هل ما زال منتخب البرتغال هو «كريستيانو رونالدو شو»؟

كريستيانو رونالدو قائد منتخب البرتغال (د.ب.أ)
كريستيانو رونالدو قائد منتخب البرتغال (د.ب.أ)
TT
20

هل ما زال منتخب البرتغال هو «كريستيانو رونالدو شو»؟

كريستيانو رونالدو قائد منتخب البرتغال (د.ب.أ)
كريستيانو رونالدو قائد منتخب البرتغال (د.ب.أ)

تتساءلون كيف ستكون الحياة مع المنتخب البرتغالي عندما يرحل كريستيانو رونالدو أخيراً.

وبحسب شبكة «The Athletic»، ربما يكون الوضع أشبه بمأساة مسلسل «دالاس» عندما توفي البطل بوبي إيوينغ. لقد تعرّض المسلسل لانتقادات لاذعة من دونه، وتدهورت مسيرة الممثل باتريك دافي، لذا، أعادوه من بين الأموات، وبالتالي قد يُمنح رونالدو دوراً تدريبياً يوماً ما، فهو مدرب بالفعل.

أو قد تزدهر البرتغال من دون نجمها الرئيسي، كما هو الحال مع مسلسل «صراع العروش» من دون نيد ستارك. ربما يُشكّل ذلك جيلاً ذهبياً من المهاجمين الذين يستطيعون أخيراً التعبير عن أنفسهم بشكل صحيح.

من يدري؟ يبدو أننا لن نعرف ذلك أبداً.

على أي حال، رأينا لمحة أخرى عن هذا الأخير في لشبونة مساء الأحد عندما برز لاعبون آخرون في فوز مثير بنتيجة 5 - 2 (5 - 3 في مجموع المباراتين) في ربع نهائي دوري الأمم الأوروبية على الدنمارك.

أعلن فرانسيسكو ترينكاو، لاعب سبورتينغ لشبونة المعار سابقاً إلى وولفرهامبتون في الدوري الإنجليزي الممتاز، عن نفسه على الساحة الدولية بهدفين رائعين حسما المباراة لصالح البرتغال، وساهم ديوغو جوتا في اختراق دفاع الدنماركيين العنيدين بدخوله القوي من مقاعد البدلاء، وحسم غونسالو راموس، صاحب الرقم 9 الدائم، المباراة بهدفه الثامن في 15 مباراة دولية (سبع منها لعب أساسياً). كان فرانشيسكو كونسيساو مفعماً بالحيوية والنشاط، وكان نونو مينديز ديناميكياً بشكل لافت، وعاد برونو فرنانديز إلى الواجهة... ومع ذلك... من الصعب تخيل لاعب كرة قدم يتمتع بطاقة الشخصية الرئيسية أكثر من رونالدو، أعظم لاعب كرة قدم في التاريخ (حسب رأيه هو).

في حال فاتتك، إليك لمحة عن فترة توقف رونالدو الدولية. تذكر، كل ما فعله في الواقع هو تسجيل هدف واحد من مسافة قريبة، ومع ذلك تمكن من أن يكون نجم المباراة لأربعة أيام متتالية.

الخميس: خسرت البرتغال 1 - 0 أمام الدنمارك في مباراة الذهاب في كوبنهاغن، لكن، إلى جانب المدرب روبرتو مارتينيز، كان رونالدو محور تداعيات أدائه البائس، حيث لم يسدد على المرمى سوى تسديدة واحدة.

الجمعة: تُركّز معظم أخبار المباراة على احتفال راسموس هويلوند المُقلّد لرونالدو بـ«سيووو».

السبت: يعقد رونالدو مؤتمراً صحافياً يُهاجم فيه الصحافة البرتغالية، بما في ذلك صحافي يُخطئ بالنظر إلى حاسوبه المحمول (لكتابة ما يقوله رونالدو) بدلاً من النظر مباشرة إلى عينيه.

يقول رونالدو: «شاهدتُ بعض المؤتمرات الصحافية في الأيام القليلة الماضية، ولم يُعجبني ما رأيته».

