«هدنة غزة»: تحركات من الوسطاء نحو «مرحلة انتقالية» لخفض التصعيد

مصدر مصري قال لـ«الشرق الأوسط» إن الدوحة ستستضيف جولة محادثات جديدة

فلسطينيون خلال احتجاجات مناهضة لـ«حماس» في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون خلال احتجاجات مناهضة لـ«حماس» في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT
20

«هدنة غزة»: تحركات من الوسطاء نحو «مرحلة انتقالية» لخفض التصعيد

فلسطينيون خلال احتجاجات مناهضة لـ«حماس» في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون خلال احتجاجات مناهضة لـ«حماس» في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

تحركات جديدة للوسطاء بشأن دعم مسار استئناف الهدنة في قطاع غزة وخفض التصعيد، في ظل مواصلة إسرائيل استهداف قيادات بارزة في «حماس»، والتي تكتفي بالحديث عن تقديم ردود إيجابية بشأن مقترحات التهدئة.

وترتكز تلك المساعي على الذهاب لمرحلة انتقالية لخفض التصعيد خلال محادثات بالدوحة، وهو ما يراه خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، فرصة أخيرة لإبرام هدنة قبل عيد الفطر، في حال نجحت المشاورات الجديدة وضغطت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

وكشف مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط»، عن أن الدوحة ستستضيف جولة محادثات غير مباشرة جديدة يتوقع أن تنضم إليها «إسرائيل و(حماس) في مسعى جديد لإبرام هدنة قبل عيد الفطر»، لافتاً إلى أن «المناقشات ستشمل تقسيم إطلاق الرهائن والأسرى الفلسطينيين على مراحل انتقالية، يخرج بموجبها، في كل مرحلة، عدد من الرهائن مقابل أسرى فلسطينيين، مع عودة دخول المساعدات، على أن يكون ذلك ضمن اتفاق أوسع بضمانات أميركية لوقف الحرب».

وأضاف المصدر ذاته: «كل شيء على الطاولة والنقاش سيحسم الأعداد وكيفية التنفيذ، وبالتالي لا يمكن الجزم بأرقام الأسرى والرهائن وتفاصيل كاملة حالياً».

وفي السياق ذاته، «توجه وفد أمني مصري، الخميس، إلى الدوحة لمواصلة المباحثات الرامية للإفراج عن الأسرى والرهائن في إطار مرحلة انتقالية للسعي لخفض التصعيد في قطاع غزة»، بحسب ما أفادت «قناة القاهرة» الإخبارية المصرية.

التحرك المصري جاء بعد ساعات من حديث رئيس فريق التفاوض في «حماس» ورئيسها بغزة خليل الحية، في بيان، الأربعاء، عن تلقي الحركة «مجموعة من المقترحات والمبادرات خلال المرحلة الماضية لوقف العدوان في قطاع غزة، وتعاملها معها بإيجابية ومسؤولية».

وبتقديرات الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء سمير فرج، فإن «تلك التحركات الجديدة تدخل ضمن خطوات مصرية - قطرية، لوقف إطلاق النار قبل العيد في مسعى للوصول بأي طريقة لإعادة إدخال المساعدات لقطاع غزة»، معرباً عن تفاؤل حذر بشأن التوصل لحل قريب، مشترطاً ضغط واشنطن على نتنياهو للتنفيذ.

ويرى أستاذ العلوم السياسية في «جامعة الأمة» بغزة، الدكتور حسام الدجني، أن تحرك وفد أمني مصري في هذا التوقيت قبل عيد الفطر يعني أن «هناك تقدماً حدث في المحادثات، وقد تحمل الأيام المقبلة احتمال حدوث وقف إطلاق نار».

ويربط ذلك التطور بموقف الإدارة الأميركية، معتبراً أنه «سيكون الأمر حاسماً حال ضغطت على نتنياهو لقبول التهدئة، خاصة أنه كان هناك حديث متداول بأن الأخير صعد عسكرياً لتمرير الموازنة، وهذا قد تم، وبالتالي، فإن احتمال توقفه عن الحرب مؤقتاً لجني مكاسب، أمر وارد».

وفي ظل التطورات الحالية، يعتقد المحلل السياسي المتخصص في الشأن الإسرائيلي، الدكتور سعيد عكاشة، أن «الكرة في ملعب (حماس) لتجاوز خطأها السابق في عدم القبول بمقترح ويتكوف، والذي تلاه التصعيد العسكري... وحالياً هناك مظاهرات ضدها بغزة».

وقال وزير الخارجية والهجرة، بدر عبد العاطي، في تصريحات صحافية، الخميس، إن جهود مصر مستمرة لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذه بمراحله الثلاث، مطالباً أطراف الاتفاق بالالتزام ببنوده، ومعرباً عن أمله في «أن تسفر الجهود عن تقدم واحتواء التصعيد الراهن».

