تقديرات أممية بتفاقم انعدام الغذاء في مناطق سيطرة الحوثيين

سوء الاستهلاك ارتفع بنسبة 11 %

القيود حالت دون الوصول الأممي إلى 32 مديرية خاضعة للحوثيين (الأمم المتحدة)
القيود حالت دون الوصول الأممي إلى 32 مديرية خاضعة للحوثيين (الأمم المتحدة)
TT
20

تقديرات أممية بتفاقم انعدام الغذاء في مناطق سيطرة الحوثيين

القيود حالت دون الوصول الأممي إلى 32 مديرية خاضعة للحوثيين (الأمم المتحدة)
القيود حالت دون الوصول الأممي إلى 32 مديرية خاضعة للحوثيين (الأمم المتحدة)

توقع برنامج الغذاء العالمي تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحوثيين في شمال اليمن، خلال الأشهر المقبلة، نتيجة سريان العقوبات المرتبطة بتصنيف الولايات المتحدة لهذه الجماعة «منظمة إرهابية أجنبية»، وقال البرنامج إن القيود التشغيلية حالت بينه وبين الوصول إلى نحو 1.5 مليون مستحق للمساعدات في تلك المناطق.

ورجح البرنامج الأممي في تحديثه الشهري عن الأمن الغذائي في اليمن، أن يؤدي سريان القيود المرتبطة بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية إلى تقييد الأنشطة التجارية والعمليات الإنسانية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود في مناطق سيطرتهم، وتصاعد الصراع، وتعطيل تدفقات التحويلات المالية، التي تُعد مصدر دخل حيوي للكثير من الأسر هناك.

وحسب التقرير، فإن أزمة انعدام الأمن الغذائي في اليمن لا تزال عند مستويات مثيرة للقلق، مع وجود 62 في المائة من الأسر غير قادرة على تلبية الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية في فبراير (شباط) الماضي.

وتُظهر هذه البيانات أن 66 في المائة من الأسر في مناطق سيطرة الحكومة غير قادرة على الوصول إلى الغذاء الكافي، في مقابل 61 في المائة من الأسر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في حين ارتفعت الزيادة السنوية بنسبة 15 في المائة و20 في المائة على التوالي، مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي.

المساعدات الأممية تصل إلى 3 ملايين يمني في مناطق الشرعية (الأمم المتحدة)
المساعدات الأممية تصل إلى 3 ملايين يمني في مناطق الشرعية (الأمم المتحدة)

ووفق بيانات «الأغذية العالمي»، فإن مستويات الحرمان الشديد من الغذاء (سوء استهلاك الغذاء) ارتفعت من 25 في المائة في فبراير (شباط) 2024 إلى 36 في المائة في فبراير 2025.

وحسب البرنامج، كانت النسبة الأعلى في مناطق نفوذ الحكومة اليمنية (38 في المائة) مقابل 35 في المائة في مناطق الحوثيين، «وتجاوزت جميع المحافظات عتبة (عالية جداً) 20 في المائة أو أكثر، بخصوص سوء استهلاك الغذاء باستثناء محافظة صنعاء، وقد سُجلت الذروة في محافظات البيضاء والضالع وشبوة.

تحديات أمام المساعدات

أوضح تقرير برنامج الأغذية العالمي أن مساعداته تصل إلى نحو 3 ملايين شخص في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في كل دورة توزيع، وأن المساعدات الغذائية وفرت بعض الراحة للأسر الضعيفة في المديريات المستهدفة، إلا أن التحديات الاقتصادية المستمرة -إلى جانب آثار موسم العجاف المستمرة- لا تزال تقوض هذه المكاسب إلى حد كبير.

أما في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، والتي بدأت الدورة الثانية من برنامج المساعدة الغذائية الشاملة للعام الحالي فيها في منتصف فبراير (شباط) الماضي، فإنها تستهدف 2.8 مليون شخص في 70 مديرية، لكن التحديات التشغيلية حدَّت من قدرة البرنامج على الوصول إلى نحو 1.5 مليون شخص في 32 مديرية بحلول منتصف مارس (آذار) الحالي.

62 في المائة من الأسر اليمنية غير قادرة على الوصول إلى الغذاء الكافي (الأمم المتحدة)
62 في المائة من الأسر اليمنية غير قادرة على الوصول إلى الغذاء الكافي (الأمم المتحدة)

وطبقاً لبيانات التقرير، فإن تدهور الأمن الغذائي يرتبط بشكل أساسي بـ«ارتفاع أسعار المواد الغذائية في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، حيث تراجعت قيمة الريال بنسبة 26 في المائة، إلى جانب الفجوات الحرجة في المساعدات الإنسانية بسبب نقص التمويل للمساعدات والبرامج، وندرة الأنشطة المدرّة للدخل في تلك المناطق، والاضطرابات الاقتصادية، وتأثيرات ما يُعرف بـ«موسم العجاف» في جميع أنحاء اليمن.