وأردف: «عندما يسألني أحدهم سؤالاً، أريدك أن تنظر في عينيّ، لا أن تنظر إلى حاسوبك، فلديك الوقت الكافي للنظر إلى حاسوبك لاحقاً. انظر إلي عندما تتحدث، وقل الحقيقة. إذا اضطررتُ لتكرار هذا الكلام عشر مرات، فسأكرره عشر مرات. نحن مستعدون للغد، لا للعب كما فعلنا قبل أيام قليلة».

الأحد: حصل رونالدو على ركلة جزاء في الدقيقة الثالثة ونفذها بنفسه، مرتكباً ما قد تكون أسوأ ركلة جزاء في مسيرته عندما تلعثم، وتوقف، ثم أرسل ركلة جزاء سهلة منخفضة تصدى لها كاسبر شمايكل.

خلال معظم المباراة، بدت المباراة وكأنها مواجهة بين رونالدو وشمايكل، حيث تصدى الحارس لثلاث تسديدات من مهاجم البرتغال، بينما تشاجر الثنائي (اللذان يبلغ عمرهما معاً 78 عاماً) على الكرة كمراهقين عند محاولتهما استعادتها من الشباك بعد هدف البرتغال الافتتاحي.

سجل رونالدو في النهاية الهدف الثاني للبرتغال في تلك الليلة، بعد أن سدد فرنانديز كرة قوية ارتطمت بالقائم وارتدت من شمايكل، مما أدى إلى إنهاء متقن من زاوية ضيقة.

ثم تم استبداله بشكل مفاجئ في الدقيقة 90، متجهماً وربما مصاباً وهو يغادر الملعب، قبل أن يدير الفريق بشكل أساسي خلال المباراة، ثم خلال الوقت الإضافي، مُغازلاً زملاءه ومُثيراً حماس الجماهير بينما تُصوّب الكاميرا نحوه باستمرار. بعد انتهاء الوقت الإضافي، يقضي وقتاً أطول في الدردشة مع مدرب الدنمارك برايان ريمر مقارنة بمارتينيز.

ربما تجدون ما سبق مُثيراً للغضب، من منظور «عليه دائماً أن يُركز على نفسه»، أو مُضحكاً للغاية، من منظور «ممثلة درامية تُثير الدراما دائماً».

لكن مسألة ما إذا كان الوقت قد حان للبرتغال للمضي قدماً من دون لاعب النصر السعودي، مسألة خلافية. لن يرحل.

السؤال الأكثر أهمية (وإن لم يكن أكثر واقعية) هو ما إذا كان ينبغي على البرتغال المضي قدماً من دونه. ربما، ربما إشراكه من مقاعد البدلاء من حين لآخر، أو عدم إشراكه طوال المباراة.

من الواضح أن مارتينيز لا يعتقد ذلك. ربما تتذكرون أنه استبدل رونالدو مرة واحدة فقط خلال بطولة يورو 2024 (في مباراة حاسمة ضد جورجيا)، رغم عدم تسجيله أي هدف خلال البطولة، وظهوره بشكل عام كرجل في التاسعة والثلاثين من عمره لم يعد قادراً على الجري أو القفز أو ضرب الكرة برأسه، حتى في المستويات العالية التي كان يحققها سابقاً.

ومع ذلك، سجل رونالدو خمسة أهداف في ست مباريات بدور المجموعات بدوري الأمم الأوروبية في الخريف. ويظل، في أوج عطائه، وعندما يُقدم له أداءً جيداً، لاعباً رائعاً ومحترفاً.

هدافٌ بارع (15 هدفاً في 15 مباراة بتصفيات بطولة أوروبا ودوري الأمم مجتمعة)، وبالتأكيد ضد خصومٍ محدودي الإمكانيات.

الأمر ببساطة أن هناك قصة متوقعة تلوح في الأفق؛ الوصول إلى كأس العالم، اللعب في كل دقيقة، ثم الفشل في تقديم أداءٍ مُبهر (سجل هدفاً واحداً، من ركلة جزاء، في 10 مباريات في آخر بطولتي أوروبا وكأس العالم مجتمعتين).

أي انزعاجٍ في البرتغال ليس من لعب رونالدو، بل من كثرة مشاركاته، ومن الانطباع السائد بأن مارتينيز خائفٌ أو غير قادرٍ على إبعاده، بل ومترددٌ في استبداله.

