حديث لمسؤول مصري مع مرضى يُثير انتقادات

وزير الصحة خلال حديثه مع المرضى في المستشفى (وزارة الصحة)
وزير الصحة خلال حديثه مع المرضى في المستشفى (وزارة الصحة)
TT
20

حديث لمسؤول مصري مع مرضى يُثير انتقادات

وزير الصحة خلال حديثه مع المرضى في المستشفى (وزارة الصحة)
وزير الصحة خلال حديثه مع المرضى في المستشفى (وزارة الصحة)

أثار حديث نائب رئيس الوزراء المصري وزير الصحة، خالد عبد الغفار، مع مرضى، خلال زيارته مستشفى حكومياً في مركز «العدوة» بمحافظة المنيا (صعيد مصر) انتقادات واسعة على «السوشيال ميديا»، السبت.

وأظهر مقطع فيديو متداول لوزير الصحة وعدد من المسؤولين خلال تفقد «وحدة الغسيل الكلوي» بمبنى المستشفى المنشأ حديثاً، السبت، شكوى عدد من المرضى من طول فترة الانتظار اليومي، وعدم معاملتهم بـ«طريقة لائقة»، في وقت رد فيه الوزير على شكوى المرضى، بقوله: «عليكم تقديم الشكر للدولة على بناء المبنى وتجهيزه بدلاً من الانتقاد»، قبل أن ينهي حديثه مع المرضى من دون الاستماع لباقي المشاكل ويغادر المستشفى.

ولاقى مقطع الفيديو رواجاً عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وسط انتقادات للوزير.

وبينما طالب البعض الوزير بالاعتذار عن تصريحاته مع «التأكيد على أن دور الحكومة مرتبط بخدمة الشعب، وأن ما يفعله المسؤول الرسمي هو من صميم مهام وظيفته». عد آخرون أن المشكلة تكمن في طريقة حديث الوزير مع المواطنين البسطاء والتعامل مع الموقف بصفته «سجالاً سياسياً».

لكن فريقاً ثالثاً رأى أن ما حدث لم يكن به مشكلة من الأساس، وأن الوزير المصري استمع لشكاوى المواطنين بشكل كافٍ.

كما دافع فريق رابع عن المسؤول المصري، مؤكدين تحركه لحل مشكلة المرضى بعد الاستماع إليها خلال الزيارة.

في سياق ذلك، شرح بعض المغردين جانباً من معاناة المرضى الذين يترددون على المستشفى للعلاج، مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً للخضوع لجلسات الغسل الكلوي.

وزير الصحة خلال جولته بـ«وحدة الغسيل الكلوي» بالمستشفى (وزارة الصحة)
وزير الصحة خلال جولته بـ«وحدة الغسيل الكلوي» بالمستشفى (وزارة الصحة)

وبحسب بيان وزارة الصحة، عقب تداول الفيديو، فإن الوزير استجاب لشكاوى المرضى التي تمحورت حول طول مدة الانتظار خلال جلسة الغسل الكلوي، فضلاً عن وجود عجز في أعداد الفرق التمريضية بالمستشفى.

ووجَّه الوزير بمضاعفة أعداد التمريض في «وحدة الغسيل الكلوي»، والعمل على خفض فترة انتظار المرضى لتلقي الجلسات.

عضو «لجنة الصحة» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، إيرين سعيد، انتقدت رد فعل الوزير خلال الجولة، ووصفت رده بـ«غير الدبلوماسي»، حيث لم يمنح المريض فرصة عرض شكواه ليتم فحصها والتأكد منها.

وأكدت لـ«الشرق الأوسط» ضرورة أن يكون لدى أي مسؤول القدرة على التعامل مع المواطنين والمرضى وفهم مشاكلهم والعمل على حلها، وهو ما لم يحدث في هذه الواقعة.

المسؤول المصري زار المستشفى خلال جولة تفقدية (وزارة الصحة)
المسؤول المصري زار المستشفى خلال جولة تفقدية (وزارة الصحة)

لكن عضو مجلس النواب، سعودي عبد الرحمن، الذي رافق وزير الصحة في الجولة، قال لـ«الشرق الأوسط» إن الموقف لم يتجاوز المداعبة بين الوزير والمواطنين، ووزير الصحة حرص بعد استماعه لشكوى المرضى على مراجعة الأعداد الموجودة من التمريض والأطباء بالمستشفى لبيان ما إذ كان هناك عجز أم لا، وسبب طول فترة الانتظار في «وحدة الغسيل الكلوي».

