TT
20

القوات الإسرائيلية تقتحم مستشفى جنين وتعتقل فتى فلسطينياً

جنود إسرائيليون في شوارع الضفة الغربية خلال العمليات العسكرية (الجيش الإسرائيلي)
جنود إسرائيليون في شوارع الضفة الغربية خلال العمليات العسكرية (الجيش الإسرائيلي)

اقتحمت القوات الإسرائيلية، الاثنين، «مستشفى جنين الحكومي» بالضفة الغربية؛ ما أدى إلى حالة من الرعب والهلع بين صفوف رواده والعاملين فيه.

ونقلت «وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)» الرسمية عن شهود عيان قولهم إن «عدداً من جنود جيش الاحتلال اقتحموا قسمَي الطوارئ والتسجيل في المستشفى خلال وجود عدد من المواطنين والمراجعين، واعتقلوا فتى لم تُعرف هويته، واحتجزوا أحد العاملين فترة من الزمن».

ووفق الوكالة، فإنه «يتواصل لليوم الـ84 عدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها، مخلفاً 36 شهيداً، وعشرات الإصابات والمعتقلين».

كما شددت القوات الإسرائيلية، الاثنين، إغلاقها بلدة الظاهرية وكل طرق بلدات جنوب محافظة الخليل، وفق مصادر محلية.

ونقلت وكالة «وفا» عن المصادر قولها إن «قوات الاحتلال أغلقت الطرق المؤدية إلى بلدة الظاهرية، واقتحمت عدة أحياء فيها، بدعوى البحث عن منفذ عملية دهس قرب مستعمرة (عتنيئيل) المقامة على أراضي قرية كرمة جنوب الخليل».

وأشارت إلى «إغلاق قوات الاحتلال مدخل بلدة دورا الشرقي وكل الطرق المؤدية إلى الشارع الرئيسي الذي يربط بلدات الجنوب بمدينة الخليل».

وأفادت الإذاعة الإسرائيلية بإصابة مجندة في عملية دهس نفذها فلسطيني قرب الظاهرية جنوب الخليل قبل انسحابه من المكان، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وأكدت حركة «حماس» أن «عملية الدهس التي وقعت صباح اليوم في منطقة الظاهرية جنوب الخليل، هي دلالة واضحة على أن المقاومة مستمرة رغم بطش الاحتلال وكل محاولاته المستميتة لتحييدها في الضفة الغربية».

وقالت «حماس»، في بيان، إن «هذا العمل البطولي يأتي في سياق الرد الطبيعي على ما يرتكبه الاحتلال من عدوان غاشم وجرائم متواصلة في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، خاصة في محافظاتها الشمالية، ومن استمرار عمليات التهويد ومحاولة السيطرة على المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي ومقدساتنا الإسلامية».

وشددت على أن «الضفة الغربية وكل أرض فلسطين ستبقى على عهد الوفاء للشهداء والأسرى، وضربات المقاومة ستبقى مستمرة حتى زوال الاحتلال ونيل شعبنا حريته وحقوقه».

ودعت الجماهير في الضفة إلى «مزيد من الصمود والثبات، وتصعيد المواجهة والتصدي للاحتلال ومستوطنيه، ومواصلة الاشتباك والتصدي لهذا الكيان الغاصب حتى دحره عن أرضنا ومقدساتنا».