الفولكلور الفلسطيني يزهو في ليالي رمضان بالأوبرا المصرية

ضمن حفلات لفرق دول عربية

فرقة كنعان تقدم الفولكلور الفلسطيني (وزارة الثقافة المصرية)
فرقة كنعان تقدم الفولكلور الفلسطيني (وزارة الثقافة المصرية)
TT
20

الفولكلور الفلسطيني يزهو في ليالي رمضان بالأوبرا المصرية

فرقة كنعان تقدم الفولكلور الفلسطيني (وزارة الثقافة المصرية)
فرقة كنعان تقدم الفولكلور الفلسطيني (وزارة الثقافة المصرية)

ضمن برنامجها لحفلات ليالي رمضان، استضافت الأوبرا المصرية حفلاً فنياً لاستعادة التُّراث والفولكلور الفلسطيني، من خلال حفل لفرقة الموسيقى والفنون الشعبية التي قدَّمت السبت، مقطوعات غنائية وحركية من الفولكلور الفلسطيني.

واحتضن المسرح الصغير في دار الأوبرا المصرية سهرةً عربيةً لدولة فلسطين، بالتعاون مع سفارتها بالقاهرة، وقطاع العلاقات الثقافية الخارجية، وأحيت الحفل «فرقة كنعان للثقافة والفنون» التي تضمّنت لوحات ومشاهد حركية من الفلكلور الشعبي وأعمالاً غنائية تراثية ووطنية حماسية أدى عدداً منها ليندا مهدي، ومايكل أُنسي، كما شارك بها العازفان زينة (بيانو)، ومصطفى قدورة (كمان)، وفق بيان للأوبرا.

ومن بين الأعمال الغنائية التي قدمتها الفرقة أغنية «القدس العتيقة»، و«ميدلي قولو لأمه»، و«من الشباك»، و«نسَّم علينا الهوا»، و«فيها حاجة حلوة»، و«إني اخترتك يا وطني»، وشهد الحفل تفاعلاً جماهيرياً مميزاً.

وتهتم «فرقة كنعان للثقافة والفنون» بتقديم الفلكلور والتراث الفلسطيني بالمحافل الدولية، كما أن الفرقة فازت في المركز الأول بمسابقة «إبداع الوطن العربي» التابعة لوزارة الشباب والرياضة المصرية لعام 2019.

وشاركت الفرقة من قبل في مهرجانات متخصصة كثيرة، منها «الطبول الدّولي» في مصر، ومهرجان أسوان الدولي للفنون، و«الموسيقى العربية» مع الفنان عاصي الحلاني، و«مهرجان دمنهور للفنون الشعبية»، وغيرها من المهرجانات والفعاليات داخل مصر وخارجها.

الفولكلور الفلسطيني في الأوبرا المصرية (وزارة الثقافة المصرية)
الفولكلور الفلسطيني في الأوبرا المصرية (وزارة الثقافة المصرية)

يأتي هذا الحفل ضمن برنامج السهرات العربية التي تُنظمها الأوبرا المصرية خلال رمضان، حيث أعلنت من قبل عن حفلات عدّة للفرق العربية والإسلامية، بالاتفاق مع سفارات الدول المختلفة.

إلى جانب الفرق العربية، نظّمت الأوبرا المصرية على مسارحها المختلفة في القاهرة والإسكندرية ودمنهور حفلات رمضانية متنوعة، من بينها عرض «الليلة الكبيرة» الذي أعلنت عنه، ومجموعة من الحفلات للإنشاد الديني، مثل حفل الشيخ ياسين التهامي، الأحد.

وتستمر حفلات الأوبرا المتنوعة خلال شهر رمضان، عبر إحياء ذكرى رموز الفن المصري مثل «كوكب الشرق» أم كلثوم، و«موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب، من خلال فعاليات متنوعة، فقد استقبل مسرح أوبرا دمنهور ليلة رمضانية في حب «كوكب الشرق»، وشملت نخبة من أعمال أم كلثوم الشهيرة، من بينها «ألف ليلة و ليلة»، و«رق الحبيب»، و«لسه فاكر».

وعلى مسرح «معهد الموسيقى العربية» قدَّمت فرقة «الحور» مجموعة من الأناشيد الدينية والغناء والموسيقى ذات الطابعين الروحاني والديني، من بينها «عودي يا ليالي الرضا»، و«يا جد السلالة»، و«أسماء الله الحسنى»، و«ماشي في نور الله»، و«والله زمان يا رمضان»، و«ميدلي هاتوا الفوانيس يا ولاد»، و«وحوي يا وحوي».


