لاريجاني يدعو ترمب لتحديد «مصالح اقتصادية» مع إيران

عراقجي: لن نسعى لإنتاج سلاح نووي تحت أي ظرف

لاريجاني خلال مقابلة صحافية (تسنيم)
لاريجاني خلال مقابلة صحافية (تسنيم)
TT
20

لاريجاني يدعو ترمب لتحديد «مصالح اقتصادية» مع إيران

لاريجاني خلال مقابلة صحافية (تسنيم)
لاريجاني خلال مقابلة صحافية (تسنيم)

قال علي لاريجاني، مستشار المرشد الإيراني، إن أي هجوم على إيران «لن يمر دون عواقب»، داعياً الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى «تحديد مصالح اقتصادية مع إيران»، وذلك بعد يومين من تحذيره بتغيير مسار البرنامج النووي الإيراني رداً على أي ضربة أميركية.

وهدّد ترمب إيران، الأحد، بقصف «لم يروه من قبل»، وتشديد الضغوط الاقتصادية، إذا لم تتوصل طهران إلى اتفاق مع واشنطن يضمن عدم تطويرها سلاحاً نووياً.

وكان ترمب قد أعلن في 7 مارس (آذار) عن توجيه رسالة خطية إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، يضغط فيها للتفاوض بشأن اتفاق نووي جديد، أو مواجهة عمل عسكري محتمل.

وقال المرشد علي خامنئي، الاثنين، إن الولايات المتحدة ستتلقى «صفعة قوية» إذا تصرفت بناءً على تهديدات الرئيس دونالد ترمب بقصف إيران إذا لم تتوصل إلى اتفاق نووي جديد مع واشنطن.

وبعد ساعات حذر لاريجاني من دفع إيران لإنتاج سلاح نووي. وقال في حديث للتلفزيون الرسمي إن «فتوى المرشد تحرّم السلاح النووي، لكن إذا أخطأت أميركا، قد يضطر الشعب الإيراني إلى المطالبة بتصنيعه». وأضاف لاريجاني أن «عقلاءهم (الأميركيين) أنفسهم أدركوا أنه إذا هاجموا إيران، فسيدفعونها نحو السلاح النووي».

وشارك لاريجاني اليوم (الأربعاء) جزءاً من مقابلته الأخيرة مع التلفزيون الرسمي عبر حسابه على منصة «إكس»، وقال: «السيد ترمب شخصية موهوبة، استطاع تحقيق ثروة كبيرة في مجال الأعمال»، وأضاف: «من الممكن للولايات المتحدة تحديد مصالح اقتصادية مع إيران».

وأضاف لاريجاني: «ترمب يدعي أنه يسعى للسلام، لذا لا ينبغي له التحدث بلغة التهديد والحرب. أي هجوم على إيران لن يمر دون عواقب، ونحن نمتلك قادة عسكريين ذوي خبرة عالية».

والأسبوع الماضي، قال لاريجاني: «إذا كانت تهديدات ترمب جدية، فهو يغامر بحياة الجنود الأميركيين».

وكان لاريجاني رئيساً للبرلمان الإيراني عندما أبرمت إيران والقوى الكبرى الاتفاق النووي لعام 2015، ورفعت واشنطن بموجبه العقوبات عن طهران، مقابل قيود على برنامجها النووي. وفي حينها، أبرمت شركات غربية عقوداً مع طهران، لكن المرشد الإيراني أغلق الباب بوجه التعاون الاقتصادي مع الشركات الأميركية.

وكان تحذير لاريجاني الأخير قد أثار ردوداً واسعة في وسائل الإعلام الإيرانية والأجنبية. وسارع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مساء الثلاثاء لنفي أي اهتمام لبلاده بإنتاج سلاح نووي. وقال في منشور على منصة «إكس»: «إيران تؤكد مرة أخرى أنها لن تسعى في أي ظرف من الظروف إلى تطوير أو امتلاك أي أسلحة نووية».

وأضاف عراقجي: «قد لا يكون الرئيس الأميركي معجباً بالاتفاق النووي لعام 2015، لكنه يتضمن التزاماً حيوياً من إيران لا يزال سارياً، وحتى الولايات المتحدة التي انسحبت من الاتفاق قد استفادت منه».

