العلماء الأميركيون يفرّون إلى أوروبا هرباً من سياسات ترمب

مؤسسات البحث الأوروبية تستقطب العقول المهاجرة وسط تخفيضات تمويلية في واشنطن.

مبنى الكابيتول الأميركي (أ.ف.ب)
مبنى الكابيتول الأميركي (أ.ف.ب)
TT
20

العلماء الأميركيون يفرّون إلى أوروبا هرباً من سياسات ترمب

مبنى الكابيتول الأميركي (أ.ف.ب)
مبنى الكابيتول الأميركي (أ.ف.ب)

تشهد أوروبا، ومعها الكثير من الدول الأخرى، موجة من الهجرة العلمية غير المسبوقة؛ حيث يسعى العلماء الأميركيون لمغادرة الولايات المتحدة بسبب سياسات إدارة دونالد ترمب التي فرضت قيوداً على بعض مجالات البحث العلمي وخفّضت تمويل وكالات الأبحاث، وفقاً لصحيفة «فاينانشيال تايمز».

جامعات عالمية تستعد للاستقطاب

تُعدّ جامعة كامبريدج واحدة من أبرز المؤسسات البحثية التي بدأت وضع خطط لاستقطاب الباحثين الأميركيين، خصوصاً في مجالات؛ مثل: الطب الحيوي والذكاء الاصطناعي. وأكدت نائبة رئيس الجامعة، ديبورا برنتيس، أن المؤسسة بدأت تخصيص تمويل إضافي لدعم المجموعات البحثية الراغبة في جذب علماء أميركيين.

وفي سياق مشابه، تتطلّع دول، مثل: فرنسا والصين، إلى استغلال هذه الفرصة، حيث أعلنت كبيرة مسؤولي العلاقات الحكومية في جمعية النهوض بالعلوم الأميركية، جواني بادرون كارني، أن جامعات ومختبرات حول العالم تتنافس الآن على استقطاب العقول العلمية الأميركية التي لم تعد تشعر بالأمان الوظيفي في الولايات المتحدة.

أشخاص يحتجون خلال تجمع خارج وزارة العمل الأميركية في واشنطن (أ.ب)
أشخاص يحتجون خلال تجمع خارج وزارة العمل الأميركية في واشنطن (أ.ب)

تخفيضات التمويل تهدّد مستقبل الأبحاث

فرضت إدارة ترمب تخفيضات حادة على ميزانية وكالات البحث العلمي، مثل المعاهد الوطنية للصحة، مما أثار قلقاً واسعاً بين الباحثين.

ورغم تدخل القضاء الفيدرالي لتعليق بعض هذه التخفيضات، لا تزال حالة عدم الاستقرار تسيطر على المشهد العلمي الأميركي.

وفي هذا الصدد، أشارت رئيسة المجلس الأوروبي للبحوث، ماريا ليبتين، إلى أن المناخ السياسي في واشنطن يحدّ من استقلالية البحث العلمي، مشددة على أن أوروبا ترحب بأي عالم يجد أن خياراته المهنية أصبحت مهدّدة في الولايات المتحدة.

تحركات أوروبية لاستقطاب المواهب

وتعمل مؤسسات بحثية في السويد وفرنسا وألمانيا على وضع برامج خاصة لجذب العلماء الأميركيين.

ففي السويد، كشف عميد معهد كارولينسكا للبحوث الطبية الحيوية، ستين لينارسون، عن خطط لاستحداث برامج زمالة تمتد بين ستة واثني عشر شهراً، توفّر للباحثين الأميركيين بيئة مستقرة لمواصلة أعمالهم.

أما في فرنسا فقد دعا وزير التعليم العالي والبحث، فيليب باتيست، المؤسسات الأكاديمية الرائدة إلى اقتراح خطط لاستقطاب العلماء الأميركيين، خصوصاً في مجالات حساسة، مثل التغير المناخي، التي شهدت تخفيضات كبيرة في الولايات المتحدة.

رئيس مجلس النواب مايك جونسون يحاول تمرير مشروع قانون لتجنّب إغلاق الحكومة الفيدرالية (أ.ف.ب)
رئيس مجلس النواب مايك جونسون يحاول تمرير مشروع قانون لتجنّب إغلاق الحكومة الفيدرالية (أ.ف.ب)

أزمة البحث العلمي في أميركا... فرصة لمنافسيها

يبدو أن الفوضى التي ضربت المشهد العلمي الأميركي قد منحت منافسي الولايات المتحدة فرصة ذهبية. فقد كشفت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية أن بكين تسعى لاستقطاب الباحثين الأميركيين ذوي الأصول الصينية، مستغلة القيود التي فرضتها واشنطن على أبحاث معينة تحت ذريعة الأمن القومي.

وبينما تستمر حالة عدم اليقين في واشنطن، تتسابق الدول الأوروبية والآسيوية لجذب أفضل العقول العلمية الأميركية، مما يطرح تساؤلات جادة حول ما إذا كانت الولايات المتحدة على وشك خسارة ريادتها في مجال البحث العلمي العالمي.