عندما يكون لدى مارتينيز أيضاً رافائيل لياو (رغم أنه فشل مجدداً في التألق بقميص البرتغال)، وكونسيساو، وترينكاو، وراموس، وجوتا، ناهيك عن جواو فيليكس على مقاعد البدلاء، وبيدرو نيتو الذي أُعيد إلى تشيلسي بعد مباراة الذهاب، ولاعبين محليين ثابتين مثل بيدرو جونكالفيس، أو لاعب تشيلسي المستقبلي جيوفاني كويندا الصاعد، مدعومين باللاعبين الرائعين برونو فرنانديز وجواو نيفيز وفيتينيا في خط الوسط، فإن الخيارات المبهرة لا حصر لها.

ولكن كما رأينا في بطولة أمم أوروبا المخيبة للآمال، أو في كوبنهاغن الأسبوع الماضي، أو لمدة 86 دقيقة في لشبونة قبل أن يبدأ الدنماركيون الرائعون أخيراً في التراجع، هناك قلق من أن البرتغال مليئة بالنجوم لكنها ليست فريقاً فعالاً.

لم يقترب مارتينيز بعد من نقطة وداعه مع بلجيكا، ولكن لو لم تتأهل البرتغال بصعوبة في الوقت الإضافي هنا، لكانت الهمسات حول ملاءمته للوظيفة قد زادت إلى مستوى أكثر وضوحاً من السخط. قال يوم الأحد: «لدي خبرة كبيرة، وأنا هادئ. عندما يخسر الفريق، يكون الخطأ مني، وعندما يفوز، يكون الخطأ من اللاعبين».

هل سيصل إلى كأس العالم؟ على الأرجح. هل سيصل رونالدو؟ إنه سؤال لا يستحق حتى أن يُطرح.


مقالات ذات صلة

جائزة أميركا الكبرى للدراجات النارية: ماركيز يفوز بسباق السرعة

رياضة عالمية أصبح ماركيز أول متسابق يحصل على مركز أول المنطلقين ثماني مرات (أ.ف.ب)

جائزة أميركا الكبرى للدراجات النارية: ماركيز يفوز بسباق السرعة

حافظ مارك ماركيز متسابق دوكاتي على بدايته المثالية لموسم 2025 من بطولة العالم للدراجات النارية عندما فاز صاحب المركز الأول في التجارب التأهيلية.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
رياضة عالمية لويس انريكي (أ.ف.ب)

لويس إنريكي: سان جيرمان سيفوز بكل «لقب متاح»

يريد لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان أن يظل تركيز النادي على الألقاب المحلية والأوروبية قائما رغم ضمانه تقريبا للقب دوري الدرجة الأولى الفرنسي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية أنطونيو كونتي مدرب نابولي (د.ب.أ)

كونتي: سنكون مجانين إذا لم نؤمن بفرصنا في الفوز باللقب

يؤمن أنطونيو كونتي، مدرب نابولي، بحظوظ فريقه في الفوز بلقب الدوري الإيطالي لكرة القدم هذا الموسم، رغم تراجع نتائج الفريق مقارنة بمنافسه إنتر ميلان.

«الشرق الأوسط» (نابولي)
رياضة عالمية ليروي ساني تألق في فوز بايرن (د.ب.أ)

«البوندسليغا»: ثنائية ساني تقود بايرن لفوز صعب على سانت باولي

أحرز ليروي ساني ثنائية في الشوط الثاني ليقود بايرن ميونيخ متصدر دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم للفوز 3-2 على ضيفه سانت باولي السبت.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
رياضة عالمية نيكيتياه نجم بالاس (وسط) وفرحة اختتام الثلاثية في شباك فولهام (أ.ف.ب)

كريستال بالاس إلى نصف النهائي بفوز صريح على فولهام بثلاثية

فوز بالاس هو السادس على التوالي خارج أرضه في مختلف المسابقات، كما انه حافظ على نظافة شباكه 7 مرات متوالية


جائزة أميركا الكبرى للدراجات النارية: ماركيز يفوز بسباق السرعة

أصبح ماركيز أول متسابق يحصل على مركز أول المنطلقين ثماني مرات (أ.ف.ب)
أصبح ماركيز أول متسابق يحصل على مركز أول المنطلقين ثماني مرات (أ.ف.ب)
TT
20

