الجيش اللبناني يوقف مشتبهاً بهم بإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل بينهم فلسطيني

نتنياهو يطالب الدولة بضمانة عدم إطلاق هجمات

قائد الجيش العماد رودولف هيكل يتفقد الوحدات العسكرية على الحدود مع إسرائيل (مديرية التوجيه)
قائد الجيش العماد رودولف هيكل يتفقد الوحدات العسكرية على الحدود مع إسرائيل (مديرية التوجيه)
TT
20

الجيش اللبناني يوقف مشتبهاً بهم بإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل بينهم فلسطيني

قائد الجيش العماد رودولف هيكل يتفقد الوحدات العسكرية على الحدود مع إسرائيل (مديرية التوجيه)
قائد الجيش العماد رودولف هيكل يتفقد الوحدات العسكرية على الحدود مع إسرائيل (مديرية التوجيه)

قطع الجيش اللبناني شوطاً في الإجراءات التي يتخذها لملاحقة المتورطين بإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، وأوقف مجموعة من المشتبه بهم، بينهم لبنانيون وفلسطيني واحد على الأقل، في حين جدد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مطالبة الدولة اللبنانية بضمانة «عدم انطلاق هجمات من هناك باتجاه إسرائيل».

وشنّت إسرائيل، الجمعة الماضي، هجمات هي الأوسع على لبنان منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إذ استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت بغارات جوية، رداً على إطلاق قذيفتين صاروخيتين من جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل. وجاءت الهجمات بعد أسبوع على موجة مشابهة، استهدفت جنوب وشرق لبنان، لكنها لم تستهدف الضاحية، رداً أيضاً على إطلاق «صواريخ بدائية» من الجنوب باتجاه مستعمرة المطلة.

مناصرون لـ«حزب الله» يرفعون صورة أمينه العام السابق حسن نصر الله قرب موقع استهداف إسرائيلي بالضاحية الجنوبية لبيروت (د.ب.أ)
مناصرون لـ«حزب الله» يرفعون صورة أمينه العام السابق حسن نصر الله قرب موقع استهداف إسرائيلي بالضاحية الجنوبية لبيروت (د.ب.أ)

وبينما نفى «حزب الله» ضلوعه بالهجمات الصاروخية، تعهدت الدولة اللبنانية بملاحقة المتورطين، واتخذ الجيش إجراءات أمنية وفتح تحقيقات وبدأ بملاحقة المشتبه بهم.

وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، الأحد، إن الجيش أوقف بالفعل مجموعة من المشتبه بهم على ذمة التحقيق، وهم لبنانيون وفلسطيني واحد، مشيراً إلى أن التحقيقات لا تزال في بداياتها، كما أن الملاحقات تُستكمل بجدية بالغة والإجراءات تُنفذ خطوات حثيثة.

من جانبها، نقلت قناة «العربية» عن مصدر أمني قوله إن الجيش اللبناني «وصل إلى خيوط قد تدلّ على الجهة التي تقف خلف إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل»، ولفت إلى «توقيف سوريين وفلسطينيين مشتبه بهم بإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل».

قائد الجيش اللبناني

وكان قائد الجيش العماد رودولف هيكل قد أكد خلال تفقده السبت قيادة قطاع جنوب الليطاني أن «عناصر الوحدات المنتشرة، ضباطاً ورتباء وأفراداً، يؤدون دوراً أساسياً لخدمة الوطن والمساهمة في صموده، وأن واجب المؤسسة العسكرية حماية لبنان وأبنائه على اختلاف انتماءاتهم». واعتبر أن عمليات إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة تخدم العدو، لافتاً إلى أن الجيش يجري التحقيقات اللازمة لكشف الفاعلين، وقد أوقف عدداً من المشتبه فيهم قيد التحقيق.

وأشار العماد هيكل إلى أن «العائق الوحيد أمام استكمال انتشار الجيش نهائياً وتثبيت وقف إطلاق النار هو وجود العدو الإسرائيلي في النقاط والمواقع المحتلة داخل الأراضي اللبنانية، فضلاً عن اعتداءاته المتكررة على لبنان وخروقاته للسيادة الوطنية، وسعيه للبحث عن ذرائع من أجل توسيع أعماله العدائية ضد وطننا».