مقالات ذات صلة

فرنسا تدرس استقبال باحثين يغادرون الولايات المتحدة في عهد ترمب

العالم جامعة إيكس مارسيليا (أرشيفية)

فرنسا تدرس استقبال باحثين يغادرون الولايات المتحدة في عهد ترمب

حثّت فرنسا المؤسسات البحثية لديها على النظر في مسألة استقبال العلماء الذين يغادرون الولايات المتحدة رداً على سياسات الرئيس دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق تم العثور على جزء من الزجاج العضوي داخل جمجمة شاب من العصر الروماني (رويترز)

باحثون: ثوران بركان فيزوف حوّل دماغ إنسان روماني قديم إلى زجاج

اكتشف علماء إيطاليون أنسجة بشرية زجاجية في جمجمة شاب من العصر الروماني، مفسرين ذلك بأنه كان مستلقياً عندما انتشرت سحابة من الرماد الساخن من ثوران جبل فيزوف.

«الشرق الأوسط» (روما)
يوميات الشرق أذن الإنسان لغزٌ أيضاً (غيتي)

أذنا الإنسان تُحاولان التحرُّك عند الإنصات

قد يبدو تحريك الأذنين حركة للمُزاح في التجمّعات، أكثر من كونه مهارةً حياتيةً، لكنّ باحثين اكتشفوا أنّ البشر لا يزالون يحاولون رفع آذانهم عند التركيز في الإنصات.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق خرَّجت مدارس الرياض أكثر من 11 ألف طالب وطالبة طوال تاريخها (مدارس الرياض)

«مدارس الرياض» تحتفي بإرث تعليميّ وتاريخ عريق من رعاية الأجيال

واصل هذا الصرح التعليمي مشواره في بناء الإنسان، وانتقلت المدارس من حيّها القديم إلى وسط العاصمة السعودية، متربِّعة على مساحة كبيرة في حيّ المؤتمرات بالرياض.

عمر البدوي (الرياض)
تكنولوجيا يسعى العلماء إلى إعادة تعريف كيفية إدارة الحالات المزمنة مثل السكري مما يوفر أملاً لملايين الأشخاص حول العالم (أدوبي)

الذكاء الاصطناعي لتحديد الأنواع الفرعية لمرض السكري

يقول الباحثون إن هذه التكنولوجيا مفيدة للأفراد في المناطق النائية أو ذات التحديات الاقتصادية.

نسيم رمضان (لندن)

70 ألفاً من البيض في جنوب أفريقيا مهتمون بخطة ترمب لمنحهم اللجوء

أصدر ترمب أمراً تنفيذياً في السابع من فبراير بتقليص تمويل الولايات المتحدة لجنوب أفريقيا وأشار إلى «أعمال حكومية تغذي العنف غير المتناسب ضد أصحاب الأراضي المهمشين عرقياً» في إشارة إلى الأفريكان البيض (رويترز)
أصدر ترمب أمراً تنفيذياً في السابع من فبراير بتقليص تمويل الولايات المتحدة لجنوب أفريقيا وأشار إلى «أعمال حكومية تغذي العنف غير المتناسب ضد أصحاب الأراضي المهمشين عرقياً» في إشارة إلى الأفريكان البيض (رويترز)
TT
20

70 ألفاً من البيض في جنوب أفريقيا مهتمون بخطة ترمب لمنحهم اللجوء

أصدر ترمب أمراً تنفيذياً في السابع من فبراير بتقليص تمويل الولايات المتحدة لجنوب أفريقيا وأشار إلى «أعمال حكومية تغذي العنف غير المتناسب ضد أصحاب الأراضي المهمشين عرقياً» في إشارة إلى الأفريكان البيض (رويترز)
أصدر ترمب أمراً تنفيذياً في السابع من فبراير بتقليص تمويل الولايات المتحدة لجنوب أفريقيا وأشار إلى «أعمال حكومية تغذي العنف غير المتناسب ضد أصحاب الأراضي المهمشين عرقياً» في إشارة إلى الأفريكان البيض (رويترز)

قالت سفارة الولايات المتحدة في جنوب أفريقيا إنها تلقت قائمة تضم نحو 70 ألف شخص مهتمين بالحصول على وضع اللجوء في أميركا بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإعادة توطين أفراد أقلية الأفريكان ذات البشرة البيضاء، حيث يزعم أنهم ضحايا للتمييز العرقي من قبل الحكومة التي يقودها مسؤولون من ذوي البشرة السمراء.

وتلقت السفارة القائمة من غرفة التجارة بجنوب أفريقيا في الولايات المتحدة، والتي قالت إنها أصبحت نقطة الاتصال لأبناء جنوب أفريقيا البيض الذين يطرحون أسئلة عن البرنامج الذي أعلنت عنه إدارة ترمب الشهر الماضي. وذكرت الغرفة أن القائمة لا تشكل طلبات رسمية، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وأصدر ترمب أمراً تنفيذياً في السابع من فبراير بتقليص تمويل الولايات المتحدة لجنوب أفريقيا، وأشار إلى «أعمال حكومية تغذي العنف غير المتناسب ضد أصحاب الأراضي المهمشين عرقياً».

ووجّه الأمر وزير الخارجية ماركو روبيو ووزيرة الداخلية كريستي نوم لمنح الأولوية للإغاثة الإنسانية للأفريكان لكونهم ضحايا «للتمييز العنصري الظالم»، وإعادة توطينهم في الولايات المتحدة بموجب برنامج لجوء.