في الوقت الذي يشهد المسجد الحرام بمكة المكرمة (غرب السعودية) هذه الأيام في شهر رمضان المبارك توافد مئات الآلاف من المعتمرين والزوار يومياً لأداء مناسك العمرة والصلاة في الحرم المكي، تتعاضد جهود الجهات والأجهزة الحكومية في البلاد لتوفير أفضل الخدمات لضيوف الرحمن منذ الوصول وحتى المغادرة، وتهيئة كل ما من شأنه توفير الراحة لهم لأداء نسكهم بكل يسر وسهولة، وسط أجواء إيمانية وروحانية.
وضمن جهود الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وتقديم حلول نوعية تسهم في تحسين تجربة المعتمرين، أطلقت الهيئة للمرة الأولى التشغيل التجريبي لخدمة «التحلل من النسك» داخل المسجد الحرم خلال الشهر الفضيل لهذا العام بوصفها مبادرة نوعية ومبتكرة.

الخدمة تمكن المعتمرين من التحلُّل من النُّسك عبر 5 مواقع مقابل منطقة المروة، ضمن عربات يُمكنها التحرُّك في حال زيادة الحشود والتدفقات، يشرف عليها فريق متخصص وذو خبرة، يضمن توفير الخدمة بكفاءة وسرعة، باستخدام أدوات معقَّمة بالكامل متوافقة مع أعلى معايير الجودة والسلامة؛ حيث يتم استخدام تلك الأدوات لمرة واحدة فقط، للحفاظ على صحة وسلامة الزوار.
وأوضح سطام المطرفي، مسؤول مبادرة التحلل من النسك في هيئة العناية بشؤون الحرمين أن العربات توجد في الساحة الشرقية لمنطقة المروة، مشيراً إلى وجود 12 عربة متنقلة تُقدم الخدمة على مدار الساعة (10 عربات مخصصة للرجال وعربتين مخصصة للنساء)، تقدم الخدمة للمعتمرين بطريقة مريحة وآمنة.

وكشف المطرفي في حديث له مع الـ«الشرق الأوسط» عن خضوع جميع الفنيين العاملين لدورات مهنية وأخرى شرعية قبل بدء مهمة العمل على العربات وخدمة المعتمرين، كون التحلل من النسك مسألة شرعية تتطلب الإلمام بها، مشيراً إلى وجود 4 كراسي في كل عربة يعمل بها 4 فنيين كل 8 ساعات على مدار الساعة، لخدمة أكبر عدد ممكن من ضيوف الرحمن.
وعن فكرة المبادرة، قال المطرفي: «يرغب ضيوف الرحمن بعد الانتهاء من السعي والخروج من منطقة المروة في (التحلل من النسك)... وفي السابق كانوا يحضرون معهم مقصات غير معقمة يستخدمها أكثر من شخص، ولأن الهيئة العامة للعناية بالحرمين تضع نصب أعينها احتياج الضيف، رأت تفعيل هذه المبادرة من خلال عربة متنقلة تقدم الخدمة بشكل صحي وآمن للضيوف».

وأضاف: «هي الآن مبادرة تجريبية تهدف إلى دراسة الاحتياج في الميدان، وبنهاية الموسم سنرفع تقريراً عن وضع المبادرة بشكل كامل»، وتابع: «هناك إقبال كبير على عربات (التحلل من النسك) ونستهدف خدمة آلاف المعتمرين». لافتاً إلى أن مدة تقديم الخدمة لكل ضيف تتراوح بين دقيقتين و3 دقائق.
وعن العربات المُخصصة للسيدات، قال المطرفي هي عربات بها جانب كبير من الستر، وتقوم عليها مجموعة من الفنيات المتخصصات اللائي أخذن دورات مهنية وفنية للقيام بقص أطراف الشعر، مشيراً كذلك إلى تقديم خدمة خاصة لكبار السن، وذلك بتخصيص مواقع خلف العربات معزولة ومعقمة لخدمتهم وكذلك تخصيص مسار خاص لذوي الاحتياجات الخاصة لتجنب الانتظار.

وأشار مسؤول مبادرة التحلل من النسك في هيئة العناية بشؤون الحرمين إلى أن العربات تمتاز بإمكانات كثيرة، منها سهولة وسرعة تقديم الخدمة في مدة قصيرة، مشيراً إلى أن العربة تضم ماكينة شفط مركزي للنفايات والشعر، إلى جانب سهولة تنقلها من موقع إلى آخر بالتنسيق مع مركز العمليات، وذلك بمجرد أن تكون هناك حشود في المنطقة التي توجد بها.
يشار إلى أن «الحلق والتقصير» هو نسك من مناسك الحج والعمرة، وهو واجب لا يتحلل المحرم من إحرامه إلا إذا حلق أو قصَّر، ومن لم يفعل ذلك فهو لا يزال في إحرامه، وإن فعل جميع المناسك فلا يحصل له التحلل الكامل إلا بالحلق أو التقصير.
يذكر أن الهيئة عملت على تطوير الخدمات داخل الحرمين الشريفين عبر استحداث عدد من الخدمات، مع التزامها بمعايير الجودة والكفاءة، لتقديم تجربة متميِّزة لقاصدي المسجد الحرام.





