عقد رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى، ورئيس الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية، نصار نصار، وعدد آخر من مسؤولي السلطة الفلسطينية، سلسلة لقاءات في اليومَيْن الأخيرَيْن مع مسؤولين أميركيين وأوروبيين، حذّروا خلالها من أخطار السياسة والممارسات الإسرائيلية المتبعة في الضفة الغربية، التي تتسم بالتدمير والتهجير والحصار الاقتصادي والاجتماعي وتلحق أذى خطيراً بالمواطنين وتهدّد مستقبلهم.
وقال مصطفى -في اجتماع عبر تقنية الاتصال المرئي، ضم وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين، فارسين أغابيكيان شاهين، وعدداً من السفراء الفلسطينيين لدى القارة الأوروبية، وبحضور رئيس ديوان الوزير، السفير أحمد الديك- إن هناك تحركات للحكومة الفلسطينية مع الشركاء العرب والأوروبيين، وجهوداً دبلوماسية فلسطينية لتعزيز الموقف الوطني، خصوصاً في ظل التحضيرات الجارية للقمة العربية المرتقبة في الرابع من مارس (آذار)، وما سيتمخض عنها من مخرجات ذات أثر مباشر على القضية الفلسطينية.
وأضاف أن «هناك ضرورة للعمل المشترك لوقف العدوان وتعزيز الجهود الدبلوماسية، لضمان التزام المجتمع الدولي بدعم منظمة التحرير الفلسطينية، وتعزيز دورها بصفتها ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، وإنجاح استعدادات الحكومة الفلسطينية المتعلقة بخطة إعادة الإعمار، ومواصلة جهودها الحثيثة في الميدان لإغاثة شعبنا، خصوصاً في قطاع غزة وشمال الضفة الغربية».
من جانبه، قال نصار، خلال اجتماعه مع رئيس المكتب الأميركي للشؤون الفلسطينية، هانز ويكسل، في مقر الاتحاد برام الله، إن نحو 400 ألف عامل فقدوا وظائفهم، من جرّاء الممارسات الإسرائيلية. وشدد على أهمية الدور الأميركي في الضغط على الجانب الإسرائيلي لإعادة فتح المعابر التجارية مع قطاع غزة، لضمان تدفق المنتجات الصناعية وتعزيز جهود إعادة الإعمار.

وأكد نصار ضرورة استئناف حركة التجارة عبر جسر الملك حسين، محذراً من تداعيات إغلاقه على استيراد المواد الخام وانخفاض الصادرات، مشيراً إلى تأثير زيادة الحواجز الإسرائيلية على التنقل بين محافظات الضفة الغربية؛ مما أدّى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة إلى 51 في المائة. وفي ختام الاجتماع، اتفق الجانبان على مواصلة التنسيق وعقد لقاءات دورية لمتابعة القضايا المطروحة وتعزيز التعاون.
وفي السياق، أطلع محافظ طولكرم، عبد الله كميل، وفداً من الصحف والوكالات الأجنبية، على آخر اجتياح إسرائيلي غير مسبوق على مدينة طولكرم ومخيمَيْها، الذي دخل شهره الثاني. وخلال لقاء صحافي بدار المحافظة مع كل من صحيفة «الواشنطن بوست» ووكالة «بلومبرغ»، والوكالة الإسبانية، وصحيفة «فرنكفورتر» الألمانية، وصحيفة «ذا ناشيونال نيوز»، قال إن ما يُمارس في حق مخيمَي طولكرم ونور شمس، «جريمة وكارثة كبيرة، له هدف سياسي هو الترحيل والضم، وهو مختلف عن الاجتياحات السابقة التي تعرّضت لها المدينة والمخيمان، والتي وصلت إلى 62 اجتياحاً واقتحاماً منذ عام 2023».
وأضاف أن «ما يحدث هو استمرار للجريمة التي اقترفها الاحتلال في قطاع غزة، وهناك عمليات نزوح كبيرة من المخيمَيْن بما يقارب 85 في المائة من سكان مخيمَي طولكرم ونور شمس، نزحوا قسراً بفعل هذا العدوان، علاوة على عمليات التدمير والتخريب الممنهجة للبنية التحتية من شبكات الصرف الصحي والمياه، وشبكات الكهرباء، وتدمير المنازل والمحال التجارية، والأملاك الخاصة والعامة، واستهداف المواطنين».

