رسوم ترمب تمهد الطريق لموجة تحذيرات بشأن الأرباح وتهدد الأسهم

نموذج مصغر ثلاثي الأبعاد للرئيس الأميركي دونالد ترمب وعلم الولايات المتحدة وكلمة «الرسوم الجمركية» (رويترز)
نموذج مصغر ثلاثي الأبعاد للرئيس الأميركي دونالد ترمب وعلم الولايات المتحدة وكلمة «الرسوم الجمركية» (رويترز)
TT
20

رسوم ترمب تمهد الطريق لموجة تحذيرات بشأن الأرباح وتهدد الأسهم

نموذج مصغر ثلاثي الأبعاد للرئيس الأميركي دونالد ترمب وعلم الولايات المتحدة وكلمة «الرسوم الجمركية» (رويترز)
نموذج مصغر ثلاثي الأبعاد للرئيس الأميركي دونالد ترمب وعلم الولايات المتحدة وكلمة «الرسوم الجمركية» (رويترز)

تحدثت الشركات الأميركية كثيراً عن الرسوم الجمركية في الأشهر الأخيرة، لكنّ قليلاً منها أخذها بعين الاعتبار في توقعات أرباحها. ومع تصاعد حرب التجارة التي يقودها الرئيس دونالد ترمب، يتوقع المستثمرون والمحللون حدوث موجة من التحذيرات بشأن الأرباح من الشركات في الأسابيع المقبلة، وهو ما قد يهز أسواق الأسهم.

فقد زاد تصعيد ترمب للتهديدات ضد اقتصادات العالم الكبرى منذ عودته إلى منصبه في يناير (كانون الثاني)، مما أثار مخاوف متزايدة بشأن ارتفاع التضخم وتعطيل النمو الاقتصادي. كما أغلق مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» الأميركي أسوأ ربع له منذ أكثر من ثلاث سنوات في نهاية مارس (آذار)، وفق «رويترز».

وتدخل الرسوم الجمركية التي تبلغ 10 في المائة على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة، جنباً إلى جنب مع رسوم أعلى على عشرات الدول، حيز التنفيذ قبل أسبوع من بدء موسم تقارير الشركات الأميركية، مما دفع الشركات إلى ضرورة أخذ التدهور السريع في معنويات الأعمال والمستهلكين بعين الاعتبار، مع تراجع التفاؤل لدى المسؤولين الماليين في الشركات.

وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025، تم ذكر الرسوم الجمركية أكثر من 800 مرة في الفعاليات الخاصة بالمستثمرين أو المكالمات الجماعية من قِبل الشركات غير المالية عالمياً، وفقاً لشركة «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، وهو أعلى مستوى منذ 15 عاماً تقريباً وأضعاف المرات التي تم ذكرها خلال حرب التجارة الأولى لترمب في 2018-2019.

وذكرت نحو 88 شركة أميركية فقط أنها لم تأخذ تأثير الرسوم الجمركية في حساباتها عند وضع توقعاتها، نظراً لتغيرات الوضع التجاري العالمي، وفقاً لشركة «ستاندرد آند بورز». في حين أن العديد من الشركات الأخرى لم تقدم توضيحاً واضحاً حول ما إذا كانت قد احتسبت تأثير الرسوم الجمركية، مما يترك المجال مفتوحاً للكثير من المفاجآت في المكالمات الجماعية التي ستتم خلال هذا الربع.

ولا يزال المحللون في «وول ستريت» يتوقعون أرباحاً قياسية في عام 2025، مما يترك مجالاً للمزيد من التخفيضات المحتملة. ومن المتوقع أن ترتفع أرباح مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 8 في المائة على أساس سنوي للربع، وهو انخفاض من التوقعات التي كانت تشير إلى نمو بنسبة 12 في المائة في 17 يناير، وفقاً للبيانات التي جمعتها «إل إس إي جي».

وقال مارك مالك، كبير المسؤولين الاستثماريين في «سيبرت فاينانشال» في نيويورك: «سيتمسك الرؤساء التنفيذيون بفرصة لخفض التوقعات حتى لو كان ذلك مؤلماً، يمكنهم ببساطة القول إنها الرسوم الجمركية الغبية أو العوامل المعرقلة أو تقلبات العملة».

