وقّعت طاجيكستان وقرغيزستان وأوزبكستان اتفاقاً حدودياً خلال قمّة غير مسبوقة، الاثنين، من شأنه أن يضمن استقرار المنطقة التي لم تسلم من النزاعات منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.
ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أقرّ رؤساء الدول الثلاث إمام علي رحمن (طاجيكستان) وصدير جباروف (قرغيزستان) وشوكت ميرضيائيف (أوزبكستان) رسمياً النقطة الحدودية في وادي فيرغانة.
ووادي فيرغانة على تخوم البلدان الثلاثة هو المنطقة الأكثر تعداداً بالسكان في آسيا الوسطى. وقد شهد نزاعات حدودية عدّة، مدفوعة خصوصاً بمطامع للاستيلاء على المياه في منطقة ترزح تحت وطأة التغيّر المناخي.
وأقيم هذا اللقاء الثلاثي المنظّم قبل أيّام من قمّة «الاتحاد الأوروبي - آسيا الوسطى» على ضوء تحسّن العلاقات بعد أن كانت مشحونة بين بلدان المنطقة.
ووقّع الرؤساء الثلاثة، الاثنين، معاهدة «الصداقة الخالدة» التي تعكس توطّد العلاقات الدبلوماسية بين هذه الجمهوريات السابقة في الاتحاد السوفياتي، التي تفصل بينها حدود متعرّجة وضعت في عهد السوفيات، ولم تحدّد رسمياً سوى قبل فترة قصيرة.
وفي السنوات الأخيرة، أعلنت الدول الثلاث عن اتفاقات حدودية لتنظيم تشارك المياه وتيسير المبادلات التجارية وضمان استقرار المنطقة الغنية بالموارد الطبيعية ذات الموقع الاستراتيجي بين أوروبا وآسيا.
وفي خجندة (طاجيكستان)، دعا الرؤساء الثلاثة في بيانات متشابهة إلى «تطوير عملية التكامل» و«تعزيز التعاون بين الدول الشقيقة»، لا سيما عبر مشاريع للطاقة والمواصلات بغية إخراج المنطقة من عزلتها.
وقد دشّن الرئيسان الطاجيكستاني والقرغيزستاني خطّاً مشتركاً عالي التوتّر لإمداد باكستان وأفغانستان في الصيف بطاقة منتجة في محطات كهرومائية.
وتأتي هذه القمّة بعد التوقيع على اتفاقات حدودية في منتصف مارس (آذار) بين طاجيكستان وقرغيزستان، وبين قرغيزستان وأوزبكستان في 2023 تنصّ على تشارك مخزون كبير من المياه الجوفية في هذه المناطق الزراعية.