نتنياهو

وبينما تمضي السلطات اللبنانية بالإجراءات، جدد رئيس الحكومة الإسرائيلية تحميل لبنان المسؤولية. وقال الأحد: «في لبنان هناك إنفاذ صارم، بلا مساومة. هذه هي التعليمات التي أعطيناها أنا ووزير الأمن و(الكابينت) للجيش، وهو ينفّذها بأفضل وجه. لا نسمح بأي تهاون، ولا أي تخفيض في مستوى الردع، ولا اعتبارات خاصة». وأضاف: «دولة لبنان مسؤولة عما ينطلق من أراضيها، ويجب عليها أن تضمن عدم انطلاق هجمات من هناك باتجاه إسرائيل».

الدمار يعمّ موقعاً استهدفته إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة (د.ب.أ)
الدمار يعمّ موقعاً استهدفته إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة (د.ب.أ)

اليونيفيل

ولا تزال إسرائيل تحتل نحو 7 نقاط داخل الأراضي اللبنانية، وتستهدف البيوت الجاهزة التي ينقلها السكان للإقامة في قراهم الحدودية التي تعرضت لتدمير شبه كامل، كما تستهدف الانتهاكات قوات حفظ السلام الأممية العاملة في الجنوب (يونيفيل). وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، السبت، بأن «دورية راجلة تابعة للوحدة الفرنسية العاملة ضمن قوة الاحتياط التابعة لقائد (اليونيفيل) تعرضت في وادي قطمون خراج بلدة رميش، لرشقات نارية من أحد مراكز قوات الاحتلال الإسرائيلي لدى تفقدها ساتراً ترابياً استحدثه العدو في المنطقة».

وأعلن الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي، في بيان، أن «جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل أفادوا بأن الجيش الإسرائيلي أطلق عليهم طلقات تحذيرية من سلاح رشاش عبر الخط الأزرق، وذلك عند العصر خلال قيامهم بدورية استطلاعية مقررة قرب بلدة رميش في جنوب لبنان، في انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، ولحسن الحظ، لم يُصب أحد بأذى».

وأضاف: «وفي حادث منفصل اليوم، أفاد جنود حفظ السلام التابعون لليونيفيل بأن دورية تابعة للجيش الإسرائيلي وجّهت الليزر نحوهم، مستهدفة أجسادهم وأعينهم».

وتابع الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أن «أي عمل يُعرّض سلامة جنود حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة للخطر أثناء قيامهم بالمهام المنوطة بهم هو أمر غير مقبول».

وشدد تيننتي على أن «أمن جنود حفظ السلام أمر بالغ الأهمية، ونُذكّر جميع الأطراف بالالتزام باحترامه، ونحن نتابع هذه الأمور مع الجيش الإسرائيلي».


مقالات ذات صلة

عون يعلن انطلاق «مسار الإصلاحات» بلبنان

المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون (الرئاسة اللبنانية)

عون يعلن انطلاق «مسار الإصلاحات» بلبنان

أعلن الرئيس اللبناني جوزيف عون أن «مسار الإصلاحات في لبنان بدأ، وهو حتماً لمصلحة لبنان قبل أن يكون بناء على رغبة المجتمع الدولي».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أسلحة ضبطها الجيش اللبناني بحوزة موقوفين لديه السبت (مديرية التوجيه)

لبنان يكثف مطاردة تجار المخدرات على الحدود السورية

ضبط الجيش اللبناني شاحنة محمّلة بمعدات لتصنيع المخدرات معدة للتهريب باتجاه الأراضي السورية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس الوزراء اللبناني: لا دولة حقيقية إلا في احتكار القوات المسلحة للسلاح

رئيس الوزراء اللبناني: لا دولة حقيقية إلا في احتكار القوات المسلحة للسلاح

قال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، الأحد، إنه «لا دولة حقيقية إلا في احتكار قواتها المسلحة للسلاح».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الجيش اللبناني فكك «معظم» المواقع العسكرية التابعة لـ«حزب الله» في منطقة جنوب الليطاني (رويترز) play-circle

الجيش اللبناني يسيطر على معظم مواقع «حزب الله» جنوب الليطاني

أفاد مصدر مقرّب من «حزب الله» اللبناني «وكالة الصحافة الفرنسية» اليوم بأن معظم المواقع العسكرية التابعة للحزب جنوب الليطاني باتت تحت سيطرة الجيش اللبناني.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي آليات تابعة لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تسير أمام مبانٍ مدمرة أثناء قيامها بدورية في قرية كفركلا جنوب لبنان بالقرب من الحدود مع إسرائيل (أ.ف.ب) play-circle