وقد أضافت المخاوف بشأن الرسوم الجمركية عنصراً من عدم اليقين في الاقتصاد، حيث قام المستهلكون والشركات في بعض الحالات بتأجيل المشتريات بسبب نهج البيت الأبيض المتقلب في موضوع الرسوم الجمركية، مما جعل البيئة الاقتصادية أكثر تقلباً.

وقد يستفيد بعض الشركات من ذلك على المدى القصير، فقد كانت مبيعات السيارات قوية بشكل ملحوظ في مارس، مما يزيد من احتمالية ظهور أرقام قوية من «فورد» و«جنرال موتورز». ولكن بعض الشركات الأخرى قامت بجلب المخزون بسرعة، مما قد يكون عائقاً أمام نتائج قطاعات أخرى.

وقال جون فانديمور، المدير المالي لشركة «سكيتشرز»: «أعتقد أن الأمر الأكثر إثارة للقلق في الوقت الحالي هو ببساطة العنصر غير المعروف، والسرعة التي تم بها الإعلان عن كل موجة من الرسوم الجمركية. كل هذا يخلق الكثير من المجهول، ومن الصعب جداً التخطيط لمواجهته».

تخفيض التوقعات

كانت مكالمات المستثمرين خلال الربع الأول من عام 2025 تتبع نمطاً معيناً؛ حيث يلاحظ أحد التنفيذيين القلق بشأن الرسوم الجمركية، ثم يذكر أنه لم يتم أخذ هذه الرسوم في الحسبان في افتراضات الأرباح، والأرباح للربع المقبل.

ويتوقع المحللون استمرار هذا الاتجاه. وقال دي إيه كراوتش، المحلل الاقتصادي في شركة «بيكر هيوز»: «أتوقع أن تقول معظم الشركات، إن لم يكن الغالبية العظمى منها، في تقرير أرباحها المقبل إنها لا تملك رؤية واضحة وبالتالي لن تتوقع تأثير الرسوم الجمركية».

وقال «مورغان ستانلي» إن الصناعات الأكثر عرضة لتأثير الرسوم الجمركية هي السلع الاستهلاكية الاختيارية، والأجهزة التكنولوجية، والسلع الرأسمالية. ومن بين هذه الصناعات، يمتلك قطاع السلع الرأسمالية أقوى قوة تسعير، ومن المرجح أن يتحمل العملاء تكاليف إضافية، بينما لا تمتلك شركات السلع الاستهلاكية الرفاهية نفسها لأن المستهلكين يعانون بالفعل من التضخم.

وقال سكوت كرونيرت، استراتيجي الأسهم في مجموعة «سيتي» الأميركية: «مع مزيد من الوضوح بشأن الرسوم الجمركية، سيكون على المديرين التنفيذيين تعديل التوجيهات خلال فترة تقارير الربع الأول».

انخفاض الأرباح المتوقع

يتوقع المحللون انخفاضاً في الأرباح على أساس سنوي في قطاعات السلع الاستهلاكية الأساسية والطاقة والمواد والعقارات في الربع الأول، وفقاً للبيانات التي جمعتها «إل إس إي جي».

وأضاف الاستراتيجيون في «مورغان ستانلي» بقيادة مايكل ويلسون في ملاحظة يوم الاثنين: «إدارة المخاطر الناتجة عن الرسوم الجمركية من المحتمل أن تكون عملية مستمرة وديناميكية طوال فترة الإدارة الثانية لترمب مع استمرار تهديدات الرسوم الجمركية».


مقالات ذات صلة

انتعاش قوي للأسواق الخليجية في افتتاح الخميس بعد تعليق الرسوم الأميركية

الاقتصاد المستثمرون يتحدثون أمام شاشة تعرض معلومات الأسهم في سوق أبوظبي للأوراق المالية (رويترز)

انتعاش قوي للأسواق الخليجية في افتتاح الخميس بعد تعليق الرسوم الأميركية

سجّلت الأسواق الخليجية قفزات جماعية في مستهل تعاملات الخميس بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن تعليق فوري للرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً على بعض الدول

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مخطط لمؤشر أسعار «داكس» الألماني في بورصة فرنكفورت (رويترز)