وتابع: «بعد 10 سنوات من توقيع الاتفاق النووي، و7 سنوات من انسحاب الولايات المتحدة من جانب واحد، لا يوجد أي دليل على أن إيران قد انتهكت هذا الالتزام». وأضاف: «قد أكدت مديرة الاستخبارات الأميركية، تالسي غابارد، هذا الأمر بوضوح مؤخراً».

والأسبوع الماضي، ذكر تقرير نشرته وكالات المخابرات الأميركية أن إيران لا تصنع سلاحاً نووياً في الوقت الحالي، لكنها أشارت إلى تهديدات وردت على لسان المسؤولين الإيرانيين تطالب المرشد الإيراني بإصدار تعديل لفتوى مزعومة عن تحريم إنتاج الأسلحة. وقال عراقجي إن «الدبلوماسية نجحت في الماضي، ويمكن أن تنجح مرة أخرى. لكن يجب أن يكون واضحاً للجميع أنه من حيث التعريف، لا يوجد شيء يسمى الخيار العسكري، ناهيك عن الحل العسكري».

وأضاف: «الفشل الكارثي في منطقتنا، الذي كلف الإدارات الأميركية السابقة أكثر من 7 تريليونات دولار، هو دليل قاطع على ذلك».

وقبل ذلك بيوم، قال عراقجي إن طهران رفضت المفاوضات المباشرة مع واشنطن بسبب «التهديدات» و«التنمر» الأميركي. وأضاف: «نحن لا نتفاوض تحت الضغط، بل من موقع متكافئ. وكما كنا دائماً مستعدين للتفاوض، فإننا لا نزال كذلك»، دون أن يذكر تفاصيل.

أوقفت إيران العديد من التزاماتها بموجب الاتفاق النووي في مرحلتين. وبدأت الأولى بعدما أعلنت مسار «الانسحاب التدريجي» من الاتفاق النووي في مايو (أيار) 2019، أما المرحلة الثانية فقد بدأت في بداية عهد الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي حاول دون جدوى إحياء الاتفاق النووي.

وأوقفت إيران العمل بالبروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر الانتشار في فبراير (شباط) 2021، وباشرت تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة، ومن ثم 60 في المائة في منشأتي فوردو ونطنز.

وفي حين تقول إيران إن أهدافها سلمية تماماً، وإن لها الحق في التخصيب إلى مستويات عالية لأغراض مدنية، تقول القوى الغربية إنه لا يوجد تفسيرٌ مدنيٌّ موثوقٌ للتخصيب إلى هذا المستوى، وتقول «الذرية الدولية» إن أي دولة لم تفعل ذلك دون إنتاج قنبلة نووية.

وحذَّرت أجهزة الاستخبارات الأميركية من أن إسرائيل تدرس تنفيذ ضرباتٍ كبيرة ضد المنشآت النووية الإيرانية، خلال النصف الأول من العام الحالي، مستغلّةً حالة الضعف التي تمر بها إيران، نتيجة انتكاسات إقليمية لتفكك حلفائها، وسقوط الأسد، وضربات استهدفت «حزب الله» اللبناني، وسخط داخلي يزداد بسبب تدهور الوضعين المعيشي والاقتصادي.


مقالات ذات صلة

الرئيس الإيراني يزور أذربيجان الاثنين

شؤون إقليمية بزشكيان يستقبل حكمت حاجييف مساعد الرئيس الأذربيجاني مطلع فبراير الماضي (الرئاسة الإيرانية)

الرئيس الإيراني يزور أذربيجان الاثنين

من المقرّر أن يقوم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بزيارة نادرة لأذربيجان الأسبوع المقبل، وفق ما أفادت وسيلة إعلام رسمية الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية صورة الأقمار الاصطناعية «بلانت لبس» من منشأة «نطنز» لتخصيب اليورانيوم على مسافة 120 كيلومتراً شمال أصفهان... أبريل العام الماضي (أ.ب)

إيران تحصن مواقع نووية وسط المحادثات مع أميركا

في ظل تصاعد التهديدات الأميركية والإسرائيلية، عزَّزت إيران إجراءاتها الأمنية حول مجمّعين أنفاقيين مرتبطين بمنشأتها النووية في «نطنز».