وأكد عبد الرحمن أن وزير الصحة طلب الاطلاع بشكل يومي وبتقارير مصورة عما يستجد بـ«وحدة الغسيل الكلوي» وتقليل فترات الانتظار للمرضى للحد الأدنى، عادَّاً أن الأمر جرى تضخيمه بصورة مغايرة لما حدث، خصوصاً أن المبنى الجديد بالمستشفى «لا يزال في إطار العمل التجريبي».


مقالات ذات صلة

تداول العملات الورقية «الصغيرة» يُثير جدلاً في مصر

شمال افريقيا تطور فئات العملة المحلية بمصر (البنك المركزي المصري)

تداول العملات الورقية «الصغيرة» يُثير جدلاً في مصر

حالة من الجدل أثيرت في مصر بشأن تداول العملات الورقية «الصغيرة»، على وقع شكاوى مصريين من رفض تجار وسائقي سيارات الأجرة (الميكروباص) التعامل بفئة «الجنيه».

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا امتحانات الشهادة الإعدادية هذا العام ستشهد تعميم نظام «البوكليت» (أرشيفية - وزارة التربية والتعليم المصرية)

مصر: «بوكليت الإعدادية»... هل يحد من «الغش» في الامتحانات؟

أثار إعلان وزارة التعليم المصرية تطبيق نظام «البوكليت» في امتحانات نهاية العام للشهادة الإعدادية (المتوسطة) بكافة المحافظات، تساؤلات بشأن مواجهة ظاهرة «الغش».

محمد عجم (القاهرة )
شمال افريقيا «تدابير استباقية» لتجنب انقطاع الكهرباء خلال أشهر الصيف في مصر (رويترز)

مصر: تدابير حكومية «استباقية» لتجنب انقطاع الكهرباء في الصيف

أكَّد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، متابعته المستمرة لتأمين احتياجات قطاع الطاقة من المنتجات البترولية، بما يضمن استمرار تشغيل محطات إنتاج الطاقة في البلاد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الكشف الأثري في الرامسيوم بالأقصر تضمَّن قطعاً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر: اكتشاف مقابر أثرية ومخازن للعسل والزيتون في الأقصر

تُضيء هذه الاكتشافات على التاريخ الطويل والمعقّد للمعبد، وتفتح آفاقاً جديدة لفهم دوره في مصر القديمة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا الرئيس الفرنسي يحضر اجتماعاً مع ممثلي القطاعات المتضررة من الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي 3 أبريل 2025 في قصر الإليزيه بباريس (أ.ب)

ماكرون يتوجه إلى العريش الثلاثاء تأكيداً لأهمية «وقف النار» في غزة

يتوجَّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم الثلاثاء، خلال زيارة سيجريها إلى مصر، إلى مدينة العريش القريبة من قطاع غزة لعقد لقاءات تؤكد أهمية وقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (باريس)

محللون: تعليق منظمات غير حكومية في ليبيا صرف الانتباه عن المشاكل الفعلية

عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الليبية (الوحدة)
عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الليبية (الوحدة)
TT
20

محللون: تعليق منظمات غير حكومية في ليبيا صرف الانتباه عن المشاكل الفعلية

عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الليبية (الوحدة)
عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الليبية (الوحدة)

يعكس تعليق أنشطة 10 منظمات غير حكومية أجنبية في ليبيا تشدد الموقف تجاه آلاف المهاجرين الأفارقة، لكنه يسمح قبل كل شيء للسلطات في غرب البلاد بصرف الانتباه عن مشاكلها، وتغطية الانتهاكات، وفق محللين ونشطاء حقوقيين، تحدثوا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

قارب لمهاجرين سريين خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا انطلاقاً من السواحل الليبية (الشرق الأوسط)
قارب لمهاجرين سريين خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا انطلاقاً من السواحل الليبية (الشرق الأوسط)

وأعلن جهاز الأمن الداخلي، الأربعاء، إغلاق مكاتب 10 منظمات إنسانية ووقف عملها، بما فيها «أطباء بلا حدود»، و«المجلس النرويجي للاجئين»، و«لجنة الإنقاذ الدولية»، و«منظمة أرض الإنسان». وألقى الجهاز باللوم أيضاً على «المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين» في محاولات توطين المهاجرين في ليبيا.

محاولة لتشتيت الانتباه

ويرى أنس القماطي، الخبير في معهد «صادق» للسياسات العامة، أن المنظمات غير الحكومية ليست هي الأهداف الحقيقية، بحيث تسعى حكومة عبد الحميد الدبيبة، التي تعترف بها الأمم المتحدة، إلى «خلق أعداء لتحويل الانتباه عن إخفاقاتها، وتقديم المنظمات غير الحكومية بوصفها متآمرة (...) وذلك لإخفاء عجزها عن توفير الخدمات الأساسية».