وكان ويتكوف قدّم في 13 مارس (آذار) الحالي، اقتراحاً «مُحدَّثاً» لتمديد وقف إطلاق النار في غزة حتى 20 أبريل (نيسان) المقبل، يتضمن إطلاق عدد من الرهائن، وقبلت «حماس» بإطلاق الرهينة الأميركي - الإسرائيلي، عيدان ألكسندر فقط. وعدَّ المبعوث الأميركي رد الحركة «غير مقبول»، قبل أن يتحدث، الجمعة، عن أن «هناك مفاوضات جارية» لوقف الغارات الإسرائيلية.

ونقلت وكالة «أسوشييتد برس»، الاثنين، عن مسؤول مصري قوله، إن هناك مقترحاً مقدماً من القاهرة ينص على أن تفرج «حماس» عن 5 رهائن أحياء، من بينهم أميركي - إسرائيلي، مقابل سماح إسرائيل بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتوقف القتال لمدة أسبوع، كما ستفرج إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين، وقال مسؤول في الحركة الفلسطينية وقتها إنها «ردت بشكل إيجابي».

وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمة الأربعاء، «السعي الحثيث من القاهرة لتثبيت وقف إطلاق النار، والمضي في تنفيذ باقي مراحله»، داعياً «الشركاء والأصدقاء لحشد الجهود من أجل وقف نزيف الدم، وإعادة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة».

يأتي ذلك وسط تصعيد إسرائيلي أدى، الخميس، إلى مقتل المتحدث باسم حركة «حماس» عبد اللطيف القانوع في غارة جوية إسرائيلية استهدفت خيمته في جباليا البلد بشمال غزة، بحسب إعلام فلسطيني، ليرتفع عدد القادة القتلى على مدار أسبوع، إلى أكثر من 7، بينهم القياديان إسماعيل برهوم وصلاح البردويل.

ويتوقع عكاشة أن تبدي إسرائيل «تشدداً أكبر... وفي هذه الحالة، ستكون الهدنة في العيد صعبة التحقق إلا إذا جاء ضغط كبير على نتنياهو من واشنطن، وهذا غير مضمون حالياً».

وباعتقاد فرج، فإن مصر «ستواصل بكل الطرق محاولة تحقيق هدنة، وستجري مزيداً من المحادثات والضغوط والمشاورات مع واشنطن لخفض التصعيد والذهاب ولو لمراحل انتقالية تزيد من دخول المساعدات مقابل إطلاق سراح رهائن وأسرى فلسطينيين وإنهاء الصراع بشكل أسرع تفادياً لأي تصعيد بالمنطقة».

ويتوقف حسم جهود مصر في هذا المسار التفاوضي، بحسب الدجني، «على قدرة واشنطن على وضع ضغط أكبر على نتنياهو لقبول تهدئة قريبة».


مقالات ذات صلة

إسرائيل: 16500 جندي تعرضوا لإصابات بدنية ونفسية في غزة

شؤون إقليمية إسرائيل قالت إن أكثر من 400 جندي قتلوا منذ بدء العمليات في غزة (أرشيفية - رويترز)

إسرائيل: 16500 جندي تعرضوا لإصابات بدنية ونفسية في غزة

قالت إسرائيل إن نحو 16500 من جنودها تلقوا العلاج من إصابات بدنية ونفسية منذ أن بدأ أحد أكثر النزاعات الدموية في المنطقة منذ عام ونصف العام.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم العربي قالت «كتائب القسام» إنها قصفت مدينة أسدود برشقة صاروخية رداً على المجازر الصهيونية في غزة (أ.ب) play-circle 00:48

غارات إسرائيلية على غزة بعد قصف «حماس» لأسدود

شن سلاح الجو الإسرائيلي، مساء اليوم (الأحد)، سلسلة غارات جوية مكثفة استهدفت مناطق متفرقة في وسط وجنوب قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (القدس)
العالم العربي مئات من الفلسطينيين يطالبون بوقف الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023 (رويترز)

مظاهرة في غزة تطالب برحيل «حماس»

شهد مخيم جباليا شمال قطاع غزة، الأحد، مظاهرة شارك فيها المئات من الفلسطينيين، مطالبين بوقف الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية متظاهرون يرفعون أعلاماً ولافتات في تل أبيب في 27 مارس 2025 خلال احتجاج على تحرك لإقالة رئيس «الشاباك» والمستشارة القضائية للحكومة (أ.ف.ب)

حرب الجنرالات تستعر في إسرائيل

تستعر حرب جنرالات على سياسات الحكومة التي يتهمها رئيس جهاز الأمن العام المقال رونين بار بخوض حروب زائدة وغير ضرورية.

