ترمب: صفقة بيع «تيك توك» ستتم قبل انقضاء المهلة المحددة

«الحرب التجارية» الجديدة تفزع الشركات الصينية والأميركية

شعار تطبيق «تيك توك» على شاشة هاتف ذكي (رويترز)
شعار تطبيق «تيك توك» على شاشة هاتف ذكي (رويترز)
TT

ترمب: صفقة بيع «تيك توك» ستتم قبل انقضاء المهلة المحددة

شعار تطبيق «تيك توك» على شاشة هاتف ذكي (رويترز)
شعار تطبيق «تيك توك» على شاشة هاتف ذكي (رويترز)

قال الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إنه سيتم التوصل إلى اتفاق مع شركة «بايت دانس» الصينية؛ الشركة المالكة «تيك توك»، لبيع تطبيق المقاطع المصورة القصيرة الذي يستخدمه 170 مليون أميركي، قبل الموعد النهائي يوم السبت المقبل.

وكان ترمب قد حدد في يناير (كانون الثاني) الماضي، يوم 5 أبريل (نيسان) 2025 موعداً نهائياً لشركة «تيك توك» للعثور على مشترٍ غير صيني؛ أو مواجهة حظر أميركي، لأسباب تتعلق بالأمن القومي، ومن المقرر أن يدخل ذلك حيز التنفيذ بموجب قانون صدر عام 2024.

وقال ترمب للصحافيين على متن طائرة الرئاسة في وقت متأخر من يوم الأحد: «لدينا كثير من المشترين المحتملين. هناك اهتمام كبير بـ(تيك توك)».

في غضون ذلك، وبينما تتصاعد أجواء حرب التجارة بين واشنطن وبكين، يزداد الفزع بين الشركات الأميركية والصينية على السواء.

وتبخرت الطلبات بالنسبة إلى ريتشارد تشين، الذي يصنع زينة أعياد الميلاد في جنوب الصين لتجار التجزئة الأميركيين؛ بما في ذلك «وول مارت» و«كوستكو»، الذين يواجهون رسوماً جمركية أميركية خانقة.

وقال تشين، الذي يتخذ من دونغ غوان، مركز التصنيع، مقراً له: «الطلبات نصف ما كانت عليه العام الماضي». وهو الآن يقاوم من أجل البقاء.

وأضاف تشين، رافضاً الخوض في تفاصيل التخفيضات التي وافق عليها: «لم يعد هناك مجال لخفض الأسعار. ولكن للحصول على طلبات، نضطر أحياناً إلى قبول تخفيض في الأسعار... ليس لدينا خيار آخر؛ نحن نخسر المال».

وفي 4 فبراير (شباط) الماضي، فرض الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، تعريفة جمركية جديدة بنسبة 10 في المائة على سلع صينية تُصدّر سنوياً إلى الولايات المتحدة بقيمة 400 مليار دولار، مع إعلان فرض تعريفة إضافية بنسبة 10 في المائة يوم 4 مارس (آذار) 2025، وتوقع فرض تعريفات متبادلة أخرى في 2 أبريل (نيسان) 2025.

ويُدرك الموردون الصينيون وعملاؤهم الأميركيون الآن حقيقةً مُرّة؛ هي أن هذه الحرب التجارية ستُلحق ضرراً أكبر مما وقع خلال ولاية ترمب الأولى عام 2018.

هذه المرة مختلفة؛ لأن الشركات المصنعة منخفضة التكلفة تُعاني بالفعل من هوامش ربح ضئيلة للغاية، وبالتالي لا يُمكنها خفض الأسعار لمساعدة عملائها الأميركيين، والحكومات الصينية المحلية التي كان من الممكن أن تُقدم الدعم لحماية الوظائف تُعاني في الغالب من ضائقة مالية شديدة تمنعها من تقديم إعانات جديدة.