مقالات ذات صلة

السيرة الهلالية والفنون الشعبية تجدِّد ذكريات رمضان في القاهرة التاريخية

يوميات الشرق السيرة الهلالية في مقهى نجيب محفوظ بالسيدة زينب (هيئة قصور الثقافة المصرية)

السيرة الهلالية والفنون الشعبية تجدِّد ذكريات رمضان في القاهرة التاريخية

جددت رواية السيرة الهلالية وفرق الفنون الشعبية والتراثية ذكريات رمضان في الحديقة الثقافية بحي السيدة زينب بالقاهرة التاريخية.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق فيلم «الدشاش» شهد عودة محمد سعد إلى السينما بعد سنوات (الشركة المنتجة)

إيرادات هزيلة للسينما المصرية خلال موسم رمضان

طقوس موسم رمضان واجتذاب المسلسلات للناس وراء هذا الانخفاض الملحوظ في الإيرادات السينمائية، والذي يُتوقّع استمراره حتى موسم عيد الفطر.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق نقاط عدّة تجمعه بشخصية الدكتور «آدم» (إنستغرام)

سعيد سرحان لـ«الشرق الأوسط»: أنتظر نهاية «بالدم» لنحتفل بالإنجاز

يرى سعيد سرحان أنّ المنتج جمال سنان سار بخطّة مُحكَمة. فلم يتسرَّع عندما أدرك قدرات أولاد بلده الفنّية. وتطلّب الأمر جرأة لم يتشجّع أحد مؤخراً للإقدام عليها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق سوق ليالي البينالي الرمضانية تجربة متكاملة غنية بمذاقات متنوعة (بينالي الفنون الإسلامية)

ختام فعاليات «ليالي البينالي» الرمضانية تجربة ثقافية تُزاوج بين التراث والحداثة

اختتمت فعاليات برنامج «ليالي البينالي» الرمضاني الذي أقيم ضمن النسخة الثانية من بينالي الفنون الإسلامية بعد شهر حافل من الفعاليات

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق أطفال سودانيون ضمن ضيوف برش الرياض (تصوير: بشير صالح)

«إفطار البرش»... مبادرة سودانية تجهِّز موائدها قبل أذان الإفطار

أطلق، مع بداية شهر رمضان الكريم، مجموعة من السودانيين مبادرات «إفطار البرش».

فتح الرحمن يوسف (الرياض)

صديقان يعثران على كنز تاريخي بقيمة 4 ملايين دولار فينتهي بهما الأمر في السجن... لماذا؟

جورج باول (يمين) ولايتون ديفيز (بي بي سي)
جورج باول (يمين) ولايتون ديفيز (بي بي سي)
TT
20

صديقان يعثران على كنز تاريخي بقيمة 4 ملايين دولار فينتهي بهما الأمر في السجن... لماذا؟

جورج باول (يمين) ولايتون ديفيز (بي بي سي)
جورج باول (يمين) ولايتون ديفيز (بي بي سي)

تحوّل صديقان بريطانيان من «كاشفي معادن» إلى «سجينين» بعد أن أُدينا بسرقة أحد أكبر الكنوز المكتشفة في تاريخ الجزر البريطانية، بقيمة 3 ملايين جنيه إسترليني (نحو 4 ملايين دولار).

وتعود جذور القصة إلى أكثر من ألف عام، وتحديداً إلى أوائل العصور الوسطى في بريطانيا، عندما دُفنت مجوهرات ذهبية وسبائك فضية ومئات العملات المعدنية على يد شخص مجهول، يُرجَّح أنه عضو في أحد جيوش الفايكنغ التي كانت تنسحب من بريطانيا آنذاك، وفق ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وفُقدت هذه الكنوز في غياهب التاريخ حتى صباح أحد أيام يونيو (حزيران) 2015، عندما بدأ كاشفا المعادن جورج باول، من مدينة نيوبورت الويلزية، وصديقه لايتون ديفيز، من بونتيبريد المجاورة، في مسح أرض في حقل بمقاطعة هيريفوردشاير، وعندها اكتشف الثنائي الكنز المفقود منذ زمن طويل، وظنا أنهما سيُصبحان أغنياء وأن حياتهما ستتغير إلى الأبد.

لكن واحدة فقط من الأمنيتين تحققت، فقد تغيرت حياتهما إلى الأبد.

ويحتاج أي شخص إلى إذن من مالك الأرض للكشف في أرضه، ولم يكن لدى باول وديفيز إذن بالوجود في الحقل الذي اكتشفا فيه الكنز. ثم، بدلاً من إبلاغ مالك الأرض والطبيب الشرعي المحلي بالاكتشاف خلال 14 يوماً كما يقتضي القانون، وضع الثنائي الكنز في كيس بلاستيكي وعادا من حيث أتيا، ونشرا صور اكتشافهما على موقع متخصص في الكشف عن الكنوز.