نظير مجلي (تل أبيب)
شمال افريقيا اللواء سمير فرج مدير الشؤون المعنوية الأسبق بالجيش المصري (الموقع الرسمي لفرج)

إشادة مسؤول عسكري مصري أسبق بـ«حماس» تثير جدلاً

أثار حديث المدير الأسبق لإدارة الشؤون المعنوية بالجيش المصري، اللواء سمير فرج، حول دور حركة «حماس» في إحياء القضية الفلسطينية تفاعلاً «سوشيالياً».

أحمد عدلي (القاهرة )

بعد تجول السيسي وماكرون فيه... ماذا نعرف عن سوق «خان الخليلي» بالقاهرة؟

الرئيسان المصري والفرنسي في «خان الخليلي» (رويترز)
الرئيسان المصري والفرنسي في «خان الخليلي» (رويترز)
TT
20

بعد تجول السيسي وماكرون فيه... ماذا نعرف عن سوق «خان الخليلي» بالقاهرة؟

الرئيسان المصري والفرنسي في «خان الخليلي» (رويترز)
الرئيسان المصري والفرنسي في «خان الخليلي» (رويترز)

وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء أمس (الأحد) إلى القاهرة في زيارة رسمية تركز على إنهاء الحرب في غزة.

واصطحب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نظيره ماكرون لتناول العشاء في سوق خان الخليلي التاريخي وتجولا وسط الحشود التي استقبلتهما بحرارة والتقطت الصور التذكارية معهما، في لقطات تم تداولها على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبرها الكثيرون رسالة تأكيد على تمتع مصر بالأمن والأمان والاستقرار.

السيسي وماكرون في «خان الخليلي» (أ.ف.ب)
السيسي وماكرون في «خان الخليلي» (أ.ف.ب)

فماذا نعرف عن «خان الخليلي»؟

يعد سوق «خان الخليلي» من أقدم وأعرق أسواق القاهرة والشرق الأوسط؛ فعمره يزيد على 600 عام، وسُمي بهذا الاسم نسبة لمؤسسه الأمير جركس الخليلي من مدينة الخليل بفلسطين، وهو أحد الأمراء المماليك.

ويعد هذا السوق واحداً من 38 سوقاً كانت موزعة أيام المماليك على محاور القاهرة.

مصرية تصافح السيسي أثناء تجوله مع ماكرون في «خان الخليلي» (رويترز)
مصرية تصافح السيسي أثناء تجوله مع ماكرون في «خان الخليلي» (رويترز)

ويعتبر السوق من أبرز مناطق الجذب السياحي في القاهرة، وهو معروف بازدحامه الشديد في أغلب الأوقات، وهو عبارة عن أزقَّة ضيقة تصطف على جانبيها بازارات لبيع التحف والمشغولات النحاسية والفضية واليدوية، ومحلات العطور، والتوابل، والبرديات، والأكسسوارات ذات الطابع الفرعوني، والمطاعم الشعبية.

وتشتهر المنطقة بالعديد من المقاهي، أشهرها «مقهى الفيشاوي» التاريخي الشهير الذي لا يغلق أبوابه على مدار الـ24 ساعة.

كما يقع السوق بالقرب من جامع الأزهر ومسجد الحسين.

ماكرون يحمل طفلة مصرية أثناء تجوله في «خان الخليلي» (رويترز)
ماكرون يحمل طفلة مصرية أثناء تجوله في «خان الخليلي» (رويترز)

وكانت المنطقة مصدر إلهام للكثير من الكتّاب والأدباء، أبرزهم نجيب محفوظ الذي تحمل إحدى رواياته اسم «خان الخليلي»، والتي تم تحويلها إلى فيلم سينمائي.

وقد تناول السيسي وماكرون العشاء في مطعم راقٍ شهير يحمل اسم «نجيب محفوظ».

رد فعل ماكرون

نشر الرئيس الفرنسي على حسابه بموقع «إكس» مقطع فيديو قصيراً يُظهر لقطات من زيارته للسوق بصحبة السيسي، مع خلفية لأغنية «حلوة يا بلدي» للمطربة الراحلة داليدا، وعلق عليه بقوله: «شكراً لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وللشعب المصري على هذا الاستقبال الحار. هذه الحماسة، وهذه الأعلام، وهذه الطاقة التي تليق بخان الخليلي: تحية نابضة للصداقة التي تجمع بين مصر وفرنسا».

وتداول الآلاف من رواد مواقع التواصل مقطع الفيديو، مشيدين بتجول الرئيسين بأمان في منطقة من أزحم مناطق القاهرة.