وخلال أول شهرين من العام الحالي أكد التقرير الأممي انخفاض واردات الوقود عبر مواني البحر الأحمر الخاضعة لسيطرة الحوثيين بنسبة 14 في المائة مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، بينما شهدت مواني عدن والمكلا الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية انخفاضاً بنسبة 35 في المائة على أساس سنوي.

ونبَّه البرنامج إلى أن حظر استيراد الوقود عبر المواني التي يسيطر عليها الحوثيون، والذي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في مطلع أبريل (نيسان) بسبب تصنيف الجماعة منظمة إرهابية أجنبية، يثير مخاوف جدية بشأن توفر الوقود وأسعاره في تلك المناطق.


مقالات ذات صلة

تقديرات أميركية باستمرار حملة ترمب ضد الحوثيين 6 أشهر

العالم العربي مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أ.ف.ب)

تقديرات أميركية باستمرار حملة ترمب ضد الحوثيين 6 أشهر

وسط تقديرات أميركية باستمرار الحملة التي أطلقها الرئيس دونالد ترمب ضد الحوثيين 6 أشهر، تواصلتْ الضربات في نهاية أسبوعها الثالث على معقل الجماعة الرئيسي في صعدة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي قادة الصف الأول للحوثيين اختفوا من صنعاء وانقطع التواصل معهم (إعلام حوثي)

حوثيّو الصف الأول يختفون من صنعاء هلعاً من ضربات ترمب

اختفى كبار قادة الجماعة الحوثية من الصف الأول عن الظهور العام في صنعاء وقطعوا وسائل التواصل المعتادة هلعاً من الضربات الأميركية التي أمر بها الرئيس دونالد ترمب

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مؤيدون للجماعة الحوثية خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

العقوبات الأميركية تبدأ تجفيف أهم الموارد المالية للحوثيين

سيفقد الحوثيون ابتداء من اليوم (الجمعة) واحداً من أهم مواردهم المالية مع سريان قرار الولايات المتحدة منع استيراد المشتقات النفطية عبر المواني التي يسيطرون عليها

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي استنفار في مستشفيات صنعاء لاستقبال ضحايا الغارات الأميركية

استنفار في مستشفيات صنعاء لاستقبال ضحايا الغارات الأميركية

استقبلت مستشفيات يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين في العاصمة المختطفة صنعاء، خلال الأيام الأخيرة، عشرات القتلى والجرحى العسكريين الذين سقطوا جراء الغارات الأميركية

العالم العربي يمنيون يقيمون الأضرار في موقع تعرض للقصف الأميركي في محافظة الحديدة الساحلية (أ.ف.ب)

واشنطن تكثّف ضرب الحوثيين في صعدة وتتصيّد تحركات القادة

كثّف الجيش الأميركي ضرباته على معقل الحوثيين في صعدة، وبدأ في تصيّد تحركات قادة الجماعة على الطرقات، وذلك ضمن الحملة المتصاعدة التي أمر بها الرئيس دونالد ترمب

علي ربيع (عدن)

تقديرات أميركية باستمرار حملة ترمب ضد الحوثيين 6 أشهر

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أ.ف.ب)
مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أ.ف.ب)
TT
20

تقديرات أميركية باستمرار حملة ترمب ضد الحوثيين 6 أشهر

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أ.ف.ب)
مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أ.ف.ب)

وسط تقديرات أميركية باستمرار الحملة التي أطلقها الرئيس دونالد ترمب ضد الحوثيين 6 أشهر، تواصلتْ الضربات في نهاية أسبوعها الثالث على معقل الجماعة الرئيسي في صعدة ضمن سعي واشنطن لإرغام الجماعة المدعومة من إيران على وقف تهديد الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.

ومع توقف الهجمات الحوثية باتجاه إسرائيل منذ الأحد الماضي، يتكهن مراقبون يمنيون بتعرض قدرات الجماعة العسكرية لضربات موجعة جراء الغارات التي استهدفت مخابئهم المحصنة في الجبال والكهوف ومراكز قيادتهم ومستودعات الأسلحة.

وأفاد الإعلام الحوثي بتلقي ضربات جديدة، فجر الجمعة، استهدفت منطقة العصايد بمديرية كتاف في صعدة، إلى جانب ضربات أخرى استهدفت منطقة كهلان شرق مدينة صعدة، وجميعها مواقع تعرضت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية للاستهداف أكثر من مرة.