مهاجرون سريون أفارقة داخل أحد مراكز الاحتجاز في طرابلس (الشرق الأوسط)
مهاجرون سريون أفارقة داخل أحد مراكز الاحتجاز في طرابلس (الشرق الأوسط)

وتعاني ليبيا الغنية بالنفط من عدم الاستقرار منذ سقوط معمر القذافي في عام 2011، وهي منقسمة بين معسكرين متنافسين: أحدهما في طرابلس (غرب)؛ حيث بعثة وساطة سياسية للأمم المتحدة، والآخر في بنغازي (شرق)، بدعم من المشير خليفة حفتر.

أما الهدف الآخر، حسب القماطي، فهو «دفع أوروبا، التي تخشى من موجة جديدة من الهجرة، إلى تمويل ودعم السلطة التنفيذية في طرابلس سياسياً». وإلى جانب تونس المجاورة، تُعد ليبيا التي تقع على مسافة 300 كيلومتر فقط من الساحل الإيطالي، نقطة المغادرة الرئيسية في شمال أفريقيا للمهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، الذين يسعون إلى الوصول إلى أوروبا بطريقة غير نظامية.

وقد أعلنت روما، الأربعاء، عن تخصيص 20 مليون يورو لتمويل «عمليات العودة الطوعية»، التي تقودها المنظمة الدولية للهجرة لـ3300 مهاجر من دول جنوب الصحراء الكبرى، وصلوا إلى الجزائر وتونس وليبيا.

مهاجرون غير شرعيين تم توقيفهم من طرف قوات الأمن في طرابلس (متداولة)
مهاجرون غير شرعيين تم توقيفهم من طرف قوات الأمن في طرابلس (متداولة)

ويقول القماطي إن «إيطاليا تدعي تمويل العودة الطوعية، وليبيا تزعم تأكيد سيادتها، في حين يتعرض المهاجرون الضعفاء للابتزاز أثناء الاحتجاز»، واصفاً مخيمات المهاجرين بأنها «مراكز معالجة لبرنامج ترحيل جماعي في صورة مساعدات إنسانية».

من جهته، يعد جلال حرشاوي، وهو خبير آخر في الشأن الليبي، أن الحملة ضد المنظمات غير الحكومية هي جزء من سياق أوسع، لافتاً إلى أن حكومة الغرب تبنَّت «موقفاً شوفينياً وجنونياً» مشابهاً للموقف الذي اتخذه الرئيس التونسي قيس سعيد أوائل عام 2023، في خطاب ندَّد فيه بوصول «جحافل المهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى»، ومؤامرة «لتغيير التركيبة السكانية» في تونس.

ويضيف حرشاوي، مبرزاً، أن الدوافع الحقيقية «تكمن في مكان آخر، فرئيس الوزراء الدبيبة يُواجه صعوبات كثيرة»، خصوصاً «في الوصول إلى الأموال العامة»، و«علاقته البراغماتية مع حفتر في الشرق في حالة سيئة».

شيطنة المهاجرين

وسط هذه الدينامية من التصلُّب، تلجأ حكومة الدبيبة إلى «شيطنة المهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى، وإدانة المنظمات غير الحكومية»، كما يوضح حرشاوي، لأنها تريد «إظهار من الذي يقود الأمور في طرابلس، والإيهام بأنها تعمل على الحد من تدفقات الهجرة».

ويرى الناشط الليبي في مجال حقوق الإنسان، حسام القماطي، أن «الحملة ضد المنظمات غير الحكومية تهدف إلى تشديد قبضة المجموعات المسلحة القمعية على طرابلس». وعلاوة على ذلك، فإن هذه الجماعات المسلحة القوية، من خلال الحد من نفوذ المنظمات غير الحكومية، «تمنعها من توثيق انتهاكات حقوق الإنسان».

مهاجرون سريون بطرابلس قبل ترحيلهم إلى بلدانهم (أ.ب)
مهاجرون سريون بطرابلس قبل ترحيلهم إلى بلدانهم (أ.ب)

وندَّدت تقارير مختلفة صادرة عن الأمم المتحدة، ومنظمات غير حكومية، مثل منظمة العفو الدولية في الأشهر الأخيرة بـ«الاعتقالات التعسفية» للمعارضين والصحافيين والمحامين، فضلاً عن الانتهاكات ضد المهاجرين، مع اكتشاف مقابر جماعية لهم، خصوصاً في جنوب شرقي البلاد. كما أعربت منظمات إنسانية عن قلقها بشأن موظفيها الليبيين والمهاجرين، الذين أصبحوا أكثر عرضة للخطر، في بلد يعاني انعدام الأمن الغذائي، وفق المنظمة الدولية للهجرة.