ويقدر الموردون أن الأجور قد ارتفعت بنسبة بين اثنين و5 في المائة منذ الحرب التجارية الأولى بين الولايات المتحدة والصين عام 2018، في حين ارتفعت تكاليف المواد الخام في بعض القطاعات، واشتدت المنافسة الخارجية؛ مما جعل رسوم ترمب الجمركية الأخيرة «القشة التي قصمت ظهر البعير» لكثير من الشركات المصنعة منخفضة التكلفة.

وصرحت ليز بيكارازي، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة صناديق القمامة «سيتيبين»، ومقرها بروكلين بالولايات المتحدة، بأن سلعها المنتجة في الصين تخضع الآن لرسوم جمركية بنسبة 52.5 في المائة، ولم تعد قادرة على تحمل تكاليف التصنيع هناك. وقالت: «لقد كان عملي بأكمله يعتمد على معدل طويل الأجل قدره 7.5 في المائة. لقد كانت صدمة حقيقية»، في إشارة إلى جولتين من زيادات الرسوم الجمركية بنسبة 10 في المائة على السلع الصينية، بالإضافة إلى رسوم جمركية عالمية بنسبة 25 في المائة على الألمنيوم.

وأضافت: «كنا نعلم أن هذا آتٍ، ولكن لا توجد طريقة يمكن لأي شركة عبرها تخفيف الرسوم الجمركية الإضافية بنسبة 45 في المائة».

ويُطالب العملاء الأميركيون بتخفيضات في الأسعار بنسبة 10 في المائة، وفقاً لمقابلات أجرتها «رويترز» مع 10 مُصنّعين ومصدرين صينيين، ومسؤولين تنفيذيين في قطاع التجزئة بالولايات المتحدة، لهم خبرة في سلاسل التوريد الصينية. وأفادوا بأن المفاوضات الجارية تُسفر عن خصومات تتراوح بين 3 و7 في المائة من الموردين.

وصرح جوناثان تشيتايات، رئيس مجموعة «جينيمكس» في آسيا، وهي شركة مُصنّعة مُتعاقدة لمجموعة من المنتجات، وتحصل على 70 في المائة من إيراداتها من العملاء الأميركيين: «هناك شركات في الولايات المتحدة لديها مئات المصانع التي تعمل لديها، تُرسل رسائل جماعية تطلب تخفيضاً شاملاً بنسبة 10 في المائة من جميع الموردين على جميع المنتجات». وأضاف: «بصراحة، معظم الناس لا يملكون 10 في المائة ليقدموها. ربما يستطيعون تقديمها لطلبية واحدة أو اثنتين، ولكن يبدو أن 7 في المائة هو الحد الأقصى لمعظم الناس».

وعندما سألت سابقاً «رويترز» شركة «وول مارت» عن مفاوضاتها مع الموردين منذ فرض الرسوم الجمركية الجديدة، أصدرت بياناً جاء فيه: «سنواصل العمل معهم من كثب لإيجاد أفضل السبل للمضي قدماً خلال هذه الأوقات العصيبة».

وعلى الجانب الصيني، فإن الموردين الذين تضرروا بشدة في عام 2018 عندما رفض بعض العملاء الأميركيين دفع ثمن حمولات حاويات البضائع الخاضعة لرسوم جمركية أعلى، يطلبون الآن الدفع مقدماً بدلاً من الانتظار لمدة بين 30 و90 يوماً بعد إرسال الفاتورة.

وقال دومينيك ديسماريس، كبير مسؤولي الحلول في شركة «لييا سوليوشنز»، التي تربط الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم بالموردين في الصين الذين يصنعون كل شيء؛ من الألعاب إلى الأثاث ومنتجات التيتانيوم: «أخبرنا عملاءنا الأميركيين بمجرد انتخاب ترمب أن من شروط الدفع أن يكون مقدماً بنسبة 100 في المائة مع طلب الشراء؛ لأننا توقعنا كابوس الرسوم الجمركية هذا».