بعد أيام من التراجع... تعليق الرسوم يطلق موجة صعود في البورصات الأوروبية

سجلت الأسهم الأوروبية قفزة كبيرة يوم الخميس بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن تعليق فوري للرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً على العديد من الشركاء التجاريين.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد متداول في بورصة نيويورك (رويترز)

مؤشر «داو جونز» ينخفض ​​بأكثر من 200 نقطة عند افتتاح «وول ستريت»

استهلت مؤشرات «وول ستريت» التعاملات في المنطقة الحمراء مع تصاعد حرب الرسوم الجمركية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد رجل يمر أمام لوحة تعرض حركة مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ (رويترز)

أسهم الصين تحول هبوطها الحاد إلى «إغلاق أخضر»

أغلقت أسهم الصين وهونغ كونغ على ارتفاع، الأربعاء، بعد أن نشرت الصين «ورقة بيضاء» تشير إلى انفتاحها على المحادثات مع أميركا.

«الشرق الأوسط» (شنغهاي)
الاقتصاد مخطط مؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)

انخفاض الأسهم الأوروبية بسبب الرسوم ومخاوف الركود

هبطت الأسهم الأوروبية، يوم الأربعاء، مع تفعيل الرسوم الجمركية الانتقامية الأميركية، مما عمّق المخاوف من الأضرار الاقتصادية الناجمة عن حرب التجارة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر ترفع أسعار الوقود لأول مرة في 2025

مصر رفعت أسعار مجموعة كبيرة من منتجات الوقود اليوم الجمعة بنحو 15 بالمئة (أرشيفية)
مصر رفعت أسعار مجموعة كبيرة من منتجات الوقود اليوم الجمعة بنحو 15 بالمئة (أرشيفية)
TT
20

مصر ترفع أسعار الوقود لأول مرة في 2025

مصر رفعت أسعار مجموعة كبيرة من منتجات الوقود اليوم الجمعة بنحو 15 بالمئة (أرشيفية)
مصر رفعت أسعار مجموعة كبيرة من منتجات الوقود اليوم الجمعة بنحو 15 بالمئة (أرشيفية)

قالت وسائل إعلام محلية إن مصر رفعت أسعار الوقود اليوم الجمعة بنحو 14 بالمئة وذلك في أول زيادة في عام 2025، حيث تسعى الحكومة إلى خفض دعم الوقود كما تقتضي حزمة الدعم التي يقدمها صندوق النقد الدولي وقيمتها ثمانية مليارات دولار.

وتأتي الزيادات التي تراوحت بين 11.76 و14.81 بالمئة على مجموعة واسعة من منتجات الوقود بعد شهر تقريبا من موافقة صندوق النقد على صرف 1.2 مليار دولار لمصر عقب استكمال المراجعة الرابعة لبرنامج قروضها الذي وقع العام الماضي. وحصلت مصر على تسهيلات تمويلية متتالية من الصندوق منذ عام 2016، عندما وافقت على برنامج قرض بقيمة 12 مليار دولار لإنعاش اقتصادها بعد سنوات من الاضطرابات منذ بدء احتجاجات الربيع العربي.

ومنذ ذلك الحين، حث صندوق النقد الحكومة على خفض دعم الوقود والكهرباء والغذاء مع توسيع شبكات الأمان الاجتماعي. وقال صندوق النقد في مارس (آذار) إن مصر ملتزمة بخفض دعم الطاقة للوصول إلى مستوى تغطية التكلفة الفعلية بحلول ديسمبر (كانون الأول)، في إطار عملها على خفض عجز كبير في الحساب الجاري.

وجرى رفع سعر الديزل (السولار)، وهو أحد أكثر أنواع الوقود شيوعا في البلاد، بمقدار جنيهين (0.0390 دولار) إلى 15.50 جنيه لكل لتر من 13.50 جنيه. ورفعت الحكومة أسعار البنزين بنسب متفاوتة تصل إلى 14.5 بالمئة، حيث ارتفع بنزين 80 أوكتين إلى 15.75 جنيه للتر الواحد، وزاد بنزين 92 أوكتين إلى 17.25 جنيه، وارتفع بنزين 95 أوكتين إلى 19 جنيها، وفقا لوسائل إعلام محلية مختلفة.(الدولار = 51.2800 جنيه مصري)