ولم يتحدث إعلام الجماعة عن الخسائر جراء الضربات الجديدة، ولا عن عددها، إلا أن التقديرات تشير إلى بلوغ مجمل الغارات نحو 320 غارة منذ بدء الحملة في 15 مارس (آذار) الماضي.

منظر للأضرار في منطقة ضربتها غارة جوية أمريكية في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون (أ.ف.ب)
منظر للأضرار في منطقة ضربتها غارة جوية أمريكية في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون (أ.ف.ب)

ويقول القطاع الصحي الخاضع للحوثيين إن الضربات التي أمر بها ترمب أدت حتى الآن إلى مقتل 63 شخصاً وإصابة 140 آخرين، بينهم أطفال ونساء، في حين بلغ الإجمالي منذ بدء الضربات التي تلقتها الجماعة في عهد جو بايدن 250 قتيلاً و714 مصاباً.

ومع تكتم الجماعة على الخسائر العسكرية، لم يتم التحقق من هذه الأرقام للضحايا المدنيين من مصادر مستقلة.

مليار دولار

مع تصاعد وتيرة الضربات الأميركية ضد الحوثيين، كشف مسؤولون لصحيفة «نيويورك تايمز» أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنفقت ما يقارب 200 مليون دولار على الذخائر خلال الأسابيع الثلاثة الأولى فقط من عملية «الفارس الخشن»، مع توقعات بأن تتجاوز التكلفة مليار دولار قريباً.

ونقلت الصحيفة أن الضربات الأميركية، التي أطلق عليها وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، اسم «عملية الفارس الخشن» نسبة إلى القوات التي قادها ثيودور روزفلت في كوبا خلال الحرب الإسبانية الأميركية، قد تستمر على الأرجح لمدة 6 أشهر.

آثار قصف أميركي استهدف موقعاً خاضعاً للحوثيين في الحديدة (أ.ف.ب)
آثار قصف أميركي استهدف موقعاً خاضعاً للحوثيين في الحديدة (أ.ف.ب)

وأقر المسؤولون، حسب الصحيفة، بأن الحملة الجوية لم تحقق سوى «نجاح محدود» في تقليص الترسانة العسكرية الضخمة للحوثيين، التي توجد إلى حد كبير تحت الأرض، وتشمل صواريخ وطائرات مسيرة وقاذفات، وذلك وفقاً لما أفاد به مساعدو الكونغرس وحلفاؤهم.

ويقول المسؤولون الأميركيون، الذين اطلعوا على تقييمات الأضرار السرية، إن القصف كان أكثر كثافة من الضربات التي نفذتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن، وأكبر بكثير مما أوردته وزارة الدفاع علناً.

وخلال الأيام الأخيرة كثّف الجيش الأميركي ضرباته على معقل الحوثيين في صعدة، وبدأ في تصيّد تحركات قادة الجماعة على الطرقات.

تراجع الهجمات

كان لافتاً توقف الهجمات الصاروخية الحوثية تجاه إسرائيل بعد إطلاق 10 صواريخ منذ 17 مارس (آذار) الماضي، إذ كان أحدث هجوم اعترضه الجيش الإسرائيلي، الأحد الماضي، وهو ما يؤشر على ضعف التهديد الحوثي من الناحية الاستراتيجية لإسرائيل ومحدودية قدرة الجماعة على تكثيف الهجمات.

الحوثيون تبنوا استهداف إسرائيل بـ10 صواريخ خلال 3 أسابيع دون تأثير هجومي (إعلام حوثي)
الحوثيون تبنوا استهداف إسرائيل بـ10 صواريخ خلال 3 أسابيع دون تأثير هجومي (إعلام حوثي)

وتضاف ضربات ترمب إلى حوالي ألف غارة وضربة بحرية تلقتها الجماعة في عهد إدارة جو بايدن على مدار عام ابتداءً من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، وحتى إبرام هدنة غزة بين حركة «حماس» وإسرائيل في 19 يناير الماضي.

وكانت إدارة بايدن توقفت عن ضرباتها ضد الحوثيين بعد سريان اتفاق الهدنة في غزة، كما توقفت الجماعة عن مهاجمة السفن وإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، قبل أن تعود مجدداً للتهديد بشن الهجمات تجاه السفن الإسرائيلية مع تعذر تنفيذ المرحلة الثانية من الهدنة في غزة.

ودخل الحوثيون على خط التصعيد الإقليمي بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، حيث أطلقوا نحو 200 صاروخ وطائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل، دون تأثير عسكري يُذكر، باستثناء مقتل شخص واحد في تل أبيب في يونيو (حزيران) الماضي.