ويقول محللون ومصنعون إن الرسوم الجمركية هزت قلب الصناعة الصينية، وقد تؤدي إلى تسريح أعداد كبيرة من العمال مع إغلاق المصانع أو تقليص حجمها. وقال هي لينغ شي، أستاذ الاقتصاد بجامعة موناش في ملبورن، إن المصنّعين الصينيين يستسلمون لمجموعة واسعة من الضغوط. وأضاف شي: «لاحظتُ أن كثيراً من الشركات قررت بالفعل إغلاق أبوابها».

وأظهرت الأبحاث الأكاديمية التي أجرتها جامعة ستانفورد بعد عام 2018 أن كل زيادة في الرسوم الجمركية بنسبة واحد في المائة أثرت على هوامش ربح الموردين الصينيين بنسبة 0.35 في المائة.

كما أدت تلك الحرب التجارية إلى فقدان نحو 3.5 مليون وظيفة في قطاع التصنيع الصيني، وفقاً لحسابات «رويترز» المستندة إلى تقديرات «دارتموث» لنسبة وظائف التصنيع التي فقدتها الصين. ويقول المحللون إنه من السابق لأوانه تقدير الخسائر هذه المرة.

ويعتقد بعض العملاء الأميركيين أن السلطات الصينية ستتدخل لدعم صناعاتها التحويلية المحلية بإضافة خصومات ضريبية شاملة، ودعم الإيجارات والمرافق، أو أي دعم آخر كما فعلت في الماضي؛ ومن ذلك ما حدث عام 2018.

وقال مسؤول تنفيذي في قطاع التجزئة مقيم في الولايات المتحدة، رفض الكشف عن اسمه لأنه غير مخول التحدث إلى وسائل الإعلام: «لقد زرت مئات، وربما آلاف، المصانع الصينية، وأدرك مدى أهمية هذه المصانع للحكومات المحلية، لذا سيكون هناك دعمٌ حتمياً عند الحاجة». وأكد كثير من الموردين الذين قابلتهم «رويترز» أنه حتى الآن لم يُقدم دعم جديد.

وقال أستاذ الاقتصاد شي إن أعباء الديون الثقيلة على الحكومات المحلية، التي تثقل كاهل كثير منها أزمة العقارات المستمرة، ستمنعها من تقديم الدعم بسخاء كما كانت تفعل في الماضي. وتساءل: «إذا لم يكن لديهم مال، فكيف يمكنهم تقديم أي دعم؟»، مضيفاً أن أي خطوة تُغرقهم في الديون لن ترحب بها الحكومة المركزية الصينية. الرسالة من بكين هي أن المصدرين قادرون على التحول إلى أسواق أخرى وإلى عملاء الصين البالغ عددهم 1.4 مليار عميل، لكن هذه الاستراتيجية أيضاً صعبة في ظل فائض الطاقة الإنتاجية وانخفاض الطلب المحلي.

وفي حين أن أحد الأهداف المعلنة لنظام ترمب الجمركي هو إعادة التصنيع إلى الولايات المتحدة، تقول بيكارازي من «سيتيبين» إنها بحثت هذه الإمكانية 6 مرات على الأقل، لكنها لا تزال غير قابلة للتطبيق من منظور التكلفة والجودة... وفي الوقت الحالي، وبينما تستعد لنقل 100 في المائة من صناعاتها إلى فيتنام، تقول إنها نصحت عملاءها بالفعل بتوقع أسعار أعلى.

وقالت: «هذا تصرف غير عادل من الحكومة الأميركية تجاه الشركات الأميركية والمستهلكين الأميركيين. لا وطنية في تدمير الشركات الأميركية».