لبنان: قوة مشاة إسرائيلية تدخل متنزهات الوزاني في الجنوب

دخلت قوة مشاة إسرائيلية قبل ظهر الجمعة إلى متنزهات بلدة الوزاني في جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

فتح الطرق وإزالة السواتر الترابية في حيَّين بحلب بعد انسحاب القوات الكردية

فتح الطرقات وإزالة حواجز قوات «الوحدات» الكردية في حيَّي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب (الدفاع المدني السوري)
فتح الطرقات وإزالة حواجز قوات «الوحدات» الكردية في حيَّي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب (الدفاع المدني السوري)
TT
20

فتح الطرق وإزالة السواتر الترابية في حيَّين بحلب بعد انسحاب القوات الكردية

فتح الطرقات وإزالة حواجز قوات «الوحدات» الكردية في حيَّي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب (الدفاع المدني السوري)
فتح الطرقات وإزالة حواجز قوات «الوحدات» الكردية في حيَّي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب (الدفاع المدني السوري)

أعلن الدفاع المدني السوري، الاثنين، انطلاق أعمال إزالة السواتر الترابية وفتح الطرقات في حيَّي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب شمال سوريا، استكمالاً لبنود الاتفاق المبرم بين الحكومة السورية و«قوات سوريا الديمقراطية (قسد)».

وقال الدفاع المدني، في منشور بصفحته على «فيسبوك»، الاثنين، إن فرقه بدأت إزالة السواتر الترابية وفتح الطرقات في حيَّي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب، بالتعاون والتنسيق مع مجلس محافظة حلب والمكتب الخدمي بالمدينة.

وأشار إلى أن ذلك يأتي بهدف تسهيل عمليات الاستجابة الإنسانية وتيسير حركة المدنيين وتحسين الواقع الخدمي في الحيَّين.

وكانت قوات الأمن العام قد بدأت، السبت، الانتشار على مداخل حيَّي الأشرفية والشيخ مقصود؛ وذلك بهدف ضبط الأمن فيهما، واستكمال تنفيذ بنود الاتفاق المبرم بين الحكومة السورية و«قوات سوريا الديمقراطية».

وقالت مديرية الإعلام في حلب، في بيان أوردته «الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)»، إنه جرى تفعيل عدد من الحواجز المشتركة بين قوات الأمن العام وقوات الأمن الداخلي في الحيَّين، تمهيداً لدمج جميع القوات الأمنية في صفوف وزارة الداخلية السورية.

فتح الطرقات وإزالة حواجز قوات «الوحدات» الكردية في حيَّي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب (الدفاع المدني السوري)
فتح الطرقات وإزالة حواجز قوات «الوحدات» الكردية في حيَّي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب (الدفاع المدني السوري)

وأضافت المديرية أن هذه الخطوة تأتي لتسريع عملية تنفيذ باقي بنود الاتفاق، وبالتحديد استكمال عملية تبادل الموقوفين وخروج العناصر العسكريين المتبقين من المنطقة إلى شرق سوريا، وتفعيل مؤسسات الدولة في الحيَّين لتقدم الخدمات للمواطنين.

وسيطرت قوات «قسد» على حيَّي الشيخ مقصود والأشرفية منذ عام 2014 بعد سيطرة فصائل المعارضة السورية على أغلب أحياء حلب الشرقية، وبعد خروج فصائل المعارضة من مدينة حلب استمرت سيطرة هذه الوحدات على الحيَّين.

انتظار عند مدخل حي الأشرفية بمدينة حلب لتبادل الأسرى بين «قسد» والحكومة السورية مؤخراً (خاص بالشرق الأوسط)
انتظار عند مدخل حي الأشرفية بمدينة حلب لتبادل الأسرى بين «قسد» والحكومة السورية مؤخراً (خاص بالشرق الأوسط)

وتوصلت الحكومة المركزية السورية، الشهر الماضي، إلى اتفاق مع قوات «قسد»، التي تنتشر في مدينة حلب، يشمل وقف إطلاق النار، ودمج القوة الرئيسية المدعومة من الولايات المتحدة هناك في الجيش السوري. وجرى التوقيع على الاتفاق من جانب الرئيس السوري أحمد الشرع، ومظلوم عبدي قائد «قسد» التي يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة. وغادر رتل من قوات «قسد» مدينة حلب، يوم الجمعة ما قبل الماضي، باتجاه مناطق شرق الفرات بعد الاتفاق الذي جرى مع الحكومة السورية.