جائزة أميركا الكبرى للدراجات النارية: ماركيز يفوز بسباق السرعة

أصبح ماركيز أول متسابق يحصل على مركز أول المنطلقين ثماني مرات (أ.ف.ب)
أصبح ماركيز أول متسابق يحصل على مركز أول المنطلقين ثماني مرات (أ.ف.ب)

حافظ مارك ماركيز متسابق دوكاتي، على بدايته المثالية لموسم 2025 من بطولة العالم للدراجات النارية عندما فاز صاحب المركز الأول في التجارب التأهيلية، بسباق السرعة في سباق جائزة أميركا الكبرى، السبت، ليظل بلا هزيمة ويوسع صدارته للبطولة.

وأصبح ماركيز أول متسابق يحصل على مركز أول المنطلقين ثماني مرات على حلبة واحدة عندما حقق أسرع زمن في التجارب التأهيلية في وقت سابق من اليوم، وهو الفوز الخامس له في خمسة سباقات عادية وسباقات للسرعة هذا الموسم ليرفع رصيده إلى 86 نقطة.

وأنهى أليكس شقيق ماركيز وأقرب منافسيه، والمنتمي لفريق غريسيني ريسنغ، السباق في المركز الثاني مرة أخرى ليرفع رصيده إلى 67 نقطة بينما أكمل فرانشيسكو بانيايا زميله في فريق مصنع دوكاتي منصة التتويج.

وقال مارك: «الأمور قريبة جداً، قريبة جداً! تغيرت حالة الحلبة كثيراً مع ارتفاع درجة الحرارة. في اللفة الأولى، كنت أضغط بشكل طبيعي كما هو الحال هذا الصباح، لكنني أدركت فجأة أن السيطرة على الايقاع كان سيئاً. كانت المنافسة شديدة، لكن المنافسة كانت رائعة هناك ضد بيكو (بانيايا) وأليكس. لكن في النهاية، عندما ضبطت إيقاعي، حاولت السيطرة على الفارق».

وأضاف: «ارتكبت خطأ آخر، لكنني ضغطت مجدداً. لذا، علينا العمل قليلاً غداً على الجزء الخلفي، ولكن عدا ذلك، الدراجة تعمل بشكل ممتاز».

وعلى الرغم من انطلاقه من الصف الثاني، انطلق بانيايامن خط البداية وهو في المركز السادس متصدراً السباق عند المنعطف الأول، ثم واصل انطلاقه عند المنعطف الثالث قبل أن يستعيد مارك المركز الأول، بينما تنافس زميلاه في فريق دوكاتي بشراسة بحثا عن حصد مركز.

وكاد مارك أن يفقد السيطرة على دراجته في اللفة الأولى، مما سمح لأليكس وبانيايا بتجاوزه. لكن صاحب المركز الأول عند الانطلاق لم يكن في حالة مزاجية تسمح له بتقبل المركز الثالث، واستعاد الصدارة فورا بتجاوز جريء، ليضبط ايقاع سباق السرعة.

لكن ما إن تقدم مارك بفارق واضح على حلبة الأميركيتين، حتى انطلق مسرعاً برفقة أليكس، ليوسع الشقيقان الفارق بينهما وبين بانيايا صاحب المركز الثالث.

وبذل أليكس قصارى جهده للحاق بشقيقه، لكن مارك كان يقدم أداء مميزا للغاية، وكان شقيقه الأصغر راضيا عن المركز الثاني.

وقال أليكس: «المركز الثاني هنا في تكساس أشبه بالفوز. أما المركز الثاني خلف مارك، فهو أشبه بالفوز لأنه في مستوى آخر».

وجاء خلفهما، فابيو كوارتارارو متسابق ياماها الوحيد الذي تنافس بشجاعة لنيل مركز إلى جانب المتسابقين الإيطاليين لفريق في.أر46 ريسنغ، فابيو دي جيانانتونيو وفرانكو موربيديلي.

ومع ذلك، لم يكن كوارتارارو بنفس سرعة دراجات في.أر46، خاصة على المسارات المستقيمة الطويلة، ليكتفى الفرنسي بالمركز السادس، بينما أكملت دراجات دوكاتي المراكز الخمسة الأولى.