مقالات ذات صلة

إندونيسيا وأميركا تتجهان نحو اتفاقية جمركية ولقاء رئاسي نهاية يناير

الاقتصاد تسير شاحنة بجانب أكوام الحاويات في ميناء تانجونغ بريوك بمدينة جاكرتا (رويترز)

إندونيسيا وأميركا تتجهان نحو اتفاقية جمركية ولقاء رئاسي نهاية يناير

تتطلّع إندونيسيا إلى توقيع اتفاقية رسوم جمركية مع الولايات المتحدة في يناير (كانون الثاني)، بعد أن توصلت الدولتان إلى تسوية جميع القضايا الجوهرية.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
الاقتصاد البرلمان التركي وافق على مشروع موزانة العام 2026 في خلسة عاصفة (الموقع الرسمي للبرلمان)

برلمان تركيا يقرّ مشروع موازنة 2026 مع توقعات بتراجع كبير للتضخم

توقعت الحكومة التركية انخفاض معدل التضخم السنوي خلال عام 2026 إلى ما دون الـ20 في المائة وإعادته إلى خانة الآحاد في عام 2027.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد عامل يمر أمام بوابة أحد مشروعات شركة «تشاينا فانكي» المتعثرة في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)

«تشاينا فانكي» تنجو مؤقتاً من «مقصلة التخلف»

نجت شركة «تشاينا فانكي» الصينية بصعوبة من التخلف عن السداد، يوم الاثنين، بعد أن وافق حاملو السندات المحليون على خطة لتمديد فترة السماح.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

«المركزي الأوروبي»: البنك مرتاح لتوقعات التضخم في منطقة اليورو

أعرب مسؤول السياسة النقدية في البنك المركزي الأوروبي، بيتر كازيمير، يوم الاثنين، عن ارتياح البنك للتوقعات المتعلقة بالتضخم في منطقة اليورو.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد رجل يمر في طريق قرب محطة كاشيوازاكي - كاريوا الكهربائية النووية شمال غربي العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)

اليابان تتأهب لإعادة تشغيل أكبر محطة نووية بالعالم

اتخذت اليابان الخطوة الأخيرة للسماح لأكبر محطة طاقة نووية في العالم باستئناف عملياتها من خلال تصويت إقليمي يوم الاثنين

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

النفط يتراجع مع تقييم المتعاملين تطورات «حصار فنزويلا» و«الحرب الروسية»

حفارات تعمل في حقل نفطي (رويترز)
حفارات تعمل في حقل نفطي (رويترز)
TT

النفط يتراجع مع تقييم المتعاملين تطورات «حصار فنزويلا» و«الحرب الروسية»

حفارات تعمل في حقل نفطي (رويترز)
حفارات تعمل في حقل نفطي (رويترز)

انخفضت أسعار النفط، يوم الثلاثاء، إذ وازن المتعاملون بين المخاطر الجيوسياسية وبعض العوامل السلبية، بعد أن أشارت الولايات المتحدة إلى أنها قد تبيع الخام الفنزويلي الذي ​احتجزته، في حين أدت هجمات أوكرانيا على السفن والمواني الروسية إلى تفاقم المخاوف من تعطل الإمدادات.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 13 سنتاً أو 0.2 في المائة إلى 61.94 دولار للبرميل بحلول الساعة 0720 بتوقيت غرينتش. وخسر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 14 سنتاً أو 0.2 في المائة إلى 57.87 دولار للبرميل.

وارتفع كلا الخامَيْن بأكثر من 2 في المائة عند التسوية في الجلسة السابقة مع تسجيل خام برنت أفضل أداء يومي له في شهرَيْن، فيما ‌حقق خام غرب ‌تكساس الوسيط أكبر ارتفاع له منذ 14 ‌نوفمبر (تشرين ⁠الثاني).

وقالت ​كبيرة محللي السوق لدى شركة «فيليب نوفا» للوساطة، بريانكا ‌ساشديفا، في مذكرة، وفقاً لـ«رويترز»: «تشهد أسواق النفط الخام تذبذباً خلال الأسابيع الأخيرة من عام 2025 مع تراجع الأسعار إلى حد كبير، مما يعكس حالة من الشد والجذب بين العوامل السلبية المستمرة والعناوين المتقطعة التي تدفعها إلى الصعود».