وحذف الصديقان الصور من الموقع ومن هواتفهما بعد ذلك بوقت قصير، لكن الإنترنت وبرامج الكشف التابعة للشرطة «لا تنسى أبداً»، وفق «بي بي سي».

وحاول باول معرفة المزيد عن الكنز بالتواصل مع تاجر العملات، بول ويلز، في متجر تحف بكارديف. وكان ويلز برفقة تاجر التحف، جيسون سلام، وعندما رأى نحو 12 عملة فضية معروضة على طاولة، صُدم. وقال ويلز: «بدت كما لو أنها دُفنت في الأرض يوم سكها. كما لو أنها لم تُستخدم قط لشراء شيء». وأضاف: «للوهلة الأولى، ظننت أنها من العصور الوسطى، من القرن الحادي عشر أو الثاني عشر». أما سلام فكان أكثر حماسة وقال إنها ربما تعود إلى القرن السابع أو الثامن.

كذب باول وديفيز وأخبرا التجار أنهما حصلا على إذن من مالك الأرض للحفر، قبل أن يُخرجا «أجمل ما عُثر عليه»، ثلاث قطع من المجوهرات الذهبية.

وحذّر التاجران الرجلين من أنهما في منطقة خطرة، وعليهما الإعلان بصورة قانونية عن هذا الاكتشاف، لكن ويلز قال إن باول «لم يُصغِ لما قاله». وافق ويلز بعد ذلك على أخذ بعض العملات المعدنية و«الاعتناء بها».

تناهى الأمر إلى مسامع بيتر ريفيل، الذي كان مسؤولاً عن الاكتشافات في برنامج الآثار المحمولة بالمتحف البريطاني عام 2015. وقال: «كانت هناك إشاعة تدور حول العثور على شيء مهم، والتفاصيل هي أن أحدهم عثر على كنز ضخم من العملات المعدنية من العصور الوسطى، وكان هناك ما لا يقل عن 300 عملة معدنية».

استعان ريفيل بشبكة خبراء الكشف الأثري لديه لمعرفة ما إذا كان أي شخص قد سمع أي شيء مؤكد، وعادوا جميعاً قائلين إنهم سمعوا الشيء نفسه تقريباً: «عُثر على كنز ضخم من العصور الوسطى».

وصلت الصور المحذوفة التي نشرها باول وديفيز على الإنترنت إلى ريفيل، الذي بحث عن عنوان بريد إلكتروني للصديقين، وأخبرهما أن أمامهما 14 يوماً للإبلاغ عن الاكتشاف. لكن باول وديفيز لم يلتزما بالنصيحة مرة أخرى.

فلقد سلما المجوهرات لمتاحف ويلز، لكن معظم العملات المعدنية الـ300 ظل «مفقوداً». وعند هذه النقطة، بدأت الشرطة التحقيق.

وفي عام 2019، تمت إدانة باول وديفيز بالسرقة و«إخفاء ما عثرا عليه». وحُكم على باول بالسجن عشر سنوات، خُفِّضت لاحقاً إلى ست سنوات ونصف عند الاستئناف، بينما سُجن ديفيز ثماني سنوات ونصف، خُفِّضت لاحقاً إلى خمس سنوات. وأُدين ويلز، تاجر العملات، بـ«إخفاء ما عثر عليه»، وحُكِم عليه بالسجن 12 شهراً مع إيقاف التنفيذ.

قضى باول وديفيز عقوبتيهما، لكن المحكمة أمرتهما لاحقاً برد نحو 600 ألف جنيه إسترليني لكلٍّ منهما، لاعتقاد القاضي أنهما ما زالا يُخفيان بشكل غير قانوني ما يصل إلى 270 قطعة نقدية ومجوهرات بهدف التربح منها.

وبعد جلسة استماع لإنفاذ الحكم في سبتمبر (أيلول) 2024، حُكم على ديفيز بالسجن خمس سنوات وثلاثة أشهر إضافية لتخلفه عن سداد مبلغ الـ600 ألف جنيه إسترليني. أما باول، فقد فر هارباً، وأُلقي القبض عليه في نهاية المطاف واحتُجز في إدنبرة، قبل إطلاق سراحه في ديسمبر (كانون الأول). لكن عندما كان من المقرر أن يمثل أمام المحكمة في يناير (كانون الثاني) 2025 للرد على تهمة عدم سداد مبلغ الـ600 ألف جنيه إسترليني، هرب مرة أخرى، ولا يزال هارباً حتى الآن.