قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الخميس، إن إسرائيل قلقة من «الدور السلبي» الذي تلعبه تركيا في سوريا ولبنان ومناطق أخرى. وأضاف خلال مؤتمر صحافي في باريس: «يبذلون قصارى جهدهم لجعل سوريا محمية تركية. من الواضح أن هذه نيتهم».
وأكد ساعر أن للدولة العبرية وباريس هدفاً مشتركاً، هو الحيلولة دون حيازة إيران سلاحاً نووياً. وقال: «هدف منع إيران من إنتاج سلاح نووي هو هدف مشترك لفرنسا وإسرائيل»، مشيراً إلى أنه دعا نظيره الفرنسي جان-نويل بارو، الذي التقاه، إلى زيارة الدولة العبرية من أجل مواصلة «الحوار» مع الجانب الفرنسي.
وتابع: «إسرائيل لا تستبعد المسار الدبلوماسي لمنع إيران من حيازة سلاح نووي، وهناك مؤشرات على احتمال إجراء محادثات غير مباشرة بين طهران والولايات المتحدة».
وأضاف: «لا نجري محادثات مع الإيرانيين كما تعلمون، لكنهم أشاروا بوضوح إلى استعدادهم لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، ولن أتفاجأ إذا بدأت تلك المفاوضات»، وتنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية.
من جهته، حذَّر وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، الخميس، الرئيس السوري أحمد الشرع من أنه سيواجه عواقب وخيمة إذا تم تهديد أمن إسرائيل.

وقال كاتس في بيان: «أحذِّر الزعيم السوري الجولاني؛ إذا سمحت للقوات المعادية بدخول سوريا، وتهديد مصالح الأمن الإسرائيلي، ستدفع ثمناً باهظاً»، موجهاً كلامه إلى الرئيس الانتقالي باسمه الحركي السابق أبو محمد الجولاني، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».
وجاء تحذير كاتس عقب اتهام سوريا للدولة العبرية بـ«تعمُّد زعزعة استقرارها»، بعد سلسلة غارات طالت، ليل الأربعاء- الخميس، مواقع عسكرية في دمشق ووسط البلاد، وتوغل قواتها جنوباً، ما أسفر عن مقتل 13 سوريّاً على الأقل، وفق حصيلة لـ«المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وأقرت إسرائيل بشنّ غارات استهدفت «قدرات وبنى تحتية عسكرية» في دمشق ووسط سوريا، وتنفيذ عملية برية في محافظة درعا (جنوب) تخللها الرد على إطلاق نار استهدف قواتها.

وأفاد الإعلام الرسمي السوري بأن غارات إسرائيلية استهدفت مطاري حماة العسكري ومحيط مطار تي-فور (T4) في محافظة حمص (وسط)، ومركز البحوث العلمية في منطقة برزة في دمشق. وقال كاتس في بيانه الخميس إن «النشاط الذي قام به سلاح الجو أمس قرب المطارات في قاعدة (T4)، وحماة، ومنطقة دمشق يرسل رسالة واضحة ويُشكل تحذيراً للمستقبل».
وأضاف أن القوات الإسرائيلية «ستستمر في العمل على قمة جبل الشيخ وفي المناطق الأمنية والعازلة لحماية» سكانها في هضبة الجولان والجليل. ومنذ إطاحة تحالف فصائل معارضة بالرئيس بشار الأسد أواخر عام 2024، شنّ الجيش الإسرائيلي مئات الضربات في سوريا، معلناً استهداف منشآت عسكرية وقواعد بحرية وجوية بهدف منع استحواذ الإدارة الجديدة على ترسانة الجيش السابق. كما توغَّلت القوات الإسرائيلية في المنطقة العازلة في هضبة الجولان.
وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في فبراير (شباط) بجعل جنوب سوريا منزوع السلاح بشكل كامل، محذّراً من أن حكومته لن تقبل بوجود القوات الأمنية التابعة للسلطات الجديدة في سوريا قرب حدودها.