ولكن الأسواق تتوخى الحذر؛ إذ يزن المتعاملون المخاطر الجيوسياسية مقابل توقعات وفرة ‌المعروض في أوائل عام 2026، مما يجعل الأسعار حساسة لأي اضطرابات طويلة الأمد.

وفي إطار حملة الضغط على فنزويلا، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس الاثنين، إن الولايات المتحدة قد تحتفظ بالنفط الذي احتجزته قبالة سواحل فنزويلا في الأسابيع القليلة الماضية أو ربما تبيعه.

وقال «بنك باركليز»، في مذكرة بتاريخ أمس الاثنين: «صحيح أنه حتى لو انخفضت صادرات النفط الفنزويلية إلى الصفر على المدى القريب، فمن المرجح أن تظل ​أسواق النفط مزوّدة بإمدادات كافية في النصف الأول من عام 2026». ومع ذلك، تشير تقديرات «باركليز» إلى أن فائض النفط العالمي ⁠سيتقلص إلى 700 ألف برميل يومياً فقط في الربع الأخير من عام 2026، وأن أي اضطراب ممتد قد يزيد من شحّ السوق، مستنزفاً الزيادات الأخيرة في المخزونات.

في غضون ذلك، تبادلت روسيا وأوكرانيا الهجمات على أهداف في البحر الأسود، وهو مسار تصدير حيوي للبلدَين.

وقصفت القوات الروسية ميناء أوديسا الأوكراني على البحر الأسود في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين، مما ألحق أضراراً بمرافق الميناء وسفينة، في ثاني هجوم على المنطقة خلال أقل من 24 ساعة.

وذكرت السلطات أن هجوماً بطائرات مسيرة أوكرانية ألحق أضراراً بسفينتَين ورصيفَين، وأشعل حريقاً في بلدة بمنطقة كراسنودار الروسية.

واستهدفت أوكرانيا أيضاً الخدمات اللوجيستية البحرية الروسية، مركزة على ناقلات النفط التابعة ‌لأسطول الظل التي تحاول الالتفاف على العقوبات المفروضة على روسيا بسبب الحرب المستمرة منذ ما يقرب من أربع سنوات.


تراجع الأسهم الأوروبية مع تقلّص مكاسب الرعاية الصحية

مخطط مؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)
مخطط مؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)
TT

تراجع الأسهم الأوروبية مع تقلّص مكاسب الرعاية الصحية

مخطط مؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)
مخطط مؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)

تراجع أداء الأسهم الأوروبية، يوم الثلاثاء، مع تقلّص مكاسب قطاع الرعاية الصحية بفعل خسائر أسهم الشركات الموجهة إلى المستهلكين وقطاع الطاقة.

وارتفع مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 0.2 في المائة، ليصل إلى 587.91 نقطة بحلول الساعة 08:08 بتوقيت غرينتش، وسط أداء هادئ للأسواق الإقليمية الرئيسية واستقرار نسبي في مؤشرات لندن وباريس، وفق «رويترز».

وقفزت أسهم شركة «نوفو نورديسك» بنسبة 5.8 في المائة، بعد حصولها على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية على حبوب إنقاص الوزن، مما منح الشركة ميزة تنافسية كبيرة في سوق إدارة الوزن المزدهر والمربح، فيما ارتفع قطاع الرعاية الصحية بنسبة 0.8 في المائة، الأعلى بين القطاعات.

في المقابل، كان قطاع السلع الاستهلاكية غير الأساسية الأكثر تضرراً، مع تراجع أسهم بعض شركات السلع الفاخرة مثل «ريتشمونت»، في حين انخفض قطاع الطاقة بنسبة 0.1 في المائة بعد أربعة أيام متتالية من المكاسب.

ويترقّب المستثمرون هذا الأسبوع أرقام الناتج المحلي الإجمالي الأميركي للربع الثالث، المتوقع أن تُظهر استمرار النمو القوي للاقتصاد الأميركي، في ظل قلة البيانات الاقتصادية الأخرى.


تراجع عوائد السندات الألمانية طويلة الأجل مع توقف موجة البيع العالمية

أوراق نقدية من اليورو (رويترز)
أوراق نقدية من اليورو (رويترز)
TT

تراجع عوائد السندات الألمانية طويلة الأجل مع توقف موجة البيع العالمية

أوراق نقدية من اليورو (رويترز)
أوراق نقدية من اليورو (رويترز)

تراجعت عوائد السندات الألمانية طويلة الأجل من أعلى مستوى لها في 14 عاماً يوم الثلاثاء، مع توقف عمليات بيع السندات الحكومية العالمية.

وانخفضت عوائد السندات التي تتحرك عكسياً مع الأسعار عالمياً في تداولات ضعيفة قبل عطلة أعياد الميلاد.

وقادت عوائد السندات اليابانية التي كانت في طليعة عمليات البيع في الجلستَين السابقتَين، حيث ارتفعت إلى مستويات قياسية في العديد من آجال الاستحقاق، موجة الارتفاع يوم الثلاثاء، وفق «رويترز».

وكان عائد السندات الألمانية لأجل 30 عاماً الذي ارتفع إلى أعلى مستوى له منذ عام 2011 عند 3.56 في المائة يوم الاثنين، قد انخفض بمقدار 3 نقاط أساسية إلى 3.51 في المائة بحلول الساعة 07:47 بتوقيت غرينتش.

وكان عائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات، وهو المعيار لمنطقة اليورو، قد انخفض إلى 2.88 في المائة.

وفي سياق متصل، سجلت أصول الملاذ الآمن الأخرى، مثل الذهب والفضة، مستويات قياسية يوم الثلاثاء، مدفوعة جزئياً بالطلب عليها نتيجة التوترات الجيوسياسية، في ظل سعي الولايات المتحدة لمصادرة المزيد من ناقلات النفط الفنزويلية. كما تركز الاهتمام على التوقعات بشأن البنك المركزي الأوروبي؛ إذ صرّحت إيزابيل شنابل، كبيرة مسؤولي السياسة النقدية المتشددة، يوم الاثنين، بأنها لا تتوقع رفع أسعار الفائدة في المستقبل القريب، لكن الضغوط التضخمية الحالية تعني أن تكاليف الاقتراض سترتفع في نهاية المطاف.

وقال محللو «دويتشه بنك»، في مذكرة لعملائهم: «كان ذلك مهماً؛ لأن إيزابيل شنابل هي من صرحت في وقت سابق من هذا الشهر بأنها (مطمئنة إلى حد ما) لتوقعات رفع أسعار الفائدة، مما دفع المستثمرين إلى توقع احتمال متزايد لحدوث ذلك في أقرب وقت ممكن عام 2026».

وراهن المتداولون، يوم الثلاثاء، على احتمال بنسبة 40 في المائة تقريباً لرفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بحلول مارس (آذار) 2027، وهو ما يُشابه التوقعات التي سادت بعد اجتماع البنك المركزي الأوروبي الأسبوع الماضي؛ إذ أبقى صناع السياسة النقدية أسعار الفائدة ثابتة عند 2 في المائة.

وكانوا قد توقعوا في أوائل ديسمبر (كانون الأول) احتمالاً يزيد على 50 في المائة لرفع أسعار الفائدة بعد تصريحات شنابل الأولية.

وفي سياق متصل، ستضغط الحكومة الفرنسية على المشرعين للموافقة على تشريع طارئ لضمان استمرار عمل الدولة حتى يناير (كانون الثاني)، بعد فشلهم في الاتفاق على موازنة 2026.

ولم يطرأ تغيير يُذكر على هامش الفائدة الذي تدفعه السندات الفرنسية مقابل السندات الألمانية، الذي يحظى بمتابعة دقيقة، إذ بقي عند نحو 70 نقطة أساس.