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن)
شؤون إقليمية المتحدث باسم «الخارجية» الإيرانية إسماعيل بقائي خلال مؤتمر صحافي (الوزارة) play-circle

إيران: العقوبات الأميركية تناقض الحوار مع واشنطن

قالت طهران إن العقوبات الأميركية الجديدة على قطاع الطاقة تُظهر غياب الجدية والنيات الحسنة لدى واشنطن في مسار الحوار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية عراقجي يجري مباحثات في بكين مع دينغ شيويه شيانغ النائب الأول لرئيس الوزراء الصيني (الخارجية الإيرانية)

إيران تبحث عن دعم صيني في خضم المفاوضات مع واشنطن

أطلع وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، مسؤولين كباراً في الصين على مسار المفاوضات مع الولايات المتحدة بوساطة عُمانية قبل جولة السبت المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن - بكين)
أوروبا 
الرئيس الروسي لدى ترحيبه بسلطان عُمان في الكرملين أمس (صفحة وزير خارجية عُمان)

ترمب يؤكد اتفاقه مع نتنياهو حول طهران

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب اتفاقه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الملف النووي الإيراني. وقال ترمب أمس إنه أجرى اتصالاً «جيداً» مع نتنياهو.


نتنياهو شبه حركة «حماس» بالنازيين

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي كلمة خلال إحياء ذكرى الهولوكوست في القدس اليوم (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي كلمة خلال إحياء ذكرى الهولوكوست في القدس اليوم (إ.ب.أ)
TT
20

نتنياهو شبه حركة «حماس» بالنازيين

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي كلمة خلال إحياء ذكرى الهولوكوست في القدس اليوم (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي كلمة خلال إحياء ذكرى الهولوكوست في القدس اليوم (إ.ب.أ)

وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الأربعاء)، النظام في إيران بأنه «تهديد وجودي - ليس فقط لمستقبلنا، بل لمصير البشرية جمعاء»، وتعهد بأن إسرائيل سوف تضمن عدم حصول إيران على الأسلحة النووية.

وأضاف في كلمة ألقاها خلال إحياء ذكرى الهولوكوست: «إذا فشلت إسرائيل في هذه الحملة، فإن الدول الغربية ستكون التالية في الصف... لكن إسرائيل لن تخسر ولن تستسلم».

شبه حركة «حماس» بالنازيين

وقال: «هم (حماس) في الواقع يشبهون النازيين تماماً، تماماً مثل (أدولف) هتلر»، مضيفاً: «هم يرغبون في قتل وإبادة جميع اليهود، ويعلنون صراحة نيتهم تدمير دولة اليهود. يقولون ذلك جهاراً، لكن هذا لن يحدث. نحن عازمون على إبادة وحوش (حماس)، هؤلاء الوحوش الذين ارتكبوا أسوأ مذبحة شهدناها منذ الهولوكوست».

وتابع: «قبل عامٍ، وقفتُ في هذا المكان نفسه، وتحدَّثتُ بحزمٍ ضدَّ جهاتٍ في المجتمع الدولي سعت إلى تقييدنا. حذَّرونا من أنَّهم سيفرضون حظراً على توريد الأسلحة إلى إسرائيل إذا دخلنا رفح. قلتُ، بصفتي رئيس وزراء دولة إسرائيل، فلن يمنعنا أحد من الدفاع عن أنفسنا. لن يُقيّدنا أحد. إذا اضطررنا للوقوف وحدنا، فسنقف وحدنا».

وقال: «لقد غيّرنا وجه الشرق الأوسط. كل من خشي أن نواجه محرقة أخرى بعد مذبحة السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، رأى كيف قلبنا الموازين. في يوم ذكرى المحرقة هذا، أعدكم بأن الضغط العسكري على (حماس) سيستمر. سندمر جميع قدراتها. سنعيد جميع رهائننا. سنهزم (حماس). وسنمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية».